العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

أبو شهاب
عضو برونزي
رقم العضوية : 14431
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 783
بمعدل : 0.13 يوميا

أبو شهاب غير متصل

 عرض البوم صور أبو شهاب

  مشاركة رقم : 41  
كاتب الموضوع : سلام امين تامول المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-01-2008 الساعة : 02:50 AM


الجزء الثاني
/صفحة 161/
عبد الوهاب بن سكينة رحمه الله عن هذا الخبر، فقال: هذا الخبر صحيح الخ) (1). وبعد أن صد أمير المؤمنين (عليه السلام) تلك الكتائب لم يعد منهم أحد (2). وأصيب أمير المؤمنين بجراح كثيرة، قال أنس بن مالك: (أتي رسول الله (ص) بعلي (ع) يومئذٍ وفيه نيف وستون جراحة، من طعنة، وضربة، ورمية. فجعل رسول الله (ص) يمسحها وهي تلتئم بإذن الله تعالى كأن لم تكن (3).
لم يثبت في أحد غير علي (ع):

وأما عن الذين ثبتوا يوم أحد، فنجد الروايات مختلفة جداً، وتذكر أرقاما متعددة من واحد إلى ثلاثين. والصحيح هو أن علياً وحده هو الذي ثبت يوم أحد، وفر الباقون. ويدل على ذلك:
ـــــــــــــــ

(1) لباب الآداب ص 187، والاصابة ج 1 ص 248، والجمل ص 194. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 175/ 1 ـ قال القوشجي، بعد أن ذكر قتل علي (عليه السلام) لأصحاب اللواء: (فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي (ص)؛ فضربوه بالسيوف، الرماح الحجر، حتى غشي عليه، فانهزم الناس عنه سوى علي (ع)، فنظر النبي (ص) بعد إفاقته، وقال: اكفني هؤلاء، فهزمهم علي عنه، وكان أكثر المقتولين منه) (1). 2 ـ وقد قالوا: (كان الفتح يوم أحد بصبر علي (رض) ) (2). وقد يقال: إن هذا النص لا يدل على فرارهم، وإنما هو يدل على عظيم جهاد علي (ع) وصبره.. 3 ـ عن ابن عباس، قال: لعلي أربع خصال، هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي (ص)، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس (أي يوم أحد)، انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره (3). 4 ـ ما سنذكره ـ بعد الحديث عن موقف علي ـ من أن من يذكرونهم: أنهم ثبتوا؛ لا ريب في فرارهم، كما تدل عليه النصوص. وقبل أن نشير إلى هذه الناحية لا بد من إلماحة موجزة إلى ما يمكن أن يقال حول ثبات علي (ع) في هذا الموقف.
إنه مني، وأنا منه:

إن قول النبي (ص) عن علي (ع): إنه مني وأنا منه، لا بد أن نتدبر
ـــــــــــــــ

(1) شرح التجريد ص 486، ودلائل الصدق ج 2 ص 357 عنه. (2) نور الابصار ص 87، والارشاد للمفيد ص 51 و 52، والبحار ج 20 ص 69 و 86 و 87 و 113، والاحتجاج ج 1 ص 199/200. (3) مستدرك الحاكم ج 3 ص 111، ومناقب الخوارزمي ص 21/22، وراجع: إرشاد المفيد ص 48، وتيسير المطالب ص 49. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 176/ معناه ومغزاه. وهو قريب من قوله (ص): حسين مني وأنا من حسين. ولعل المراد: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو من شجرة النبي، وسائر الناس من شجر شتى، هذه الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. وهو (عليه السلام) من طينة رسول الله (ص)، لحمه لحمه، ودمه دمه. وهو من النبي (ص) سلوكاً، وعقيدة، ومبدأ، ونضالاً، وأدباً، وخلوصا، وصفاء، الخ. كما أن النبي (ص) هو الذي صنع علياً، وعلمه، وثقّفه، وأدّبه. ومن الجهة الأخرى، فإن النبي (ص) أيضاً من علي، حيث إن الوجود الحقيقي للنبي الأكرم (ص) إنما هو بوجود دينه، ومبدئه، وفكره، وعقيدته، وسلوكه، ومواقفه؛ فهذا النبي هو من علي، وعلي هو الذي سوف يبعثه من جديد من خلال إحيائه لمبادئه، وفضائله، وآدابه، وعلومه، وغير ذلك. وهكذا كان؛ فلولا علي لم يبق الإسلام، ولا حفظ الدين. حتى إننا نجد أحدهم يصلي خلف علي (عليه السلام) مرة؛ فيقول: إنه ذكره بصلاة رسول الله (ص) (1). هذه الصلاة التي لم يبق منها إلا الأذان، وحتى الأذان فإنهم قد غيروه (2). ويلاحظ هنا:أنه (ص) قد قدم قوله: (إنه مني)، تماما كما قدم قوله: (حسين مني)، لأن صناعة النبي (ص) لهم سابقة على إحيائهم لدينه. فثقافة، وفكر، ونفسية، ودين، وخصائص، وآداب النبي (ص)، لسوف يبعثها علي والحسين (عليهما السلام)؛ وهكذا العكس. ومن هنا صح للنبي (ص) أن يقول: أنا وأنت يا علي أبوا هذه
ـــــــــــــــ

(1) و (2) راجع مصادر ذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 177/ الأمة (1). كما أنه ليس من البعيد أن يكون جبرئيل قد كان يستفيد ويتعلم من النبي (ص) وعلي (ع)؛ ولأجل ذلك قال: وأنا منكما. وقد ناشدهم أمير المؤمنين بهذه القضية بالذات في قضية الشورى (2)، وذلك يؤكد مغزاها العميق، ومدلولها الهام.
الفارون في أحد:

ومما يدل على أنه لم يثبت غير علي (ع): أن من تحاول بعض الروايات التأكيد على ثباتهم لا ريب في فرارهم، فيلاحظ التعمد والإصرار على ثبات طلحة، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم. ونكتفي هنا بذكر عبارة الشيخ الطوسي رحمه الله، حيث قال: (ذكر البلخي: أن الذين بقوا مع النبي (ص) يوم أحد، فلم ينهزموا ثلاثة عشر رجلا، خمسة من المهاجرين: علي (ع)، وأبو بكر، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والباقون من الأنصار. فعلي وطلحة لا خلاف فيهما، والباقون فيهم خلاف) (3). وفي نص آخر: (أفرد النبي (ص) في تسعة، سبعة من الأنصار
ـــــــــــــــ

(1) مجمع الزوائد ج 10 ص 66 عن البزار، وحياة الصحابة ج 2 ص 417 عنه. (2) مجمع الزوائد ج 10 ص 66 و 67 عن أبي يعلى والبزار، وأحمد، وحياة الصحابة ج 2 ص 416 و 417. (3) التبيان ج 3 ص 25. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 181/ ورجلين من قريش). ثم ذكر أن السبعة من الأنصار قد قتلوا أيضاً (1). ورغم ذلك كله نقول: لا ينبغي الريب في أن علياً (ع) وحده هوالذي ثبت وفر الباقون جميعاً؛ حتى طلحة وغيره. ولبيان ذلك، نقول:
فرار سعد:

إن مما يدل على فرار سعد: 1 ـ ما تقدم من أنه لم يثبت سوى علي (عليه السلام). 2 ـ عن السدي: لم يقف إلا طلحة، وسهل بن حنيف (2). ولعل عدم ذكر علي (عليه السلام) بسبب أن ثباته إجماعي، لم يرتب فيه أحد. 3 ـ وعند الواقدي: أنه لم يثبت سوى ثمانية، وعدهم، وليس فيهم سعد. أما الباقون ففروا والرسول يدعوهم في أخراهم (3). 4 ـ ويعد الإسكافي، وابن عباس، وغيرهما من ثبت يوم أحد، وليس فيهم سعد (4). 5 ـ وسلمة بن كهيل يقول: لم يثبت غير اثنين، علي، وأبو دجانة (5).
ـــــــــــــــ

(1) تفسير القرآن العظيم ج 1 ص 412 عن أحمد، وراجع ص 415 عن دلائل النبوة للبيهقي بنحو آخر. (2) تاريخ الطبري ج 2 ص 201، ودلائل الصدق ج 3 ص 356 عنه. (3) مغازي الواقدي ج 1 وشرح النهج عنه، ودلائل الصدق ج 2 ص 356 عن الأول. (4) راجع شرح النهج ج 13 ص 293، وآخر العثمانية ص 239. (5) المصدر المتقدم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 182/ 6 ـ عن سعد، قال: لما جال الناس عن رسول الله (ص) تلك الجولة تنحيت، فقلت: أذود عن نفسي، فإما أن أستشهد، وإما أن أنجو. إلى أن قال: فقال رسول الله (ص): أين كنت اليوم يا سعد؟! فقلت: حيث رأيت (1).
فرار طلحة:

ويدل على فراره: 1 ـ جميع ما تقدم في أنه لم يثبت سوى علي (ع). 2 ـ ويدل على ذلك أيضاً قول سلمة بن كهيل المتقدم. 3 ـ إنتهى أنس بن النضر إلى عمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يحبسكم؟ قالوا: قتل رسول الله. فقال: فما تصنعون بالحياة بعده؟! قوموا، فموتوا على مثل ما مات عليه رسول الله (ص). ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قتل (2).
ـــــــــــــــ

(1) مستدرك الحاكم ج 3 ص 26، ودلائل الصدق ج 2 ص 356. (2) تاريخ الطبري ج 2 ص 199، والكامل لابن الاثير ج 2 ص 156، والثقات لابن حبان ج 1 ص 228، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 68، وتاريخ الخميس ج 1 ص 434 عن ابن اسحاق، وسيرة ابن هشام ج 3 ص 88، والدر المنثور ج 2 ص 81 عن ابن جرير، وقاموس الرجال ج 2 ص 125، ودلائل الصدق ج 2 ص 356 عن الدر المنثور، والبداية والنهاية ج 4 ص 34، وحياة الصحابة ج 1 ص 531 عنه. ولكن قد اقتصر في مغازي الواقدي ج 1 ص 280، وشرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 286 على ذكر عمر فقط، وتفسير القرآن العظيم ج 1 ص 314، وسيرة ابن اسحاق ص 330، والأغاني ج 14 ص 19. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 183/ ويروي السدي: أنه خاف هو عثمان أن يدال عليهم اليهود والنصارى، فاستأذنا رسول الله (ص) بالخروج إلى الشام ليأخذ أحدهما العهد لنفسه من اليهود، ويأخذه الآخر من النصارى، فرفض (ص) طلبهما (1).
فرار أبي بكر:

ويدل على فراره: 1 ـ جميع ما تقدم في ثبات أمير المؤمنين (عليه السلام). وما تقدم في فرار سعد، ما عدا الحديث الأخير المختص بسعد. 2 ـ عن عائشة: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى، ثم قال: ذاك كان يوم طلحة. ثم أنشأ يحدث، قال: كنت أول من فاء يوم أحد؛ فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله (ص)؛ فقلت: كن طلحة، حيث فاتني ما فاتني، يكون رجلاً من قومي (2). وحسب نص آخر، عن عائشة، عن أبيها: لما جال الناس عن
ـــــــــــــــ

(1) نهج الحق ص 306 و 307، وتفسير الخازن ج 1 ص 471، وتفسير ابن كثير ج 2 ص 68 من دون تصريح بالاسم. (2) منحة المعبود في تهذيب مسند الطيالسي ج 2 ص 99، وطبقات ابن سعد ج 3 ص 155، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 58، وتاريخ الخميس ج 1 ص 431، عن الصفوة، وابن أبي حاتم، والبداية والنهاية ج 4 ص 29 عن الطيالسي، وكنز العمال ج 10 ص 268 و 269 عن الطيالسي، وابن سعد، وابن السني، والشاشي، والبزار، والدارقطني في الأفراد، وأبي نعيم في معرفة الصحابة، والطبراني في الكبير والأوسط، وابن عساكر، والضياء في المختارة. وقد صرح في مقدمة الكنز بصحة ما يعزوه لبعض هؤلاء، وحياة الصحابة ج 1 ص 272 عن ابن سعد وعن الكنز عمن تقدم بإضافة ابن حبان، ودلائل الصدق ج 2 ص 359 عن الكنز أيضاً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 184/ رسول الله (ص) يوم أحد كنت أول من فاء إلى رسول الله (ص)، فبصرت به من بعد، فإذا برجل قد اعتنقني من خلفي مثل الطير، يريد رسول الله (ص)؛ فإذا هو أبو عبيدة. قال الحاكم: صحيح الإسناد (1). ولكن ما أراده أبو بكر لم يصل إليه، فإن طلحة كان قد فر أيضاً كما فر هو، ولكنه فاء إلى رسول الله (ص) قبله. ثم إننا لا نستطيع أن نوافق أبا بكر على هذه الروح القبلية التي كانت تستبد به، وتهيمن على فكره وعقله وروحه، حتى في هذه اللحظات الحرجة والخطيرة، حيث يتمنى أن يكون رجلاً من قومه!!. 3 ـ قال الأمير أسامة بن منقذ: لما دون عمر الدواوين، جاء طلحة بنفر من بني تميم يستفرض لهم. وجاء أنصاري بغلام مصفر سقيم، فسأل عنه عمر؛ فأخبر أنه البراء بن أنس بن النضر، ففرض له في أربعة آلاف، وفرض لأصحاب طلحة في ستمائة؛ فاعترض طلحة. فأجابه عمر: (إني رأيت أبا هذا جاء يوم أحد، وأنا وأبو بكر قد تحدثنا: أن رسول الله قتل؛ فقال: يا أبا بكر، ويا عمر، مالي أراكما جالسين؟! إن كان رسول الله قتل؛ فإن الله حي لا يموت الخ) (2). 4 ـ قال زيد بن وهب لابن مسعود: وأين كان أبو بكر وعمر؟ قال: كانا ممن تنحى (3). 5 ـ قال المظفر رحمه الله ما معناه: إنه كيف يتصور ثبات أبي بكر في ذلك اليوم الهائل، وحومة الحرب الطاحنة التي لم يسلم فيها حتى
ـــــــــــــــ

(1) مستدرك الحاكم ج 3 ص 27، وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة، ودلائل الصدق ج 2 ص 359 عن المستدرك، ومجمع الزوائد ج 6 ص 112 عن البزار. (2) لباب الآداب ص 179، وليراجع: حياة محمد لهيكل ص 265. (3) الارشاد للشيخ المفيد ص 50، والبحار ج 20 ص 84 عنه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 185/ النبي (ص)، فضلا عن علي (عليه السلام) كيف يتصور ثباته في ظروف كهذه، وما أصاب وما أصيب، وكيف يسلم، وهو قد ثبت ليدفع عن النبي (ص) السيوف، والرماح والحجارة؟ ولا سيما مع ما يزعمه أولياؤه من أنه قرين النبي (ص) في طلب قريش له، حتى بذلوا في قتله ما بذلوه في قتل النبي (ص)؟ ثم أتراهم ينعون إصبع طلحة، ولا ينعون جراحة أبي بكر (1)؟!. 6 ـ روى مسلم: أن رسول الله قد أفرد في أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش (2). قال الشيخ المظفر: (إن أحد الرجلين علي، والآخر ليس أبا بكر؛ إذ لا رواية، ولا قائل في ثباته، وفرار سعد أو طلحة) (3). هذا وقد ذكر في سح السحابة: أن الأنصار قد قتلوا جميعاً واحدا بعد واحد (4). ولكن رواية أخرى تقول: إنهم سبعة من الأنصار، ورجل من قريش، وستأتي الرواية حين الحديث عن عدم ثبات أحد من المهاجرين سوى علي (عليه السلام). 7 ـ ويرد الإسكافي على الجاحظ بقوله: (أما ثباته يوم أحد؛ فأكثر المؤرخين وأرباب السير ينكرونه) (5).
ـــــــــــــــ

(1) راجع: دلائل الصدق للشيخ المظفر ج 2 ص 360. (2) صحيح مسلم ج 5 ص 178 في أول غزوة أحد، ودلائل الصدق ج 2 ص 359، وتاريخ الخميس ج 1 ص 346 عن سح السحابة. (3) دلائل الصدق ج 2 ص 359. (4) تاريخ الخميس ج 1 ص 436. (5) شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 293، وليراجع آخر العثمانية ص 339. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 186/ 8 ـ لقد رووا بسند صحيح، عن ابن عباس؛ في قوله: (وشاورهم في الأمر): أبو بكر وعمر. (1) قال الرازي: (وعندي فيه إشكال؛ لأن الذين أمر الله رسوله بمشاورتهم، هم الذين أمره بالعفو عنهم، ويستغفر لهم. وهم المنهزمون؛ فهب أن عمر كان من المنهزمين؛ فدخل تحت الآية، إلا أن أبا بكر ماكان منهم؛ فكيف يدخل تحت هذه الآية) (2). وأجابه المظفر بقوله: (إن الإشكال موقوف على تقدير ثبات أبي بكر، وهو خلاف الحقيقة. هذا، والآية ظاهرة في الأمر بمشاورتهم للتأليف، كما يظهر من كثير من أخبارهم، ومثله الأمر بالعفو عنهم، والاستغفار لهم) (3).
فرار عمر:

ويدل على فراره: 1 ـ ما تقدم في ثبات أمير المؤمنين فقط. 2 ـ ما تقدم في فرار طلحة ، وما جرى بينهم وبين أنس بن النضر . 3 ـ ما تقدم في فرار أبي بكر، في حديث فرض عمر لابن أنس بن النضر. وكذلك ما ذكره ابن مسعود. ثم ماقاله المظفر. ثم ماقاله مسلم، وعلق عليه المظفر. ثم ما ذكره ابن عباس، وعلق عليه الرازي، وأجابه
ـــــــــــــــ

(1) مستدرك الحاكم ج 3 ص 70، وتلخيصه للذهبي هامش نفس الصفحة، وصححاه على شرط الشيخين، والدر المنثور ج 2 ص 90 عن الحاكم، والبيهقي في سننه، وابن الكلبي، والتفسير الكبير للرازي ج 9 ص 67 عن الواحدي في الوسيط عن عمرو بن دينار، ودلائل الصدق ج 2 ص 359 عمن تقدم. (2) تفسير الرازي ج 9 ص 67. (3) دلائل الصدق ج 2 ص 359. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 187/ المظفر. يتبع

توقيع : أبو شهاب
ويل لطغاة العرب من أمر قد إقترب
_______

(إمام الوهابية الذهبي يجيز السجود لقبر النبي)
(في معجم شيوخ الذهبي ص55 قال: القول في سجود المسلم لقبر النبي (ص وآله) على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به اصلاً)
____________
هدية إلى الإخوة من المذهب الزيدي الطعن بأبي بكر و عمر من كتبهم:-
أما بالنسبة لطعن المذهب الزيدي في أبي بكر و عمر ، فكان استشهادنا بكتاب (تثبيت الإمامة) وهو لأحد أئمتهم القدماء ويدعى يحيى بن الحسين الملقب بالهادي إلى الله. وكان القصد أن في هذا الكتاب مطاعن في أبي بكر وعمر عليهما اللعنة وهو يوضح موقف الزيدية منهما، ذلك الموقف الذي تبدل اليوم باتجاه نسيان ما ارتكباه حتى أن كثيرا من شيوخ الزيدية اليوم يترضون عليهما ويترحمون. وهذا ما نخشى حصوله في أوساطنا - لا قدّر الله - إذا استمرت حالة تغييب الحقائق عن جمهور الشيعة مراعاة لما يسمونه بالوحدة الإسلامية.
_________________________________
قال الإمام الصادق عليه السلام: "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) قول الله عزّوجلّ". (الكافي ج1 ص53).
_________________________________
لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي وليُّ الله
يا قائم آل محمّد (عجل الله فرجه الشريف)
_____________________________
لرد الشبهات و لمعرفة مذهب الحق
زوروا مركز الأبحاث العقائديّة
www.aqaed.com
من مواضيع : أبو شهاب 0 بن جلوي يعطل بناء أكبر المساجد الشيعية في الأحساء.. وال
0 جحيم المسلمين في بورما
0 کذبة عمرها 1300 سنة تحريف اسماء أولاد المعصومين
0 إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي
0 مواقع مفيدة للكتب

أبو شهاب
عضو برونزي
رقم العضوية : 14431
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 783
بمعدل : 0.13 يوميا

أبو شهاب غير متصل

 عرض البوم صور أبو شهاب

  مشاركة رقم : 42  
كاتب الموضوع : سلام امين تامول المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-01-2008 الساعة : 02:50 AM


الجزء الثالث
4 ـ ما تقدم في فرار سعد. 5 ـ عن كليب قال: خطبنا عمر، فكان يقرأ على المنبر آل عمران، ويقول: إنها أُحُدِية. ثم قال: تفرقنا عن رسول الله (ص) يوم أحد؛ فصعدت الجبل، فسمعت يهوديا يقول: قتل محمد. فقلت: لا أسمع أحدا يقول: قتل محمد، إلا ضربت عنقه. فنظرت، فإذا رسول الله (ص)، والناس يتراجعون إليه، فنزلت: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) (1). وفي نص آخر: لما كان يوم أحد هزمناهم (2)، ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني: أنزو كأنني أروى (3). وفي لفظ الواقدي: إن عمر كان يحدث، فيقول: لما صاح الشيطان: قتل محمد، قلت: أرقى الجبل كأنني أروية (4). ونحن هنا لا ندري من أين جاء ذلك اليهودي الملعون، الذي نقل عنه عمر قوله: قتل محمد!! مع أنه (ص) قد رفض مشاركة اليهود في هذه الحرب، كما رفض ذلك في غيرها. كما أننا لا ندري كيف نفسر تهديد عمر لهذا اليهودي بالقتل، مع
ـــــــــــــــ

(1) الدر المنثور ج 2 ص 80، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، وكنز العمال ج 2 ص 242 عن ابن المنذر، وحياة الصحابة ج 3 ص 497 عن الكنز ج 1 ص 238، وفتح القدير ج 1 ص 388. (2) لعل الصحيح: هزمنا ففررت. كما يقتضيه سياق الكلام. (3) الدر المنثور ج 2 ص 88 عن ابن جرير، وكنز العمال ج 2 ص 242، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، وحياة الصحابة ج 3 ص 497، وكنز العمال ج 2 ص 242، وجامع البيان ج 4 ص 95، والتبيان ج 3 ص 25/26. (4) شرح النهج ج 15 ص 22. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 188/ أنه هو نفسه قد فر عن رسول الله (ص)، وأسلمه لأعدائه، فأين كان حماس عمر عنه في الدفاع عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد المشركين؟! ولم لم يقتل أحدا منهم؟ ولا حتى طيلة السنوات العشر، في عشرات الغزوات والسرايا التي اشترك فيها؟!. إن ذلك لعجيب حقا، وأي عجيب!!. 6 ـ قال المعتزلي: قال الواقدي: لما صاح إبليس: إن محمداً قد قتل، تفرق الناس. إلى أن قال: وممن فر عمر وعثمان (1). لكن يلاحظ أن اسم عمر قد حذف من المطبوع من مغازي الواقدي، وأثبته المعلق في هامش الصفحة على أنه قد ورد في بعض نسخ المغازي دون بعض (2). فليراجع ذلك بدقة، فقد تعودنا منهم مثل هذا الشيء الكثير!! 7 ـ وبعد أن ذكر الواقدي اعتراض عمر على رسول الله (ص) في قضية الحديبية، قال عن النبي (ص): (ثم أقبل على عمر، فقال: أنسيتم يوم أحد؛ إذ تصعدون ولا تلوون على أحد، وأنا أدعوكم في أخراكم) (3)؟!. 8 ـ ما سيأتي من عدم قتل خالد لعمر، حينما كان عمر منهزما. 9 ـ وجاءته امرأة أيام خلافته، تطلب بردا من برد كانت بين يديه، وجاءت معها بنت لعمر، فأعطى المرأة، ورد ابنته. فقيل له في ذلك،
ـــــــــــــــ

(1) شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 24، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، وراجع: غرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج 4 ص 113. (2) راجع: مغازي الواقدي ج 1 ص 277. (3) شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 24، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، ومغازي الواقدي ج 2 ص 609. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 189/ فقال: إن أب هذه ثبت يوم أحد، وأب هذه فر يوم أحد، ولم يثبت (1). 10 ـ وقد اعترف عمر برعبه من علي (عليه السلام)، حينما تبع الفارين وهو يقول لهم: شاهت الوجوه، وقطت، وبطت، ولطت، إلى أين تفرون؟ إلى النار؟ ويقول: بايعتم، ثم نكثتم؟ فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل الخ.. (2). وقد اعترف الجاحظ بفرار عمر في عثمانيته أيضاً فراجع (3). 11 ـ وعلى كل حال، فإن فرار عمر من الزحف يوم أحد، وحنين، وخيبر، معروف، ويعده العلماء من جملة المطاعن عليه؛ لأن الفرار من الزحف من جملة الكبائر الموبقة، ولم يستطع المعتزلي أن يجيب على ذلك، بل اعترف به، واكتفى بالقول: (وأما الفرار من الزحف، فإنه لم يفر إلا متحيزا إلى فئة، وقد استثنى الله تعالى ذلك؛ فخرج به عن الإثم) (4). ولكن قد فات المعتزلي: أن ما جرى يوم أحد، لا يمكن الاعتذار عنه بما ذكر، لعدم وجود فئة لهم إلا الرسول (ص) نفسه، وقد تركوه، وفروا عنه، ولأن الله تعالى قد ذمهم على هذا الفرار، وعلله بأن الشيطان قد استزلهم ببعض ما كسبوا، ثم عفا عنهم، ولو كان لا إثم في هذا الفرار؛ فلا حاجة إلى هذا العفو. هذا، وقد حقق العلامة الطباطبائي: أن المراد بالعفو هنا معنى عام، يشمل العفو عن المنافقين أيضاً، فراجع (5).
ـــــــــــــــ

(1) شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 22. (2) البحار ج 20 ص 53، وتفسير القمي ج 1 ص 114/115. (3) العثمانية ص 169. (4) شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 179/180. (5) راجع تفسير الميزان ج 4 ص 51. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 190/ وقد كان ثمة حاجة إلى التسامح في هذا الفرار، لأنه الأول من نوعه، ويأتي في وقت يواجه الإسلام فيه أعظم الأخطار داخلياً وخارجياً، مع عدم وجود إمكانات كافية لمواجهتها، ومواجهة آثار مؤاخذتهم بما اقترفوا. واستمع أخيراً إلى ترقيع الرازي الذي يقول: (ومن المنهزمين عمر، إلا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين ولم يُبعِد، بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبي (ص) ) (1). بارك الله في هذا الثبات، لكن لا في ساحة المعركة، بل فوق الجبل (!!). ثم إننا لا ندري ما الفرق بين أن يكون المنهزم في أول الناس أو في وسطهم، أو في آخرهم؟! وما الفرق بين أن يُبعِد في هزيمته وبين أن لا يُبعِد!!.
فرار الزبير:

وبعد هذا فلا نرى حاجة لإثبات فرار الزبير في أحد. بعد أن عرفنا أنه لم يثبت سوى أمير المؤمنين (عليه السلام). أو علي وأبو دجانة، وغير ذلك من نصوص تقدمت مع مصادرها. وإن كان ثمة محاولات لإظهار الزبير على أنه فارس الإسلام، ورجل الحرب الذي لا يبارى ولا يجارى، حتى إننا لنجد عمر بن الخطاب يعتبره يعدل ألف فارس. وعند مصعب الزبيري!!: أنه أشجع الفرسان، وعلي أشجع الرجالة. بل ويدعون: أنه قد افتتح إفريقية وحده (2).
ـــــــــــــــ

(1) التفسير الكبير ج 9 ص 51. (2) راجع لباب الآداب لأسامة بن منقذ ص 173 ـ 175. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 191/
مع أن مما لاشك فيه:
أن إفريقية قد فتحت على عهد عثمان في سنة سبع أو ثمان وعشرين على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح (1)!!. ونحن نعرف: أن الهدف هو إيجاد شخصيات بديلة، أو في قبال الإمام علي (عليه السلام)، الذي هو أشجع البشر، بعد ابن عمه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، ويرد كيد الخائنين للحقيقة والتاريخ. فرار عثمان: وأما عثمان، فلا يختلف في فراره في أحد اثنان. وهو موضع إجماع المؤرخين، وكان يعير به. وقد رجع بعد ثلاثة أيام، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد ذهبتم فيها عريضة (2)!!. وعن ابن عباس وغيره: إن آية: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى
ـــــــــــــــ

(1) راجع: تاريخ الطبري وفتوح البلدان. (2) راجع: تفسير المنار ج 4 ص 191، والجامع لأحكام القرآن ج 4 ص 244، وفتح القدير ج 1 ص 392، وتفسير القرآن العظيم ج 1 ص 414، وتفسير التبيان ج 3 ص 26، وتاريخ الأمم والملوك ج 2 ص 203، والارشاد للشيخ المفيد ص 50، والبحار ج 20 ص 84، والبداية والنهاية ج 4 ص 28، وشرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 21 عن الواقدي لكن مغازي الواقدي المطبوع لم يصرح بالأسماء بل كنى عنها في ج 1 ص 277 لكن في الهامش قال: في (نسخة عمر وعثمان)، والكامل لابن الاثير ج 2 ص 158، والسيرة الحلبية ج 2 ص 227، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 55، والدر المنثور ج 2 ص 88 و 89 عن ابن جرير وابن المنذر، وابن اسحاق وراجع: سيرة ابن اسحاق ص 332، وجامع البيان ج 4 ص 96، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج 4 ص 113، والتفسير الكبير للرازي ج 9 ص 50 و 51، وأنساب الاشراف ج 1 ص 326. وراجع عن فراره يوم أحد وتخلفه يوم بدر: محاضرات الراغب ج 3 ص 184، ومسند أحمد ج 2 ص 101 وج 1 ص 68، والصراط المستقيم للبياضي ج 1 ص 91. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 192/
الجمعان)
نزلت بعثمان (1). بل في بعض النصوص: أن طلحة أراد أن يتنصّر، وعثمان أراد أن يتهود (2).
لم يثبت من المهاجرين سوى علي (ع):

يقول حسان بن ثابت عن الأنصار؛ مشيرا إلى فرار المهاجرين: سماهم الله أنصارا لنصرهم دين الهدى، وعوان الحرب يسـتعر وجاهدوا في سبيل الله واعترفوا للنائبات فمـا خـافوا ولا ضجروا والناس إلب علينا ثم ليس لناإلا السيوف وأطراف القــنا وزر ولا يهرّ جناب الحرب مجلسنا ونحن حين تـلظى نـارها سـعر وكم رددنا ببدر دونما طلبوا أهـل النفاق وفيـنا أنـزل الظـفر ونحن جندك يوم النعف من أحد إذ حـزبت بطراً أشيـاعها مـضر فما ونينا وما خمنا، وما خبروا منا عثارا وجل ال؟ـقوم قد عثـروا (3)
وأخيراً فقد تقدم:
أن أبا بكر، وسعدا، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير كلهم من المهاجرين. وهناك نص يقول: إنه لم يثبت أحد من المهاجرين إلا رجل واحد، وسبعة من الأنصار قتلوا كلهم. ولاريب في أن هذا المهاجري هو علي (ع)، للإجماع. والنص هو: أخرج الإمام أحمد، عن أنس: أن المشركين لما رهقوا النبي (ص) يوم أحد ـ وهو في سبعة من الأنصار، ورجل من
ـــــــــــــــ

(1) الدر المنثور ج 2 ص 88، وفتح القدير ج 1 ص 392، وراجع: جامع البيان ج 4 ص 96. (2) قاموس الرجال ج 5 ص 169. (3) ديوان حسان بن ثابت ص 57. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 193/ قريش ـ قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟ فجاء رجل من الأنصار؛ فقاتل حتى قتل. فلما رهقوه أيضاً قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟.. فأجابه أنصاري آخر، وهكذا، حتى قتل السبعة. فقال رسول الله (ص): ما أنصفنا أصحابنا (1).
سر الاختلاف في من ثبت:

وبعد، فإننا يمكن أن نفهم: أن رجعة المسلمين إلى المعركة بعد هزيمتهم لم تكن دفعة واحدة، وإنما رجع الأول فرأى علياً. ثم يرجع آخر؛ فيرى علياً وأبا دجانة مثلاً، ثم يرجع آخر فيرى خمسة، وهكذا؛ فكل منهم ينقل ما رآه. حتى وصل العدد لدى بعض الناقلين إلى ثلاثين. كما أن ما يؤثر عن بعض الصحابة من مواقف نضالية؛ لعله قد كان بعد عودتهم إلى ساحة القتال.
ثبات أبي دجانة:

ولعل ذكر أبي دجانة في بعض الأخبار، مرجعه ذلك. وإلا، فإننا نجد ابن مسعود ينكر ثباته، فقد قال: انهزم الناس إلا علي وحده. وثاب إلى النبي (ص) نفر، وكان أولهم: عاصم بن ثابت، وأبو دجانة (2). ولكن يعكر؛ على هذه الرواية: أنه قد جاء في المطبوع من كتاب الإرشاد للمفيد: أن أبا دجانة قد ثبت هو وسهل بن حنيف، كانا قائمين
ـــــــــــــــ

(1) البداية والنهاية ج 4 ص 26، وحياة الصحابة ج 1 ص 533، وتقدمت الرواية عن صحيح مسلم ج 5 ص 178 إلا أن فيه: رجلين من قريش. وكذا في تاريخ الخميس أيضاً. (2) قاموس الرجال ج 5 ص 7. ولكن يبدو أن في الارشاد تحريفا، فراجع ص 50 منه، وقارنها مع ما نقله عنه في البحار ج 20، وقاموس الرجال. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 194/ على رأسه، بيد كل واحد منهما سيف ليذب عنه (1). وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلاً (2). ونحن لا نستبعد: أن يكون أبو دجانة قد ثبت، ولكن لا كثبات علي (عليه السلام). وإنما حارب أولاً بسيفه، ثم لما فر المسلمون صار يقي النبي (ص) بنفسه، ويترّس عليه (3)، كما تقدم عن سلمة بن كهيل أيضاً؛ حيث كان علي (ع) يصد الكتائب، ويجندل الأبطال، حتى نزل في حقه: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي أو أن أول عائد إليه (ص) هو عاصم بن ثابت كما تقدم، فصار هو وسهل بن حنيف يذبان عن رسول الله (ص) إلى أن كثر المسلمون. وبعد عودة المسلمين من فرارهم أعطاه (صلى الله عليه وآله وسلم) السيف بحقه، ومنعه عمر، والزبير، وأبا بكر، عقابا لهم، وتقديرا واهتماما في عودة أبي دجانة إلى ساحة الحرب، ومجال الطعن والضرب معززا ومكرما. إلا أن يقال: إن أبا بكر وعمر لم يعودا إلى الحرب بعد فرارهما أصلا، فلا بد أن يكون عرض السيف على أبي دجانة وعليهم قد كان في المواجهة الأولى.
نحن، وشعر حسان المتقدم

