اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
احسنتم جميعا بارك الله بكم ورزقنا واياكم شفاعة الكرار
قال المفيد في الارشاد: مما جاءت به الرواية فيقضاياه والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حي موجود، انه لما اراد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) تقليدهقضاء اليمن وانفاذه اليهم ليعلمهم الاحكام، ويبين لهم الحلال منالحرام، ويحكم فيهم باحكام القرآن، قال له اميرالمؤمنين(عليه السلام) ندبتني يا رسول اللّه للقضاء و انا شابولا علم لي بكل القضاء.
فقال له: ادن مني، فدنا منه، فضرب على صدره بيده، وقال: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه.
قال: فما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك المقام.
في فرس نفح رجلا فقتله
في البحار عن كتاب قصص الانبياء
روىالصدوق عن ابن موسى، عن الاسدي، عن النخعي، عن ابراهيم بنالحكم، عن عمرو بن جبير، عن ابيه، عن الباقر(عليه السلام)، قال: بعثالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عليا الى اليمن فانفلت فرس لرجل من اهل اليمن فنفحرجلا فقتله، فاخذه اولياؤه ورفعوه الى علي(عليه السلام) فاقامصاحب الفرس البينة ان الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله،فابطل علي(عليه السلام) دم الرجل، فجاء اولياء المقتول من اليمن الىالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يشكون عليا فيما حكمعليهم فقالوا: ان عليا ظلمناوابطل دم صاحبنا.
فقال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): ان عليا ليس بظلام، ولم يخلق علي للظلم،وان الولاية من بعدي لعلي، والحكم حكمه، والقول قوله، لايردحكمه وقوله الا كافر، ولا يرضى بحكمه وولايته الا مؤمن.
فلما سمع الناس قول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: يا رسول اللّه، رضينا بقول علي وحكمه.
فقال: هو توبتكم مما قلتم
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
فيمن شرب خمرا ولا يعلم تحريمها
قال المفيد: ومن قضاياه في امارة ابي بكر ما جاء بهالخبر عن رجال من العامة والخاصة ان رجلا رفع الى ابي بكر وقدشرب الخمر فاراد ان يقيم عليه الحد، فقال: اني شربتها ولا علم لي بتحريمها، لاني نشات بين قوم يستحلونها، ولم اعلم بتحريمها حتى الان، فارتج على ابي بكر الامر بالحكم عليه، فاشير عليه بسؤال امير المؤمنين(عليه السلام) عن ذلك، فارسل اليه من ساله.
فقال(عليه السلام) مر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به على مجالس المهاجرين والانصار يناشدانهم [اللّه] هل فيهم احد تلاعليه آية التحريم او اخبره بذلك عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)؟فان شهد بذلك رجلان منهم فاقم عليه الحد، وان لم يشهد احد بذلكفاستتبه وخل سبيله، ففعل ذلك ابو بكر، فلم يشهد [عليه] احد فاستتابه وخلى سبيله. انتهى.
اعتقد ان الذي اشار على الخليفة بان يسئل اميرالمؤمنين عليه السلام لحل المشكلة هو من شيعة اميرالمؤمنين عليه السلام واراد فضيحة ابي بكر امام المسلمين ليبين لهم غباؤه وجهله باحكام الدين ومع ذلك هو الخليفة....!!!!
وهذا نوع رائع من الاحتجاج العملي والرفض لمغتصبي الخلافة الذين تمترسوا باعراب منافقين لحفظ الكراسي الملكية..!!!
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
عندما أعلن رسول الله (ص) لأول مرة بأن علياً (ع) هو وصيه وخليفته ، جاء جماعة من قريش إلى رسول الله (ص) وقالوا :
يا رسول الله ، أن الناس أسلموا ولم يدخل الايمان في قلوبهم وسيصعب عليهم أن تكون أنت النبي وتكون الامامة لابن عمك علي (ع) . فالأولى لك أن تصبر حتى يترسخ الاسلام في قلوب الناس ثم تعلن بعد ذلك عن أمامة علي بن أبي طالب .
فقال رسول الله (ص) : لم أفعل هذا برأيي بل كان أمر من الله عز وجل .
فقالوا : إذا كان اقتراحنا هذا يعارض أمر الله عز وجل فهنالك اقتراح آخر وهو أن تشرك رجلاً من قريش مع علي (ع) في أمر الامامة حتى تستقر قلوب الناس على امامة علي (ع) بمرور الزمن .
فنزل جبرئيل (ع) في تلك اللحظة حاملاً هذه الآية الشريفة ( لئن أشركت لنحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )) .
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
هذه هي قصة الواقعه التي صاح فيها عمر بن الخطاب قائلا اعوذ بالله من معضلة ليس لها ابا الحسن وفي رواية اخرى لا ابقانني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن
جواب أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مسائل ملك الروم
وقد عقد العاصمي وسبط إبن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة ما أخرجه إمام
الحنابلة في الفضائل، كما ذكره الاميني في غديره .
قال: حدثنا عبد الله القواريري، حدثنا مؤمل، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب،
قال: كان عمر بن الخطاب يقول: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو
الحسن قال إبن المسيب: ولهذا القول سبب، وهو : أن ملك الروم كتب إلى عمر
يسأله عن مسائل، فعرضها على الصحابة، فلم يجد عندهم جواباً، فعرضها على
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فأجابها في أسرع وقت بأحسن جواب.
قال ابن المسيب: كتب ملك الروم إلى عمر عنه: من قيصر ملك بني
الأصفر إلى عمر ـ أما بعد، فإني سائلك عن مسائل فأخبرني عنها: ما
شيء لم يخلقه الله ؟ وما شيء لم يعلمه الله ؟ وما
شيء ليس عند الله ؟ وما شيء كله فم ؟ وما شيء كله رجل ؟ وما شيء كله عين ؟
وما شيء كله جناح ؟ وعن رجل لا عشيرة له ؟ وعن أربعة لم تحمل بهم رحم ؟ وعن
شيء يتنفس وليس فيه روح ؟ وعن صوت الناقوس ماذا يقول ؟ وعن ظاعن ظعن مرة
واحدة ؟ وعن شجرة يسير الراكب في ظلها مئه عام لا يقطعها، ما مثلها في الدنيا
؟ وعن مكان لم تطلع فيه الشمس الا مرة واحدة ؟ وعن شجرة نبتت من غير ماء ؟
وعن أهل الجنة فإنهم يأكلون ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون، ما مثلهم في
الدنيا ؟ وعن موائد الجنة، فإن عليها القصاع في كل قصعة ألوان لا يخلط بعضها
ببعض، ما مثلها في الدنيا ؟ وعن جارية تخرج من تفاحة في الجنة ولا ينقص منها
شيء ؟ وعن جارية تكون في الدنيا لرجلين وهي في الآخرة لواحد ؟ وعن مفاتيح
الجنة ما هي ؟
فقرأ علي(عليه السلام) الكتاب، وكتب في الحال خلفه: بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد فقد وقفت على كتابك أيها الملك، وأنا أجيبك بعون الله وقوته وبركته،
وبركة نبينا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم).
أما الشيء الذي لم يخلقه الله تعالى،
فالقرآن لأنه كلامه وصفته، وكذا كتب الله المنزلة، والحق سبحانه قديم وكذا
صفاته. وأما الذي لا يعلمه الله فقولكم: له ولد وصاحبة وشريك، ما اتخذ الله
من ولد وما كان معه من إله، لم يلد ولم يولد. وأما الذي ليس عند الله،
فالظلم، وما الله بظلام للعبيد. وأما الذي كله فم، فالنار تأكل ما يلقى فيها.
وأما الذي كله رجل، فالماء. وأما الذي كله عين فالشمس. وأما الذي كله جناح،
فالريح. وأما الذي لا عشيرة له، فآدم(عليه السلام). وأما الذين لم يحمل بهم
رحم، فعصا موسى، وكبش إبراهيم، وآدم وحواء. وأما الذي تنفس من غير روح،
فالصبح إذا تنفس.
وأما الناقوس، فإنه يقول: طقاً طقاً حقاً حقاً مهلاً مهلاً عدلاً عدلاً صدقاً
صدقاً، إن الدنيا قد غرتنا واستهوتنا، تمضي الدنيا قرناً قرناً، ما من يوم
يمضي عنا إلا أوهى منا ركناً، إن الموت قد أخبرنا أنـا نرحل فاستوطنا. اما
الظاعن، فطور سيناء، لما عصت بنو اسرائيل وكان بينه وبين الأرض المقدسة أيام،
فقلع الله منه قطعة، وجعل لها جناحين من نور، فنتقه عليهم، فذلك قوله (وإذ
نتقنا الجبل
فوقهم كأنـّه ظلّة وظنّوا أنـّه واقع بهم) وقال لبني إسرائيل: إن لم تؤمنوا
وإلا أوقعته عليكم، فلما تابوا رده إلى مكانه.
وأما الشجرة التي يسير الراكب في ظلها مئة عام، فشجرة طوبى وهي سدرة المنتهى
في السماء السابعة، إليها تنتهي أعمال بني آدم، وهي من أشجار الجنة ليس في
الجنة قصر ولا بيت إلا وفيه غصن من أغصانها، ومثلها في الدنيا الشمس أصلها
واحد، وضوءها في كل مكان. وأما الشجرة التي تنبت بغير ماء، فشجرة يونس وكان
ذلك معجزة له لقوله تعالى (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) .
وأما غذاء أهل الجنة، فمثلهم في الدنيا الجنين في بطن اُمه، فإنه يتغذى من
سرته ولا يبول ولا يتغوط. وأما الألوان في القصعة الواحدة، فمثله في الدنيا:
البيضة فيها لونان، بين أبيض وأصفر لا يختلطان. وأما الجارية التي تخرج من
تفاحة فمثلها في الدنيا الدودة. تخرج من التفاحة ولا تتغير، وأما الجارية بين
اثنين: فالنخلة التي تكون في الدنيا لمؤمن مثلي، ولكافر مثلك، وهي لي في
الآخرة دونك، لأنها في الجنة وأنت لا تدخلها، وأما مفاتيح الجنة: فلا
إله إلا الله، محمد رسول الله.
قال ابن المسيب: فلما قرأ قيصر الكتاب، قال: ما خرج هذا الكلام إلا من أهل
بيت النبوة، ثم سأل عن المجيب، فقيل له: هذا جواب ابن عم محمد(صلى الله عليه
وآله وسلم)، فكتب إليه:
سلام عليك، أما بعد: فقد وقفت على جوابك، وعلمت أنك من أهل بيت النبوة، ومعدن
الرسالة، وأنت موصوف بالشجاعة والعلم، وأوثر أن تكشف لي عن مذهبكم والروح
التي ذكرها الله في كتابكم في قوله تعالى ( ويسألونك عن الروح قل الروح من
أمر ربي ) .
فكتب إليه أمير المؤمنين: أما بعد، فالروح نكته لطيفة، ولمعة شريفة، من صنعة
باريها، وقدرة منشأها، أخرجها من خزائن ملكه، وأسكنها في ملكه، فهي عنده لك
سبب، وله عندك وديعة، فإذا أخذت مالك عنده أخذ ماله عندك، والسلام
سلام الله عليك سيدي ومولاي ابا الحسنين فأنت القائل أسئلوني قبل ان تفقدوني اسألوني عن طرق السما اخبركم بها وانت باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم السلام عليك يا سيدي ومولاي يا امير المؤمنين ويا قائد الغر المحجلين السلام عليك يا يعسوب الدين وجهت سلامي لك يا سيدي من بعيد اقصى ومن قريب ادني .. اللهم متع ناظري اعيننا رؤية قبرك الشريف واروي قلوبنا فضل زيارتك وارزقنا شفاعتك في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون الا من اتى الله بقلبٌ سليم .. اسمحوا لي ان اشارك معكم في هذه الصفحة العلوية والشكر موصول لصاحب الموضوع الاخ الكريم تميم
قصة اليهودي مع الإمام علي (ع) ..؟
إرشاد القلوب : بحذف الأسانيد أيضا.. مرفوعا إلى ابن عبَاس، قال : قدم يهوديَان أخوان من رؤوس اليهود،, فقالا : يا قوم!.. إن نبيَنا حدثنا أنَه يظهر بتهامة رجل يسفه أحلام اليهود، ويطعن في دينهم، ونحن نخاف منه أن يزيلنا عمَا كانت عليه آباؤنا، فأيكم هذا النبي؟.. فإن كان المبشر به داود آمنا به واتبعناه، وإن كان يورد الكلام على إبلاغه ويورد الشعر ويقهرنا، جاهدناه بأنفسنا وأموالنا.. فأيكم هذا النبي؟ فقال المهاجرون والأنصار : إن نبينا قبض. فقالا : الحمد لله، فأيكم وصيَه؟.. فما بعث الله نبيَا إلى قوم إلا وله وصي، يؤدي من بعده ويحكم ما أمر به ربَه.. فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر. فقالوا : هذا وصيَه. فقالا لأبي بكر : إنا نلقي عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء، ونسألك عمَا يسأل الأوصياء عنه، فقال أبو بكر : ألقيا، سأخبركم عنه إن شاء الله تعالى. فقال له أحدهما : ما أنا وأنت عند الله؟.. وما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟.. وما قبر سار بصاحبه؟.. ومن أين تطلع الشمس وأين تغرب؟.. وأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع؟.. وأين تكون الجنة؟.. وأين تكون النار؟.. وربك يحمل أو ’ يحمل؟.. وأين يكون وجه ربك؟.. وما اثنان شاهدان؟.. وما اثنان غائبان؟.. وما اثنان متباغضان؟.. وما الواحد؟.. وما الاثنان؟.. وما الثلاثة؟.. وما الأربعة؟.. وما الخمسة؟.. وما الستة؟.. وما السبعة؟.. وما الثمانية؟.. وما التسعة؟.. وما العشرة؟.. وما الإحدى عشر؟.. وما الأثنى عشر؟.. وما العشرون؟.. وما الثلاثون؟.. وما الأربعون؟.. وما الخمسون؟.. وما الستون؟.. وما السبعون؟.. وما الثمانون؟.. وما التسعون؟.. وما المائة؟!.. قال ابن عباس فبقي أبو بكر يفكر لا يرد ُ جوابا، وتخوفنا أن يرتد القوم عن الإسلام.. فأتيت منزل علي بن أبي طالب (علي السلام) فقلت له : يا علي!.. إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة، وألقوا على أبي بكر مسائل، وقد بقي لا يرد جوابا. فتبسم علي (عليه السلام) ضاحكا، ثم قال : هو الذي وعدني به رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأخذ يمشي أمامي فما أخطأت مشيته أمامي مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى قعد في الموضع الذي يقعد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم التفت إلى اليهوديين. فقال : يا يهوديان!.. ادنوا مني، وألقيا عليَ ما ألقيتما على الشيخ. فقالا : من أنت؟.. فقال : أنا علي بن أبي طالب، أخو النبي، وزوج فاطمة، وأبو الحسن والحسين، ووصيه في خلافته كلها، وصاحب كل نفيسة وغزاة، وموضع سر النبي (صلى الله عليه وآله). فقال اليهودي : ما أنا وأنت عند الله؟.. قال : أنا مؤمن منذ عرفت نفسي، وأنت كافر منذ عرفت نفسك.. وما أدري ما يحدث الله بك يا يهودي بعد ذلك؟.. قال اليهودي : فما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟.. قال : يونس بن متَى في بطن الحوت. قال : فما قبر سار بصاحبه؟.. قال : يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر. قال له : فالشمس من أين تطلع؟.. قال : من قرن الشيطان!.. قال : فأين تغرب؟.. قال : في عين حمئة، وقال لي حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تصلِ في إقبالها ولا في إدبارها حتى تصير في مقدار رمح أو رمحين. قال : فأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع؟.. قال : البحر حين فرَقه الله تعالى لقوم موسى (عليه السلام). قال له : ربك يحمل أو ’ يحمل؟.. قال : ربي يحمل كل شيء ولا يحمله شيء. قال : فكيف قوله : (ويحمل عرش ربِك فوقهم يومئذ ثمانية).. سورة الحاقة الآية 17 - قال : يا يهودي!.. ألم تعلم أن الله له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وكل شيء على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة عند ربي. قال : فأين تكون الجنة؟.. وأين تكون النار؟.. قال : الجنة في السماء، والنار في الأرض. قال : فأين وجه ربك؟.. فقال علي (عليه السلام) لابن عباس : ائتني بنار وحطب فأضرمها، وقال : يا يهودي!.. فأين وجه هذه النار؟.. فقال : لا أقف لها من وجه. قال : كذلك ربي (فأين ما تولوا فثم وجه الله) سورة البقرة الآية 115 -. قال : فما اثنان شاهدان؟.. قال : السماء والأرض لا يغيبان. قال : فما اثنان غائبان؟.. قال : الموت والحياة لا نقف عليهما. قال : فما اثنان متباغضان؟.. قال : الليل والنهار. قال : فما نصف الشيء؟.. قال : المؤمن. قال : فما لا شيء؟.. قال : يهودي مثلك كافر لا يعرف ربَه. قال : فما الواحد؟.. قال : الله عز وجل. قال : فما الإثنان؟.. قال : آدم وحواء. قال : فما الثلاثة؟.. قال : كذبت النصارى على الله عز وجل، قالوا عيسى بن مريم ابن الله, والله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. قال : فما الأربعة؟.. قال : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم. قال : فما الخمسة؟.. قال : خمس صلوات مفروضات. قال : فما الستة؟.. قال : خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش. قال : فما السبعة؟.. قال : سبعة أبواب الناس متطابقات. قال : فما الثمانية؟.. قال : ثمانية أبواب الجنة. قال : فما التسعة؟.. قال : (تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) سورة النمل 48 -. قال : فما العشرة؟.. قال : عشرة أيام من العشر. قال : فما الإحدى عشر؟.. قال : قول يوسف لأبيه إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين) سورة يوسف4 -. قال : فما الإثنا عشر؟.. قال : شهور السنة. قال : فما العشرون؟.. قال : بيع يوسف بعشرين درهما. قال : فما الثلاثون؟.. قال : ثلاثون ليلة من شهر رمضان، صيامه واجب على كل مؤمن، إلا من كان مريضا أو على سفر. قال : فما الأربعون؟.. قال : كان ميقات موسى ثلاثين ليلة قضاها، والعشر كانت تمامها. قال : فما الخمسون؟.. قال : دعا نوح قومه ألف سنة إلا خمسين عاما. قال : فما الستون؟.. قال : قال الله تعالى : (فإطعام ستين مسكينا) أو (صيام شهرين متتابعين) سورة المجادلة 4. قال : فما السبعون؟.. قال : اختار موسى سبعين رجلا لميقات ربه. قال : فما الثمانون؟.. قال : قرية بالجزيرة يقال لها ثمانون، منها قعد نوح في السفينة، واستوت على الجوديَ وأغرق الله القوم. قال : فما التسعون؟.. قال : الفلك المشحون اتخذ يوما فيها بيت للبهائم. قال : فما المائة؟.. قال : كانت لداود (عليه السلام) ستون سنة فوهب له آدم أربعين، فلما حضر آدم (عليه السلام) الوفاة جحده، فجحد ذريته. فقال : يا شاب!.. صف لي محمدا (صلى الله عليه وآله) كأني أنظر إليه حتى أؤمن به الساعة!.. فبكى علي (عليه السلام) ثم قال : يا يهودي!.. هيجت أحزاني، كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلت الجبين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سهل الخدين، أقنى الأنف، دقيق السرية، كث اللحية، براق الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كان له شعرات من لبَته إلى سرته متفرقة كأنها قضيب كافور، لم يكن بالطويل الذاهب ولا القصير النزر، كان إذا مشى مع الناس غمرهم، كان إذا مشى كأنه ينقلع من صخرة أو ينحدر من صبب، كان مبدول الكعبين، لطيف القدمين، دقيق الخصر، عمامته السحاب، سيفه ذو الفقار، بلغته الدلدل، حماره اليعفور، ناقته العضباء، فرسه المبدول، قضيبه الممشوق.. كان أشفق الناس على الناس، وأرأف الناس بالناس، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران : أول سطر : لا إله إلا الله، والثاني : محمد رسول الله.. هذه صفته يا يهودي. فقال اليهوديان : نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك وصي محمد حقا. وأسلما وحسن إسلامهما، ولزما أمير المؤمنين (عليه السلام) فكانا معه حتى كان في أمر الجمل ما كان،, فخرجا معه إلى البصرة، فقتل أحدهما في وقعت الجمل، وبقي الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل. المصدر : البحار ج 30 ص 8
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
حرب الجمل وما تحمل من مصائب على قلب ولي الله الاعظم عليه السلام
قتال الناكثين
النكث في اللغة هو نقض البيعة والمراد من قتال الناكثين: قتال الشيخين: الزبير وطلحة اللّذين نكثا بيعة الإمام وتبعهما طوائف من الناس، بترغيب وترهيب، وكان بدأ الخلاف انّ طلحة والزبير جاءا إلى عليّ وقالا له: يا أميرَ المؤمنين قد رأيتَ ما كنّا فيه من الجفوة في ولاية عثمان كلّها، وعلمت رأي عثمان في بني اُميّة، وقد ولاّك الله الخلافة من بعده، فوّلنا بعضَ أعمالك، فقال لهما: إرضيا بقَسم الله لكم. حتى أرى رأيي، واعْلما أنَّي لا أشرك في أمانتي إلاّ مَن أرضى بدينه، وأمانته من أصحابي، ومن قد عرفت دخيلتَه .
فانصرفا عنه وقد دخلهما اليأس فاستأذناه في العمرة
خرجا من عنده وهما غاضبان ويحتالان للخروج عن بيعته ونكثها، وفي ذلك الظرف القاسي، وصل إليهما كتاب معاوية يدعوهما إلى نكث البيعة وأن أهلَ الشام بايعوا لهما إمامين مترتبين، فاغترّا بالكتاب وعزما النكث بجد.
ثم دخلا على علىّ فاستاذناه في العمرة، فقال: ما العمرة تريدان، فحلفا له بالله انّهما ما يريدان غير العمرة، فقال لهما: ماالعمرة تريدان، وانّما تريدان الغدرة، ونكث البيعة، فحلفا بالله ما الخلاف عليه ولانكثَ بيعته يريدان وما رأيهما غير العمرة، فقال لهما: فأعيدا البيعة لي ثانية، فأعاداها بأشدّ مايكون من الأيمان والمواثيق، فأذنَ لهما فلمّا خرجا من عنده قال لمن كان حاضراً: والله لاترونهما إلاّ في فتنة يقتتلان فيها. قالوا: يا أميرالمؤمنين فمُرْ بردِّهما عليك.
قال: ليقضي الله أمراً كان مفعولا
خروج عائشة إلى مكة:
غادرت عائشة المدينة المنوّرة عندما حاصر الثوار بيت عثمان، ونزلت في مكة، ووصل خبر قتل الخليفة إليها وهي فيها، وكانت على تطلُّع إلى أين انتهت الثورة وإلى من آلت إليه الخلافة، فغادرت مكة إلى المدينة فلمّا نزلت «سرف» لقيها عبد ابن اُمّ كلاب فقالت له: «مهيم»؟ قال: قَتَلوا عثمان فمكثوا ثمانياً، قال: ثم صنعوا ماذا؟ قال: إجتمعوا على علىّ بن أبي طالب، فقالت: و الله إنّ هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك، رُدّوني رُدّوني، فانصرفت إلى مكّة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبنّ بدمه، فقال لها ابن اُمّ كلاب: ولم؟ فوالله إنّ أوّلَ من اَمالَ حرفه لأنت، ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر. قالت: إنّهم استتابوه، ثم قتلوه، ولقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل، فقال لها: ابن اُمّ كلاب:
منك البداء و منك الغير * و منكَ الرياح و منكِ المطر
و انتِ أمرتِ بقتل الإمام * و قلتِ لنا أنّه قد كفر
فهبنا اطعناكَ في قتله * و قاتلُه عندنا مَنْ اَمَر
و لم يسقط السيف من فوقنا * ولم تنكسف شمسنا و القمر
فانصرفت إلى مكّة فنزلت على باب المسجد فقصدت الحِجْرَ وسترت، واجتمع إليها الناس فقالت: يا أيّها النّاس انّ عثمان قد قتل مظلوماً والله لأطلبّن بدمه ثم إنّ طلحة والزبير بعدما استأذنا عليّاً غادرا المدينة ونزلا مكة، وكانت بينهما وبين عائشة صلة وثيقة يتآمرون ضد عليّ فلمّا بلغ عليّاً مؤامرة الزبير وطلحة وانّهما نكثا ايمانهما وعلى أهبة المكافحة معه، أشار بعض أصحابه أن لايتبعهما فأجاب علي بقوله: «والله لاأكون كالضبع تَنام على طول اللّدم، حتى يصلَ إليها طالبها، ويختلها راصدها، ولكن أضرب بالمقبل إلى الحق، المدبَر عنه، وبالسامع المطيع، العاصي المريب أبداً، حتى يأتي عليّ يومي»
مغادرة الشيخين وعائشة مكة:
اتّفق المؤامرون ومعهم جماعة من أعداء الامام، على أن يرتحلو إلى البصرة، ويّتخذوها مقرّاً للمعارضة المسلّحة.
وقد كان عبدالله بن عامر، عامل عثمان على البصرة، هربَ منها حين أخذ البيعة لعلي بها على الناس، جاريةُ بن قدامة السعدي، ومسير عثمان بن حنيف الأنصاري إليها على خراجها من قِبَلِ علىّ .
وانصرف عن اليمن عاملُ عثمان وهو يعلى بن متيه فأتى مكّة وصادف بها عائشه وطلحة والزبير ومروان بن الحكم في آخرين من بني اُميّة، فكان ممّن حرّض على الطلب بدم عثمان وأعطى عائشة وطلحة والزبير أربع مائة ألف درهم وكراعاً وسلاحاً وبعث إلى عائشة بالجمل المسمّى «عسكرا». وكان شراؤه عليه باليمن مائتي دينار فأرادوا الشام فصدَّهم ابن عامر، وقال لهم: إنّ معاوية لا ينقاد اليكم ولايعطيكم من نفسه النصفة، لكن هذه البصرة لي بها صنائع وعدد.
فجهّزهم بألف ألف درهم، ومائة من الابل وغير ذلك، فسار القوم نحو البصرة في ستمائة راكب، فانتهوا في الليل إلى ماء لبني كلاب، يعرف بـ«الحوأب» عليه اُناس من بني كلاب فعوت كلابهم على الركب، فقالت عائشة: ما اسم هذا الموضع؟ فقال لها السائق لجملها: «الحوأب»، فاسترجعتْ، وذكرت ما قيل لها في ذلك(1) وقالت: رُدّوني إلى حرم رسول الله، لاحاجة لي في المسير، فقال الزبير: تالله ما هذا «الحوأب»، ولقد غلط في ما أخبرك به، وكان طلحة في ساقة الناس فلحقها فأقسم بالله إنّ ذلك ليس بالحوأب وشهد معهما خمسون رجلا ممّن كان معهم .
فأتوا البصرة فخرج إليهم عثمان بن حنيف فمانعهم وجرى بينهم قتال، ثم إنّهم اصطلحوا بعد ذلك على كفِّ الحرب إلى قدوم علىّ، فلمّا كان في بعض الليالي، بيّتوا عثمانَ بن حنيف فأسَروَه وضربوه ونتفوا لحيته، ثم إنّ القوم استرجعوا وخافوا على مخلَّفيهم بالمدينة من أخيه: سهل بن حنيف وغيره من الأنصار، فخلوا عنه وأرادوا بيت المال فمانعهم الخُزّان والموكّلون به فقتل منهم سبعون رجلا من غير جرح، وخمسون من السبعين ضربت أعناقهم صبراً من بعد الأسر، وقتلوا حكيم بن جبلة العبدي وكان من سادات عبد القيس، وزهّاد ربيعة ونُسّاكها و تشاح طلحة والزبير في الصلاة بالنّاس، ثمّ اتّفقوا على أن يصلّي بالناس عبدالله بن الزبير يوماً ومحمّد بن طلحة يوماً في خطب طويل كان بين طلحة والزبير
مسير علي إلى جانب البصرة:
وقف الامام على أنّ المتآمرين خرجوا من مكّة قاصدين البصرة، فاهتم الامام بايقافهم في الطريق قبل الدخول إليها فسار من المدينة بعد أربعة أشهر من بيعته في سبعمائة راكب، منهم أربعمائة من المهاجرين والأنصار، منهم سبعون بدريّاً وباقيهم من الصحابة، وقد كان استخلف على المدينة سهل بن حنيف الأنصاري، فانتهى إلى الربذة بين مكّة والكوفة، وكان يترقّب إلقاء القبض على رؤوس الفتنة قبل الدخول الى البصرة، لكن فاته ما يترقّب لأنّهم سبقوا الامام في الطريق ولحق بعلي من أهل المدينة، جماعة من الأنصار، فيهم خزيمة بن ثابت ذوالشهادتين وأتاه من طىّ ستمائة راكب.
خرج عثمان بن حنيف من البصرة، وقدم على علي ـ عليه السَّلام ـ بالربذة، وقد نتفوا رأسه ولحيته وحاجبيه، فقال: يا أميرالمؤمنين بعثتني ذا لحية،وجئتك أمرد، فقال: أصبتَ خيراً وأجراً واتصلت بيعة علي بالكوفة: وغيرها من الأنصار، وكانت الكوفة أسرعها إجابة إلى بيعته، وأخذ له البيعة على أهلها ـ على كره ـ أبوموسى الأشعري حين تكاثر الناس عليه، وكان عاملا لعثمان عليها لمّا وقف الامام على ماجرى على عثمان بن حنيف وحَرَسِه، بعثَ بعض أصحابه بكتاب إلى أبي موسى الأشعري يطلب منه استنهاضه للناس، ولكنّه تهاون في الأمر ولم يَقُم بواجبه بعدما أخذ البيعة له، واعترف بإمامته، وقال للناس: إنّها فتنة صمّاء، النائم فيها خير من اليقضان، واليقظان فيها خير من القاعد، والقاعد خير من القائم، والقائم خير من الراكب، فكونوا جرثومة من جراثيم العرب، فاغمدوا السيوف، وانصلوا الأسنَّة، واقطعوا الأوتار، وآووا المظلوم و المضطهد حتى يلتئم هذا الأمر، وتتجلّى هذه الفتنة.
ولّما بلغ عليّاً خذلان أبي موسى الأشعري، وانّه يصف محاربة الناكثين بالفتنة، بعث هاشم بن هاشم المرقال وكتب الى أبي موسى: «إنّي لم اُولِّك الذي أنت به إلاّ لتكونَ من أعواني على الحق....»
وكان أبوموسى من أوّل الأمر عثمانّي الهوى وقد أخذ البيعة لعلي على الناس بعد اكثار الناس عليه ـ كما تقدم ـ فلأجل ذلك بقى على ما كان عليه من الحياد، ولم يُنهِض الناس، واستشار السائب بن مالك الأشعري فأشار هو باتباع الإمام ومع ذلك لم يقدم عليه .
فكتب هاشم إلى علىّ، امتناع أبي موسى من الاستنفار.
ولمّا تمّت الحجة عند الإمام انّ الرجل ليس على وتيرة صحيحة، عزله عن منصبه فولّى على الكوفة قرظة بن كعب الأنصاري و كتب إلى أبي موسى اعتزل عملنا يا بن الحائك مذموماً مدحوراً، فما هذا أوّلُ يومنا منك و انّ لك فينا لهنات وهنات.
وسار علي فيمن معه حتى نزل بذي قار وبعث بابنه الحسن وعمار بن ياسر إلى الكوفة يستنفران الناس، فسارا عنها و معهما من أهل الكوفة نحو من سبعة آلاف، وقيل ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلا منهم الأشتر.
فانتهى علي إلى البصرة وراسل القوم وناشدهم فأبوا إلاّ قتاله
قد وصلنا إلى أعتاب الحرب الطاحنةِ المعروفة بحرب «الجمل» وقبل الخوض في تفصيلها نشير إلى نكات تستفاد فيما سردناه من المقدمات، ثم نخوض في صلب الموضوع حسب اقتضاء المقام.
