السلام عليكم
(عبس وتولى) و (أفرأيت الذي تولى)
هو عثمان بن عفان!!
من عجائب البيان اللغوي في القرآن الكريم أن يكون الذي (عبس وتولى )
في سورة عبس , هو نفسه الذي تولى
في سورة النجم (أفرأيت الذي تولى )! فمن هو هذا الذي تولى ؟
1-( أفرأيت الذي تولى ,واعطى قليلا وأكدى , أعنده علم الغيب فهو يرى ,
أم لم يُنبأ بما في صحف موسى ,وابراهيم الذي وفى)
سورة النجم الايات 33 وما بعدها
2-( عبس وتولى, أن جاءه الاعمى ,وما يدريك لعله يزكى)
سورة عبس وتولى الايات 1 وما بعدها
.......................
الذي تولى في الايات الكريمة اعلاه من سورة النجم ؟
هو نفسه الذي تولى في سورة عبس وتولى !وهو عثمان بن عفان !!
التفاسير
-أولا في تفسير (أفرأيت الذي تولى )في سورة النجم
( أفرأيت الذي تولى ,واعطى قليلا وأكدى , أعنده علم الغيب فهو يرى ,
أم لم يُنبأ بما في صحف موسى ,وابراهيم الذي وفى)
سورة النجم الايات 33 وما بعدها
1- مجمع البيان للطبرسي
(نزلت الآيات السبع أفرأيت الذي تولى في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق ماله فقال له أخوه منالرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع يوشك أن لا يبقى لكشيء فقال عثمان: إن لي ذنوباً وإني أطلب بما أصنع رضى الله وأرجو عفوه فقالله عبد الله: أعطني ناقتك وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليهوأمسك عن الصدقة فنزلت أفرأيت الذي تولى أي يوم أحد حين ترك المركز وأعطىقليلاً ثم قطع نفقته إلى قوله وإن سعيه سوف يرى فعاد عثمان إلى ما كان عليهعن ابن عباس والسدّي والكلبي وجماعة من المفسرين)(انتهى)
-ومثله كذلك تفسير الصافي للفيض الكاشاني المتوفى 1090 هجري !
وفي تفاسير جمهور اهل السنة كذلك وردت رواية تقول ان المعني بالآية
من سورة النجم هو عثمان بن عفان كل من :
1- الكشاف للزمخشري المتوفى 538 هجرية,
2- الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب ,متوفى 606 هجرية,
3- القرطبي في تفسيره الجامع لاحكام القرآن , متوفى 671 هجرية
..........................
للتغطية والتستر على عثمان بن عفان
يقدم
1-الطبري المتوفى 310 هجرية في تفسيره (جامع البيان في تفسير القرآن)
تفسيرا اخرا فيقول
((يقول تعالى ذكره: أفرأيت يا محمد الذي أدبر عن الإيمان بالله، وأعرض عنه وعن دينه، وأعطى صاحبه قليلاً من ماله، ثم منعه فلم يعطه، فبخِل عليه. وذُكر أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة من أجل أنه عاتبه بعض المشركين، وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه، فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئاً من ماله، ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الآخرة، ففعل، فأعطى الذي عاتبه على ذلك بعض ما كان ضمن له، ثم بخل عليه ومنعه تمام ما ضمن له.))( انتهى)
الرد على الطبري لايحتاج الى تحقيق ومراجعة , فالوليد بن المغيرة عاش كافرا ومات كافرا ولم يتبع النبي صلوات الله عليه يوما كما يزعم الطبري في تفسيره , فمتى نُبأ او بُلغ الوليد بن المغيرة الكافر( بصحف موسى وابراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر اخرى) وهو عاش كافرا مشركا ومات كذلك ؟ لقد أراد الطبري التغطية على عثمان بن عفان وتبرئته من نزول الاية فيه وهو تماما ما فعله مفسروا اهل السنة غالبا في تفسير آية عبس وتولى كذلك , التي انزلت في عثمان بن عفان لكنهم جعلوها في النبي الكريم صاحب الخلق العظيم صلوات الله عليه في سبيل تبرئة الاموى عثمان بن عفان , فلعنة الله تعالى على الظالمين.
2- ابن كثيرالدمشقي اموي الهوى التوفى في 774 هجرية ,في تفسيره (تفسير القرآن العظيم ), فأنه لا يذكر انها نزلت في عثمان بن عفان الاموي مطلقا ولا في غيره بل يلوي عنق الاية ويتحول الى تفسير معانيها اللغوية فقط ويذكر روايات لاعلاقة لها بالاية مطلقا في سبيل توقي ذكر من انزلت فيه الاية !
3- البيضاوي المتوفى 685 هجرية في تفسيره انوار التنزيل فإنه كذلك لايتطرق مطلقا في الاشارة الى من انزلت فيه الاية ويترك التفسير مبهما ويتحول الى المعاني اللغوية ..ألخ
4- الشوكاني المتوفى 1250 هجرية فيذكر في تفسيره فتح القدير مايلي :
(قال مجاهد، وابن زيد،ومقاتل نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان قد اتبع رسول الله ص على دينه، فعيره بعض المشركين، فترك ورجع إلى شركه. قال مقاتل كانالوليد مدح القرآن، ثم أمسك عنه، فأعطى قليلاً من لسانه من الخير ثم قطعه. وقال الضحاك نزلت في النضر بن الحارث. وقال محمد بن كعب القرظي نزلت في أبيجهل { أعنده عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } الاستفهام للتقريعوالتوبيخ)(انتهى)
تأمل ان الشوكاني السلفي لايذكر عثمان بن عفان مطلقا ,مع العلم ان رواية ابن عباس والسدي كانت تشير الى عثمان بن عفان , ولكن الشوكاني لايتطرق الى ذلك مطلقا ويذكران ( اعطى قليلا واكدى) انزلت في احد ثلاثة من المشركين وهم الوليد بن المغيرة , والنضر بن الحارث , وأبو جهل بن هشام
كما في تفسيره اعلاه .. وهو قول يبين مدى التزييف الذي يصل اليه المفسر السني في سبيل تبرئة عثمان بن عفان !
وبالمناسبة فإن محمد بن كعب القرظي الذي نقل عنه الشوكاني قوله ان الاية انزلت في النضر بن الحارث ,هو محمد بن كعب القرظي الذي يأخذ منه مفسروا اهل السنة تأويلاتهم وهو يهودي أمه من بني النضير وأبوه من سبي بني قريظة ولم يُقتل لانه كان مراهقا , ولد محمد بن كعب القرظي في 40 هجرية , والملفت ان المفسرين السنة يأخذون منه تفاسيره ! يهودي بن يهودي بن يهودية ومولود سنة 40 هجرية ومع ذلك جعلوه مرجعا في تفاسيرهم , فلا عجب ...
...................................
ثانيا : سورة عبس وتولى
تولى التي ذُكرت في سورة النجم وأشارت الى عثمان بن عفان ,
تُذكر كذلك في سورة عبس وتولى وتُشير الى عثمان بن عفان أيضا
وهذا من عجائب التعبير في الكتاب الكريم!
- في تفسير البرهان/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) قوله تعالى: { عبس وتولى , أن جاءه الاعمى } - إلى قوله تعالى - { فأنت عنه تلهى}
- عن علي بن إبراهيم، قال: نزلت في عثمان و ابن أم مكتوم، و كان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه و آله، و كان أعمى، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و عنده أصحابه، و عثمان عنده، فقدمه رسول الله صلى الله عليه و آله على عثمان، فعبس عثمان وجهه و تولى عنه، فأنزل الله: { عبس وتولى } [يعني عثمان] { أن جاءه الاعمى , وما يدريك لعله يزكى } أي يكون طاهرا زكيا { أو يذّكر } قال: يذكره رسول الله صلى الله عليه و آله { فتنفعه الذكرى }.
ثم خاطب عثمان، فقال: { أما من استغنى , فأنت له تصدى} ، قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له و ترفعه: { وما عليك إلا يزّكى } أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي، إذا كان غنيا { وأما من جاءك يسعى } يعني ابن أم مكتوم { وهو يخشى , فأنت عنه تلهى } أي تلهو و لا تلتفت إليه.
-الطبرسي: روي عن الصادق عليه السلام: أنها نزلت في رجل من بني أمية، كان عند النبي صلى الله عليه و آله فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذر منه و عبس وجهه و جمع نفسه، و أعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك عنه و أنكره عليه .
- و قال الطبرسي أيضا: و روي أيضا عن الصادق عليه السلام قوله : كان رسول الله (صلى الله عليه و آله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال: مرحبا مرحبا، و الله لا يعاتبني الله فيك أبدا، و كان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي صلى الله عليه و آله مما يفعل به.( انتهى الاقتباس من تفسير البحراني)
........................
-ومثله كذلك اعلاه في تفسير الصافي للفيض الكاشاني في تفسير عبس وتولى ,
- وفي تفسيربيان السعادة في مقامات العبادة
للجنابذي المتوفى 1400 هجرية
وروى عن الصّادق عليه السلام :انّ المراد كان رجلاً من بنى اميّة كان عند النّبىّ صلوات الله عليه وآله فجاء ابن امّ مكتوم فلمّا رآه تقذّر منه وجمع نفسه واعرض عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه، وعن القمّىّ انّها فى عثمان وابن امّ مكتومٍ وكان مؤذّناً لرسول الله صلوات الله عليه وجاء الى رسول الله فقدّمه رسول الله صلوات الله عليه على عثمان فعبس عثمان وجهه وتولّى عنه
.................
وختاما فلا عجب من الذين يقبلون ان يوصف النبي العظيم صلوات الله عليه بالذي (يهجر) اي يهذي كما قال عمر يوم رحيل النبي الكريم , فلاعجب منهم ان يصفوا النبي صلوات الله عليه وآله بالعبوس المتكبر رغما عن تنزيه القرآن الكريم له ووصفه بصاحب الخلق العظيم,
فلعنة الله تعالى على الظالمين..
مروان
في 29-5-2025