قال السبكي في (طبقات الشافعيين ج 5 ص 51) : مما حكي من كرامات الحضرمي واستفاض : إنه قال يوما لخادمه وهو في سفر : قل للشمس تقف حتى نصل إلى المنزل. وكان في مكان بعيد وقد قرب غروبها فقال لها الخادم : قال لك الفقيه إسماعيل قفي. فوقفت حتى بلغ مكانه ثم قال للخادم : أما تطلق ذلك المحبوس؟ فأمرها الخادم بالغروب فغربت، وأظلم الليل في الحال.
وقال اليافعي في (مرآة الجنان ج4 ص 178) : من كرامات إسماعيل الحضرمي وقوف الشمس له حتى بلغ مقصده لما أشار إليها بالوقوف في آخر النهار، وهذه الكرامة مما شاع في بلاد اليمن وكثر فيها الانتشار، ومنها : إنه نادته سدرة والتمست منه أن يأكل هو وأصحابه من ثمرها، وإليه أشرت بقولي :
هو الحضرمي نجل الولي محمد *** إمام الهدى نجل الإمام الممجد
ومن جاهه أومى إلى الشمس أن قفي *** فلم تمش حتى أنزلوه بمقصد
وقال ابن العماد في (شذرات الذهب " 5 ص 362) : له [ للشيخ إسماعيل الحضرمي ] كرامات قال المطري : كادت تبلغ التواتر " إلى أن قال " : ومنها : إنه قصد بلدة زبيد فكادت الشمس تغرب وهو بعيد عنها فخاف أن تغلق أبوابها فأشار إلى الشمس فوقفت حتى دخل المدينة وإليه أشار الإمام اليافعي بقوله :
هو الحضرمي نجل النبي محمد * إلى آخر البيتين المذكورين
تعليق:
عجب عجاب يظهر من القوم..!!
نراهم قد شمروا عن سواعدهم، وبرزت أنيابهم لتقطيع هذه الفضيلة لمولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، فتجد منهم طنينا وهمهمة في صحة الحديث، وعدم وقوع الواقعة، وعدم إمكانها، وما إلي ذلك من الأمور التي أرادوا بها إطفاء نور فضائله فضلاً عن نور شخصه صلوات ربي عليه، قال تعالى : «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (32) سورة التوبة..!!
وللباحث أن يستنتج من هذه القضية إن أخبت بها أن إسماعيل الحضرمي أعظم عند الله تعالى من النبي الأعظم ووصيه أمير المؤمنين، لأن رد الشمس لعلي كان بدعائه تارة وبدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوراً، وأما إسماعيل فقد أمر خادمه أن يأمرها بالوقوف ثم أمره بأن يفك قيد أسارها بأمرها بالانصراف، أو : أشار هو إليها بالوقوف فوقفت، هذه هي العظمة والزلفة إن صحت الأحلام لكن العقلاء يدرون ورواة القصة أيضا يعلمون بأنها متى صيغت، ومهما لفقت، ولماذا نسجت