|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 69554
 |  | 
الإنتساب : Dec 2011
 |  | 
المشاركات : 518
 |  | 
بمعدل : 0.10 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 وقوف فاطمة ( عليها السلام ) إلى جنب أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، (جهادها) 
			 بتاريخ : 02-06-2012 الساعة : 04:20 PM 
 
وقوف فاطمة ( عليها السلام ) إلى جنب أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، (جهادها)
 
 
  منذ أن دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة المنوّرة ، كان  دائباً على هدم أركان الجاهلية ، و استئصال جذورها، و ضرب مواقعها ، فكانت  حياته في المدينة المنوّرة ، كما كانت في مكّة حياة جهاد و بناء ، جهاد  المشركين و المنافقين و اليهود و الصليبيين ، و بناء الدولة الإسلامية  العظيمة ، و نشر الدعوة ، و تبليغها في كلّ بقعة ، يمكن لصوت التوحيد ، أن  يصل إليها ، فراح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحارب بالكلمة  والعقيدة تارةً ، و بالسيف و القوّة تارةً أُخرى ، و بالأُسلوب الذي يمليه  الموقف ، و تفرضه الحكمة .
 و هكذا جاهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،و قاتل في مرحلة حرجة  صعبة ، لم يكن يملك فيها من المال و الجيوش و الاستعدادات العسكرية ، ما  يعادل أو يقارب جيوش الأحزاب و قوى البغي و الضلال ، التي تصدّت لدعوة الحق  و الهدى ، بل كانت كلّ قواه قائمة في إيمانه و انتصاره بربّه و بالفئة  المخلصة من أصحابه .
 والذي يقرأ تاريخ الدعوة و جهاد رسول الله (  صلى الله عليه وآله )  وصبره و احتماله ، يعرف عظمة هذا الإنسان المبدئي ، و  يدرك قوّة عزيمته ، و مدى صبره ، و رعاية الله ، و نصره له و لأُولئك المجاهدين ، الذين حملوا راية الجهاد بين يديه ، فيكتشف مصدر النصر و القوّة الواقعيين .
 و لقد مرّت هذه الفترة الجهادية الصعبة بكامل ظروفها و أبعادها بفاطمة ( عليها السلام ) ، و هي تعيش في كنف زوجها و أبيها ،  تعيش بروحها و مشاعرها ، و بجهادها في بيتها ، و في مواساتها و مشاركتها  لأبيها ، في شدّته و محنته ، فقد شهدت جهاد أبيها و صبره و احتماله ،  شاهدته ، و هو يُجرح في ( أُحد ) ، و تُكسر رباعيته ، و يخذله المنافقون ، و يستشهد عمّ أبيها ، حمزة أسد الله و نخبة من المؤمنين معه .
 
  روي ، أنّه لمّا انتهت فاطمة ( عليها السلام ) وصفية إلى رسول الله (  صلى الله عليه وآله ) ـ بعد معركة أُحد ـ و نظرتا إليه قال ( صلى الله عليه  وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( أمّا عمّتي فاحبسها عنّي ، و أمّا فاطمة فدعها )  ، فلمّا دنت فاطمة ( عليها السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،  و رأته قد شُجّ وجهه ، و أُدمي فوه ، صاحت ، و جعلت تمسح الدم ، و تقول : (  اشتدّ غضب الله على مَنْ أدمى وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )) ، و  كان ( صلى الله عليه وآله ) يتناول في يده ما يسيل من الدم،  فيرميه في  الهواء ، فلا يتراجع منه شيء .
 و كانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تحاول تضميد جرح رسول الله ( صلى  الله عليه وآله ) ، و قطع الدم الذي كان ينزف من جسده الشريف ، فكان زوجها  يصبّ الماء على جرح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، و هي تغسله ، و  لما يئست من انقطاع الدم ، أخذت قطعة حصير ، و أحرقتها حتّى صار رماداً،   فذرّته على الجرح حتّى انقطع دمه .
 و يحدّثنا التأريخ عن مشاركة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بروحها و مشاعرها ، لأبيها في كفاحه  وصبره و جهاده في أكثر من موقع .
 فقد روي أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قدم من غزاة له ، فدخل  المسجد فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ بدأ ـ كعادته ـ ببيت فاطمة قبل بيوت نسائه ،  جاءها ليزورها ، و يسر بلقائها ، فرأت على وجهه آثار التعب و الإجهاد ،  فتألّمت لمّا رأت ، و بكت ، فسألها ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما يبكيك يا  فاطمة ) ؟
 فقالت ( عليها السلام ) : ( أراك قد شحب لونك ) ، فقال ( صلى الله عليه  وآله ) لها : ( يا فاطمة ، إنّ الله عز وجل بعث أباكِ بأمر، لم يبق على ظهر  الأرض بيت مدر ، و لا شعر إلاّ دخله به عزّاً أو ذلاً ، يبلغ حيث يبلغ  الليل ) .
 و ليست هذه العاطفة ، وتلك العناية و المشاركة مع الأب ، القائد و  الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) من ابنته فاطمة ( عليها السلام ) ،  هي كلّ ما تقدّمه لأبيها من إيثارها له و اهتمامها به ، و مشاركتها له في  شدّته و عسرته ، إنّها جاءت يوم الخندق ، و رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهمك مع أصحابه في حفر الخندق ، لتحصين المدينة ، و حماية الإسلام ، جاءت و هي تحمل كسرة خبز ، فرفعتها إليه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما هذه يا فاطمة ) ؟
 قالت ( عليها السلام ) : ( من قرص اختبزته لابنيّ ، جئتك منه بهذه  الكسرة ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بنية أما إنّها لأوّل طعام  دخل في فم أبيك منذ ثلاث ) .
 
  هذه صورة مشرقة لجهاد المرأة المسلمة تصنعها فاطمة في ظلال رسول الله (  صلى الله عليه وآله ) ، فهي تشارك بكلّ ما لديها ، لتشد أزر الإسلام ، و  تكافح جنباً إلى جنب مع أبيها و زوجها و أبنائها في ساحة واحدة و خندق واحد  ، لتدوّنَ في صحائف التأريخ درساً عملياً ، تتلقاه الأجيال من هذه الأُمّة  المسلمة ، فتتعلّم حياة
 الإيمان ، التي تصنعها عقيدة التوحيد بعيدة عن اللهو و العبث و الضياع .
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |