16-وبناءا علي النقطة السابقة فالعلم الأولي للأحداث والصور يستلزم منا عدم تعميم تلك الأحداث والصور والمشاهد علي جميع المجتمعات، بيد أن هناك مجتمعات تقبلها ومجتمعات لا تقبلها..وأقرب مثال علي ذلك مشاهد التطبير في عاشوراء، تلك المشاهد موجودة لدي بعض شيعة الخليج..ولكن لو أردنا تطبيقها علي مجتمعات متفتحة ومتعلمة كالمجتمعين المصري والتونسي فمستحيلة الحدوث نظريا وعمليا...
17-لذلك كان مفهوم المد الشيعي نفسه مستحيل نظريا وعمليا من حيث التطبيق المورود أوليا في الذهن، وهذه نقطة في غاية الأهمية..وهناك البعض ممن يتخيل تلك المشاهد ويرمي بها إلي اعتقاده بخطر الشيعة من نفس الصورة المنطبعة لديه في ذهنه فيتخلط عليه الأمر ...
18-كثيرا من جُهال الشيعة ما يرمي إلي كراهية السنة لآل بيت رسول الله ومن ثم يطور خطابه الثقافي إلي خطاب كلي موجه كليا، وقد كان ذلك سببا في زيادة رقعة الرفض للشيعة وسط المجتمع السني والعكس صحيح..والحق أن حب آل بيت رسول الله هو حب فطري لدي جميع المسلمين..
19-أري أن التناظر المبني علي الإفحام كان سببا مباشرا في زيادة الهوة بين طرفين لديهما علما حصوليا غير مرتبط بالواقع الخارجي، وباستكبارهما اعتقدا أنهما ممثَلين عن طائفتيهما ، فينظر المراقب بعين التقييم أن كل طرف سينتصر هو انتصار للمذهب وهذا خبَل عظيم..فانتصار الحق لا يلزمه تناظر حبيس الذهن والخيال بل انتصار الحق يلزمه الربط بين الموجود في الذهن وبين الواقع الخارجي ليُشكلا معا قفزة انطلاق نحو الواقعية والتوازن...