|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 76190
 |  | 
الإنتساب : Nov 2012
 |  | 
المشاركات : 1,222
 |  | 
بمعدل : 0.26 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 شجاعة الإمام الحسين ( عليه السلام ). 
			 بتاريخ : 09-12-2014 الساعة : 04:49 PM 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
 
  شجاعة الإمام الحسين ( عليه السلام ).
 لم يشاهد الناس في جميع مراحل التاريخ أشجع ، ولا أربَطُ جأشاً ، ولا أقوى جناناً من الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
 فقد وقف ( عليه السلام ) يوم الطف موقفاً حيَّر فيه الألباب ، وأذهل فيه العقول ، وأخذت الأجيال تتحدثُ بإعجاب وإكبارٍ عَن بَسَالَتِه ، وصَلابة عَزمه ( عليه السلام ) ، وقد بُهِر أعداؤه الجبناء بِقوَّة بَأسه .
 فإنَّه ( عليه السلام ) لم يضعف أمام تلك النكبات المذهلة التي أخذت تتواكب عليه ، وكان يزداد انطلاقاً وبشراً كلما ازاداد الموقف بلاءً ومحنة .
 فإنَّه ( عليه السلام ) بعد ما فقد أصحابه وأهل بيته ( عليهم السلام ) زحف عليه الجيش بأسره ، وكان عدده – فيما يقول الرواة – ثلاثين ألفاً .
 فحمل عليهم وَحدهُ وقد مَلَك الخَوفُ والرُعب قلوبهم ، فكانوا ينهزمون أمامَه كالمعزى إذا شَدَّ عليها الذئب – على حَدِّ تعبير الرواة – .
 وبقي ( عليه السلام ) صامداً كالجبل ، يتلقى الطعنَات من كل جانب ، ولم يُوهَ له ركن ، وإنما مضى في أمره استِبْسَالاً واستخفافاً بالمنية .
 وقال أحد شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) :
 فَتلقَّى الجُموعَ فرداً وَلكنْ
 كُل عُضوٌ في الرَّوعِ منه جُموعُ
 
 رُمحُه مِن بنَانِه ، وَكأنَّ من
 عَزمِهِ حَدُّ سَيفِه مَطبوعُ
 
 زَوَّجَ السَّيفَ بالنفوسِ وَلكنْ
 مَهرُها المَوتُ وَالخِضَابُ النَّجِيعُ
 
 ولما سقط ( عليه السلام ) على الأرض جريحاً وقد أعياه نزف الدماء تحامى الجيش بأسره من الإجهاز عليه رعباً وخوفاً منه ( عليه السلام ) .
 وقد صوَّر الشاعر ذلك المشهد بقوله :
 عَفيراً مَتى عَايَنَتْهُ الكُمَاة
 يَختَطِفُ الرُّعبُ أَلوَانَها
 
 فَما أجلَت الحَربُ عَن مِثلِهِ
 صَريعاً يُجَبِّنُ شُجعَانَها
 
 وتغذى أهل بيته وأصحابه ( عليهم السلام ) بهذه الروح العظيمة ، فتسابقوا إلى الموت بشوقٍ وإخلاص ، لم يختلجْ في قلوبِهم رُعب ولا خوف ، وقد شَهدَ لهم عَدوُّهُم بالبَسَالة ورباطة الجأش .
 فقد قيل لرجل شَهدَ يوم الطفِّ مع عمر بن سعد : وَيحك ، أقَتَلتُم ذُرِّيَّة رَسولِ الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟!!
 فاندفع قائلاً : عَضَضْت بالجندل ، إنك لو شهدتَ ما شهدنا لَفعلتَ ما فعلنا ، ثارت علينا عِصابةٌ ، أيديها في مَقابِض سيوفِها كالأُسُود الضارِية ، تحطم الفرسان يميناً وشمالاً ، وتُلقي أنفسَها على الموت ، لا تقبلُ الأمانَ ، ولا تَرغبُ في المال ، ولا يحولُ حائِلٌ بينها وبين الوُرودِ على حِياضِ المَنِيَّة ، والاستيلاءِ على المُلك ، فَلَو كَفَفْنَا عنها رُوَيداً لأتَتْ على نفوس العسكر بِحذافيرِه ، فَما كُنَّا فاعِلين ؟!! لا أُمَّ لَك !! .
 ووصف أحد الشعراء هذه البسالة النادرة بقوله :
 فَلو وَقَفَتْ صُمُّ الجبال مَكانَهم
 لَمادَتْ عَلى سَهلٍ وَدَكَّت على وَعرِ
 
 فَمِن قائمٍ يَستعرضُ النَّبلَ وجهُهُ
 وَمِن مُقدِمٍ يَرمي الأَسِنَّة بِالصَّدرِ
 
 وما أروع قول السيد حيدر الحلي :
 دَكُّوا رُبَاها ثُم قالوا لَها
 – وَقد جَثَوا – : نَحنُ مَكانَ الرُّبَا
 
 فقد تحدَّى أبو الأحرار ( عليه السلام ) ببسالته النادرة الطبيعةَ البشرية ، فَسخَر من الموت ، وهَزأ مِن الحياة .
 وقد قال ( عليه السلام ) لأصحابه حينما رأى سهام الأعداء تُمطِر عليهم : ( قُومُوا رَحِمَكُمُ اللهُ إلى المَوتِ الذي لا بُدَّ منه ، فإنَّ هذه السِّهام رُسُل القَومِ إِليكُم ) .
 فنرى أنه ( عليه السلام ) قد دعا أصحابه إلى الموت كأنما هو يدعوهم إلى مأدبة لذيذة ، وقد كانت لذيذة عنده حقاً ، لأنه ( عليه السلام ) ينازل الباطل ، ويرتسم له بُرهَان رَبِّه الذي هو مَبدؤهُ ( عليه السلام ).
 ومع السلامة.
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |