|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 55939
 |  | 
الإنتساب : Aug 2010
 |  | 
المشاركات : 250
 |  | 
بمعدل : 0.05 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
المنتدى العقائدي 
 أين هو الله سبحانه ؟! . 
			 بتاريخ : 25-06-2012 الساعة : 12:23 AM 
 
 بسم الله الرحمان الرحيملطالما كنت في صغري أجلس قبال السماء الصافية ، أراقب كل ما فيها ، بحيث لا يفوتني طير ولا غيم ولا نجم ولا شمس ولا قمر ، ولساعات طويلة .والصلاة على محمد وآله الطاهرين
 أين هو الله سبحانه ؟!
 ربما تسألني : ولمَ كنت تجلس تتأمل بها ؟! ، ألا كنت تلتهي باللعب كباقي الصغار  ؟! .
 سؤال وجيه ، لولا أني كنت صغيرا .
 أقصد : كنت أتحسس وكأن يدا تأخذ بيدي لتريَني هذا الخلق دون أن أعي لماذا وما الهدف ؟ .
 كنت مربكا أمام عظمة السماء ، حتى أنها تغلغلت إلى أحلامي ، فأرى وكأن الكواكب الساحرة والنجوم العظيمة أمامي في السماء دون حجب البعد والمسافات ، تماما كالشمس والقمر .
 ولا أخفي أنني أثناء تلك اللحظات الساحرة  كان يراودني سؤال : أين هو الله سبحانه ؟! .
 فمثلا لو رأيت اختراعا عجيبا مبدعا لم يُرَ له مثيل ألا يراودك سؤال من هو صاحب هذا الاختراع ؟.
 ولكن .. كان يردعني تفسير لآية عظيمة في كتاب الله عزوجل : (إلى ربك المنتهى) أنه إذا وصل التفكير إلى الرب عزوجل فانتهِ عن مداومة التفكر وإلا قادك إلى الكفر .
 هذا المقدار من الردع ما كان ليروي غليلي تماما ، فالسؤال وإن كان من جهة ممنوعا ، إلا أنه من جهة أخرى أراه مشروعا .
 فبدل قولي : ما هو الله عزوجل ؟ ، أقول : لم لا أستطيع أن اسأل أين الله عزوجل ؟ .
 وبكلمة أخرى : الممنوع التفكر في ذات الله عزوجل ، تقول الإنسان حيوان ناطق ، لكن لا تستطيع أن تفرض جوابا مفاده : أن الله عزوجل كذا وكذا .
 هذا شيء ، وأنْ أقول : ما الدليل على عدم إمكانية أن أحاكم موضوع الربوبية بحظوظ البشرية ، أي بضوابط عالمنا ، شيء آخر .
 والجواب عن ذلك سهل للغاية ، ويتطلب التدرج بالتفكير :
 السؤال : ماذا يعني : " أين " " ومتى " ؟ .
 الجواب : معناهما المكان والزمان .
 السؤال : هل هما مخلوقان أم لا ؟ .
 الجواب : مخلوقان ، لأن كل شيء ما خلا الله عزوجل مخلوق ضعيف .
 أي إن الزمان ناتج عن حركة الكواكب المعينة ، والتي بدورها مخلوقات ، فهي محدودة بحدود خِلقتها وضعفها ، والنتيجة : الزمان مخلوق ، ومنه تعرف أيضا أن المكان هو صنع الله الذي اتقن ، فيكون مخلوقا أيضا  .
 السؤال : هل يمكن أن يكون الله عزوجل في ضمن مخلوق ضعيف هو نفسه تعالى قد خلقه ؟ .
 هنا النتيجة التي تحل الأزمة : أن الزمان "أين " والمكان "متى " مخلوقان لله تعالى = أنهما أضعف من أن يسيطرا على ماهية الرب تعالى ، أي بحدود الطول والعرض والارتفاع ، بمعنى أنه يؤسر في مكان وزمن معين تعالى الله عن ذلك كله .
 وبعبارة أخرى : إما أن يحوطهما الله عزوجل فهو غيرهما ، وليس في ماهيته ما يخضع لشروطهما ، وإما أن يحوطانه ويضعفانه عن الخروج من المكانية والزمانية .
 والأول صحيح والثاني باطل .
 وبذلك تعرف أن سؤال : أين الله عزوجل ، مغالطة ، أي يعتمد على مقدمة فاسدة وهي "أن الله عزوجل لابد أن يؤسر في إطار الزمان والمكان" تجعلك تتوهم أنه مثلنا يحتاج إلى المكان والزمان ، وعندما لا تجد جوابا إما أن تنكر وجوده والعياذ بالله أو تتخبط في ظلمات الريبة ، وقد تبين لك ضعف هذه المقدمة فلا تغفل .
 كأن تقول : كل إنسان حجر
 وزيد إنسان .
 فزيد حجر .
 النتيجة بالقياس المنطقي صحيحة  إلا أنها واقعا باطلة ، وذلك لأن مقدمتها فاسدة وهي كل إنسان حجر ، فتنبه ، فالمقام شبيه بذلك .
 وآخر دعواننا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين .
 
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |