عن اهل بيت النبي الاكرم محمد صلوات ربي عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين
من تواضع لله رفعه
وعن الصادق سلام الله عليه
ان الحكمة لا تستقر الا في قلب المتواضع
من هنا
ننطلق لحكايتنا
فصادف ان ذهب احد الاطباء الحاصلين على شهادة البورد الامريكي في طب المجتمع
ان ذهب الى محافظة ميسان في جنوب العراق
او كما درجت العادة هنا ان نسميها العمارة
ذهب هذا الدكتور لغرض اكمال معاملة تعيينه كاستاذ في كلية الطب في جامعة ميسان
ونعم ذهب هو وابن خاله الذي هو ايضا حاصلة على شهادة البورد العربي في جراحه الاطفال
معا ذهبا الى كلية الطب هناك وسرعان ما تحولت معاملة التعيين
الى مكتب رئيس جامعة ميسان لغرض التوقيع واكمال المعاملة
جلس الاثنان معا في غرفة مدير مكتب رئيس الجامعة
بانتظار ان ياتي للدخول عليه او ادخال الاوراق
فقال مدير المكتب
ان رئيس الجامعة او كما يسمى الدكتور سياتي بعد ربع ساعه
جلس الطبيبان الحاصلان على شهادة البورد ينتظران
وتحدثا مع مدير المكتب عن الغربة في امريكا
وصعوبة الحياة وطبيعة العادات والتقاليد والاعراف
مضى الوقت سريعا
ودخل رجل قصير القامة بسيط بملابسه وهندامه
سلم على الجالسين بيده فردا فردا
من اليمين الى الشمال
وذهب الى اين لا يعلم احد
لاي سبب جاء
فهو رجل بسيط لم يكن بفخامة ملابسة او مظهره او كما هو بائن من ماله
فهو بسيط متواضع
فاذا
باحد الجالسين
قال هذا هو رئيس الجامعة
عجبا
ثم عجبا
رئيس الجامعة يمر على الجالسين يصافحهم بيده
وملبسه البسيط ومظهره المتواضع
حتى ان احد الطبيبين
قال لو قلت لنا لسلمنا عليه جيدا
دقائق اكمل البريد وكان هنالك خطا في معاملة احد المتعيين صححها بسرعه
دون تعقيد او روتين ممل او كتابنا وكتابكم
وهكذا تمر الايام والايام
وهذه الجامعة الفتية التي انشات ليس منذ وقت طويل
فهي جامعة فتية بامكانياتها وعمرها وكادرها
ولكنها مع الايام
احتلت مكانا مرموقا بين جامعات العراق كافة
حتى انها تجاوزت وغلبت جامعة البصرة
التي هم بالاصل ام لجامعة ميسان
كيف ولماذا
الجواب ياتي من خلال حديث اهل البيت
من تواضع لله رفعه
حيث الصدر الرحب للمسؤول وحسن استقباله لرعاياه وسماع النصح والتقبل
كان اساسين في نجاح هذه الجامعة الفتية
وحيث الروح الشبابية في قيادة العملية الادارية والتعليمية
بعيدا عن قسوة القلب
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
من هنا
نرى ان هذه الجامعة بداءت تستقطب الكفاءات يوما بعد يوما
نكمل قصتنا
وتمر الايام والايام
فاذا بوزارة التعليم العالي في هذا العام 2013 تكرم نخبة من الاساتذة المتميزين
اصحاب المؤلفات والبحوث وبراءات الاختراع
فاذا
هذا رئيس الجامعة اقصد جامعة ميسان
من ضمن المكرمين بل من اوائل المكرمين
الاسباب
كثرة بحوثه
كثرت مرلفاته
واعتقد تجاوت العشرين مؤلفا
حتى ان احد المدعوين
قال ان تاليف كتاب واحد ياخذ الكثير الكثير
فكيف بعشرين كتابا
وصفق الحضور لهذا الرجل
حين اعتلى المنصة ليستلم درع وزارة التعليم العالي
وهو هو
بسيط بملبسه وهندامه
كبير بشخصيته
فلنتعلم ان نكون متواضعين مثل هذا الرجل
وان المسؤول
اذا تواضع ارتفع وارتفع معه كل كادره ومهنته ومكانتهم
ولكن
نقارن مع رئيس جامعة اخر
له صيت كبير بين الاساتذة
ومكانة علمية مرموقة مشترك في مؤتمرات وندوات
وله بحوث كثيرة
عمل بجد وجد
ولكن مع الايام
تضاربت مصالح الرجل مع بعض العلماء في الجامعة الذين لهم انجازات كبيرة
ولي شخصيا تجربة معه لم تكن بالطيبة
وغيرها من التجارب
ولكن الجامعة التي هو رئيسها
لم تحصل على تقييم من ضمن الجامعات المتفوقة بانجازاتها وابداعاتها
عجيب
فهذا الرجل اقدم من ذاك الرجل
وهذا فرع علمي وحاصل على شهادة الدكتوراه من الدول الاوربية
وذاك لغة عربية حاصل عليها من العراق
وتمر الايام
فاذا برئيس الجامعة الحاصل على شهادته من الخارج
يصدر به امر وزاري بتنحيه عن رئاسه الجامعة
استغرب الجميع لقرار الوزير
عجيب
وتمر الايام
فاذا به يقع بين يدي
تقرير حزبي
للتعريف لمن هو من خارج العراق
تقرير حزبي
يكتبه احد اعضاء حزب البعث حول مجموعه من الناس او الشباب او الطلاب او الكسبة
كافة شرائح المجتمع دون استثناء
والغرض من التقرير ان هؤلاء خونه لصدام حسين
نعم فصدام كان بالنسبة للبعثيين فرعون الذي نادى انا ربكم الاعلى
هذا التقرير عن مجموعة من الشباب
وطبعا التقرير الحزبي
نتيجته محتومة السجن في سجون صدام والاعدام
وطبعا ارسل التقرير الى الامن العامة
ولكن لم يتخذ اجراء بحق هؤلاء الشباب
وحسبما اذكر هم ستة من الشبان
ورجع صاحبنا
طبعا في زمن قبل السقوط وهذا الكلام في التسعينيات من القرن الماضي
حين لم يكن رئيس الجامعة بل كان رفيقا
عاد وكرر واكد على ان هؤلاء الشباب لم يعتقلوا
ولم يسجنوا
ولم ولم
فسبحان الله
لو عرف السبب
لبطل العجب
فهذا الذي يدعي العلم
هو
اصلا هو من الذين يقتلون العلم
ومن الذين يقتلون اصحاب العلم
ومن المنافقين
الذي يبطنون شيئا
ويظهرون شيئا اخر
فسبحان الله
هنالك التواضع رفع الجامعة واهلها
وهنا النفاق انزل الجامعه ومقامها
حميد الغانم