العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

هامة التطبير
عضو برونزي
رقم العضوية : 76190
الإنتساب : Nov 2012
المشاركات : 1,222
بمعدل : 0.27 يوميا

هامة التطبير غير متصل

 عرض البوم صور هامة التطبير

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : هامة التطبير المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-12-2012 الساعة : 07:02 AM


ثمرة ممارسة الشعائر الحسينيّة.
إنّ العلة الرئيسة التي لأجلها كانت الشعائر الحسينيّة هي الممارسة الإعلاميّة الواضحة والمشيرة إلى الحق المسلوب ، وأنّ جميع الغايات والأهداف الاُخرى تتفرع منها .

ويمكن إجمال تلك الأهداف بالنقاط التالية :

1 ـ نشر تاريخ وعلوم أهل البيت (عليهم السّلام) وبيان فضلهم . ولا يخفى عظيم الحاجة إلى ذلك ؛ لما تعرّض له هذا التاريخ من تشويه ودس , لا سيما في العصرين الاُموي والعباسي ، وما عملته وتعمله الأقلام المأجورة والضالة إلى يومنا .

2 ـ خلق الترابط العاطفي مع أهل بيت العصمة (عليهم السّلام) والذي هو نص صريح في القرآن الحكيم : (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (1) .

3 ـ تربية وتوعية الجيل الجديد ، وبناء أساس فطري عقائدي متين يستند إليه .

ونستطيع تلمّس الحاجة إلى ذلك من خلال مناهج الدراسة في المدارس الأكاديمية ؛ ووسائل الإعلام المرئية على وجه التحديد التي تفتقر إلى ذكر أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ وما تخلفه من تأثيرات أساسية في التشكيل العقائدي للجيل الصاعد . ومن هذه النقطة ندرك مدى الحاجة للتمسّك الشديد بهذه الشعائر وتوجيه أجيال المستقبل نحوها .

4 ـ تربية النفوس وإعدادها لنصرة إمام العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه) من خلال ترسيخ القيم والمبادئ السامية ؛ مثل التضحية ؛ والمواساة ؛ ونصرة الحق وغيرها ، والتحقير والتنفير للصفات المذمومة ؛ مثل الطمع ؛ والظلم ؛ وقسوة القلب وغيرها (2) .

5 ـ مخاطبة البشر كافة ، وبغض النظرعن الاختلاف والتباين الثقافي بينهم .

ومن المعلوم أنّ الاُمّة الإسلاميّة ـ على سبيل المثال ـ تضم العديد من القوميات والأعراق والجنسيات التي هي بدورها تختلف من حيث الموروث الحضاري والثقافي ، ومخاطبتهم بالإعلام المكتوب لا تتيسر للجميع حتّى في عصر العولمة . أمّا الشعائر فإنها أشبه ما تكون في خطابها إلى اللوحة الفنية التي يستطيع الجميع أن يدرك مدى روعتها وجمال تعبيراتها وإن كان هذا الإدراك يختلف بالدرجة وفقاً للوعي الثقافي .

6 ـ خلق عامل وحدوي من خلال المشاركة الجماهيرية في المواساة لأهل البيت (عليهم السّلام) .

ولعل هذا العامل من أهم العوامل المستبطنة في أحاديث أهل البيت (عليهم السّلام) التي تحثّ على المواساة والحزن في مصابهم . فمن المعلوم في علم النفس أنّ الإنسان عندما يكون في حالة الحزن يصبح تأثره العاطفي سريعاً ؛ فيكون على سبيل المثال سريع الرضا والحب والانفعال ، وكذلك إنّ وجود شخص آخر يشاركه المصاب معه يؤدّي مع ما ذكرناه إلى زيادة الاُلفة والمحبة والتودد بين المشاركين في الشعائر الحسينيّة ؛ وتقوية أنفسهم على تحمّل أعباء الحياة ، وهذا ما يخلق جو الوحدة بين المشاركين ؛ الوحدة في المصاب ؛ والوحدة في الهدف ؛ والوحدة في التسابق لتحصيل الأجر والثواب في المواساة (3) .

ومن هنا كانت هذه الشعائر تمثّل أحد الأعمدة التي يقوم عليها المذهب جنباً إلى جنب مع المرجعيّة التي تمثّل الإدارة والعقل الموجّه ؛ في حين أنّ الشعائر تمثّل العنصر الجامع والموحّد بين أبناء المذهب على اختلاف جنسياتهم وقومياتهم .

وعليه ندرك أن المحارب لهذه الشعائر لا يخلو من أحد أمرين : إمّا جاهل مغرور أو طامع معادي يهدف إلى تمزيق وحدة أبناء المذهب . قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : (( قصم ظهري رجلان ؛ جاهل متنسك ؛ وعالم متهتّك )) (4) .

