3 ـ حديث « إنّ الأرض لا تخلو من حُجّة »
وردت أحاديث كثيرة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، احتجّ بها علماء الطرفين(9) في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، فقد رُوي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال في نهج البلاغة ـ في حديث طويل ـ «اللهمّ بَلى، لا تخلو الأرضُ مِن قائمٍ لله بحُجّة»(10)، ورُوي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال «ما زالت الأرض إلاّ ولله فيها حُجّة يُعرِّف الحلالَ والحرام، ويدعو الناس إلى سبيل الله»(11)، وسئل الإمام الرضا عليه السّلام: هل تبقى الأرض بغير إمام ؟ قال: لا(12). وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: لو أنّ الإمام رُفع من الأرض ساعةً لَساخَت الأرضُ بأهلها، وماجَت كما يموجُ البحرُ بأهله(13).
ناهيك عن الأحاديث الكثيرة التي رُويت عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام في أنّه لو لم يبقَ في الأرض إلاّ اثنان، لَكانَ أحدَهما الحجّة(14).
وتشير هذه الأحاديث بأجمعها إلى ضرورة وجود إمامٍ في كلّ زمان يقتدي به الناس ويجعلونه حُجّة بينهم وبين ربّهم، وذلك لئلاّ يكونَ للناسِ علَى الله حَجّة (15)، و لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عن بيّنةٍ ويَحيىَ مَن حَيَّ عن بيّنة (16) و قُل فللهِ الحجّة البالغة (17).
--
9 ـ انظر مثلاً: عيون الأخبار، لابن قُتيبة 7. تاريخ اليعقوبي 400:2. تاريخ بغداد 479:6. تفسير الفخرالرازي 192:2. فتح الباري في شرح صحيح البخاري، لابن حجر 385:6.
10 ـ الغيبة للنعماني 136 ـ 137 حديث 1 و 2، اضافة إلى المصادر المتقدّمة التي ذكرناها قريباً.
11 ـ الغيبة للنعماني 138 حديث 4.
12 ـ الغيبة للنعماني 139 حديث 10.
13 ـ الغيبة للنعماني 139 حديث 10.
14 ـ الغيبة للنعماني 139 ـ 140 حديث 1 ـ 5.
15 ـ النساء: 165.
16 ـ الأنفال: 42.
17 ـ الأنعام: 149.