لكن لمآذآ كل هذآ التردد والقلب ميآل إليهآ . . أسباب كثيره جعلت علي بن ابي طالب يتردد في خطبة فاطمه وهي بنت ابن عمه ,. لعل احدها كونه معدما لايملك مايقدمه مهرا لهذه الوردة الطاهره وهي التي تستحق الكثير الكثير .....
لكن كيف اصبح علي معدما وهو يملك شارفين من غنائم بدر ..؟ لقد ذهب كل شيء واختفت الناقتان ذهبتآ مع الريح والخمر ... وبقي علي وحيدا يملأه الهم وتفيض عيناه من الحزن لقد رأى شيئا مكدرا .. رأى بقرتيه قد بقرت بطونهما وسال دمهما واقتطعت اسنمتهما وهو لم يرتكب خطأ في حق احد والذي زاد في حزن علي وكدره ان الذي فعل ذلك بمهر فاطمه كان عمه وعمهآ حمزه بن عبدالمطلب ذلك الأسد الهصور والفاتك الجسور ..
هذا ما سنعرفه من علي نفسه فيقول : (( كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان رسول الله ص أعطاني شارفا من الخمس يومئذ , فلما اردت ان ابتني بفاطمه بنت رسول الله ص واعدت رجلا صواغا من بني "قينقاع" يرتحل معي فنأتي بإذخر اردت ان ابيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي فبينا انا اجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان الى جنب حجرة رجل من الأنصار وجمعت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد اجتبت اسنمتهما وبقرت خواصرهما واخذت من اكبادهما فلم املك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما قلت : من فعل هذآ ؟ قالوآ : فعله حمزه بن عبدالمطلب , وهو في هذا البيت في شرب "1" من الانصار غنته قينة واصحابه فقالت في غنائها : فقام حمزه بالسيف فاجتب اسنمتهما وبقر خواصرهما فأخذ من اكبادهما .. قال علي : فانطلقت حتى ادخل على رسول الله ص وعنده زيد بن حارثه فعرف رسول الله ص في وجهي الذي لقيت فقال رسول الله ص مآلك؟ قلت يارسول الله والله مارأيت كاليوم قط عدا حمزه على ناقتي فاجتب اسنمتهما وبقر خواصرهما وهاهو ذا في بيت معه شرب قال : فدعا رسول الله ص بردائه فارتداه ثم انطلق يمشي واتبعته انا وزيد بن حارثه حتى جاء الباب الذي فيه حمزه فاستأذن فأذنوا له فإذا هم شرب .. فطفق رسول الله ص يلوم حمزه فيما فعل فإذا حمزه محمره عيناه فنظر حمزه الى رسول الله ص ثم صعد النظر الى ركبتيه ثم صعد النظر فنظر الى سرته ثم صعد النظر فنظر الى وجهه فقال حمزه : وهل انتم إلآ عبيد لأبي ؟!! فعرف رسول الله ص انه ثمل فنكص رسول الله ص على عقبيه القهقرى وخرج وخرجنا معه)) "2" فلا فائده من العتاب واللوم اذا لم تذهب الخمره من رأس شاربها ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الشرب هم الجماعه الذين اجتمعوا على شرب الخمر
2 حديث صحيح رواه البخاري (4003) ومسلم
العرض الشجري