الحديث:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ حِفْظِهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ قَالَ لِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبَلَغَكَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ فِيمَنْ قَذَفَ عَائِشَةَ قُلْتُ لَا وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَهُمَا كَانَ عَلِيٌّ مُسَلِّمًا فِي شَأْنِهَا فَرَاجَعُوهُ فَلَمْ يَرْجِعْ وَقَالَ مُسَلِّمًا بِلَا شَكٍّ فِيهِ وَعَلَيْهِ كَانَ فِي أَصْلِ الْعَتِيقِ كَذَلِكَ
الشرح:
قوله: (حدثنا عبد الله بن محمد) هو الجعفي.
قوله: (أملى علي هشام بن يوسف) هو الصنعاني.
قوله: (من حفظه) فيه إشارة إلى أن الإملاء قد يقع من الكتاب.
قوله: (قال لي الوليد بن عبد الملك) أي ابن مروان، في رواية عبد الرزاق عن معمر " كنت عند الوليد بن عبد الملك " أخرجه الإسماعيلي.
قوله: (أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة) في رواية عبد الرزاق " فقال الذي تولى كبره منهم علي، قلت: لا " كذا في رواية عبد الرزاق وزاد " ولكن حدثني سعيد بن المسيب وعروة وعلقمة وعبيد الله كليهم عن عائشة قال: الذي تولى كبره عبد الله بن أبي قال فما كان جزمه، وفي ترجمة الزهري عن " حلية أبي نعيم"، من طريق ابن عيينة عن الزهري " كنت عند الوليد بن عبد الملك فتلا هذه الآية: (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) فقال: نزلت في علي بن أبي طالب.
فقال لي أبواي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمدكما ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه
117
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3180
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وأما علي فقال : يا رسول الله إن النساء لكثير . وإنك لقادر على أن تستخلف . وسل الجارية فإنها تصدقك . فدعا رسول الله بريرة يسألها ، وقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وهو يقول : اصدقي رسول الله !
/
ثم قال : يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس ، فاتقي الله ، وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس ، فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده .
118
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 288
خلاصة حكم المحدث:القصة صحيحة وهي عند البخاري ومسلم نحو ما هنا
وأما علي فقال : يا رسول الله إن النساء لكثير . وإنك لقادر على أن تستخلف . وسل الجارية فإنها تصدقك . فدعا رسول الله بريرة يسألها ، وقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وهو يقول : اصدقي رسول الله !
وقال الأصيلي بعد أن رواه بلفظ " مسلما " كذا قرأناه والأعرف غيره، وإنما نسبته إلى الإساءة لأنه لم يقل كما قال أسامة " أهلك ولا نعلم إلا خيرا "
بل ضيق على بريرة وقال: " لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير "
يبررون طعن عائشة لأمير المؤمنين بحسب روايتها لافكها و أنه لم يقل ( أهلك ولا نعلم إلا خيرا )
و ضيق على بريرة أيضا حين شهدت و هو من أمر النبي بسؤالها فماذا حصل
وأما علي فقال : يا رسول الله إن النساء لكثير . وإنك لقادر على أن تستخلف . وسل الجارية فإنها تصدقك . فدعا رسول الله بريرة يسألها ، وقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وهو يقول : اصدقي رسول الله !
لأن شهادة بريرة كانت في صالح عائشة و ذكرتها بالخير ّ!!
إذن المغزى من كل تلك الرواية هو اتهام الإمام علي سلام الله عليه بالافك
و انه قال عنها شرا
و سلم بأمرها أنها جاءت بالفاحشة
و أمر النبي بتركها و الزواج بغيرها
و أنه رفض شهادة بريرة بعد ان طلبها
بل قام لها و ضربها ضربا مبرحا !! لأنها شهدت بالخير لعائشة
فقال لي أبواي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمدكما ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه
117
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3180
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وأما علي فقال : يا رسول الله إن النساء لكثير . وإنك لقادر على أن تستخلف . وسل الجارية فإنها تصدقك . فدعا رسول الله بريرة يسألها ، وقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وهو يقول : اصدقي رسول الله !
/
ثم قال : يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس ، فاتقي الله ، وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس ، فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده .
118
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 288
خلاصة حكم المحدث:القصة صحيحة وهي عند البخاري ومسلم نحو ما هنا
فتشهد النبي صلى الله عليه وسلم وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد يا عائشة إن كنت قارفت سوءا أو ظلمت فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده قالت وقد جاءت امرأة من الأنصار وهي جالسة بالباب فقلت ألا تستحيي من هذه المرأة أن تذكر شيئا
إذا كانت عائشة في روايتها لم تحفظ مقام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و نالت منه بكل قدح و تجريح و تنقيص
٤١٤٢ حدثني عبد الله بن محمد قال أملى علي هشام بن يوسف من حفظه قال أخبرنا معمر عن الزهري قال قال لي الوليد بن عبد الملك أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة قلت لا ولاكن قد أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمان وأبو بكر بن عبد الرحمان بن الحارث أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لهما كان علي مسلما في شأنها.
مطابقته للترجمة من حيث إنه يتعلق بالحديث السابق الطويل، وعبد الله بن محمد أبو جعفر الجعفي البخاري المعروف بالمسندي، وهشام بن يوسف أبو عبد الرحمن الصنعاني، والوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي.
قوله: (أملى علي)، من الإملاء. قوله: (من حفظه)، فيه إشارة إلى أن الإملاء قد يقع من الكتاب. قوله: (قال لي الوليد)، وفي رواية عبد الرزاق عن معمر: كنت عند الوليد بن عبد الملك... أخرجه الإسماعيلي. قوله: (أبلغك؟) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار. قوله: (قلت: لا)، القائل هو الزهري، أي: لا، كان فيمن قذف عائشة لأن عليا، رضي الله تعالى عنه، منزه عن أن يقول مثل مقالة أهل الإفك. قوله: (أبو سلمة)، مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف،
وأبو بكر، عطف عليه تقديره: هما أبو سلمة وأبو بكر بن عبد الرحمن، والأولى أن يكون أبو سلمة عطف بيان، وأبو بكر عطف عليه، وأراد من قوله: (من قومك) قريشا، لأن أبا بكر بن عبد الرحمن مخزومي وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف زهري يجمعهما مع بني أمية رهط الوليد مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب. قوله: (قالت لهما)، أي: قالت عائشة لأبي سلمة وأبي بكر. قوله: (مسلما) بكسر اللام المشددة، كذا في نسخ البخاري وفي رواية الحموي: مسلما، بفتح اللام، فالرواية الأولى من التسليم بمعنى تسليم الأمر بمعنى السكوت، والثانية من السلامة من الخوض فيه، وقال ابن التين: ويروى: مسيئا، يعني من الإساءة، وقال صاحب (التوضيح): فيه بعد، ورد عليه بأن عياضا ذكر أنه النسفي رواه عن البخاري بلفظ مسيئا وكذا رواه أبو علي بن السكن عن الفربري.
قلت: الظاهر أن نسبة هذه اللفظة إلى علي، رضي الله تعالى عنه، من حيث إنه لم يقل مثل ما قال أسامة بن زيد: أهلك، ولا نعلم إلا خيرا، بل قال: لم يضيق الله عليك والنساء