|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,557
|
بمعدل : 0.42 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الأدلة على مشروعية التوسل في الإسلام
بتاريخ : يوم أمس الساعة : 06:57 PM

- باعتبار أن فتح الأبواب بيد المولى تعالى، هناك سؤال حول مشروعية التوسل، وهل هو من الأبواب التي فتحها الله تعالى؟ وعلى هذا يمكننا الدخول إلى ساحة رحمته من هذا الباب؟
لا شك أن هناك العديد من الطرق التي جعلها الله تعالى لتساعد العبد على الارتباط به فجعل الصلاة وجعل الصوم وجعل العبادات كلها بل جعل الكثير من الطرق حتى قال تعالى: (سَنرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)[1].
ولم ينحصر الارتباط بأفعال عبادية معينة فقط، فحتى النظر إلى وجه العالم طريق ارتباط بالله تعالى كما في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله: “النظر إلى وجه العالم عبادة”[2]. فقد جعل الكثير من أبواب الرحمة التي أكثر تعالى منها لسعة رحمته وشدة رأفته، ففتح باب التوبة وباب الشفاعة.
وهذا أيضاً مما لا شك فيه، ولكن باعتبار أن فتح الأبواب بيد المولى تعالى يطرح هذا السؤال: هل التوسل هو من الأبواب التي فتحها الله تعالى؟ وبذلك يمكننا الدخول إلى ساحة رحمته من هذا الباب؟
كما لا مانع في الأصل من فتح هذا الباب، وهو لا يتنافى مع الصفات الإلهية بل على العكس فرحمته تعالى أوسع من أن تضيق عن فتح أبواب كهذه ليرد بواسطته العباد.
فليس الكلام في إمكان ذلك، بل الكلام في ثبوته، فهل هناك دليل شرعي يدل على شرعية التوسل؟
وعندما نراجع القرآن الكريم والروايات الشريفة سنجد الكثير من الأدلة الدالة على ذلك، وسنستعرضها فيما يلي:
أدلة التوسل
هناك نوعان من الأدلة الدالة على تشريع التوسل:
النوع الأول:
النصوص الشرعية التي تنقل قصص التوسل الواقعة من الأنبياء أو من غيرهم مع عدم الاعتراض عليهم في ذلك، ومن هذه النصوص:
1- إن آدم عليه السلام قد توسل بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما تقول الرواية: “… قال: ربّي أسألك بحقّ محمّد لما غفرتَ لي، فقال الله (عز وجل): يا آدم، كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه؟ قال: لأنك يا ربّ لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، فعلمت أنّك لم تُضِفْ إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك…”[3].
2- أبناء يعقوب عليه السلام بعدما كشِفَ أمرهم وبان ظلمهم توسّلوا بدعاء أبيهم النبيّ وقالوا له: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ)[4].
3- اليهود أيضا كانوا يتوسلون بنبينا الأكرم صلى الله عليه وآله ففي الرواية عن ابن عباس قال: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان… فكلّما التقوا هزمت اليهود، فعاذت بهذا الدعاء: “اللّهمّ إنّا نسألك بحقّ محمد النبي الاَمّي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا آخر الزمان إلاّ نصرتنا عليهم”، فكانوا إذا دعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان… فلما بعث صلى الله عليه وآله كفروا به فأنزل الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مصَدِّ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)[5].
النوع الثاني:
النصوص الشرعية التي تشرّع التوسل بشكل صريح:
1- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تفْلِحُونَ)[6].
وهذه الآية لا تدل على مجرد جواز التوسل، بل تعتبر أمراً مطلوباً وراجحاً.
2- قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيما)[7].
فهذه الآية الشريفة تؤكد التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله لمن ظلم نفسه، فعلى هؤلاء أن يأتوا إلى النبي صلى الله عليه وآله ليستغفر لهم الله تعالى، وحينئذٍ سيجدون الله تواباً رحيماً. وهذا واضح في كون التوسل باب من أبواب رحمته تعالى.
3- قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رسُولُ اللهِ لَوَّوْا رؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهم مسْتَكْبِرُون).
فهذه الآية الكريمة ذمت الذين يرفضون إتيان رسول الله صلى الله عليه وآله ليكون وسيلتهم إلى الله تعالى فيستغفر لهم، وذمت استكبارهم عن ذلك. من كتاب معرفة أهل البيت (عليهم السلام)/جمعية المعارف الإسلامية الثقافية [1] – سورة فصلت، الآية/53.
[2] – بحار الأنوار، ج1، ص195.
[3] – دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ج5، ص489، ط دار الكتب العلمية بيروت.
[4] – سورة يوسف، الآية/97.
[5] – سورة البقرة، الآية/89.
[6] – سورة المائدة، الآية/35.
[7] – سورة النساء، الآية/64.
|
|
|
|
|