قال ابن التيمبة
: ذكر ـ العلاّمة الحلّي ـ أشياء من الكذب تدلُّ على جهل ناقلها مثل قوله: نزل في حقِّهم ـ في حقِّ أهل البيت ـ هل أتى، فإنَّ هل أتى مكيَّةٌ بإتِّفاق العلماء، وعليٌّ إنّما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة، وولد الحسن والحسين بعد نزول هل أتى، فقوله: «إنّها نزلت فيهم» من الكذب الذي لا يخفى على مَن له علمٌ بنزول القرآن وأحوال هذه السادة الاخيار . منهاج السنة2 ص117
---
الجواب:
إنَّ الرجل لا ينحصر جهله بباب دون باب فهو كما انّه جاهلٌ في العقائد جاهلٌ فى الفِرَق، جاهلٌ في السيرة، جاهلٌ في الاحكام، جاهلٌ في الحديث، كذلك جاهلٌ في علوم القرآن حيث لم يعلم أوّلاً أنَّ كون السورة مكيَّة لا ينافي كون بعض آياته مدنيَّة وبالعكس، وقد اطَّرد ذلك في السور القرآنية كما مرَّ في الغدير ج 1 ص 255 -
وهذا معنى قول ابن الحصار: إنّ كلَّ نوع من المكّي والمدنيِّ منه آيات مستثنات .
وثانياً: إنَّ أوثق الطرق الى كون السورة أو الاية مكّيّة أو مدنيّة هو ما تضافر النقل به في شأن نزولها بأسانيد مستفيضة، دون الاقوال المنقطعة عن الاسناد، والتفصيل في الغدير ممَّن خرَّج هذا الحديث وأخبت إليه
فليس هو من كذب الرافضة حتّى يدلَّ على جهل ناقله، ولا على شيخنا العلاّمة الحلّي من تبعة في نقله، فإن كان في نقله شائبةٌ سوء فالعلاّمة ومشايخ قومه على شرع سواء
وثالثاً: إنَّ القول بأنَّها مكيَّةٌ ليس ممّا اتَّفق عليه العلماء، بل الجمهور على خلافه كما نقله الخازن في تفسيره 4 ص 356 عن مجاهد وقتادة والجمهور.
وروى ابو جعفر النحّاس في كتابه الناسخ والمنسوخ من طريق الحافظ ابي حاتم عن مجاهد، عن ابن عبّاس حديثاً في تلخيص آي القرآن المدنيِّ من المكيِّ وفيه: والمدّثر إلى آخر القرآن إلاّ إذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربِّ الفلق، وقل أعوذ بربِّ الناس، فإنَّهنَّ مدنيّات، وفيها سورة هل أتى .
وقال السيوطي في الاتقان 1 ص 15 بعد نقل الحديث: هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيِّدٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ من علمآء العربية المشهورين.
وأخرج الحافظ البيهقي في دلائل النبوة بإسناده عن عكرمة والحسين بن ابي الحسن حديثاً في المكيِّ والمدنيِّ من السور) .
وعدَّ من المدنيات «هل أتى» الاتقان 1 ص 16.
ويروي ابن الضريس في فضائل القرآن عن عطا عدَّ سورة الانسان من المدنيّات، كما في الاتقان 1 ص 17.
وعدَّها الخازن في تفسيره 1 ص 9 من السور النازلة بالمدينة.
وهذه مصاحف الدنيا بأجمعها مخطوطها ومطبوعها تخبرك عن جليّة الحال فإنّها مجمعةٌ على أنّها مدنيّةٌ، فهل الاُمة أجمعت فيها على خلاف ما اتّفق عليه العلماء إن صحّت مزعمة ابن تيميّة؟
فما منكم من أحد عنه حاجزين، وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين، وإنّا لنعلم إنَّ منكم مكذِّبين.
ورابعاً: انَّ القائلين بانَّ فيها آية أو آيات مكيّة كالحسن، وعكرمة، والكلبي، وغيرهم مصرِّحون بأنَّ الايات المتعلّقة بقصة الاطعام مدنيّةٌ.
وخامساً: لاملازمة بين القول بمكيّتها وبين نزولها قبل الهجرة، إذ من الممكن نزولها في حجّة الوداع، بعد صحّة إرادة عموم قوله: وأسيراً للمؤمن الداخل فيه المملوك كما قاله ابن جُبير، والحسن، والضحّاك، وعكرمة، وعطا، وقتادة، واختاره ابن جرير وجمعٌ آخرون.
ـ قال ابن تيمية
: قوله ـ يعني العلاّمة الحلّي ـ: ايجاب مودَّة أهل البيت بقوله تعالى (قُل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القُربى) غلطٌ.
وممّا يدلُّ على هذا أنَّ الاية مكيّةٌ ولم يكن عليٌّ بعدُ قد تزوّج بفاطمة ولا ولد لهما أولاده.
.
وقال : أمّا قوله ـ يعنى العلاّمة ـ: وأنزل الله فيهم (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودَّة في القربى) فهذا كذبٌ، فإنَّ هذه الاية فى سورة الشورى وهي مكيَّةٌ بلا ريب، نزلت قبل أن يتزوَّج عليٌّ بفاطمة، وقبل أن يولد له الحسن والحسين.
ـ إلى أن قال ـ: وقد ذكر طائفة من المصنفين من أهل السنّة والجماعة والشيعة من أصحاب أحمد وغيرهم حديثاً عن النبي(صلى الله عليه وآله): «إنَّ هذه الاية لَمّا نزلت قالوا: يا رسول الله مَن هؤلاء؟!.
قال: عليٌّ وفاطمة وإبناهما».
وهذا كذبٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث، وممّا يبيِّن ذلك أنَّ هذه الاية نزلت بمكَّة باتِّفاق أهل العلم، فإنَّ سورة الشورى جميعها مكيّةٌ بل جميع ال حميم كلّهن مكّيّات.
ثمَّ فصَّل تاريخ ولادة السبطين الحسنين إثباتاً لاطِّلاعه وعلمه
بالتاريخ
منهاج السنة 4 / 27.
---
الجواب:
ـ لو لم يكن في كتاب الرجل إلاّ ما في هذه الجمل من التدجيل والتمويه على أجر صاحب الرسالة، والقول المزوَّر، والفرية الشائنة، والكذب الصريح، لكفى عليه عاراً وشنارا.
لم يصرِّح أحدٌ بأنَّ الاية مكيّةٌ فضلاً عن الاتفاق المكذوب على أهل العلم، وإنّما حسب الرجل ذلك من إطلاق قولهم: إنّ السورة مكية.
يقول العلامة الاميني:
فحق المقال فيه ما قدَّمناه ج 1 ص 255 - 258 وفي هذا الجزء ص 69 - 171.
ودعوى كون جميع سورة الشورى مكيّةٌ تُكذِّبها استثنائهم قوله تعالى (أم يَقُولُون افترى عَلى اللهِ كَذِباً) إلى قوله (خَبيرٌ بَصيرٌ) وهي أربع آيات. واستثناء بعضهم قوله تعالى (والَّذِينَ إذا أصَابَهم البَغيُ) إلى قوله (مِن سَبِيل) وهي عدَّة آيات(
. فضلاً عن آية المودَّة.
ونصَّ القرطبي في تفسيره 16 ص 1، والنيسابوري في تفسيره، والخازن في تفسيره 4 ص 49، والشوكاني في فتح القدير 4 ص 510 وغيرهم عن ابن عبّاس وقتادة على أنّها مكيّةٌ إلاّ ربع آيات أوَّلها (قُل لا أسألُكم عَليه أَجراً) .
وأمّا حديث انَّ الاية نزلت في عليٍّ وفاطمة وابناهما، وايجاب مودَّتهم بها فليس مختصاً بآية الله العلاّمة الحلّي ولا باُمته من الشيعة، بل أصفق المسلمون على ذلك إلاّ شذّاذٌ من حملة الروح الامويَّة نظراء ابن تيمية وابن كثير، ولم يقف القارئ ولن يقف على شيء من الاتّفاق المكذوب على أهل المعرفة بالحديث. ليت الرجل دلَّنا على بعض من اولئك المجمعين، أو على شيء من تآليفهم، أو على نزر من كلماتهم
يقول العلامة الاميني: وقد أسلفنا في ج 2 ص 306-311 ما فيه بلغةٌ وكفايةٌ نقلاً عن جمع من الحفّاظ والمفسِّرين من أعلام القوم وهم:
الامام أحمد.
ابن المنذر.
ابن أبي حاتم.
الطبري.
الطبراني.
ابن مردويه.
الثعلبي.
ابو عبد الله الملاّ.
ابو الشيخ.
النسائي.
الواحدي.
ابو نعيم.
البغوي.
البزّار.
ابن المغازلي.
الحسكاني.
محبّ الدين.
الزمخشري.
ابن عساكر.
ابو الفرج.
الحمّويي.
النيسابوري.
ابن طلحة.
الرازي.
أبو السعود.
ابو حيّان.
ابن أبي الحديد.
البيضاوي.
النسفي.
الهيثمي.
ابن الصبّاغ.
الكنجي.
المناوي.
القسطلاني.
الزرندي.
الخازن.
الزرقاني.
ابن حجر.
السمهودي.
السيوطي.
الصفوري.
الصبّان.
الشبلنجي.
الحضرمي.
النبهاني
وقول الامام الشافعي في ذلك مشهورٌ قال:
يا أهل بيت رسول الله حبّكمُ
فرضٌ من الله في القرآن أنزلهُكفاكمُ من عظيم القدر انّكم
من لم يصلِّ عليكم لا صلاة لهُذكرهما له ابن حجر في الصواعق: 87، الزرقاني في شرح المواهب 7 ص7، الحمزاوي المالكي في مشارق الانوار: 88، الشبراوي في الاتحاف: 29، الصبّان في الاسعاف: 119.
وقال العجلوني في كشف الخفاء ج 1 ص 19:
وفي هذا مع زيادة قلت:
لقد حاز آل المصطفى أشرف الفخرِبنسبتهم للطّاهر الطيِّب الذِّكرِفحبّهمُ فرضٌ على كلِّ مؤمنأشار إليه الله في محكم الذِّكرِومَن يدَّعي مِن غيرهم نسبةً له
وقدخصَّ منهم نسلٌ زهراء الاشرف
بأطراف تيجانٌ من السندس الخضرِويُغنيهمُ عن لبس ما خصَّهم به
وجوهٌ لهم أبهى من الشمس والبدرِولم يمتنع مِن غيرهم لبس أخضر
على رأي من يعزى لاسيوط ذي الخبرِوقد صحَّحوا عن غيره حرمة الّذي
رآه مباحاً فاعلم الحكم بالسبرِ وأمّا انّ تزويج عليّ بفاطمة(عليها السلام) كان من حوادث العهد المدني، وقد ماشينا الرجل على نزول الاية في مكّة، فإنّه لا ملازمة بين إطباق الاية بهما وبأولادهما وبين تقدُّم تزويجهما على نزولها، كما لا منافاة بينه وبين تأخّر وجود أولادهما على فرضه، فإنَّ ممّا لا شبهة فيه كون كلّ منهما من قُربى رسول الله(صلى الله عليه وآله)بالعمومة والنبوَّة، وأمّا أولادهما فكان من المقدّر في العلم الازليّ أن يخلقوا منهما، كما انّه كان قد قضى بعلقة التزويج بينهما، وليس من شرط ثبوت الحكم بملاك عامّ يشمل الحاضر والغابر وجود موضوعه الفعليِّ بل إنَّما يتسرَّب إليه الحكم مهما وُجد ومتى وُجد وأنّى وُجد.
على أنَّ من الممكن أن تكون قد نزلت بمكّة في حجَّة الوداع
وعليٌّ قد تزوَّج بفاطمة وولد الحسنان، ولا ملازمة بين نزولها بمكّة وبين كونه قبل الهجرة.
ويرى الذين أوتوا العلم الَّذي اُنزل إليك من ربِّك هو الحقّ.
قال ابن تيمية
: أمّا حديث المؤاخاة ـ إنَّ عليّاً واخاه رسول الله ـ فباطلٌ موضوعٌ، فإنَّ النبيَّ لم يُؤآخ أحداً، ولا آخى بين المهاجرين بعضهم من بعض، ولا بين الانصار بعضهم من بعض، ولكن آخى بين المهاجرين والانصار كما آخى بين سعد بنى الربيع وعبد الرحمان بن عوف، وآخى بنى سلمان الفارسي وابي الدرداء كما ثبت ذلك في الصحيح 2 ص 119) .
منهاج السنة 4 / 32.
----
الجواب
ـ إنَّ حكم الرجل ببطلان الحديث المؤآخاة الثابت بين المسلمين على بكرة أبيهم يكشف عن جهله المطبق بالحديث والسيرة، أو عن حنقه المحتدم على أمير المؤمنين(عليه السلام) فلا يسعه أن ينال منه إلاّ بإنكار فضائله، فكأنَّه آلى على نفسه أن لا يمرَّ بفضيلة إلاّ وأنكرها وفنَّدها ولو بالدعوى المجرّدة.
وأنّ قصة المؤآخاة وقعت بين أفراد الصحابة قبل الهجرة مرّة، وبين المهاجرين والانصار بعدها مرّة اُخرى، وفي كلٍّ منهما آخى هو(صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين(عليه السلام)
وحَسبُ الرجل ما في فتح الباري 7 ص 217 للحافظ ابن حجر العسقلاني قال بعد بيان كون المؤآخاة مرَّتين وذكر جملة من أحاديثهما:
وأنكر ابن تيميّة في كتاب الردّ ( منهاج السنة لأبن تيمية) على ابن المطهَّر الرافضي في المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبيِّ لعليٍّ قال: لانَّ
المؤاخاة شرعت لارفاق بعضهم بعضاً، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبيِّ لاحد منهم ولا لمؤاخاة مهاجريِّ لمهاجريِّ.
وهذا ردٌّ للنصّ بالقياس، وإغفالٌ عن حكمة المؤاخاة، لانَّ بعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة والقوى، فآخى بين الاعلى والادنى، ليرتفقن الادنى بالاعلى، ويستعين الاعلى بالادنى، وبهذا نظر في مؤاخاته لعلّي لانَّه هو الذي كان يقوم به من عهد الصبا من قبل البعثة واستمرَّ، وكذا مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة لانَّ زيداً مولاهم فقد ثبّت أخوَّتهما وهما من المهاجرين، وسيأتي في عمرة القضاء قول زيد بن حارثة: إنَّ بنت حمزة بنت أخي.
وأخرج الحاكم، وابن عبد البرّ بسند حسن عن ابي الشعثاء، عن ابن عبّاس: آخى النبي(صلى الله عليه وآله) بين الزبير وابن مسعود وهما من المهاجرين.
قلت: وأخرجه الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني، وابن تيميّة يصرِّح بأنَّ أحاديث المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك.
وقصة المؤآخاة الاولى ـ ثمَّ ذكر حديثها الصحيح من طريق </span>الحاكم ـ.
وذكر العلاّمة الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 373 جملةً من الاحاديث والكلمات الواردة في كلتا المرَّتين من المؤاخاة وقال: وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة النبيِّ(صلى الله عليه وآله) لعلي.
ثمَّ أوعز إلى مزعمة ابن تيميّة وردَّ عليه بكلام الحافظ ابن حجر المذكور.
اتّبعوا ما اُنزل إليكم من ربِّكم ولا تتَّبعوا من دونه أولياء.
--
واليك تلخيص قضية المواخاة : من تحقيقات العلامة الاميني رحمه الله
آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه فآخى بين ابي بكر وعمر، وفلان وفلان فجاءه علي (رضي الله عنه)فقال: آخيت بين أصحابك ولم تؤآخ بيني وبين أحد فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت أخي في الدنيا والاخرة.
ينتهي سند هذا الحديث الى:
امير المؤمنين علي، عمر بن الخطاب، أنس بن مالك، زيد بن ابي أوفى، عبد الله بن أبي اوفى، ابن عباس، مخدوج بن زيد، جابر بن عبد الله، ابي ذر الغفاري، عامر بن ربيعة، عبد الله بن عمر، ابي امامة، زيد بن ارقم، سعيد بن المسيب.
راجع جامع الترمذي 2 / 213، مصابيح البغوي 2 / 199، مستدرك الحاكم 3 / 14، الاستيعاب 2 / 460، وعدّ حديث المؤآخاة من الاثار الثابتة تيسير الوصول 3 / 271، مشكاة المصابيح هامش المرقاة 5 / 569، الرياض النضرة 2 / 167، فرائد السمطين الباب العشرين، الفصول المهمة: 22، 29، تذكرة السبط: 13، 15، كفاية الكنجي: 82 وقال: هذا حديث حسن عال صحيح، السيرة النبوية لابن سيد الناس 1 / 200 ـ 203 وصرّح بان هذهِ هي المؤآخاة قبل الهجرة، تاريخ ابن كثير 7 / 335، اسنى المطالب للجزري: 9، مطالب السؤول: 18، الصواعق: 73، 75، تاريخ الخلفاء: 114، الاصابة 2 / 507، المواقف 3 / 276، شرح المواهب 1 / 373، طبقات الشعراني 2 / 55، تاريخ القرماني هامش الكامل 1 / 216، السيرة الحلبية 1 / 23، 101، وفي هامشها السيرة النبوية لزيني دحلان 1 / 325، كفاية الشنقيطي: 34، الامام علي بن ابي طالب للاستاذ محمد رضا: 21، الامام علي بن ابي طالب للاستاذ عبد الفتّاح عبد المقصود: 73.
زيد بن أبي أوفى قال: لما آخى النبي(صلى الله عليه وآله) بنى اصحابه وآخى بين عمر وابي بكر... فقال علي: فعلت باصحابك ما فعلت غيري... فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)... انت مني بمنزلة هارون من موسى... وانت أخي ورفيقي ثم قال: إخواناً على سرر متقابلين.
مناقب احمد بن حنبل، الرياض النضرة 2 / 209، تاريخ ابن عساكر 6/201، تذكرة السبط: 14، كنز العمال 6/390، كفاية الشنقيطي: 35، 44.
وقال محمد بن اسحاق: وآخى رسول الله بين أصحابه من المهاجرين والانصار فقال فيما بلغنا ونعوذ بالله ان نقول عليه ما لم يقل: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب فقال: هذا أخي.
تاريخ ابن هشام 2 / 123، تاريخ ابن كثير 3 / 226، السيرة الحلبية 2 / 101، الفتاوى الحديثية: 42.
وقال أمير المؤمنين: آخى رسول الله بين عمر وابي بكر، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد ابن الحارثة... الى ان قال: وبيني وبين نفسه.
أخرجه الخليعي في الخليعات، وسعيد بن منصور في سننه كما في كنز العمال 6 / 394
صورة اخرى
عن أمير المؤمنين: لعهد النبيّ(صلى الله عليه وآله) إليَّ: لا يحبّك إلاّ مؤمنٌ، ولا يُبغضك إلاّ منافقٌ.
مصادرها:
أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 95، 138، الخطيب في تاريخه 14 ص426، النسائي في سننه 8 ص 117، وفي خصائصه 27، ابو </span>
نعيم في الحلية 4 ص 185 بعدَّة طرق، وفي إحدى طرقه: والَّذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة وتردَّى بالعظمة انَّه لعهد النبيُّ الاُمِّيُ(صلى الله عليه وآله)إليّ... وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ متَّفقٌ عليه، ابن عبد البّر في الاستيعاب 3 ص 37 وقال: روته طائفةٌ من الصحابة، ابن ابي الحديد في شرحه 2 ص 284 وقال: هذا الخبر مرويٌّ في الصِّحاح(1) .
وقال في ج 1 ص 364: قدإتَّفقت الاخبار الصحيحة الّتي لا ريب فيها عند المحدِّثين على انَّ النبيَّ قال له: «لا يبغضك إلاّ منافقٌ، ولا يحبّك إلاّ مؤمنٌ»(2) .
شيخ الاسلام الحمّويي في الباب 22، الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 133، السيوطي في جامعه الكبير كما في ترتيبه 6 ص 152، 408 من عدَّة طرق، ابن حجر في الاصابة 2 ص 509.
صورة ثالثة
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): لو ضربتُ خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يُبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق
____________
(1) شرح نهج البلاغة 4 / 83، 18 / 173.
(2) المصدر السابق.
على أن يُحبّني ما أحبّني، وذلك انّه قضي فانقضى على لسان النبيِّ الاُمي(صلى الله عليه وآله) انّه قال: «يا عليُّ لا يُبغضك مؤمنٌ ولا يُحبّك منافقٌ».
تجدها في نهج البلاغة، وقال ابن ابي الحديد في شرحه 4 ص 264: مراده(عليه السلام) من هذا الفصل إذكار الناس ما قاله فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله)(1) .
صورة رابعة
في خطبة لامير المؤمنين(عليه السلام): قضاءٌ قضاه الله عزَّوجلَّ على لسان نبيِّكم النبيّ الاُمِّي أن لا يُحبّني إلاّ مؤمنٌ، ولايُبغضني إلاّ منافقٌ.
أخرجه الحافظ ابن فارس، وحكاه عنه الحافظ محبُّ الدين في الرياض 2 ص 214، وذكره الزرندي في «نظم درر السمطين» وفي آخره: وقد خاب من افترى(2) .
صدر الحديث عن ابي الطفيل قال: سمعت عليّاً(عليه السلام) وهو يقول: لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني، ولو نثرت على المنافق ذهباً وفضّة ما أحبّني، إنَّ الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبِّي
____________
(1) شرح نهج البلاغة 18 / 173.
(2) نظم درر السمطين.
وميثاق المنافقين ببغضي، فلا يُبغضني مؤمنٌ، ولا يحبّني منافقٌ أبداً.
صورةٌ اُخرى
عن حبّة العرني عن عليّ(عليه السلام) إنّه قال: إنَّ الله عزّوجلَّ أخذ ميثاق كلِّ مؤمن على حبّي، وميثاق كلِّ منافق على بغضي، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبَّني.
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 ص 364(1) .
2 ـ عن اُمّ سلمة قالت: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «لا يُحبّ عليّاً المنافق، ولا يُبغضه مؤمنٌ».
الترمذي في جامعه 2 ص 213 وصحَّحه، ابن ابي شيبة(2) ، الطبراني(3) ، البيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 29، محب الدين في رياضه 2 ص 214، سبط ابن الجوزي في تذكرته 15، ابن طلحة في مطالب السؤول 17، الجزري في اسنى المطالب 7، السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 152، 158.
____________
(1) شرح نهج البلاغة 4 / 83.
(2) المصنَّف 12 / 77 ح 12163.
(3) المعجم الكبير 23 / 374، 375 ح 885، 886.
عن اُمّ سلمة قال: إنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لعليٍّ: «لا يُبغضك مؤمنٌ، ولا يُحبّك منافقٌ».
الامام أحمد في «المناقب»(1) ، محبّ الدين في الرياض 2 ص 214، ابن كثير في تاريخه 7 ص 354.
(1) فضائل علي بن ابي طالب: 122 ح 181.
----
أخرج ابن عدي في كامله عن البغوي باسناده عن اُمّ سلمة قالت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول فى بيتي لعليٍّ: «لا يحبّك إلاّ مؤمنٌ، ولا يبغضك إلاّ منافقٌ».
3 ـ في خطبة للنبيِّ(صلى الله عليه وآله): «يا أيّها النّاس اُوصيكم بحبِّ ذي قرنيها أخي وابن عمّي عليٍّ بن أبي طالب، فإنّه لا يُحبّه إلاّ مؤمنٌ، ولا يبغضه إلاّ منافقٌ.
مناقب أحمد(2) ، الرياض النضرة 2 ص 214، شرح ابن ابي الحديد 2 ص 451(3) ، تذكرة السبط: 17
(2) المصدر السابق: 126 ح 188.
(3) شرح نهج البلاغة 9 / 172.
4 ـ عن ابن عبّاس قال: نظر رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى عليٍّ فقال: «لا يحبّك إلاّ مؤمنٌ ولايُبغضك إلاّ منافق».
أخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 133.
وهذا الحديث ممّا احتجَّ به أمير المؤمنين(عليه السلام) يوم الشورى فقال: اُنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له(صلى الله عليه وآله): لا يُحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق، غيري؟! قالوا: اللّهم لا.
هذا ما عثرنا عليه من طرق هذا الحديث ولعلّ ما فاتنا منها أكثر، ولعلّك بعد هذه كلّها لا تستريب في أنّه لو كان هناك حديثٌ متواترٌ يقطع بصدوره عن مصدر الرسالة فهو هذا الحديث، أو انّه من أظهر مصاديقه.
كما أنَّك لا تستريب بعد ذلك كلّه انَّ أمير المؤمنين(عليه السلام) بحكم هذا الحديث الصادر ميزان الايمان ومقياس الهدى بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)،
وهذه صفةٌ مخصوصةٌ به(عليه السلام) وهي لاتبارحها الامامة المطلقة، فإن من المقطوع به أنَّ أحداً من المؤمنين لم يتحلَّ بهذه المكرمة، فليس حبُّ أيِّ أحد منهم شارة ايمان ولا بغضه سمة نفاق، وإنّما هو نقصٌ في الاخلاق وإعوازٌ في الكمال ما لم تكن البغضاء لايمانه، وأمّا إطلاق القول بذلك مشفوعاً بتخصيصه بأمير المؤمنين فليس إلاّ ميزة الامامة، ولذلك قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «لولاك يا علي؟ ما عُرف المؤمنون بعدي»(1) .
وقال: والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلاّ وهو خارجٌ من الايمان(2) .
(1) مناقب ابن المغازي، شمس الاخبار37، الرياض 2/202، كنزالعمال 6/402 «المؤلف (رحمه الله)».
انظر مناقب الامام علي بن ابي طالب لابن المغازلي: 70 ح 101.
(2) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 2 / 78 «المؤلف (رحمه الله)».
وانظر طبعة القاهرة بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم 6 / 217.
ألا ترى كيف حكم عمر بن الخطاب بنفاق رجل رآه يسبُّ عليّاً وقال: إنّي أظنّك منافقاً.
اخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 453.
وحينئذ يحقّ لابن تيميّة أن ينفجرُ بركان حقده على هذا الحديث، فيرميه بأثقل القذائف، ويصعد في تحوير القول ويصوِّب.
وأمّا الحديث الاوَّل
فينتهي إسناده إلى ابن عبّاس، وسلمان، وابي ذرّ، وحذيفة اليماني، وابي ليلى الغفاري.
أخرج عن هؤلاء جمعٌ كثيرٌ من الحفّاظ والاعلام منهم
الحاكم.
ابو نعيم.
الطبراني.
البيهقي.
العدني.
البزّار.
العقيلي.
المحاملي.
الحاكمي.
ابن عساكر.
الكنجي.
محبّ الدين.
الحمّويي.
القرشي.
الايجي.
ابن أبي الحديد.
الهيثمي.
السيوطي.
المتقي الهندي.
الصفوري.
ولفظ الحديث عندهم)
ستكون بعدي فتنةٌ فإذا كان ذلك فألزموا علىّ بن أبي طالب فإنَّه أوَّل مَن يصافحني يوم القيامة، وهو الصِّديق الاكبر، وهو فاروق هذه الاُمَّة يفرق بين الحقِّ والباطل; وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين
.
وبعد هذا كلّه تعرف قيمة ما يقوله أو يتقوَّله ابن تيميّة من أنَّ الحديثين لم يُرو واحدٌ منهما في كتب العلم المعتمدة، ولا لواحد منهما إسنادٌ معروفٌ.
فإذا كان لا يرى الصحاح والمسانيد من كتب العلم المعتمدة،
وما أسنده الحفّاظ والائمّة وصححوه إسناداً معروفاً فحسبه ذلك جهلاً شائناً، وعلى قومه عاراً وشناراً، وليت شعري بأي شيء يعتمد هو وقومه في المذهب بعد هاتيك العقيدة السخيفة؟!