ــــــــــــ
(1) سورة الشورى / 23 .
(2) عن الإمام الباقر (عليه السّلام) قال : (( يا علقمة ؛ واندبوا الحسين (عليه السّلام) وابكوه ؛ وليأمر أحدكم مَن في داره بالبكاء عليه ؛ وليقم عليه في داره المصيبة بإظهار الجزع والبكاء ؛ وتلاقوا يومئذ بالبكاء بعضكم إلى بعض في البيوت ؛ وحيث تلاقيتم ؛ وليعزِّ بعضكم بعضاً بمصاب الحسين (عليه السّلام) )) .
قلتُ : أصلحك الله ! كيف يعزَّي بعضنا بعضاً ؟
قال : (( تقولون : أحسن الله أجورنا بمصابنا بأبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) ؛ وجعلنا من الطالبين بثأره مع الإمام المهدي إلى الحقِّ من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وعليهم أجمعين) . وإن استطاع أحدكم أن لا يمضي يومه في حاجة فافعلوا ؛ فإنه يوم نحس لا تُقضى فيه حاجة مؤمن ؛ وإن قُضيت لم يُبارك فيها ؛ ولم يُرشد . ولا يدّخرن أحدكم لمنزله في ذلك اليوم شيئاً ؛ فإنه مَن فعل ذلك لم يُبارك فيه )) .
قال الإمام الباقر (عليه السّلام) : (( أنا ضامن لمَن فعل ذلك له عند الله (عزّ وجلّ) ما تقدم به الذكر من عظيم الثواب ؛ وحشره الله في جملة المستشهدين مع الحسين (عليه السّلام) )) . (مستدرك الوسائل 10 / 316 ـ 317) .
(3) عن ابن خارجة ؛ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) ؛ قال : كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي (عليه السّلام) ؛ وعلى قاتله لعنة الله ؛ فبكى أبو عبد الله (عليه السّلام) وبكينا ؛ قال : ثم رفع رأسه فقال : (( قال الحسين بن علي (عليه السّلام) : أنا قتيل العبرة ؛ لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى )) . (مستدرك الوسائل 10 / 311) .
(4) شرح نهج البلاغة 20 / 284 .

====

أولاً: اللطم (اللدم).

وهو من أقدم الشعائر التي مارستها الشيعة لإظهار حالة التفجّع والحزن لمصيبة سيد الشهداء الحسين ؛ ومصائب الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) .

إذ يجتمع حشد من الموالين في مكان مقدس ؛ كالمسجد أو الحسينيّة أو بعض الأوقاف ؛ فيجرّدون نصف أبدانهم ويبدؤون بلدم الصدور ؛ ولطم الخدود ؛ وضرب الرؤوس بأساليب منسقة حزينة .

ولتنسيق الضربات التي ينهالون بها على صدورهم يصعد شاعر أو حافظ للشعر وينشد قصائد منظمة باُسلوب خاص تذكّر اللاطمين بمصائب أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ وتحافظ نبراتها على وحدة الضرب ؛ وهم يتجاوبون مع الراثي في ترديد بعض الأبيات الشعرية (1) ؛ والضرب باليد يكون على الجانب الأيسر من الصدر ؛ أي فوق منطقة القلب .

واللطم هو أحد أهم وسائل إظهار الجزع على المعصومين (عليهم السّلام) وأكثرها انتشاراً ؛ ولتوضيح ذلك يجب علينا أن نعرف أنّ من طبيعة الجسم البشري أنه عندما يتعرّض إلى الألم المعنوي ـ الظلم تحديداً ـ يفرز هرمونات تعمل على زيادة الطاقة لديه ؛ ليكون مستعداً للدفاع عن نفسه .

واللطم هو إحدى الوسائل للتنفيس عن هذه الطاقة والتي بدورها تشير إلى أن هناك ظلماً واقعاً وحقاً مسلوباً . وإنّ الذين يلطمون يشيرون من خلال اللطم إلى ذلك الظلم والحق .

وجُعل ليكون جزءاً مهماً من الشعائر الحسينيّة كونه يمثل مواساة للزهراء (عليها السّلام) ، كما أن فيه إشارة إلى أن أهم ما ينبض بالحياة ـ القلب ـ ليرخص ويحزن لما جرى على آل محمد (عليهم السّلام) ، وأنّ مصدر الحياة هذا أضربه بنفسي دون خوف أو وجل ؛ دلالة على عظيم المصاب ؛ أي عظيم الحق المسلوب والظلم الواقع .

ومن الأدلة على ذلك ما يشير إليه علم الأدلة الجنائية ، أنّ المجني عليه إذا كان مضروباً في قلبه ؛ أو في منطقة قريبة عليه يُعرف أنّ الجاني كان ينوي قتل المجني عليه ، بخلاف ما لو كانت الإصابة في البطن أو الأطراف .

كما وأنّ التركيبة الجماعية في اللطم تشير إلى الوحدة والاشتراك في الإشارة إلى الحقِّ والمطالبة به . هذا هو الجانب الفلسفي لللطم بأبسط صورة ممكنة أستطيع أن اُقدّمها لك أخي القارئ .

ـــــ
(1) قاموس الشعائر الحسينيّة ـ لمؤلفه حيدر السلامي .


من مواضيع : هامة التطبير 0 أبو الفضل العباس عليه السلام.
0 أسد.
0 كربلاء الشموخ.
0 الإمام الحسين عليه السلام.
0 أهل البيت عليهم السلام.
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:47 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية