[جعفر المندلاوي]

الأُم .. الكائن المقدس
*****

أيةُ كلمة تستطيع أن تصف الأم ؟؟
وأية أبجدية تتجرئ ان تلامس جدران قدسها ؟؟
ولكن ما لا يُدرك كلُه لا يُترك جُلّه ..

وآهٍ لَكِ يا أمّــاه ...كم يلهب صوتكِ ؛ شوقي اليكِ ..

وددتُ أن أرتمي حتى الرمق الأخير ..

تحت قدميكِ ..

لألثم ثرىً ألقيتِ عليها عبق حضوركِ ..

ونثرتِ عليها ضوع شذاكِ ..

فأحظى بربيع حنانك الطاهر ..

أيُّ شيءٍ أكتب فيكِ وعنكِ وإليكِ .. ؟

وأيّ حرفٍ يحتويكِ .. ؟

أي حرفٍ سيرسم خارطة وجودكِ .. ؟

وأيّ حرفٍ سيضاهي امتداد نقائكِ .. ؟

وأيّ حرفٍ سيجاري دموع تضرعكِ .. ؟

في غلس الليل ؛ وتحت بياض الشمس ..

وأيّ حرف سيكون له معنى ..

إن لم ينسكب حنانكِ في جوف السطر ليحيا .. ؟

فأنت نبض العمر..

وملح الصبر ..

وحاشا لبضع سطورٍ أن تلامس سمو روحكِ ..

أو أن تسبح في فيض إحساسك ..

أو تجاري تيار عمق حنينكِ ..

ولا زلتُ ..

أتضور احتياجاً لصفاء قلبكِ ..

وأحتضر اختناقاُ لأنفاس قربكِ ..

وأعطش اشتهاءً للغرق في سيل براءتكِ ..

ولا زلتُ ..

أتوق لأحتمي بكنفكِ ..

لأتدفأ بنبضكِ الذي يُلهم خافقي ..

وآهٍ ؛

لفقدِكِ ..

لبُعدكِ ..

لفراقكِ ..

لرحيلكِ ..

لوجدي عليكِ ..

الذي يكبر مع الأيام ..

يكتظُ في الحنايا ..

وتتقادم السنين وتمر ..

وكفوف التضرع لا تخلو منكِ ..

وذاكرة الدعاء ممتلئة بكِ ..

وقفار الروح مبللة بذكركِ..

ووجدٌ يتمدد نحوكِ ..

ولا ينساك شيء مني ..

بعد أن سكنتِ كُلِّي ..

وكلمّا احتجت إليكِ ..

أدرتُ وجهي ؛ صوب الغريّ ..

بعد أن ثواكِ ثراها ..

واحتواكِ كثيبها ..

وذرفتُ سكوب المآقي ..

أمام محراب رمسكِ ..

واحتبستُ غُصةَ ؛ حتى ألقاكِ ..

والقي سلاما يلامس رفيف روحكِ ..

رحماك إلهي ..

فاسقها من كوثر حبيبك ..

وأكحل ناظِرَيْها بحبيبة نبيك الزهراء ..

وَقرِّ عينيها .. في يوم الجزاء ..

يا مَن لا يخلو منه أرضٌ ولا سماء ~~
****
مع خاص الشكر لهذه المساحة الطيبة ..
تحت هذا السقف المبارك ..
مع الود ..