هل رسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) دعا الى الحكم من بداية البعثة ؟؟؟!!!! هل دعا الى حرب الكفّار و المشركين حين لم يكن له من الأنصار ما يكفي لقتالهم ؟؟؟!!!! ألم يعقد صلحا مع المشركين في الحديبية ؟؟؟!!!! هل كل هذا يلغي حقه ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) في الحكم السياسي ؟؟؟!!! هل من تبعه في البداية في امور التشريع و تخلّف عنه في و عن اوامره في الحرب و الأوامر السياسية يعتبر مخلصا له و للإسلام ؟؟؟!!!!!
كل الأئمة عليهم صلوات الله و سلامه تبعوا نهج جدّهم ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) فتركوا الحكم للحفاظ على الدين ... كان الأمر يتطلّب هذا ...
لكن مع الامام الحسين عليه السلام كان الأمر يتطلب خروجه ... و هل تعتقد انّه عليه السلام قد خرج ليتولّى الحكم ؟؟؟!!! هل تعتقد بأنّه عليه السلام كان يظنّ بأنّه سيهزم جيوش بني اميّة ماديا و يتقلّد أمور الحكم ؟؟؟!!!! لم تكن هذه أهدافه عليه السلام ... ليس النصر المادي ... بل النصر المعنوي و الأبدي له عليه السلام و لدين جدّه ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) ... و هل كنّا سنسمع عن الحسين او عن الحسن او عن ابيهما او عن أي من الأئمة عليهم صلوات الله و سلامه لولا ما قام به الحسين عليه السلام ؟؟؟!!!!
قال عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام : " حسين مني... و أنا من حسين "
ستقول و هل كان الاسلام سيزول لو لم يخرج الحسين عليه صلوات الله و سلامه >>> لا أدري لكنّه ان لم يزل فكان سيصلنا اسلام جديد اخترعه بني امية >>> ربما كان يبيح السكر و العربدة !!!!!
فكان خروجه لازما في تلك المرحلة ... فقتل عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام و هو يقول : " ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذوني " !!!!
هل كان لا يعني ما يقول ؟؟؟!!!!! او ربما ستنكر هذه المقولة المتواترة كما انكرت الكثير من الاحاديث الشريفة المتواترة !!!!!
انا مع الأخ النجف الاشرف أهداف الحسين عليه السلام قد تحققت بخروجه و شهادته و قتله لم تكن هزيمة ابدا ... بل كانت هزيمة اعداءه و اعداء ابيه و جده عليهم الصلاة و السلام ...
لكل مرحلة أحكام خاصة بها ... و لسنا ادرى من الأئمة عليهم صلوات الله و سلامه و الذين وصفهم جدهم ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) بالثقل الأصغر و قال تعلموا منهم و لا تعلموهم ... لسنا ادرى منهم بما كان عليهم فعله ... و ما علينا الا الطاعة و في كل الأمور
و أكرر لو عاصرت اماما و أحسنت اتباعه في امور التشريع و في مرحلة لم يطالب فيها بالخروج لقلة النصير .... و ثمّ جدّ جديد و أمرك امامك بالخروج و الحرب و المطالبة بالحكم و عصيته >>> فأنت لست من أتباعه المخلصين >>> معادلة بسيطة و صدقني ما بدها كل هاللف و الدوران
نعم الطاعة لهم في كلّ الأمور ... ان امروا بالصبر فلهم الطاعة و ان امروا بالحرب فلهم الطاعة ... فلا أتبع احدهم في السلم و اتركه او أعصيه في غير هذا ...
يا اخت أم محمد كلامك واضح ولا يحتاج إلى ترجمة.
ولكنني اعتقد أن كلامي أيضاً واضح، طاعة الأئمة واجبة نعم ولو أمر الإمام بالخروج للقتال لوجب. لكنهم لم يأمروا.
ولو قلنا أن الظرف لم يكن مهيأ لخروجهم فلماذا خرج الحسين عليه السلام.
ولو قلنا أن الحسين خرج ليفدي دين الإسلام فهذا يؤكد ما أذهب إليه أنا من أن الحاكمية غير واجبة. بل الواجب على الأئمة وما قاموا به فعلاً هو تثبيت أركان الدين وتبليغه.
وسؤال آخر - بالتأكيد لا أقصد منه الدفاع عن الأموييين - ما الذي منع بني أمية من تحريف الدين بعد استشهاد الحسين عليه السلام؟ فقد استمروا في الحكم واستمروا على ظلمهم فاستباح يزيد المدينة وغير ذلك من الجرائم التي ارتكبوها ولم يمنع استشهاد الحسين عليه السلام ذلك.
أنا لا أقلل مما فعله الحسين عليه السلام من جهاد وتضحية ولكنني أقول أنه فعل ذلك لأنه أراد تثبيت أركان الدين وأحكامه وليس لأجل الحاكمية للأئمة. تماماً كما كان الإمام علي يعلم الناس ويتولى القضاء ويبين الأحكام للخلفاء الذين سبقوه لأنه كرم الله وجهه كان يعرف أن هذا دوره ورسالته وقد أداها وبلغها كأحسن ما يكون سواء قبل أو أثناء توليه الخلافة.