1 ـ إنّ الزبير و طلحة بايعا عن طوع ورغبة ولكن بايعا لبغية دنيوية وطمعاً في المال و المقام، ولم يمض زمان من بيعتهما إلاّ وقد أتيا عليّاً يسألانه اشتراكهما في بعض أعماله، وكان لهما هوى في ولاية الكوفة والبصرة، وكانت ديانة علي ـ عليه السَّلام ـ تصدّه عن الاجابة، إذ لم يكونا صالحين لما يطلبانه، وقد أثبتا ذلك ـ قبل اشعال نار الحرب ـ بنكثهما وتحريضهما الناس على النكث وقتلهم الأبرياء من الموكّلين وحرس بيت المال، وقد انتهى الأمر بسفك دماء آلاف من المسلمين.
كل ذلك يعرب عن أنّ مقاومة علي، تجاه طلبهما كانت أمراً صحيحاً يرضي به الربّ ورسوله، ولم يكن لعلي هوى إلاّ رضى الله سبحانه ورضى رسوله.
2 - إنّ أباموسى الأشعري الذي قلَّب الاُمور على علىّ في قضية التحكيم،
كان من أوّل الأمر غير راض ببيعة الإمام ولم يأخذ البيعة له إلاّ بعد اكثار الناس، ولمّا أمره الإمام باستنهاض الناس و استنفارهم خذَّل الناس عن علي .
والعجب انّه كان يتمسّك في نفس الواقعة برواية سمعها من النبي أنّه قال: ستكون فتنة: القاعد فيها خير من النائم، والنائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب .
نحن نفترض أنّه سمع من النبي ذلك الكلام، ولكّنه هل يمكن له تسمية مبايعة المهاجرين و الأنصار فتنة، فلو صحّ ذلك ـ ولن يصحّ حتى لو صحّت الأحلام ـ لماذا لاتكون مبايعتهم السابقين من الخلفاء فتنة، يكون القاعد فيها خيراً من القائم، مع أنّ أبي موسي كان فيها من القائمين، وقد قبل الولاية في عصر الخليفتين، الثاني والثالث، حتى اعتنق بيعة الإمام بعد اكثار الناس.
ومن بايع رجلا على الإمامة والقيادة، كان عليه الذبّ عن إمامه و حياض سلطته.
3 ـ إنّ الإمام ـ عليه السَّلام ـ أشار بقوله: «فما هذا أوّل يومنا منك و أنّ لك فينا لهنات و هنات» إلى الجناية التي سوف يرتكبها أبوموسى في قضية التحكيم حيث يخلع عليّاً عن الإمامة والخلافة كما سيوافيك تفصيله.
4 ـ إنّ في منازعة الشيخين: الزبير وطلحة في أمر جزئي كالإمامة في الطلاة، يعرب عن طويتهما وما جبّلا عليه من التفاني في الرئاسة، انظر إلى الرجلين يريدان أن يقودا أمر الجماعة ويكونا امامان للمسلمين وهذه نزعتهما.
أعتاب حرب الجمل:
سار عليّ حتى نزل الموضع المعروف بالزاوية، فصلّى أربع ركعات، وعفر خدّيه على التراب وقد خالط ذلك بدموعه ثم رفع يديه يقول: اللّهمّ ربَّ السماوات وما أظلّتْ، وربّ العرش العظيم، هذه البصرة، أسألك من خيرها، وأعوذبك من شرّها، اللّهمّ انزلنا فيها خير منزل، وأنت خير المنزلين، اللّهمّ إنّ هؤلاء القوم قد بغوا علىّ وخلعوا طاعتي ونكثوا بيعتي، اللّهمّ أحقن دماء المسلمين .
ثمّ بعث إليهم من يناشدهم الله في الدماء، وقال: «علام تقاتلونني؟» فأبوا إلاّ الحرب، فبعث إليهم رجلا من أصحابه يقال له مسلم، معه مصحف يدعوهم إلى الله تعالى فرموه بسهم فقتلوه، فحمل إلى علي قتيلا .
فأمر عليّ أصحابه أن يصافوهم ولايبدؤهم بقتال ولايرموهم بسهم، ولايضربوهم بسيف، ولايطعنوهم برمح. حتى جاء عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي من الميمنة بأخ له مقتول، وجاء قوم من الميسرة برجل قد رمي بسهم فقتل، فقال عليّ: اللّهمّ اشهد. أعذروا إلى القوم، ثم قام عمّار بن ياسر بين الصفّين فقال: أيّها القوم ما أنصفتم نبيّكم حين كفقتم عقائلكم في الخدور، وأبرزتم عقيلته للسيوف، وعائشة على الجمل في هودج من دفوف الخشب، قد ألبسوه المسوحَ وجلودَ البقر، وجعلوا دونه اللبود، وقدغشى على ذلك بالدروع، فدنا عمّار من موضعها فناداها: إلى ماذا تدعين؟ قالت: إلى الطلب بدم عثمان، فقال: قاتل الله في هذا اليوم الباغيَ و الطالبَ لغير الحق، ثم قال: أيّها النّاس إنّكم لتعلمون أيّنا الممالى في قتل عثمان، ثم أنشأ يقول وقد رشقوه بالنبال:
فمنكِ البكاء و منكِ العويل * و منكِ الرياح و منكِ المطر
و أنت امرتَ بقتل الإمام * و قاتله عندنا من امر
وتواتر عليه الرمي فاتصل فحّرك فرسه، وزال عن موضعه وأتى عليّاً ـ عليه السَّلام ـ فقال: ما تنظر يا أمير المؤمنين وليس عند القوم إلاّ الحرب .
خطبة علي يوم الجمل:
فقام علي في الناس خطيباً ورافعاً صوته يقول: أيّها النّاس إذا هَزَمتموهم فلا تُجْهِزوا على جريح ولاتَقْتلوا أسيراً، ولاتتبعوا مولّياً، ولاتطلبوا مُدْبراً، ولاتكشفوا عورة ولاتمثلوا بقتيل، ولاتهتكوا ستراً، ولاتقربوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما تجدونه في عسكرهم من سلاح، أوكراع، أوعبد أو أمة، وما سوى ذلك فهو ميراث ورثتهم على كتاب الله .
ثمّ إنّ عليّاً نادى كلاّ من الزبير وطلحة وكلّمهما وأتمّ عليهما الحجة فقال للأوّل: أما تذكر قول رسول الله عندما قلت له: اِنّي أحبُّ عليّاً، فأجابك إنّك والله ستقاتله وأنت له ظالم، وقال للثاني: أما سمعت قول رسول الله يقول: الّلهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنت أوّل من بايعتني ثم نكثت، وقد قال الله عزوجل(فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّما يَنْكِثُ عَلى نَفْسِهِ) .
ثمّ رجع علي إلى موضعه، وبعث إلى والده محمّد بن الحنفية وكان صاحب رايته وقال: «احمل على القوم» فلم يرمنه النجاح والظفر فأخذ الراية من يده، فحمل و حمل الناس معه فما كان القوم إلاّ كرماد اشتدَّت به الريح في يوم عاصف وأطاف بنوضبّة بجمل عائشة وأقبلوا يرتجزون.
نحن بنوضبَّة اصحابَ الجمل * رُدّوا علينا شيخنا ثم بجل
ننعي ابن عفان باطراف الأسل * والموت أحلى عندنا من العسل
وقطع على خطام الجمل سبعون يداً من بني ظبّة، منهم: كعب بن سور القاضي، كلّما قطعت يد واحد منهم فصرع، قام آخر فأخذ الخطام، ورمي الهودج بالنبل، حتى صار كأنّه قنفذ، وعُرْقبَ الجمل ولمّا سقط ووقع الهودج، جاء محمّد بن أبي بكر فأدخل يده، فقالت: «من أنت؟» فقال: أخوك، يقول أمير المؤمنين هل أصابك شيء، قالت: «ما أصابني إلاّ سهم لم يضرَّني» فجاء علي حتى وقف عليها و ضرب الهودج بقضيب وقال: «يا حميراءُ أرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ أمركِ بهذا، ألم يأمركِ أن تقرّي في بيتكِ، والله ما أنصفكِ الذين أخرجوك إذ صانوا حلائلهم، وأبرزوك» وأمر أخاها محمداً، فأنزلها دار صفيّة بنت الحارث بن طلحة .
ولمّا وضعت الحرب أوزارها جهّز علي ـ عليه السَّلام ـ عائشة للخروج إلى المدينة فقالت له: «إنّي اُحبّ أن اُقيم معك فأسير إلى قتال عدوّك عند مسيرك» فقال: «ارجعي إلى البيت الذي تركك فيه رسول الله» فسألته أن يؤمّن ابن اختها عبدالله بن الزبير، فأمَّنه، وتكلّم الحسن و الحسين في مروان، فأمَّنه، وأمّن الوليد بن عقبة، وولد عثمان و غيرهم من بني اُميّة و أمّن الناس جميعاً، وقد كان نادى يوم الوقعة «مَنْ ألقى سلاحه فهو آمن، و من دخل داره فهو آمن» .
وكانت الوقعة في الموضع المعروف بالخريبة و ذلك يوم الخميس لعشر خلون من جُمادى الآخرة سنة 36 وخطب على الناس بالبصرة بخطبة، وقد قتل فيها، من أصحاب علي ـ عليه السَّلام ـ خمسة آلاف و من أصحاب الجمل ثلاثة عشر ألف رجل، وكان بين خلافة علي ووقعة الجمل خمسة أشهر وواحد وعشرون يوماً .
وولّى على البصرة، عبدالله بن عباس، وسار إلى الكوفة فدخل إليها في
الثاني عشر من رجب شهور سنه 36 .
ولكن الإمام عبده، نقل انّه قتل سبعة عشر ألفاً من أصحاب الجمل و قتل من أصحاب علي ألف و سبعون .
وعلى كل تقدير فهذه الضحايا كانت خسارة عظيمة في الإسلام، وقد عرقلت خطاه، وشلّت الزحوف الإسلامية في أوّل عهدها في الفتوح، ولولا هذه الحروب الداخلية، لكان للعالم حديث غير هذا، ولو كان الإمام هو القابض لزمام القيادة في جو هادىء، لكان الوضع السائد على الإسلام، غيرما هو المشاهد ـ وياللأسف ـ .
«ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه» .
وقد حفظ التاريخ من الامام يوم ذاك عواطف سامية وسماحة ورحب صدر على حدّ لم يسبق إليه أحد، غير النبي الأكرم ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ عندما فتح مكّة، فلم يأخذ من أهل البصرة شيئاً سوى ما حواه العسكر. و كان هناك جماعة يصرّون على أن يأخذ الامام منهم، عبيداً وإماءً فاسكتهم الإمام بقول: أيّكم يأخذ اُمّ المؤمنّين في سهمه
. وقد علّم الامام بسيرته كيفيّة القتال مع البغاة من أهل القبلة
اللهم صل على فاطمة وأبيها و بعلها وبنيها بعدد ما احاط به علمك
السلام عليكم اختي الفاضله
وأشكرك على هذه القص الرائعه .. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلها في ميزان اعمالك
تحياتي وتقديري