السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مهلاً سهام الزهراء بورك فيكم ..، فثمة أمور..
الأول: الرواية أعلاه رويت من طريق محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف ، فالرواية لا تقوم بها حجة في نهي المولى علي عليه السلام عن تسمية عثمان حراق المصاحف ..
الثانية : قول المولى علي عليه السلام : حرق عثمان المصاحف عن ملأ منا ، كذب في كذب ؛ فلقد تواتر عن الصحابة سيما ابن مسعود أنّهم اتهموا عثمان في ذلك أنه غير في دين الله تعالى ..ـ وهذا كان من أعظن أسباب النقمة على عثمان ..
الثالث : عثمان ارتكب جرماً عظيماً ، وإثما كبيراً في حرق كتاب الله تعالى ؛ إذ حرق كتاب الله حرام بإجماع الشيعة ، وجماعة من أهل السنة ..، والمعتين هو الإماثة بالماء ..
الرابع: تواتر أن عثمان حرق المصاحف ، فهذا الذنب ثابت في عنقه ، والرواية أعلاه يمكن الاحتجاج بها بهذا المقدار ، كونه مشفوعاً بالمتواتر من سيرة ابن مسعود وغيره ، دون بقية الرواية المكذوبة ..
أظنّ أن الأستاذة أحزان سلمها الله تعالى أرادت أن تثبت كون عثمان حراقا للمصاحف فقط كونه معلوماً ضرورة، أما بقية فقرات الرواية المكذوبة فلا ؛ لضعف الإسناد وعدم الشواهد ..
متن الرواية :
أخرج ابن شبه (في تاريخ المدينة 3: 995) قال:
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن العيزار بن جرول، من رهط سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: " الله الله أيها الناس، وإياكم والغلو في عثمان وقولكم: حراق المصاحف، فوالله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب محمد، جمعنا فقال: ما تقولون في القراءة؟ يلقى الرجل الرجل فيقول: قراءتي خير من قراءتك، ويلقى الرجل الرجل فيقول: قراءتي أفضل من قراءتك، وهذا شبيه بالكفر "، قال: فقلنا: فالرأي رأيك يا أمير المؤمنين، قال: «فإني أرى أن أجمع الناس على مصحف واحد لا يختلفون بعدي، فإنكم إن اختلفتم اليوم كان الناس بعدكم أشد اختلافا» ، قلنا: فالرأي رأيك يا أمير المؤمنين، فبعث إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال: «ليكتب أحدكما ويمل الآخر، فإن اختلفتما فارفعاه إلي» ، قال: فما اختلفا إلا في التابوت، فقال أحدهما: التابوت وقال الآخر: التابوه فرفعاه إليه فقال: " إنها التابوت، وقال علي: «والله لو وليت الذي ولي لصنعت مثل الذي صنع» . حدثنا عفان، قال: حدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا علقمة بن مرثد، عن العيزار بن جرول السلمي، أنه سمع سويد بن غفلة، ذكر نحوه، ولم يذكر سعيد بن العاص ولا زيد بن ثابت ولا ما اختلفا فيه، وزاد: فقال القوم لسويد بن غفلة: آلله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي؟ فقال: آلله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي.. .
قلت أنا الهاد : إسناده ضعيف ، محمد بن أبان بن صالح الجعفي ضعيف .
جزاكم الله خيراً
أحسنتم بارك الله بكم شيخنا الفاضل الهاد عافاكم الله
اعتقد بأن القوم اثبتوا خلاف الأمة حينها مع عثمان حول هذا الأمر خاصة حتى قتلوه