وأمام تصريحات المؤرخين الكثيرة جداً، والمقطوع بصحتها
ـــــــــــــــ

(1) وفي ربيع الأبرار ص 833/834: أن عمارا كان بين يدي النبي (ص) يذب عنه، والمقداد كان عن يمينه (ص). (2) البحار ج 20 ص 83، والارشاد للمفيد ص 50. (3) تفسير فرات ص 24/25، والبحار ج 20 ص 104/105. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 195/ وتواترها، لا يسعنا قبول قول حسان المتقدم، الذي يقول فيه: إن الأنصار قد ثبتوا، وينسب الفرار إلى خصوص المهاجرين. إلا أن يكون مراده: أن المهاجرين أو أكثرهم لم يرجعوا إلى ساحة القتال، واستمروا فوق الجبل، والذين ثابوا إلى الحرب هم خصوص الأنصار. ولعل كرة العدو عليهم؛ قد ضعضعتهم، فانهزموا، ثم لما علموا بحياة الرسول كروا على عدوهممن دون أن يصعدوا الجبل، ولعل هذا هو الأقرب والأظهر.
تأويلات سقيمة للفرار:

ويقول البعض هنا ما ملخصه: إن فرقة استمروا في الهزيمة حتى المدينة، فما رجعوا حتى انقضى القتال. وفرقة صاروا حيارى حينما سمعوا بقتل النبي (ص)؛ فصار همّ الواحد منهم: أن يذب عن نفسه، ويستمر في القتال إلى أن يقتل. وفرقة بقيت مع النبي (ص)، ثم تراجعت إليهم الفرقة الثانية شيئاً فشيئا لما عرفوا أنه حي. وما ورد في الاختلاف في العدد، فمحمول على تعدد المواطن في القصة؛ فقولهم: (فروا) أي بعضهم، أو أطلق ذلك باعتبار تفرقهم (1). ونحن لا نريد أن نطيل في الرد على ذلك؛ فإن ما تقدم مما دل على أنه لم يثبت إلا فلان، أو فلان وفلان، وأن هذا قد فر، وذاك كذلك، وهكذا، يدفعه. وإلا لكان الفرار منحصرا في الثلاثة، بعثمان وصاحبيه. كما أنه لو صح ما ذكره فلا يبقى لعتاب الله لهم جميعاً بقوله: (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم)، معنى ولا فائدة. منقول عن كتاب الصحيح من سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم

انتهى


توقيع : أبو شهاب
ويل لطغاة العرب من أمر قد إقترب
_______

(إمام الوهابية الذهبي يجيز السجود لقبر النبي)
(في معجم شيوخ الذهبي ص55 قال: القول في سجود المسلم لقبر النبي (ص وآله) على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به اصلاً)
____________
هدية إلى الإخوة من المذهب الزيدي الطعن بأبي بكر و عمر من كتبهم:-
أما بالنسبة لطعن المذهب الزيدي في أبي بكر و عمر ، فكان استشهادنا بكتاب (تثبيت الإمامة) وهو لأحد أئمتهم القدماء ويدعى يحيى بن الحسين الملقب بالهادي إلى الله. وكان القصد أن في هذا الكتاب مطاعن في أبي بكر وعمر عليهما اللعنة وهو يوضح موقف الزيدية منهما، ذلك الموقف الذي تبدل اليوم باتجاه نسيان ما ارتكباه حتى أن كثيرا من شيوخ الزيدية اليوم يترضون عليهما ويترحمون. وهذا ما نخشى حصوله في أوساطنا - لا قدّر الله - إذا استمرت حالة تغييب الحقائق عن جمهور الشيعة مراعاة لما يسمونه بالوحدة الإسلامية.
_________________________________
قال الإمام الصادق عليه السلام: "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) قول الله عزّوجلّ". (الكافي ج1 ص53).
_________________________________
لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي وليُّ الله
يا قائم آل محمّد (عجل الله فرجه الشريف)
_____________________________
لرد الشبهات و لمعرفة مذهب الحق
زوروا مركز الأبحاث العقائديّة
www.aqaed.com
من مواضيع : أبو شهاب 0 بن جلوي يعطل بناء أكبر المساجد الشيعية في الأحساء.. وال
0 جحيم المسلمين في بورما
0 کذبة عمرها 1300 سنة تحريف اسماء أولاد المعصومين
0 إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي
0 مواقع مفيدة للكتب

الصورة الرمزية سلام امين تامول
سلام امين تامول
عضو برونزي
رقم العضوية : 9254
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 816
بمعدل : 0.13 يوميا

سلام امين تامول غير متصل

 عرض البوم صور سلام امين تامول

  مشاركة رقم : 43  
كاتب الموضوع : سلام امين تامول المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-01-2008 الساعة : 10:43 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل من مكة [ مشاهدة المشاركة ]
اخى البريدى جزاك الله خيرا
لا تخف سوف يبدأ التطفيش وحذف المشاركات وقد بدا معى الان من المشرف العام

الاخ يقول عثمان لم يقم بالجهاد ولا منقبة لة
ما علينا اخى الكريم
من كلامك ان من قال بالجهاد فى الاسلام هم الابطال خالد ابن الوليد وسعد بن ابى وقاص وعمر ابن العاص

شكرا اخى الكريم



حشرك الله مع من ذكرت من أسيادك الذين هم على شاكلتك.

