عجائب الملكوت-- ألأرض
الحلقة ألأولى -- الجزء الأول
============
(( الذي جعل ألأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون )) ... الزخرف 10
(( والله جعل لكم الأرض بساطا )) .... نوح 19
(( هو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي أن وأنهارا ً ومن كل الثمرات جعل
فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن ذلك لآيات لقوم يتفكرون , وفي الأرض
قطع متجاورات وجنات من أعناب وزروع ونخيل صنوان وغير صنوان )) .... الرعد 3,4
(( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج )) .... ق 7
(( والأرض وضعناها للأنام )) .... الرحمن 10
{{ سبق خلق الارض على السماء }}
====================
عن أبي جعفر عليه السلام قال :
إن َّ الله جل َّ ذكره وتقدست أسماؤه خلق الأرض قبل السماء ثم استوى على العرش
لتدبير الأمور
وسئل لأبو عبد الله عليه السلام فقيل النهار قبل الليل ؟ فقال :
نعم خلق الله النهار قبل الليل والشمس قبل القمر والأرض قبل السماء ..
{{ خلق الأرض }}
==========
عن أبي جعفر عليه السلام قال : أراد الله عز وجل لأن يخلق الأرض أمر الرياح
فضربن وجه الماء حتى صار موجا فصار زبدا ً واحدا ً فجمعه في موضع البيت ثم جعله
جبلا من زبد ثم دحا الأرض من تحته وهو قول الله تعالى عزوجل :
((
إن َّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ً ))
{{
دحوا الأرض }}
==========
(( والأرض بعد ذلك دحاها )) النازعات 4
أي بسطها وهذا البسط أصبح تحت الكعبة التي سبق خلقها على خلق الأرض
فعن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه السلام أن الله خلق البيت قبل الأرض
ثم خلق الله الأرض من بعده فدحاها من تحته .
وعن الرضا عليه السلام قال : علة وضع البيت وسط الأرض , أنه الموضع الذي من تحته
دحيت الأرض وكل ريح تهب في الدنيا فأنها تخرج من تحت الركن الشامي وهي أول بقعة
وضعت في الأرض ..
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام : لم سميت مكة ؟؟ قال : لأن اللخ (( مك )) الأرض من تحتها
أي دحاها .
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : ان الله عزوجل دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى ثم دحاها
من منى إلى عرفات ثم إلى منى , فالأرض من عرفات وعرفات من منى ومنى من الكعبة .
{{ عدد الأراضي وأسمائها وما فيها من الخلق }}
===========================
(( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن )) ..... الطلاق 12
من خطبة البيان لأمير المؤمنين عليه السلام : فقام اليه صعصعة بن صوحان وميثم التمار
ومالك الأشتر فقالوا يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الأرضين السبع وكيفيتها فقال صلوات
الله عليه : أما الطبقة الأولى فركبها على البحر كل ٍ أرض ألى أرض التي تليها خمسمائة
عام وهي سبعة أطباق والأرض الثانية بمسخر الريح المختلفة ومنه قوله تعالى :
(( وتصريف الرياح )) والأرض الثالثة خلق الله فيها خلقا ً وجوههم كوجوه بني آدم
وأفواههم كأفواه الكلاب وايديهم كأيدي الناس وأرجلهم كأرجل البقر وأصوافهم
كاصواف الضأن لايعصون الله ماأمرهم طرفة عين ليس لهم ثواب وليس عليهم عقاب
ليلنا نهارهم ونهارهم ليلنا والأرض الرابعة ففيها حجارة (( حجارة الكبريت )) التي أعددها
الله تعالى لأهل النار وتسجر جهنم بها , ثم قال صلوات الله تعالى عليه والذي نفسي بيده
أن أودية الكبريت لو أرسل الله تعالى أليها الجبال لذابت الصخرة مثل الجبل العظيم وهي
التي قال الله تعالى (( وقودها الناس والحجارة )) ثم دخل في جواب المنصور بن عمار
ثم قام أليه صعصعة بن صوحان وقال ياأمير المؤمنين تم لنا خبر الأرضيين فقال صلوات
