عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية :
 
( وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ) قام رجلان فقالا :
 
يا رسول الله ، أهي التوراة ؟ قال : لا . قالا : فهو الإنجيل ؟ قال : لا .
 
قالا : فهو القرآن ؟ قال : لا .
 
فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال :
 
هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كل شئ ، وإن السعيد كل السعيد من
 
أحب عليا على حياته وبعد وفاته ، والشقي كل الشقي من أبغض هذا
 
في حياته وبعد وفاته.
 
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي :
 
يا علي مثلك في أمتي كمثل قل هو الله أحد من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث
 
القرآن ، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات
 
 
 
فكأنما ختم القرآن فمن أحبك بلسانه فقد كمل ثلث الإيمان ، ومن أحبك
 
بلسانه وقلبه فقد كمل ثلثا الإيمان ، ومن أحبك بيده وقلبه ولسانه فقد
 
كمل الإيمان ، والذي بعثني بالحق نبيا لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل
 
السماء لما عذب الله أحدا بالنار ، يا علي بشرني جبرائيل عن رب
 
العالمين فقال لي :
 
يا محمد بشر أخاك عليا أني لا أعذب من تولاه ولا أرحم من عاداه.
 
وعن سعيد بن جبير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله
 
يوما لعلي :
 
أنت سيد العرب ، فقلت : يا رسول الله ألست سيد العرب ؟ فقال : أنا
 
سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، فقلت : وما السيد ؟ فقال : من فرضت
 
طاعته كما فرضت طاعتي . وقال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة
 
شيث من آدم وبمنزلة سام من نوح ، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم ،
 
وبمنزلة هارون من موسى ، وبمنزلة شمعون من عيسى ، إلا أنه لا
 
نبي بعدي ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ، ومن نازعك في
 
الإسلام بعدي فليس من الإسلام في شئ ، وأنا
 
خصيمه يوم القيامة ، يا علي أنت أفضل أمتي فضلا ، وأقدمهم سلما
 
وأكثرهم علما وأوفرهم حلماوأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا ، وأنت الإمام
 
بعدي ، وأنت الوزير وأنت قسيم الجنة والنار تعرف الأبرار من الفجار ،
 
وتميز الأخيار من الأشرار والمؤمنين من الكفار .
 
وعن ابن عباس قال : رأيت جابر بن عبد الله متوكئا على عصى يدور
 
في سكك الأنصار ويقول :
 
يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم بحب علي ، فمن
 
أبى فانظروا في حال أمه.
 
وعن سعيد بن جبير من كتاب الأمالي قال : أتيت ابن عباس أسأله عن
 
علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه ، فقال : يا بن جبير جئت
 
تسألني عن خير هذه الأمة بعد محمد صلى الله عليه وآله ، جئت
 
تسألني عن رجل له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة - وهي ليلة الفدية
 
وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخلفته ، وصاحب حوضه ولوائه
 
، ثم قال : والذي : والذي اختار محمدا خاتما لرسله ، لو كان نبت
 
الدنيا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا وكتبوا مناقب علي وفضائله من يوم
 
خلق الله الدنيا إلى فنائها ما كتبوا معشار ما آتاه الله من الفضل.
 
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
 
يا علي من أحبك فقد أحبني ، ومن سبك فقد سبني ، يا علي أنت مني
 
وأنا منك ، روحك من روحي وطينك من طينتي ، وإن الله سبحانه خلقني
 
وإياك واصطفاني وإياك ، واختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر
 
إمامتك فقد أنكر نبوتي ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ، أمرك أمري
 
ونهيك نهيي ، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك حجة
 
الله على خلقه ، وأمينه على وحيه وخليفته على عباده وأنت مولى كل
 
مسلم وإمام كل مؤمن ، وقائد كل تقي ، وبولايتك صارت أمتي مرحومة ،
 
وبعداوتك صارت الفرقة المخالفة منها ملعونة ، وإن الخلفاء بعدي اثنا
 
عشر أنت أولهم ‹ صفحة 86 › وآخرهم القائم الذي يفتح الله به
 
مشارق الأرض ومغاربها كأني أنظر إليك وأنت واقف على شفير جهنم
 
وقد تطاير شررها وعلا زفرها واشتد حرها ، وأنت آخذ بزمامها فتقول لك
 
جهنم : أجرني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فتقول لها : قري يا جهنم
 
خذي هذا واتركي هذا.
 
وقال صلى الله عليه وآله :
 
من كتب فضيلة من فضائل علي لم
 
تزل الملائكة تغفر له ، ومن ذكر
 
فضيلة من فضائله غفر الله له ما
 
تقدم من ذنوبه وما تأخر.
 
ولا يتم إيمان عبد إلا بحبه وولايته ، وإن الملائكة تتقرب إلى الله تعالى
 
بمحبته ، ومن حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها
 
عالما ، وغفر له.
 
( 1 ) بحار الأنوار.
 
( 2 ) أصول الكافي
 
( 3 )وبصائر الدرجات
 
( 4 ) ذخائر العقبى
 
( 5 )كنز العمال