[مرتضى العاملي]

قصيدة تصوّر مدى تعلّق الشاعر بشعره ، وذوبانه في ينبوع الشعر

أحيـا برحـم قصيـدتـي ملـكـاً

أنّـى لشعـري أن يحلّـق طائـرا
مـا لـم أراوغْ حرفـيَ المتحجّـرا
**
أحتـاج جـوّا صافيـا مترامـيـا
كرهت غصوني الضيّـق المتكـدرا
**
خيـلا ً أريـد ، صهيلهـا متحـرّر
تعدو وتسمو في المدى فوق الـذرا
**
أحتاجها خضـراء تشـرب فكرتـي
بكؤوس روحي كي تعيش وتثمـرا
**
وأريدها حمراء تشرب مـن دمـي
لتظلّ جمرا في السطـور مسافـرا
**
أنا لا أريـد قصيدتـي أن تختفـي
خلف الحروف أريدهـا أن تظهـرا
**
يا شعر ، تسكن دمعتي ؟! ارحل إلى
ضحكي و شدوي . لا تكنْ متآمـرا
**
ما الذنب ذنبك ؛ ذنب أوردتي التـي
حملت دمـا صعبـاً عنيـداً ثائـرا
**
أحيا بهـذا العالـم المجنـون لـم
اخترْ وجودي فيـه ، كـان مقـدّرا
**
أحيا به جسـدا وروحـي تنـزوي
فـي عالَـم حُلـم ٍ أراه و لا يـرى
**
أحيـا برحـم قصيدتـي ملكـا ولا
أنوي خروجـا للجنـون وللـورى
**
عرشـي قصائـد كلّفتنـي غاليـا
أعطيتها عمـري لأصبـح شاعـرا
**
قدّمـت قربانـا عـلـى أبوابـهـا
قلبـا ذبيحـا مفجـعـا متكـسّـرا
**
وقبلـت كـلّ شروطهـا وكتبتهـا
بدمي على ثغري فأصبـح ساحـرا
**
وضعت على صدري حديدا ساخنـا
فغدت حروفـي حينـذاك خناجـرا
**
و أزاهرا غرستْ جنـاح قريحتـي
كيما أوزّع فـي السطـور أزاهـرا
**
بيـن الخناجـر والازاهـر مثلمـا
بين الدجى والصبح نجمـي سافـرا
**
وغسلتُ أحلامـي بنبـع ضيائهـا
فغدت على جيد السطـور جواهـرا
**
أحيا برحـم قصيدتـي لا تطلبـوا
مني الخروج بـه سأبقـى شاعـرا
**
يا شعر أنت وسادتي المـلأى بـأج
نحـة عـذاب ترتقـي بـي للـذرا
**
تنسي أحاسيسي حقول الشوك فـي
جسدي المعذّب حين يعصيني الكرى
**
ما الشعرُ عندك ؟ يسألون ، كأنهـم
عن جانحيه يسائلـون الطائـرا !
**
ما الشعر عندك ؟ يسألون أما دروا
أنّي شعور قد خطـا فـوق الثـرى
**
الشعـر عنـدي أنّنـي قلـم ولـو
لم يجرِ شعر في مداده مـا جـرى
**
إنـي لأعشـق أن أقـول قصائـدا
كالطفل يعشق أن يخربـش دفتـرا
**
لاتسألوا عـن آهتـي وقصائـدي
يكفي وجودي بينكـم كـي أشعَـرا
***
مرتضى العاملي