ذكرت ممانعة الامام علي عليه السلام عن مبايعة ابي بكر مصادر سنية كثيره منها :
البخاري ومسلم في صحيحيهما ، عن عائشة في حديث قالت : وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الأشهر . . . ( 12 ) . وذكر تخلفه عليه السلام أيضا ابن حجر في فتح الباري ، ونقله عن المازري ( 13 ) . وكذا ذكره ابن الأثير في أسد الغابة ( 14 ) ، وفي الكامل في التاريخ ( 15 ) ، والحلبي في السيرة الحلبية ( 16 ) ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ( 17 ) ، والطبري في الرياض النضرة ( 18 ) ، واليعقوبي في تاريخه ، وأبو الفداء في المختصر في أخبار البشر ( 19 ) .
كما لم يكن الامام علي وحده من بني هاشم قد امتنع من ذلك كافة بني هاشم ، و ذكرت مصادر القوم ذلك ومنها :
ابن الأثير في أسد الغابة ( 20 ) ، وفي الكامل في التاريخ ( 21 ) .
وقال المسعودي في مروج الذهب : ولم يبايعه أحد من بني هاشم حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها ( 22 ) .
وكذا ذكره الحلبي في السيرة الحلبية ( 23 ) .
أن سيدة النساء فاطمة عليها السلام ( عاتبته على ما حصل لها من القهر بمنعها ارثها ، حتى قالت له : ما كنت شجاعاً الا بأبي ، فأمهلها حتى أذن المؤذن ، وقال : أشهد أن لا اله الا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وجذب بعض ذي الفقار وقال لها : أيما أحب اليك ذكر أبيك هكذا إلى يوم القيامة أم تعود جاهلية ؟ فقالت : رده يا أبا الحسن .
ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي فى آخر شرح نهج البلاغة .
رواية الصدوق فى علل الشرائع ص148ـ149 :
عن ابن مسعود قال : (احتجوا فى مسجد الكوفة، فقالوا : ما بال أمير المؤمنين لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية ؟ فبلغ ذلك علياً فأمر أن ينادى بالصلاة جامعة ، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا ، قالوا : صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك ، قال فان لي بستة من الأنبياء أسوة فيما فعلت ، قال الله عز وجل » لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة « قالوا ومن هم يا أمير المؤمنين ؟
قال : أولهم إبراهيم إذ قال لقومه » وأعتزلكم وما تدعون من دون الله « فإن قلتم : ان إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم ، وإن قلتم : اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي أعذر .
ولي بابن خالته لوط أسوة ، إذ قال لقومه » لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد« فإن قلتم أن لوطاً كانت له بهم قوة فقد كفرتم ، وإن قلتم لم يكن له قوة فالوصي أعذر .
ولي بيوسف أسوة ، إذ قال »رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه « فإن قلتم : ان يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم ، وإن قلتم : أنه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر .
ولي بموسي أسوة إذ قال » ففررت منكم لما خفتكم « فإن قلتم ان موسي فر من قومه بلاخوف كان له منهم فقد كفرتم ، وإن قلتم ان موسي خاف منهم فالوصي أعذر .
ولي بأخي هارون أسوة ، إذ قال لأخيه » يابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني « فإن قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا علي قتله ، فقد كفرتم . وإن قلتم استضعفوه وأشرفوا علي قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر .
ولي بمحمد صلي الله عليه وآله أسوة حين فرّ من قومه ولحق بالغار من خوفهم ، وأنامني علي فراشه ، فإن قلتم فرّ من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم وإن قلتم خافهم وأنامني علي فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي أعذر ) .