الأئمة ثلاثة عشر : قد جاء في كتاب سليم راويا ذلك عن النبي قوله : " ألا وإن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختار منهم رجلين : أحدهما أنا ، فبعثني رسولا ، والآخر علي بن أبي طالب . . إلى أن قال : ألا وإن الله نظر نظرة ثانية ، فاختار بعدنا اثني عشر وصيا من أهل بيتي ، فجعلهم خيار أمتي ، واحدا بعد واحد
ونقول : إن ذلك لا يصلح سببا للطعن في الكتاب ، وذلك لما يلي :
إن من القريب جدا أن تكون كلمة " فاختار بعدنا اثني عشر " تصحيفا لكلمة بعدي ، لا سيما وإن حرف ( نا ) وحرف ( ي ) يتقاربان في الرسم إلى حد ما . بل لقد قال العلامة المجلسي وغيره : " وقد وجدنا في بعض
النسخ " بعدي " من دون تصحيف ( 1 ) . واحتمل المجلسي أيضا : أنه كان أحد عشر فصحفه النساخ ( 2 ) . ومما يدل على ذلك أيضا : أن هذا الحديث قد ذكر بعينه في موضع آخر من الكتاب ، وفيه " بعدي " بدل بعدنا ( 3 ) .
2 - إن في كتاب سليم حسب إحصائية البعض ( 4 ) أربعة وعشرين موردا غير ما نحن فيه قد نص فيها على أن الأئمة هم اثنا عشر إماما بصورة صريحة وواضحة ( 5 ) .
فلا معنى للتمسك بهذا النص الأخير للطعن على الكتاب كله بحجة أنه قد جعل الأئمة ثلاثة عشر . . فإذا كان هذا المورد الواحد دليل وضع الكتاب ، فليكن أربعة وعشرون موردا آخر دليل صحته وأصالته ، لا سيما مع الاحتمال القوي جدا بحصول التصحيف في كلمة " بعدنا
2 ) راجع البحار : ج 22 ص 150 .
( 3 ) راجع : كتاب سليم بن قيس : ج 2 ص 686 .
( 6 ) هو الشيخ محمد باقر الأنصاري الخوئيني .
( 5 ) راجع : محمد باقر الأنصاري الخوئيني : مقدمة كتاب سليم بن قيس الهلالي : ج 1 ص 172 / 180 .