أنّ سورة الأحزاب تعدل سورة البقرة:
روي عن عائشة : ((أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي (ص) في مائتي أية، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن)) (الاتقان 3 : 82، تفسير القرطبي 14 : 113، مناهل العرفان 1 : 273، الدرّ المنثور 6 : 56 ـ وفي لفظ الراغب : مائة آية ـ محاضرات الراغب 2 : 4 / 434))
وروي عن عمر وأبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : ((أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة، أو هي أطول منها، وفيها كانت آية الرجم)) (الاتقان 3 : 82 مسند أحمد 5 : 132، المستدرك 4 : 359، السنن الكبرى 8 : 211، تفسير القرطبي 14 : 113، الكشاف 3 : 518، مناهل العرفان 2 : 111، الدر المنثور 6 : 559) .
وعن حذيفة : ((قرأت سورة الأحزاب على النبي (ص) فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها)) (الدر المنثور 6 : 559).
روي عن أبي موسى الأشعري أنّه قال لقرّاء البصرة : ((كنّا نقرأ سورة نشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها، غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب)) (صحيح مسلم 2 : 726 / 1050).
سورتا الخلع والحفد:
روي أنّ سورتي الخلع والحفد كانتا في مصحف ابن عباس وأبي بن كعب وابن مسعود، وأنّ عمر بن الخطاب قنت بهما في الصلاة، وأنّ أبا موسى الأشعري كان يقرأهما .. وهما : (اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك)، (اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إنّ عذابك بالكافرين ملحق) (مناهل العرفان 1: 257، روح المعاني 1: 25).
آية الرجم: روي بطرق متعدّدة أنّ عمر بن الخطاب، قال : ((إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرجم .. والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم . فإنّا قد قرأناها)) (المستدرك 4 : 359 و 360، مسند أحمد 1 : 23 و 29 و 36 و 40 و 50، طبقات ابن سعد 3 : 334، سنن الدارمي 2 : 179).
وأخرج ابن أشته في (المصاحف) عن الليث بن سعد، قال : ((إنّ عمر أتى إلى زيد بآية الرجم، فلم يكتبها زيد لأنّه كان وحده)) (الاتقان 3 : 206).
: آية الجهاد:
روي أنّ عمر قال لعبد الرحمن بن عوف : ((ألم تجد فيما أنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة، فأنا لا أجدها ؟ قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن)) (الاتقان 3 : 84، كنز العمال 2 ح / 4741).
آية الرضاع:
روي عن عائشة أنّها قالت : ((كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله (ص) وهنّ ممّا يقرأ من القرآن)) (صحيح مسلم 2 : 1075 / 1452، سنن الترمذي 3 : 456، المصنف للصنعاني 7 : 467 و 470).
آية رضاع الكبير عشراً :
روي عن عائشة أنَّها قالت : ((نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله (ص) وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها)) (مسند أحمد 6 : 269، المحلّى 11 : 235، سنن ابن ماجة 1 : 625، الجامع لأحكام القرآن 113:14).
عدد حروف القرآن:
أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب، قال : ((القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف)) (الاتقان 1 : 242). بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار!
آية الصلاة على الذين يصلون في الصفوف الأولى: عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: ((قرأ عليّ أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلون في الصفوف الأولى. قالت : قبل أن يغيّر عثمان المصاحف)) (الاتقان 82:3).
روايات التحريف عند السنة فهي كثيرة جداً أو صحيحة أيضاً ولكنهم يعتذرون عنها غالباً بكونها تحكي نسخ التلاوة تارة وتعدد القراءات تارة أخرى وأنها على حرف من الحروف السبعة ثالثة.
ولكن يشكل عليهم رأي ابن مسعود الثابت حتى في البخاري من كونه ينكر قرآنية المعوّذتين! وكذلك يشكل عليهم وعلى أجوبتهم وجود البسملة في القرآن الكريم في جميع سور القرآن إلا براءة، ويشكل عليهم رواية البخاري عن أبي أيوب الأنصاري بأنه كان يقرأ سورة الليل هكذا: (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى, وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى, والذَّكَرَ وَالأُنثَى), وعندنا في القرآن هكذا (( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى )) (الليل:3)!
وهذا لا يستقيم عليه الجواب بالنسخ لعدم وجود معنى ومقتضي وحكمة من نسخ كلمة واحدة (ما خلق) ولا يستقيم أيضاً مع جوابهم بأن ذلك من تعدد القراءات لأن القراءات لا تعني حذف كلمة أو كلمتين وإنما هي كيفية لفظ كلمة .
ولا يصح إبدال كلمة بكلمة أخرى مرادفة هنا ليصح الاعتذار بأن القرآن نزل على سبعة أحرف لعدم وجود كلمة بديلة هنا، وكذلك لوجود كلمة (خلق) في كل الحروف السبعة في الكثير من مواضع ورودها في القرآن الكريم دون حذف أو تبديل، فدلَّ ذلك على عدم صحة الاحتجاج بالحروف السبعة أيضاً! فبطل كل ما يعتذر به عندهم من عذر نسخ التلاوة إلى القراءات وتعددها إلى الحروف السبعة المختلفة التي نزل بها القرآن لو سلّمنا بكل ذلك، وكله محل إشكال وتأمل أصلاً مع أن نفس القول بنسخ التلاوة يستلزم التحريف.
المصدر:موقع aqaed