توقيع : سلام امين تامول
سيدي أبا عبداللــــه
أيُ المحاجرِلاتبكي عليك دماً أبكيت والله حتى محجر الحجرِ
من مواضيع : سلام امين تامول 0 أنقلب السحر على الساحر
0 الى أصحاب المذهب السني(سؤال ليس من السهل الاجابو عليه)
0 هل يوجد منصف يجيبني ؟؟؟؟
0 عثمان وتصرفه بفدك (فهل من مجيب)
0 ان كان بالامكان ان تفسروا لي هذا الهراء

البريدي
مــوقوف
رقم العضوية : 7384
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 263
بمعدل : 0.04 يوميا

البريدي غير متصل

 عرض البوم صور البريدي

  مشاركة رقم : 44  
كاتب الموضوع : سلام امين تامول المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-01-2008 الساعة : 08:50 AM


شكرا على مداخلتك باابا شهاب

من مواضيع : البريدي 0 دعوه للتعايش السلمي بين السنه والشيعه
0 حادث عظيم بالكويت ولو كان بالسعوديه لااعدم الجاني
0 اخواني مارايكم بهذه العقيده
0 ياشيعه الحسين ماارايكم بقتله عثمان ر

أبو شهاب
عضو برونزي
رقم العضوية : 14431
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 783
بمعدل : 0.13 يوميا

أبو شهاب غير متصل

 عرض البوم صور أبو شهاب

  مشاركة رقم : 45  
كاتب الموضوع : سلام امين تامول المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-01-2008 الساعة : 03:33 PM


لا شكر على واجب من واجبي رد الشبهات عن مذهب أهل البيت عليهم السلام

توقيع : أبو شهاب
ويل لطغاة العرب من أمر قد إقترب
_______

(إمام الوهابية الذهبي يجيز السجود لقبر النبي)
(في معجم شيوخ الذهبي ص55 قال: القول في سجود المسلم لقبر النبي (ص وآله) على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به اصلاً)
____________
هدية إلى الإخوة من المذهب الزيدي الطعن بأبي بكر و عمر من كتبهم:-
أما بالنسبة لطعن المذهب الزيدي في أبي بكر و عمر ، فكان استشهادنا بكتاب (تثبيت الإمامة) وهو لأحد أئمتهم القدماء ويدعى يحيى بن الحسين الملقب بالهادي إلى الله. وكان القصد أن في هذا الكتاب مطاعن في أبي بكر وعمر عليهما اللعنة وهو يوضح موقف الزيدية منهما، ذلك الموقف الذي تبدل اليوم باتجاه نسيان ما ارتكباه حتى أن كثيرا من شيوخ الزيدية اليوم يترضون عليهما ويترحمون. وهذا ما نخشى حصوله في أوساطنا - لا قدّر الله - إذا استمرت حالة تغييب الحقائق عن جمهور الشيعة مراعاة لما يسمونه بالوحدة الإسلامية.
_________________________________
قال الإمام الصادق عليه السلام: "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) قول الله عزّوجلّ". (الكافي ج1 ص53).
_________________________________
لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي وليُّ الله
يا قائم آل محمّد (عجل الله فرجه الشريف)
_____________________________
لرد الشبهات و لمعرفة مذهب الحق
زوروا مركز الأبحاث العقائديّة
www.aqaed.com
من مواضيع : أبو شهاب 0 بن جلوي يعطل بناء أكبر المساجد الشيعية في الأحساء.. وال
0 جحيم المسلمين في بورما
0 کذبة عمرها 1300 سنة تحريف اسماء أولاد المعصومين
0 إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي
0 مواقع مفيدة للكتب

البريدي
مــوقوف
رقم العضوية : 7384
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 263
بمعدل : 0.04 يوميا

البريدي غير متصل

 عرض البوم صور البريدي

  مشاركة رقم : 46  
كاتب الموضوع : سلام امين تامول المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-01-2008 الساعة : 12:00 AM




من مدااخلتك القيمه ياابا شهاب استنتج ان الامام علي ر وعمه الشهيد حمزه ر كانوا في مقدمه الجيش
وعند هجوم خالد كان هجومه فاصل بين المقدمه والوخره فكان ممن استفرد مع الرسول ص
سبعه من الانصار و2 من قريش والمصادر السنيه تعتبر وتؤكد ان احدهما هو طلحه بن عبيدلله

ثم بعد ذلك فاء المسلمين لرسول الله وفي مقدمتهم الامام علي ر
وقد قال الرسول ص لقد اوجب طلحه فعليه رضوان الله فهل تترضى عليه

من مواضيع : البريدي 0 دعوه للتعايش السلمي بين السنه والشيعه
0 حادث عظيم بالكويت ولو كان بالسعوديه لااعدم الجاني
0 اخواني مارايكم بهذه العقيده
0 ياشيعه الحسين ماارايكم بقتله عثمان ر

رجل من مكة
مــوقوف
رقم العضوية : 11782
الإنتساب : Nov 2007
المشاركات : 1,892
بمعدل : 0.31 يوميا

رجل من مكة غير متصل

 عرض البوم صور رجل من مكة

  مشاركة رقم : 47  
كاتب الموضوع : سلام امين تامول المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-01-2008 الساعة : 12:08 AM


جزاك الله خير اخى البريدى
طلحة رضى الله اكثر من دافع عن نبى الله يوم احد
وكانت هذة المعركة من اكبر المحن التى واجة نبى الله صلى الله علية وسلم

من مواضيع : رجل من مكة 0 كيف يتزوج الرسول محمد زوجة غير صالحة
0 هل ظهر محاورين جيدين
0 بنات النبى صلى الله علية وسلم
0 علمائهم يعترفون: عقيدة لعن عمر إبن الخطاب وتكفيره جلبناها من
0 تضحيات ابى بكر رضى الله عنة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:36 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية