منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى العقائدي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أين هو الله سبحانه ؟! . (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=150164)

أبو حسين العاملي 25-06-2012 12:23 AM

أين هو الله سبحانه ؟! .
 
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة على محمد وآله الطاهرين
أين هو الله سبحانه ؟!
لطالما كنت في صغري أجلس قبال السماء الصافية ، أراقب كل ما فيها ، بحيث لا يفوتني طير ولا غيم ولا نجم ولا شمس ولا قمر ، ولساعات طويلة .
ربما تسألني : ولمَ كنت تجلس تتأمل بها ؟! ، ألا كنت تلتهي باللعب كباقي الصغار ؟! .
سؤال وجيه ، لولا أني كنت صغيرا .
أقصد : كنت أتحسس وكأن يدا تأخذ بيدي لتريَني هذا الخلق دون أن أعي لماذا وما الهدف ؟ .
كنت مربكا أمام عظمة السماء ، حتى أنها تغلغلت إلى أحلامي ، فأرى وكأن الكواكب الساحرة والنجوم العظيمة أمامي في السماء دون حجب البعد والمسافات ، تماما كالشمس والقمر .
ولا أخفي أنني أثناء تلك اللحظات الساحرة كان يراودني سؤال : أين هو الله سبحانه ؟! .
فمثلا لو رأيت اختراعا عجيبا مبدعا لم يُرَ له مثيل ألا يراودك سؤال من هو صاحب هذا الاختراع ؟.
ولكن .. كان يردعني تفسير لآية عظيمة في كتاب الله عزوجل : (إلى ربك المنتهى) أنه إذا وصل التفكير إلى الرب عزوجل فانتهِ عن مداومة التفكر وإلا قادك إلى الكفر .
هذا المقدار من الردع ما كان ليروي غليلي تماما ، فالسؤال وإن كان من جهة ممنوعا ، إلا أنه من جهة أخرى أراه مشروعا .
فبدل قولي : ما هو الله عزوجل ؟ ، أقول : لم لا أستطيع أن اسأل أين الله عزوجل ؟ .
وبكلمة أخرى : الممنوع التفكر في ذات الله عزوجل ، تقول الإنسان حيوان ناطق ، لكن لا تستطيع أن تفرض جوابا مفاده : أن الله عزوجل كذا وكذا .
هذا شيء ، وأنْ أقول : ما الدليل على عدم إمكانية أن أحاكم موضوع الربوبية بحظوظ البشرية ، أي بضوابط عالمنا ، شيء آخر .
والجواب عن ذلك سهل للغاية ، ويتطلب التدرج بالتفكير :
السؤال : ماذا يعني : " أين " " ومتى " ؟ .
الجواب : معناهما المكان والزمان .
السؤال : هل هما مخلوقان أم لا ؟ .
الجواب : مخلوقان ، لأن كل شيء ما خلا الله عزوجل مخلوق ضعيف .
أي إن الزمان ناتج عن حركة الكواكب المعينة ، والتي بدورها مخلوقات ، فهي محدودة بحدود خِلقتها وضعفها ، والنتيجة : الزمان مخلوق ، ومنه تعرف أيضا أن المكان هو صنع الله الذي اتقن ، فيكون مخلوقا أيضا .
السؤال : هل يمكن أن يكون الله عزوجل في ضمن مخلوق ضعيف هو نفسه تعالى قد خلقه ؟ .
هنا النتيجة التي تحل الأزمة : أن الزمان "أين " والمكان "متى " مخلوقان لله تعالى = أنهما أضعف من أن يسيطرا على ماهية الرب تعالى ، أي بحدود الطول والعرض والارتفاع ، بمعنى أنه يؤسر في مكان وزمن معين تعالى الله عن ذلك كله .
وبعبارة أخرى : إما أن يحوطهما الله عزوجل فهو غيرهما ، وليس في ماهيته ما يخضع لشروطهما ، وإما أن يحوطانه ويضعفانه عن الخروج من المكانية والزمانية .
والأول صحيح والثاني باطل .
وبذلك تعرف أن سؤال : أين الله عزوجل ، مغالطة ، أي يعتمد على مقدمة فاسدة وهي "أن الله عزوجل لابد أن يؤسر في إطار الزمان والمكان" تجعلك تتوهم أنه مثلنا يحتاج إلى المكان والزمان ، وعندما لا تجد جوابا إما أن تنكر وجوده والعياذ بالله أو تتخبط في ظلمات الريبة ، وقد تبين لك ضعف هذه المقدمة فلا تغفل .
كأن تقول : كل إنسان حجر
وزيد إنسان .
فزيد حجر .
النتيجة بالقياس المنطقي صحيحة إلا أنها واقعا باطلة ، وذلك لأن مقدمتها فاسدة وهي كل إنسان حجر ، فتنبه ، فالمقام شبيه بذلك .
وآخر دعواننا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين .

الروح 25-06-2012 12:29 AM

يا موصوفا. لا يبلغ بكينونته موصوف، ولا حد محدود،
يا غائبا غير مفقود، ويا شاهدا غير مشهود
يطلب فيصاب ولم تخل منه السماوات والارض
وما بينهما طرفة عين لا يدرك بكيف ولا يؤين بأين
ولا بحيث انه نور النور
بوركتم للطرح القيم جزاكم ربي خيرا
ودي وتقديري

الروح 25-06-2012 12:30 AM

ينقل للقسم العقائدي :)

أبو حسين العاملي 25-06-2012 04:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
ولأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق أقدم لكم جزيل الشكر على دعمكم ، ومتعكم الله عزوجل بطول البقاء
شكرا جزيلا على كلماتك الداعمة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو حسين العاملي 27-06-2012 06:59 PM

رحيق من جوهر نفيس
 
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
استكمالا لبحثنا نورد هذه الرواية الشريفة :
عن الأصبغ بن نباتة - رحمه الله - : (( قال : كنّا جلوساً عند عليّ بن أبي طالب - عليه السلام - ، فأتاه يهودي ، فقال : يا أمير المؤمنين متى كان الله ؟ ، فقمنا إليه فلهزناه ، حتّى كدنا نأتي على نفسه ، فقال عليّ - عليه السلام - : خلّوا عنه .
ثمّ قال : إسمع يا أخا اليهود ما أقول لك بأذنك ، واحفظه بقلبك ، فإنّما أحدّثك من كتابك الذي جاء به موسى بن عمران ، فإن كنت قد قرأت كتابك وحفظته فإنّك ستجده كما أقول .
إنّما يُقال : "متى كان" لِـ "مَن لم يكن ثمّ كان" ، فأمّا مَن لم يزل بلا كيف يكون ، كان بلا كينونة كائن ، لم يزل قبل القبل ، وبعد البعد ، لا يزال بلا كيف ولا غاية ولا منتهى إليه ، انقطعت دونه الغايات ، فهو غاية كلّ غاية .
فبكى اليهودي ، وقال : واللهِ يا أمير المؤمنين إنّها لفي التوراة هكذا حرفاً حرفاً ، وانّي أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ))
صدق علي عليه السلام ، بل وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله ، بل وصدق الله جلا جلاله ، فعلي عليه السلام امتداد لرسول الله صلى الله عليه وآله ، والرسول تجلّ لعظمة الله عزوجل ، وحاك عنه .

ضيفة شرف 27-06-2012 07:05 PM

ماذا لو أجاب المسلم على السؤال القائل : أين الله ؟ بالقول بأن الله في السماء ...؟؟!!!

هل عليه شيء ..؟!

أبو حسين العاملي 27-06-2012 08:14 PM

رد على سؤال
 
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
أقول : يستلزم ذلك : الخلف ، والتشبيه ، والتركيب ، وخلوه من الأرض على التنزل .
توضيحه :
أما الأول : قد أسسنا أنه تعالى خالق للزمان والمكان فكيف يؤسر بهما ، أي إن كلا منهما فيهما جهة ضعف ، وهي المخلوقية والإمكان ، ألم نقل أنهما مخلوقان ؟! ، بل يلزم التبدل ، فتارة تفرضه تعالى : واجب الوجود ، وثانية : ممكنا ، لأن كل من كان في عالم الإمكان فهو ممكن ، ألا تقول مثلا : لكل من يعيش في البحر بحري ، فتأمل .
أما الثاني : قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، وهذا يعني أن كلّ شيء داخل في خِلقة غيره فهو بريء منه ، وكون الشيء في جهة معينة مشخصة محددة مأسورة بزمان ومكان هو من صفات غيره ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ونتيجة ذلك : كونه في السماء منفيا بالآية القرآنية .
وأما الثالث : أنه لو فرضنا أنه في السماء ، فهو مشار إليه ، وبالتالي لن يكون بسيطا ، إذ هو يحتاج إلى ما يقوِّم وجوده في شروط الزمان والمكان ، ما يفرض كونه مركبا ، وبالتالي يحتاج إلى تركيبه ، ليحفظ وجوده ، ومن يحتاج لحافظ لا يحفظ غيره ، ألا تتأمل في قوله تعالى : (وكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) يعني حافظا لعباده من الانهدام في عالم الفناء .
وأشار إلى ما قلناه سيد الموحدين عليه السلام : (من جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن قال فيمَ ؟ ، فقد ضمنه ، ومن قال علامَ ؟ ، فقد أخلى منه ) .
وأما الرابع : كما أشار أمير المؤمنين عليه السلام : (ومن قال علامَ ؟ ، فقد أخلى منه ) ، فمن جعله في السماء أفقده في الأرض ، وأحاجه للنزول إلى الأرض ، وبالتالي قهره لمساعدٍ يساعده في نزوله ، ثم نحيل الكلام إلى هذا المساعد ، فنقول : إما هو مخلوق أو خالق :
فإن قلت : إنه خالق مثل الله عزوجل .
قلت : فقد خرجت من إسلامك ، وعلى الدنيا السلام .
وإن قلت : مخلوق .
قلت : فما الحاجة إليه ، إذ الأثر الذي أحدثه المساعد وهو المساعدة يقدر عليها الرب ، لأنه قادر على خلق المساعد فكيف لا يقدر على خلق أثره ؟! ، تلك قسمة ضيزى .
هذا على عجالة ، أسأله جلت قدرته أن لا يحرمنا من ألطاف الحجة المنتظر عجل الله فرجه منبأ التوحيد والإشراق ، الامتداد لجده علي بن أبي طالب عليه السلام .

ضيفة شرف 27-06-2012 10:29 PM

و ما ذنب المسلم الذي يقرأ قول الله تعالى :" أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور " .. ففهم أن الله هو الذي في السماء القادر على خسف الأرض و الذي يجب أن لا نأمن غضبه و بطشه ...؟؟

هل يجب على هذا المسلم أن يقرأ كتاب فلسفة قبل أن يقرأ كتاب الله لكي لا يضل أم ماذا ؟؟!!

القناص الاول 27-06-2012 10:39 PM

أأمنتم مَن في السَّماء، وهو الْمَلَكُ الموكَّل بالعذاب، يعني جبريلَ أنْ يخسِفَ بكمُ الأرضَ بأمرِ الله تعالى، { فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }؛ أي تضطربُ وتتحرَّكُ، والمعنى: أنَّ اللهَ تعالى يحرِّكُ الأرضَ عند الخسفِ بهم حتى تضطربَ، وتتحركَ فتَعلُو بهم وهم يُخسَفُون فيها، والأرضُ تَمُورُ فوقَهم فتقلِبُهم إلى أسفل. والْمَوْرُ: التردُّدُ في الذهاب والمجيءِ؛ لأنه إذا خُسِفَ بقومٍ دارت الأرضُ فتدورُ بهم كما يدورُ الماء بمَن يُغرِقهُ.

تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني

القناص الاول 27-06-2012 10:43 PM

قرأ نافع وأبو عمرو والبزي: { أأمنتم } بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وأدخل أبو عمرو وقالون بينهما ألفاً، وقنبل: بإبدال الأولى واواً لضمة ما قبلها، وعنه وعن ورش أوجه غير هذه؛ والكوفيون وابن عامر بتحقيقهما. { من في السماء }: هذا مجاز، وقد قام البرهان العقلي على أن تعالى ليس بمتحيز في جهة، ومجازه أن ملكوته في السماء لأن في السماء هو صلة من، ففيه الضمير الذي كان في العامل فيه، وهو استقر، أي من في السماء هو، أي ملكوته، فهو على حذف مضاف، وملكوته في كل شيء. لكن خص السماء بالذكر لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأمره ونهيه، أو جاء هذا على طريق اعتقادهم، إذ كانوا مشبهة، فيكون المعنى: أأمنتم من تزعمون أنه في السماء؟ وهو المتعالي عن المكان. وقيل: من على حذف مضاف، أي خالق من في السماء. وقيل: من هم الملائكة. وقيل: جبريل، وهو الملك الموكل بالخسف وغيره. وقيل: من بمعنى على، ويراد بالعلو القهر والقدرة لا بالمكان، وفي التحرير: الاجماع منعقد على أنه ليس في السماء بمعنى الاستقرار، لأن من قال من المشبهة والمجسمة أنه على العرش لا يقول بأنه في السماء


تفسير المحيط


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:26 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025