وعرف العرب الثوم منذ القديم ، فأشاروا إليه في كتاباتهم الطبية ، ومما قاله فيه الشيخ الرئيس ابن سينا : ( الثوم ملين يحل النفخ جداً ، مقرح للجلد ، ينفع من تغير المياه ، ورماده إذا طُلي بالعسل على البهاق نفع ، وينفع من داء الثعلب ، ومن عرق النسا ، وطبخه ومشويه يسكن وجع الأسنان ، وكذلك المضمضة بطبيخه . ويصفي الحلق مطبوخاً ، وينفع من السعال المزمن ، ومن أوجاع الصدر من البرد والجلوس في طبيخ ورقه يدر البول والطمث ، وشرب مدقوقة مع العسل يخرج البلغم .
وقال ( القزويني ) في كتابه ( عجائب المخلوقات ) : ورق الثوم يمضغ ويجعل على العين الرمدة أنفع لها من كل ذرور ، وإن مضغ مع العسل وطلي به الوجه ذهب شِقاقُه وكلَفُه .
وقال فيه ( ابن البيطار ) : محرك للريح في البطن ، والسخونة في الصدر ، وفي الرأس والعين . يلين البطن ، ويخرج الديدان .
وقالوا : إن طبخه يخفف حرارته وحدته ، ويصلحه الحوامض والأدهان واللحوم السمان . ومما يذكر أن عرب الصحارى البعيدة المنقطعة كانوا يعلقون الثوم في أعناق الأطفال علاجاً للإسهال والديدان المعوية وللوقاية من الأمراض الأخرى ، ويجددونها كلما ضعفت رائحتها .