الفاضلة العالمة وهج الايمان ، انار الله قلبها وسدد عملها.
اقتبس التالي من كلماتكم الشريفة:
لكن من يتلفظ بهما عن إيمان وتصديق ويقين وطاعه لأوامرهما من عبادات ومعاملات وموالاة فهذا من الناجين ، والجاهل الذي لم تصل اليه المعارف وعلم الله بعلمه جل وعلا بأنها إن وصلته سيعمل بها معذور يتوب عليه*.
***********
واقول: هل نستطيع ان نستخلص من هذا أنّ العبد اذا اتى بالشهادتين صادقا مؤمنا فهو من الناجين ، اذا كان هناك عذر ممكن مقبول يمنع الاتيان بما بقى من ضروريات العقيدة والاصول الاخرى المهمة .
او بتعبير اخر :
يمكن اعتبار الشهادتين كافية منجية في بعض الاحوال الخاصة.
والسلام عليكم .
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 07-08-2014 الساعة 12:56 PM.
الفاضلة العالمة وهج الايمان ، انار الله قلبها وسدد عملها.
اقتبس التالي من كلماتكم الشريفة:
لكن من يتلفظ بهما عن إيمان وتصديق ويقين وطاعه لأوامرهما من عبادات ومعاملات وموالاة فهذا من الناجين ، والجاهل الذي لم تصل اليه المعارف وعلم الله بعلمه جل وعلا بأنها إن وصلته سيعمل بها معذور يتوب عليه*.
***********
واقول: هل نستطيع ان نستخلص من هذا أنّ العبد اذا اتى بالشهادتين صادقا مؤمنا فهو من الناجين ، اذا كان هناك عذر ممكن مقبول يمنع الاتيان بما بقى من ضروريات العقيدة والاصول الاخرى المهمة .
او بتعبير اخر :
يمكن اعتبار الشهادتين كافية منجية في بعض الاحوال الخاصة.
والسلام عليكم .
أنا أقلكم علمآ وأتعلم منكم
لابد من التيقن بهما فمايصدر من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لانقاش فيه ولاإعتراض
وهذا أمر ليس بالهين عند من لايتحمله ، فندخل في باب العصمه فلا يصدر منه صلى الله عليه وآله وسلم إلا الحق في أمور الدين والدنيا ، وأن الله لاشبيه له ولامثيل ولايقال عنه كيف ولاأين ، والتسليم التام لهما في الموالاه والمعاداه وتطبيق أوامرهما وإجتناب نواهيهما مع تمام التوبه والإقلاع عن سيئ مامضى فإذا علم الله عزوجل من الإنسان المتشهد بالشهادتين الراحل الى جواره هذا قبل منه وأنجاه
بلطفه وكرمه لأنه يعلم أنه إذا عاد الى الحياة سيمارس عبادته التي لم يتعمد تركها لجهله بها على أتم وجه وسيكون من أهل الإيمان في الولاء والبراء لتمام إنقياده وطاعته لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
وهذا الحديث ورد عند الفريقين
أخبرنا السيد أبو الحمد قال حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال حدثنا أبو عبد الله الشيرازي قال حدثنا أبو بكر الجرجاني قال حدثنا أبو أحمد البصري قال حدثنا محمد بن سهل قال حدثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصار قال حدثنا محمد بن أيوب الواسطي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال لما نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) يوم غدير خم و قال من كنت مولاه فعلي مولاه طار ذلك في البلاد فقدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) النعمان بن الحرث الفهري فقال أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و أمرتنا بالجهاد و الحج و الصوم و الصلاة و الزكاة فقبلناها ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شيء منك أو أمر من عند الله فقال و الله الذي لا إله إلا هو أن هذا من الله فولى النعمان بن الحرث و هو يقول اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه الله بحجر على رأسه فقتله و أنزل الله تعالى «سأل سائل بعذاب واقع»
اقتبس التالي من كلامكم الشريف:
والتسليم التام لهما في الموالاه والمعاداه وتطبيق أوامرهما وإجتناب نواهيهما مع تمام التوبه والإقلاع عن سيئ مامضى فإذا علم الله عزوجل من الإنسان المتشهد بالشهادتين الراحل الى جواره هذا قبل منه وأنجاه*.
واقول احسنتم التوضيح. وهذا ما اعتقده ايضا.
ولم نسمع من بقية الاخوة العقائديين اركان هذا القسم رأي او تعليق يفيد المطلب.
انقل ما يفيد كدليل قراني يمكن به التاسيس لجواب السؤال محل الطرح.
وهو تفسير لاية من القران من تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي وكما يلي:*
قوله تعالى:*«إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء»*ظاهر السياق أن الآية في مقام التعليل للحكم المذكور في الآية السابقة أعني قوله: آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس إلخ، فيعود المعنى إلى مثل قولنا: فإنكم إن لم تؤمنوا به كنتم بذلك مشركين، و الله لا يغفر أن يشرك به فيحل عليكم غضبه و عقوبته فيطمس وجوهكم بردها على أدبارها أو يلعنكم فنتيجة عدم المغفرة هذه ترتب آثار الشرك الدنيوية من طمس أو لعن عليه.
و هذا هو الفرق بين مضمون هذه الآية، و قوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا:«النساء: 116»، فإن هذه الآية آية 48، تهدد بآثار الشرك الدنيوية، و تلك آية 116، تهدد بآثاره الأخروية، و ذلك بحسب الانطباق على المورد و إن كانتا بحسب الإطلاق كلتاهما شاملتين لجميع الآثار.
و مغفرته سبحانه و عدم مغفرته لا يقع شيء منهما وقوعا جزافيا بل على وفق الحكمة، و هو العزيز الحكيم، فأما عدم مغفرته للشرك فإن الخلقة إنما تثبت على ما فيها من الرحمة على أساس العبودية و الربوبية، قال تعالى: و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون:*«الذاريات: 56»، و لا عبودية مع شرك، و أما مغفرته لسائر المعاصي و الذنوب التي دون الشرك فلشفاعة من جعل له الشفاعة من الأنبياء و الأولياء و الملائكة و الأعمال الصالحة على ما مر تفصيله في بحث الشفاعة في الجزء الأول من هذا الكتاب.
و أما التوبة فالآية غير متعرضة لشأنها من حيث خصوص مورد الآية لأن موردها عدم الإيمان و لا توبة معه، على أن التوبة يغفر معها جميع الذنوب حتى الشرك، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم و أنيبوا إلى ربكم:«الزمر: 54».
و المراد بالشرك في الآية ما يعم الكفر لا محالة فإن الكافر أيضا لا يغفر له البتة و إن لم يصدق عليه المشرك بعنوان التسمية بناء على أن أهل الكتاب لا يسمون في القرآن مشركين و إن كان كفرهم بالقرآن و بما جاء به النبي شركا منهم أشركوا به راجع تفسير آية 221 من البقرة، و إذا لم يؤمن أهل الكتاب بما نزل الله مصدقا لما معهم فقد كفروا به، و أشركوا ما في أيديهم بالله سبحانه فإنه شيء لا يريده الله على الصفة التي أخذوه بها فالمؤمن بموسى*(عليه السلام)*إذا كفر بالمسيح*(عليه السلام)*فقد كفر بالله و أشرك به موسى، و لعل ما ذكرناه هو النكتة لقوله تعالى: أن يشرك به دون أن يقول: المشرك أو المشركين.
و قوله تعالى:*«لمن يشاء»*تقييد للكلام لدفع توهم أن لأحد من الناس تأثيرا فيه تعالى يوجب به عليه المغفرة فيحكم عليه تعالى حاكم أو يقهره قاهر، و تعليق الأمور الثابتة في القرآن على المشيئة كثير و الوجه في كلها أو جلها دفع ما ذكرناه من التوهم كقوله تعالى: خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ:*«هود: 108».
على أن من الحكمة ألا يغفر لكل مذنب ذنبه و إلا لغا الأمر و النهي، و بطل التشريع، و فسد أمر التربية الإلهية، و إليه الإشارة بقوله: لمن يشاء، و من هنا يظهر أن كل واحد من المعاصي لا بد أن لا يغفر بعض أفراده و إلا لغا النهي عنه، و هذا لا ينافي عموم لسان آيات أسباب المغفرة فإن الكلام في الوقوع دون الوعد على وجه الإطلاق، و من المعاصي ما يصدر عمن لا يغفر له بشرك و نحوه.
فمعنى الآية أنه تعالى لا يغفر الشرك من كافر و لا مشرك، و يغفر سائر الذنوب دون الشرك بشفاعة شافع من عباده أو عمل صالح، و ليس هو تعالى مقهورا أن يغفر كل ذنب من هذه الذنوب لكل مذنب بل له أن يغفر و له أن لا يغفر، كل ذلك لحكمة.
*********
واقول : التوحيد اصل قراني يقيني ثابت تتفرع عنه كل الاصول الباقية واليه ترجع كل الاصول.
الشرك هو نقيض التوحيد ، ونقض التوحيد هو نقض اصل الدين.
التوحيد له جنبتان
الاولى: هي الجنبة الاعتقادية ، الايمانية والتي بها يحتاج الانسان ان يؤمن بتوحيد الله ، ويقول اهل العقائد لا تقليد بالاصول فهذه حقيقة اعتقادية مكلف بها كل انسان*
الجنبة الثانية : هي الجنبة العملية للتوحيد ( التوحيد العملي) ، وهنا لا طريق اليها الا بهادٍ . لذالك انحصر الوصول للتوحيد العملي المكلف به الانسان من خلال رسالة الانبياء والرسل . وان شأت قل الحجة الواسطة بين الله وعباده.*
لذالك وكما هو معلوم ضرورتا أنّ وراء كل عمل نية تؤسس هذا العمل( إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى/الحيث النبوي)
لذالك فقد اثبتنا بالدليل أنّ التوحيد بجنبته الاعتقادية الايمانية (المعنوي) هو الاساس الذي يبنى عليه التوحيد العملي .
ولكن هذا التوحيد المعنوي والذي هو الشهادتين لا يعني وإن اتى بها الانسان انها نافية او مستبعدة في تصورها ضروريات العقيدة الحقة في التوحيد العملي ، ونعني به ضرورة الايمان بالاصول الاخرى كالمعاد والامامة كما في التوحيد العملي ، لان التوحيد المعنوي الذي يبدأ بالشهادتين وشرط قبوله هو صدق واخلاص الايمان وهذا يقتضي ان صاحبه لا يمكن تصور انه ينكر الضروريات الاخرى لو قُدر له فسحة العمل او العمر.
ومن هذا يظهر لنا ان الدخول في الاسلام المحمدي يتطلب من اي انسان ان يدخل فيه ان ياتي بالشهادتين والتي هي تمثل التوحيد بجنبته الاعتقادي الايمانية والتي تؤسس للتوحيد العملي الذي يتطلب من المكلف الايمان بالاصول الباقية ومنها النبوة والامامة والعدل ويفسر هذا عمليا في اتباعهم وطاعتهم.*
لذالك فان التوحيد الايماني المعنوي الذي يؤسس الى ما بعده هو يعني الدخول في حصن الله الحصين ونيل رحمته( لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني امن من عذابي/ الرواية)
فاذا دخل الانسان حصن الله بعقد ايمانه وشهادته بالتوحيد تطلب منه الاتيان بالتوحيد العملي الذي ذكرناه والذي يدخل فيه بقية الاصول كالنبوة والامامة والمعاد.
وإن لم يوفق لذالك لاي سبب ممكن معقول فهو بلا شك في رحمة الله كيف لا والله يقول ( وسعت رحمتي كل شيئ. )
ومما سبق سيكون الجواب: نعم من اتى بالشهادتين صادقا فانه ينجوا في الاخرة وينال رحمة الله- اذا لم يتسنى له الاتيان بالتوحيد العملي*
لذالك هذه الاية التي دخلنا منها لاستخرج الجواب تعد من اهم الادلة القرانية في استحصال الدليل القراني والله اعلم.