كل منتظر ممهد يتحرق شوقا لرؤيه امامه فهو العاشق الذي طال عليه زمن الانتظار واتعبته دروب المسافات يلتمس مايطفيء ولو جزء من شوقه و يجد ركن فسيح يرح به تعب المسافات ويمد حبال التواصل مع المعشوق
لقد ارشدنا الامام روحي فداه لاهم ما يربطنا ويوصلنا به الاوهو الدعاء
قال الامام المهدي في توقيعه المبارك المذكور في كتاب الاحتجاج: وكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان في ذلك فرجكم.
...
هذه الروايه من اكمل الروايات الوارده في اثر الدعاء في تعجيل ظهور الامام، والامام جاء بصيغه الامر بكلمه وكثروا، ثم يطلب كثره الدعاء وليس الدعاء فقط، والكثره يعني في كل اوقات الليل والنهار وفي مجالس الذكر، بل في جميع الازمنه واوقات الصلوات الواجبه، ثم يتطرق الى ان فرج الامام هو فرجكم انتم المؤمنون؛ لان كل معاناه يعانيها المومن من بلاء وضيق في جميع المجالات الفرديه والاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه فهي بسبب غيبه الامام وعدم حكميه العداله علي الارض
يقول الامام الصادق : فلما طال علي بني اسرائيل العذاب ضجوا وبكوا الى الله اربعين صباحا، فاوحي الله الى موسى وهارون يخلصهم من فرعون، فحط عنهم سبعين ومئه سنه ثم قال : هكذا انتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فاما اذا لم تكونوا فان الامر ينتهي الى منتهاه
ارجو التامل كثيرا منكم ايها المتظرون الممهدون في هذه الروايه المباركه ان الدعاء من الاهميه بحيث حط عن بني اسرائيل 170 سنه من العذاب
والاهم ان الله اوحى الى موسى وهارون يخلصهم اي وكل الله خلاص بني اسرائيل بموسى وهارون
اي امر خلاصنا موكل من الله بامامنا انشاء الله فاعملوا رعاكم الله لما يساعد امامنا على الفرج
المصداق الاخر من مصاديق الارتباط بالامام عجل الله فرجه هو البيعه
ففي دعاء العهد الذي حثنا الامام الصادق على ان نجدد البيعه للحجه المنتظر على الاقل اربعين صباحا حيث نقول اللهم اني اجدد لك في صبيحه يومي هذا وماعشت من ايامي عهدا وعقدا وبيعه له في عنقي
فما المقصود من بالعهد والعقد والبيعه
فالعهد :. اننا نعاهد انفسنا بان نكون من انصاره عليه السلام..
و اما العقد، فان المقصود منه هو الشد والوثاقة . وبما اننا احد طرفي العقد: نؤكد ونشدد كلامنا في الاستعداد لنصرته عليه السلام..
واما بالنسبة الى البيعة وهي المرحلة الثالثة من مراحل الكلام المقدم الى الله تعالى والمتضمن تجديداً لنصرة الامام المهدي،.. هذه المرحلة هي تصاعد الى ذروة عواطف القارئ، اي: المرحلة الاولى هي: اعطاء عهود لانفسنا بنصرته عليه السلام، ثم نوثقه بالعقد، ثم: نتصاعد بها الى مدّ اليد لمبايعته: تأكيداً لما صممناه داخل انفسنا، ووثقناه، ثم اردفناه بمد اليد لمبايعته..
اذن: امكننا ان نلحظ هذه المراحل الثلاث من عواطف قارئ الدعاء في تصميمه على نصرة الامام المهدي عليه السلام، بدءاً من اضمره في نفسه، ثم اظهاره من خلال عقد نفترضه بينه وبين الامام عليه السلام، ثم من خلال تأكيد لما تقدم وهو: مدّ اليد بصفتها تعبيراً عن اعلى درجات التعيين..
وبهذا اعطانا الامام الصادق عليه السلام اقوى علاقات الارتباط بامامنا الغائب الحاضر