الله عليه وأما الأرض الخامسة ففيها عقارب أهل النار كأمثال الثعبان لهم أذناب كأمثال
الرماح في كل ذنب منها ثلثمائة زق سم في كل زق ثلثمائة وستون قلة لو وضعت قلة
من ذلك السم في وسط الأرض لمات أهل الأرض أجمعين من ريحته وفيها أيضا ً حيـّات
أهل النار أمثال الأودية لكل حيّة منها تسعة عشر قلة من السم لو أمر الله تعالى حيّة أن
تضرب بناب من أنيابها أعظم جبل لهدته ويصير رملا ً وهي تلقي الكافر غدا ً فتسقط
مفاصله رعبا ً
والأرض السادس فيها دواوين أهل النار وأعمالهم الخبيثة وأرواحهم الخبيثة وذلك
قوله تعالى :
(( كلا إن َّ كتاب الفجار لفي سجين ))
والأرض السابعة جعل الله تعالى سكنى (( إبليس )) لعنه الله تعالى وجنوده والمردة
وعتاة الجن وفيها عرش إبليس , قد احتوته جنوده أعظمهم عنده منزلة ً لأعظمهم عذابا ً
وهو مثل السلطان في الرعية , والجنة اليوم في السماء السابعة فإذا كان غدا ً جعله الله
حيث يشاء , وأما بعد قرار الأرض فلا يعلمه إلا الله تعالى , وإن قارون حيث خسف الله به
الأرض فهو ينزل في الأرض من خسفه كل يوم قامة فلا يبلغ إلى قعر الى يوم القيامة .
ثم قال عليه السلام الأيام التي خلق الله تعالى الأرض فيها الأشياء هي الستة قال لي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله خلق الأرض والجبال يوم الأحد والبحر
يوم الأثنين والصخرة يوم الثلاثاء والنور يوم الأأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم
يوم الجمعة وغيرهم يوم السبت , ثم قال عليه السلام:
الأرض الأولى -- اسمها :
رخا
الأرض الثانية -- اسمها :
شاصبطا
الأرض الثالثة -- اسمها :
مقبلة
الأرض الرابعة -- اسمها :
نظيما
الأرض الخامسة -- اسمها :
شافلة
الأرض السادسة -- اسمها :
ماكثة
الأرض السابعة -- اسمها :
القلبا
وأما اسمائها المذكورة في القرآن
الأولى -- قوله تعالى --
فراشا
الثانية -- قوله تعالى --
قرارا
الثالثة -- قوله تعالى --
رتقا
الرابعة -- قوله تعالى --
بساطا
الخامسة -- قوله تعالى --
مهدا
السادسة -- قوله تعالى --
صدعا
السابعة -- قوله تعالى --
كفاتا
{{ عمران الأرض وخرابها }}
================
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
الأرض مسيرة خمسمائة عام الخراب منها مسيرة أربعمائة عام والعمران منها مائة
وروي : السبع أرضين ثلاث خراب واربع عوامر , وفي رواية :
خمس عوامر وإثنان خراب
{{ إن في كل بقعة من الأرض أهل من الملائكة }}
===========================
من وصايا لقمان لإبنه : وغذا اردتم النزول فعليكم من يقاع الأرض بأحسنها لونا
والينها تربة وأكثرها عشبا ً وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس فإذا أردت قضاء
حاجتك فابعد المذهب في الأرض فإذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الأرض التي
حلت بها وسلم على أهلها فإن لكل بقعة أهل ٌ من الملائكة .
{{ تعداد العوالم }}
==========
(( الحمد لله رب العالمين )) ... الفاتحة ... 2
(( ألا له ُ الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) ... الأعراف 54
عن موسى ين جعفر عن آبآءه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال له جبرائيل :
والذي بعثك بالحق نبيا أن خلف المغرب ارضا ًبيضاء فيها خلق من خلق الله تعالى
يعبدونه قد تمزقت لحومهم ووجوههم من البكاء فأوحى الله اليهم لـِم َ تبكون ولم تعصوني
طرفة عين , قالوا نخشى أن يغضب الله علينا ويعذبنا بالنار , قال علي عليه السلام
قلت : يارسول اله ليس هناك إبليس أو واحد من بني آدم فقال : والذي بعثني بالحق نبيا
مايعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس , ولايحصي عددهم إلا الله تعالى ومسيرة الشمس
في بلادهم اربعون يوما ً لايأكلون ولايشربون .
وسمع أبو جعفر عليه السلام يقول : لقد خلق الله عزوجل في الأرض منذ خلقها سبعة
عالمين ليس هم من ولد آدم خلقهم من أديم الأرض فأسكنهم فيها واحدا ً بعد واحد مع
عالمه , ثم خلق الله عزوجل آدم أبا هذا البشر وخلق ذريته منه ولا والله ما خلت الجنة
من أرواح المؤنين منذ خلقها ولا خلت النار من أرواح الكفار والعصاة منذ خلقها الله
عزوجل لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيامة وصَيـّر َ الله ُ أبدان أهل الجنة مع أرواحهم
في الجنة وصـَيّر َ أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار إن الله عزوجل لايعبد في بلاده
ولايخلق خلقا ً يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه . بلى والله ليخلقن َّ الله خلقا ً من غير
فحول ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ويخلق لهم أرضا ً تحملهم وسماء ً تظللهم
أليس الله عزوجل يقول يوم تبدل ألأرض غير الأأرض والسماوات وقال الله عزوجل :
(( أفعيينا في الخلق الأول بل هم لـَبس ٍ من خلق ٍ جديد )) وقال عليه السلام في حديث :
لعلك ترى إن الله إنما خلق هذا العالم الواحد وترى إن َّ الله لم يخلق بشرا ً غيركم بلى
والل لقد الله تعالى ألف ألف عالم وألف ألف آدم أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين
سبحانك ربي , سبحانك ربي , سبحانك ربي ,, ماأعظمك ما أعظمك ما أعظمك
قدرة الله تعالى -- وعجائب الملكوت
الحلقة الثانية -- الأرض -- ج 2
==================
بكاء السماء والأرض
فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين --- الدخان 29
عن عبد الله بن عباس في تفسير قوله تعالى أعلاه -- أنه كان إذا قبض نبيا ً من الأنبياء بكت
عليه السماء والأرض أربعين سنة , وإذا مات العالم العامل بعلمه بكيا عليه أربعين يوما ً , وأما
الحسين عليه السلام فتبكي عليه السماء والأرض طول الدهر وتصديق ذلك أن يوم قتله ِ قـَطـَّرت
السماء دما ً , وأن َّ هذه الحمرة التي ترى في السماء ظهرت يوم قتل الحسين عليه السلام ,
ولم تـُر َ قبله أبدا ً , وأن يوم قتله عليه السلام لم يرفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم .
وعن الإمام الصادق عليه السلام يقول : (( لم نجعل له من قبل سميا )) : الحسين بن علي
عليهما السلام ويحيى بن زكريا لم يكن له من قبل سميا , ولم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا ً ,
ولم تبك على أحد غيرهما ,
وما بكاؤها ؟
قال : مكثوا أربعين يوما ً تطلع الشمس بحمرة . قلت : جعلت فداك هذا بكاؤها ؟ قال : نعم
وقال الصادق عليه السلام :
إذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد الله عزوجل فيها والباب الذي كان يصعد
منه عمله وموضع سجوده .
تعداد العوالم
========
وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قوله عزوجل :
وكذلك نري أبراهيم ملكوت السماوات والأرض
قال : فكنت مطرقا ً إلى الأرض فرفع يده إلى فوق ثم قال لي إرفع رأسك , فرفعت رأسي
فنظرت إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه قال :
ثم قال لي رأى ابراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض هكذا , ثم قال لي أطرق
فأطرقت ثم قال لي أرفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله , قال ثم أخذ بيدي وقام
وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتا ً آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثياب
غيرها ثم قال لي غـُض َّ بصرك فغضضت بصري وقال لي لاتفتح عينك فلبثت ساعة ثم قال لي
أتدري أين أنت قلت لا جعلت فدالك , قال لي أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين , فقلت له جعلت
فداك أتأذن لي أن أفتح عيني فقال لي إفتح فإنك لاترى شيئا ً ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر
فيها موضع قدمي , ثم سار قليلا ً ووقف فقال لي هل تدري أين أنت ؟ قلت لا , قال أنت واقف على
عين الحياة التي شرب منها الخضر عليه السلام وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه
فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ومساكنه وأهله , ثم خرجنا لى عالم ثالث كهيئة الأول والثاني حتى
حتى وردنا خمسة عوالم , قال , ثم قال هذه ملكوت الأرض ولم يرها ابراهيم عليه السلام
وإنما رأى ملكوت السماوات وهي اثنا عشر عالما ً كل عالم كهيئة مارأيت كلما مضى منا إمام
سكن أحد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه , قال , ثم قال لي غض
بصرك فغضضت بصري ثم أخذ بيدي فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه , فنزع تلك الثياب
التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا , فقلت جعلت فداك كم مضى من النهار , قال :
ثلاث ساعات ..
وعن أبي حمزة قال : قال أبو جعفر عليه السلام ليلة وأنا عنده ونظر إلى السماء فقال :
يا أبا حمزة : هذه قبة أبينا آدم عليه السلام , وإن الله عزوجل سواها تسعة وثلاثين قبة فيها
خلق ماعصوا الله طرفة عين .
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن َّ لله عزوجل
اثني عشر ألف عالم كل عالم منهم أكبر من
سبع سماوات وسبع أرضين مايرى عالم منهم أن الله عزوجل خق عالما غيرهم ,
وإني الحجة عليهم ....
اللهم صل ِّ على محمد وآل محمد
وعن أبي جعفر عليه السلام قال :
من وراء شمسكم هذه أربعون عين شمس مابين عين الشمس إلى عين الشمس أربعون عاما
, فيها خلق كثير مايعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلفه ؟؟
وإن َّ من وراء قمركم هذا أربعين قرصا ً بين القرص إلى القرص أربعون عاما ً فيها خلق
كثير لايعلمون أن َّ الله عزوجل خلق آدم أو لم يخلقه , قد ألهموا كما ألهمت النحلة لعنة
ألأول والثاني في كل الأوقات , وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوا عذبوا ...
أللهم ألعن الأول والثاني والثالث والرابع وألعن يزيد خامسا ً وعبيد الله بن زياد
وألعن شمرا ً وعمر أبن سعد وألعن بني أمية قاطبة لعنا ً وبيلا ً لايقوى على أحصائه
إلا أنت من اليوم إلى يوم الدين
وعن أبن عباس قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في المسجد حلق
حلق فقال لنا فيم أنتم ؟ قلنا نتفكر في خلق الشمس كيف طلعت وكيف غربت , قال أحسنتم
كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولاتفكروا في الخالق , فإن الله خلق ماشاء لما يشاء
وتعجبون من ذلك , إن َّ وراء قاف سبع بحار كل بحر خمسمائة عام من وراء ذلك سبع أرضين
يضيء نورها لأهلها , ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا
على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لايفترون عن تسبيحة واحدة , ومن وراء ذلك
سبعين ألف أمة خلقوا من ريح فطعامهم من ريح وشرابهم من ريح وثيابهم من ريح وآنيتهم
من ريح ودوابهم من ريح لاتستقر حوافر دوابهم إلى الأرض إلى قيام الساعة أعينهم في صدورهم
ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه ورزقه عند رأسه , ومن وراء ذلك طل العرش وفي ظل العرش
سبعون ألف أمة مايعلمون أن َّ الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس
(( ويخلق ما لاتعلمون ))
عمر الدنيا وأنواع المخلوقات فيها
===================
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن َّ موسى عليه السلام سأل ربه عزوجل : أن يعرف
بدء الدنيا منذ خلقت ,
فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام سألتني عن غوامض علمي . فقال
عليه السلام : يارب أحب أن أعلم ذلك
فقال عزوجل : ياموسى خلقت الدنيا منذ مائة ألف ألف عشر مرات , وكانت خرابا ً خمسين
ألف عام ثم بدأت في عمارتها فعمرتها خمسين ألف عام , ثم خلقت فيها خلقا ً على مثال البقر
يأكلون رزقي ويعبدون غيري خمسين ألف عام , ثم أمتهم كلهم في ساعة واحدة , ثم خربت
الدنيا خمسين ألف عام , ثم بدأت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين ألف عام , ثم خلقت
فيها بحرا ًفمكث البحر خمسين ألف عام لاشيء مجاجا ً من الدنيا يشربه , ثم خلقت
دابة
وسلطتها على ذلك البحر فشربه بنفس واحد ....
سبحان ربي العظيم وبحمده , سبحان ربي الأعلى وبحمده ... سبحانك سبحانك سبحانك
ثم خلقت خلقا ً
خلقا ً أصغر من الزنبور وأكبر من البق فسلطت ذلك الخلق على هذه الدابة
فلدغها فقتلها ..
سبحان ربي العظيم وبحمده , سبحان ربي الأعلى وبحمده ... سبحانك سبحانك سبحانك
فمكثت الدنيا خرابا ً خمسين ألف سنة ثم بدأت في عمارتها فمكثت خمسين ألف عام ثم
جعلت الدنيا كلها أجام القصب , فخلقت السلاحف وسلطتها فأكلتها حتى لم يبقى منها شيء
ثم أهلكتها كلها في ساعة واحدة فمكثت الدنيا خرابا ً خمسين ألف عام ثم بدأت في عمارتها
فمكثت عامرة خمسين ألف عام ثم خلقت ثلاثين ألف آدم , ومن آدم إلى آدم ثلاثين ألف سنة
فأفنيتهم كلهم بقضائي وقدري , ثم خربتها فمكثت خرابا ً خمسين ألف عام ثم بدأت في عمارتها
فخلقت فيها ألف ألف مدينة من الفضة البيضاء وخلقت في كل مدينة مائة ألف ألف قصر من الذهب
الأحمر , فملأت المدن والقصور خردلا ً إلى أن سد الهواء , والخردل يومئذ ألذ من الشهد وأحلى
من العسل وأبيض من الثلج , ثم خلقت
طيرا ً واحدا ً أعمى وجعلت طعامه في كل-ألف سنة -
حبة من الخردل ...!!! فأكلها حتى فنيت , ثم خربتها فبقيت خرابا ً خمسين ألف عام , ثم بدأت
في عمارتها فمكثت عامرة خمسين ألف عام , ثم خلقت فيها أبوك آدم عليه السلام بيدي يوم الجمعة
وقت الظهر , ولم أخلق من الطين غيره , وأخرجت من صلبه النبي (( محمد )) صلى الله عليه
وآله وسلم .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام
قال : عمر الدنيا مائة ألف سنة , لسائر الناس عشرون ألف سنة وثمانون ألف سنة
لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداكإن الناس يزعمون أن الدنيا سبعة آلآف سنة
فقال : ليس كما يقولون إن َّ الله سبحانه وتعالى خلق لها خمسين ألف عام فتركها قاعا ً فقرا
خاوية عشرة آلآف عام ثم بدا لله بداء فخلق فيها خلقا ً ليس من الجن ولا من الملائكة ولا
من الأنس وقدر لهم عشرة آلآف عام , فلما قربت آجآلهم أفسدوا فيها فدمر الله عليهم تدميرا
ثم تركها قاعا ً فقرا ً عشرة آلآف عام , ثم خلق فيها الجن , وقدر لهم عشرة آلآف عام , فلما
قربت آجآلهم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء وهو قول الملائكة :
(( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )) كما سفكت بنو الجان فأهلكهم الله تعالى ,
ثم بدا لله فخلق آدم وقدر له عشرة آلآف سنة وقد مضى من ذلك سبعة آلآف عام وأنتم في آخر
الزمان .
أخواني الكرام إلى هنا ينتهي كلامنا لهذا الجزء
ولنا عودة معكم في جزء جديد أنشآء الله تعالى
ولكن
لم ننتهي نحن من آخر أقوالنا
أخوة الأيمان
لايخفى على كل ذي بصيرة أن الكلام الذي سطرناه أعلاه شيء عظيم عظيم عظيم بكل ماتعنيه
معنى العظمة وبكل تأكيد نحن غير قادرين على أستيعاب هذه المعادلة ولاحتى أن نطلق
خيالنا لأجل أن نتخيل هذه التصورات دابة تشرب بحرا ً عملاقا ً بنفس واحد فقط ..!!
