[المتقي]

فقد عانى الشيعة الأمرين-فمنهم من هرب او قتل او سجن فظلاّ عن الفقر الشديد الذي أستولى عليهم

من جراء تلك المضايقات الكثيرة من قبل السلطة-فكان الأمام الحسن(ع) يشهد كل ذلك ويتجرع

ألاّمه كل لحظة-وفي احد الأيام المفصلة في الأحتجاج للطبرسي-والظاهر ان هذه الجلسة كانت

في الشام -ان حاشية معاوية اقترحت عليه ان يحضر الأمام الحسن (ع) ليتناولوه بألسب والشتم

والتهوين وينالو من ابيه اميرالمؤمنين(ع) -ولما وصل رسول معاوية الى الأمام(ع) أمر جاريتة

ان تحظر ثيابه فأرتداها وقصد المجلس-وحين بلغ المجلس ورأى الحاضرين عرف ماالأمر

فجلس (ع) ينتظر مايجري وإذا بمعاوية يقول :ياابا محمد لقد طلبك هؤلاء ليثبتو ان اباك كان كذا وكذا

فقال (ع)لوكنت أعلم عدد حضار المجلس لأتيت بمثلهم من بني هاشم ولاكن لابأس-

فتكلم عمرو بن العاص-وعمر بن عثمان-ومروان بن الحكم-وعدد أخر-فسمع الأمام(ع) كلامهم جميعاّ

وحين انتهو قال (ع)انت سبب كل هذا السب والشتم يامعاوية وليس هؤلاء-فهؤلاء لايستحقون جوابي

وارى ان اجيبك انت أولا -ان النبي(ص) لعن اباك وأخاك حيث لعن القائد والسائق والراكب-فأخذ(ع)

يعدد مثالب معاوية-ثم التفت لعمرو بن العاص قائلاّ-ليس لي ان اكلمك فأنت ابن ستة أشخاص وقد أقترعو

عليك فأصابت بأسم عاصم بن وائل-وهكذا كلمهم واحداّ واحداّ-ثم ألتفت الى عمرو بن عثمان وقال-

واما انت يا عمرو بن عثمان فلم تكن حقيقاّ لحمقك ان تتبع هذه الأمور فإنما مثلك مثل البعوضة أذ قالت

للنخلة:أستمسكي فأني اريد ان انزل عنكي-فقالت لها النخلة:ماشعرت بوقوعك-فكيف يشق علي نزولكي

وأني والله ماشعرت انك تحسن ان تعادي لي فيشق علي ذلك واني لمجيبك في الذي قلت-

نعم هكذا كان بعض الأصحاب والكثير من الأعداء يتعاملون مع سيد شباب اهل الجنة(ع)