حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال : حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير قال : ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الامام فانى سألته يوما عن الامام أهو معصوم ؟ فقال نعم ، قلت له فما صفة العصمة فيه وبأي شئ تعرف ؟ فقال إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها : الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منفية عنه لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه لأنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص ولا يجوز أن يكون حسودا لان الإنسان إنما يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه ولا يجوز ان يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل فان الله فرض عليه إقامة الحدود وان لا تأخذه في الله لومة لايم ، ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله ولا يجوز له يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله عز وجل قد حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا ، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثوبا لينا لثوب خشن ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية ؟.