ثم يأتي خلق من خلق الله تعالى أكبر من البعوضة وأصغر من الزنبور فيلدغها فيقتلها
هذا كلام يخرج عن دائرة تصوراتنا وقابلياتنا عن ألأستيعاب أو التحليل وكذلك طيرا ً أعمى
يأكل في كل عام حبة واحدة من الخردل الذي ملئت الأرض به حتى السماء ثم يفنيه كله ..!!
ولكن ,, ولكن
هذا هو الله تعالى روحي لأسمه الشريف الفدا
هذا هو الذي نبحث عنه في هذه الصفحات المتجددة
هذه العظمة التي ليس من بعدها عظمة
رب ٌ هذه صفاته وهذه عظمته ُ تبارك وتعالى وتقدست أسمائه الشريفة
نعصاه في كل يوم ؟؟ بل في كل لحظة
نعصيه ويحلم عنا
ذنوبنا أليه صاعدة , ونعمه وآلآءه علينا نازلة
فسبحانه من حليم ٍ ما أحلمه
وسبحانه من عظيم ٍ ما أعظمه
وسبحانه من رؤوف ماأرأفه
وسبحانه من رحيم ٍ ما أرحمه
بهذا نريد دائما ً وأبدا ً أن نفكر فيه , في هذه العظمة الغير متناهية , في هذا الكبرياء العظيم
من نحن .. إذا قسنا أنفسنا بالذي خلقنا وهو هذه صفاته سبحانه وتعالى
من نحن ُ حتى نطغى ونطغى ونطغى , بل ونتحدى بكل صلافة هذا الخالق العظيم
لماذا نحن ُ متجبرين ومتكبرين وقد تواضع لنا ..تواضع لخلقه من هو بهذه العظمة
أخواني
بكل تأكيد الكلمات لاتسعف الأنسان أن يتكلم عن العظمة المطلقة أطلاقا ً
من نحن حتى نحيط بتلك العظمة الجبارة حتى نتحسسها
كيف يحيط الناقص بالكامل
بل كيف يحيط العدم المطلق بواجب الوجود المطلق
حتى هو سبحانه وتعالى عندما يريد أن يصف لنا بعضا ً من مخلوقاته
لايصفها لنا مباشرة ً لأننا مهما أطاقنا لمخيلتنا العنان فلانستطيع أن نتخيل ماذا يريد
الرب العظيم أن يصف لنا
ولكنه سبحانه وتعالى روحي لأسمه الشريف الفدا دائما ً وأبدا ً في خطاباته لنا يقرب لنا
الأشياء ويضرب لنا الأمثال :
فهو سبحانه وتعالى لايصف لنا الجنة مباشرة ً ويصفها لنا لأننا لانستطيع أن نصل
إلى حقيقة عظمة خلق الجنة فلذلك هو سبحانه وتعالى يقربها لنا فيقول عز من قال :
(( ومثل الجنة ))
وعليه حتى ماقرأناه في الأسطر أعلاه هي تقريب لنا لأننا
وكذلك من ضرب له المثل وهو النبي موسى
على نبينا وآله وعليه السلام ليس بمقدوره أن يتحسس عظمته سحانه أو حقيقة عظمته
حتى مع هذه الأمثلة لما قلناه من بديهية عدم أستطاعة الناقص بالأحاطة بالكامل مهما
تكامل الناقص فهو عبد مخلوق فتقه ورتقه بيد اله سبحانه وتعالى
ومع أن ماذكر هو خارج نطاق أدراكاتنا وتحسساتنا
ومع هذا فليس هذا إلا مثل يضربه الله تعالى روحي لأسمه الشريف الفدا لنا للتقريب ..!!
فتصوروا إذا ً مقدار العظمة الباذخة والجلال الأعظم
للرب المعظم
سبحان ذي العز الشامخ المنيف
سبحان ذي الجلال الباذخ القديم
فسبحان من يرى أثر َ النملة ِ في الصفا !!
وسبحان من يرى وقع َ الطير في الهواء !!
سبحان من هو هكذا وليس هكذا غيره