إن تقديم الأضحية والقرابين لله، من أهم امتحانات الإنسان وهو الطريق الرئيس للتقرب إلى الله. فقد كان محور قصّة هابيل وقابيل هو تقديم القربان بما يرضي الله، وهو يدل على محوريّة امتحان التضحية وتقديم القربان في حياة الإنسان. فقد تتغير أشكاله من شكل إلى آخر ولكن يبقى أصل الامتحان ثابتا. فيجب على كل امرء أن يشخّص اسماعيله، ويعرف متى يطلب منه الله أن يقدمه قربانا.
إن تحديد الهدف والتوجه إليه أهم بكثير من انتخاب الطريق وإيجاد الحافز لمواصلته. إن كثيرا من الكسل والانحراف ينشأ من عدم تحديد الهدف الصحيح وعدم التوجه الكافي إليه. فلابد من إدراك الهدف السامي والتوجه إليه بكل عشق، فعند ذلك يأتي الحافز القوي وتتبلور الرؤية الصحيحة لطيّ الطريق.إن الهدف من خلق الإنسان هو لقاء الله سبحانه.
إن العزة من نتائج الملحمة. وعزة الإنسان مع ما تنطوي على روعة وجمال، لها أعداء أشداء. إن «اللذة» و «المنفعة» يمثلان عدوان لدودان للعزة. فمن أراد أن يحافظ على عزته لابد أن يغض الطرف عن كثير من لذائذه ومنافعه. فعند ذلك تصنع الملاحم في مسار حفظ العزّة. ولا يخفى أن العزة سوف تعطي الإنسان منافع ولذائذ باقية غير بالية.
عندما تحكم القيم في مجتمع، يكثر النفاق فيه بطبيعة الحال، إذ يجد بعض ضعاف النفوس مصالحهم في التظاهر بالإيمان. فلا ينبغي الاجتناب عن حاكمية القيم في المجتمع خوفا من النفاق، بل لابدّ أن نعبر من مرحلة النفاق وهي مرحلة صعبة جدا. كما هي بحاجة إلى بالغ حُسن المؤمنين وتضحيتهم إلى حد كبير.
يتمثل النفاق إما في الكفر الكامن، أو في الكفر بعد الإيمان. وقد يتبلور في قلب الإنسان رغما عليه ومن حيث لا يشاء. طبعا إن كوّن الإنسان علاقته بالدين وأهل الإيمان بصدق وصفاء قلب، لن ينجرّ إلى النفاق أبدا. أما من هوى في هاوية النفاق فمن شأنه أن يبلغ أعلى درجات الحقد تجاه المؤمنين، وسوف يعاديهم بأشدّ عداء.
إن ما يمارسه المنافقون من عداء غير مباشر مع الدين ولا سيما الولاية، ممّا سبّب أمرّ أحداث تاريخ الإسلام. إذ يجب على المؤمنين أن يتعاملوا مع النفاق بنجابة ولطف، وهذا ما قد استغلّه المنافقون على مرّ التاريخ. فإن استطاع الناس أن يشخّصوا هذا العداء غير المباشر منذ نشأته، يتضاءل النفاق وإلّا فقد يقضي على المجتمع الإيماني.