| 
	 | 
		
				
				
				عضو متواجد 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 29697
  |  
| 
 
الإنتساب : Jan 2009
 
 |  
| 
 
المشاركات : 93
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.02 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
المنتدى العقائدي
 
الدروس والعِبر من فدك 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 07-05-2009 الساعة : 06:52 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
الدروس والعِبر من فدك 
 
 
نَحل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فدكاً إلى بضعته الزهراء ( عليها السلام ) بوحيٍ من الله وتعالى : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) الروم : 38  
سنة سبع من الهجرة ، وبقيت بيدها أكثر من ثلاث سنين ، فهل تغيَّرت حياة فاطمة الزهراء والإمام علي ( عليهما السلام ) ، حيث أنَّ فدكاً كثير الغلاَّت ، وفيرة الثمار ؟ 
كلاَّ وألف كلاَّ ، فلم يزل ذلك القرص من الشعير ، ولم يزل ذلك الملح أو اللبن . 
وهناك سؤال يتبادر إلى الأذهان ، وهو : أين تذهب غلاَّت وثِمار وأموال فدك ؟ 
والجواب : لقد كانت تقسَّم على الفقراء والمحتاجين من المسلمين ، بينما الإمام علي وفاطمة ( عليهما السلام ) يعيشان حياة الزهد ، والعزوف عن الدنيا وزَبَارِجِها وبَهَارِجها . 
وهنا تتبادر أسئلة أخرى : لماذا استولى عليها الحُكَّام ، ومنعوا من استمرار إنفاق ثمارها في سبيل الله ؟ ومن انتفاع الفقراء والمحتاجين لها ؟ 
ولماذا هذا الإصرار من الزهراء والإمام عليٍّ ( عليهما السلام ) بمطالبتهما بأموال بني النظير وفدك وسهم خيبر ، وبإرث فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من أبيها ، وغير ذلك ؟ 
فهذا الإصرار على تحدِّي السلطة في إجراءاتها الظالمة ، ومغاضبة الزهراء ( عليها السلام ) للغاصبين حتى توفِّيَت ، حيثُ أوصَتْ أنْ تُدفن ليلاً ، كل ذلك يجعلنا نتساءل عن السرِّ الكامن وراء تلك المطالبة ، وذلك الإصرار . 
ولعلنا نستطيع أن نستلْهِمَ من ذلك دروساً وعبراً للحياة ، منها : 
1 - إنَّ انتصار الحق و تأكيده ، ورفض الباطل وإدانته ، مِن المُثُل الإسلامية العُليا ، التي سَعَى النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) إلى تثبيتها في المجتمع الإسلامي ، والتأكيد عليها في مختلف ظروف الحياة الإسلامية . 
فكانت هذه المطالبة شُعلة وَهَّاجَة ، تُنير الدرب أمام المظلومين المغصوب حقَّهم ، وتحرق بوهجها وشَرَرِها الحُكَّام الظالمين على مَرِّ الأيام والدهور . 
2 - إن موقف فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في هذا الظرف الحَرِج ، واحتجاجاتها بالدستور الإسلامي القرآن الكريم ، واستشهادها بالصحابة ، يبيِّن مَدَى الانحراف الخطير الذي حدث بمسيرة الإسلام والمسلمين بعد وفاة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) . 
فحاولت الزهراء وعلي ( عليهما السلام ) تحييد هذا الانحراف وتعديله منذ لحظاته الأولى ، وكان هذا واجبهما أمام الله والمجتمع ، سواء أعادَ الحقُّ إلى أصحابه أو لم يعد . 
3 - إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أعطَتْ درساً لكُلِّ المسلمين من وجوب قول الحق ، والوقوف بوجه الحاكم الغاصب والظالم ، وأنَّه ليس بمنأىً عن الحساب والعتاب والعقاب ، وليس فوق القانون شيء . 
وأنَّ الحاكم موجود لِحِماية القانون ، والالتزام بما يفرضه الشرع عليه من التزامات في نِطاق موقفه ومنصبه هذا . 
4 - إن الاعتراض والمطالبة بالحق والعدالة ليسَتْ من اختِصاص الرجال ، بل من اختصاص كُلِّ شرائح المجتمع ، بما فيه النساء ، لأنَّهُنَّ عنصر من عناصره . 
5 - إن المطالبة بالحق ، والانتصار لله تعالى ليس مشروط بإمكانية الحصول على الهدف ، وإنما هو تسجيل موقف عقائدي مرتبط بالتصدِّي للانحراف ، ومطالِبٌ بتصحيح الأخطاء ، ومُنبِّه لِمَن غفل أو تغافل عن هذا الانحراف . 
وكذلك هو إظهار مواقف كلا الطرفين ، من الظالم والمظلوم ، وصاحب الحق ومغتصبِه ، والحاكم والرعيَّة ، فإظهار مواقف الطرفين على حقيقتها أمام المجتمع تؤدِّي إلى تثبيت أُسُس الحقِّ والعدالة ، وتنوُّر فِكر الرعيَّة ، حتى لو كان الظالم شاهراً سيفَه ، أو مفرِّقاً أمواله لشراء العقول ، فإن العقل سيحكمُ ولو بداخل نفسه وتحت أستار ستائره ، بالحق والعدل . 
6 - إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) معصومة بِنَصِّ القرآن الكريم ، بالآية الشريفة التي نقَلَها الفريقان : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب : 33 . 
ومن غير المُمكن أن تطالِب الزهراء بِحقٍّ ليس لها ، لأنَّ ذلك ينافي العصمة ، وغيرها غير معصوم ، وهذا يعني أن كلامها ( عليها السلام ) حُجَّة ، يجب الالتزام به ، وكلام غيرها ادِّعاءً وليس بِحُجَّة . 
وأنَّ غضبَها وسخطَها غضبُ وسخطُ لله تعالى ، ولا يُخفَى أنها ( عليها السلام ) ماتت وهي واجدة وغاضبة على أولئك الذين أخذوا حقَّها ، واستأثروا به دونها . 
وحينما أرادوا زيارتها في مرضِها الذي استشهدت فيه ، فإنَّها لم تجب بالقبول ، بل قالت للإمام علي ( عليه السلام ) : ( البيتُ بيتُك ، والحُرَّة زوجتُك ، اِفعل ما تشاء ) . 
وحينما دخلا عليها وحاولا استرضاءها وبكيا لديها ، أوضحت ( عليها السلام ) أنها غير راضية عليهما ، وأنهما أغضباها . 
ولا زالت ( عليها السلام ) غاضبة ساخطة عليهما ، لأنها تعرف أنَّهما بَكَيا للتأثير عليها عاطفياً ، وليس عن تراجع عن موقفهما ، أو تقديم تنازُلات واعتذارات منهما . 
ومعنى ذلك إنهما أرادا استرضائها ولو لَفظياً ، أو الإظهار للناس بأنها راضية عنهما ، وأنها قد استقبَلَتْهُما ، فهي مُقرَّة على أفعالهما ، وقد طابَت نفسُها عن فدك ، وعن حقوقها المغتصَبَة الأخرى . 
لكن وصيَّتها بأن تُدفَن ليلاً ، ومن ثم تنفيذ هذه الوصية من قبل الإمام علي ( عليه السلام ) قد فوَّت الفرصة ، وسدَّ السبيل على كل مُفترٍ مدافع عن الباطل ، ومبرِّرٍ للأفعال اللاأخلاقية ، التي تتابعت على الزهراء ( عليها السلام ) . 
ولمْ يبقَ لديهم من سلاح إلا الطعن بالطاهرة بنت المصطفى ( عليها السلام ) ، والانتقاص من شأنها ، وعدم الاعتناء بها ، والنيل من مقامها ، من أمثال قولهم : مَالَنَا والنساء ؟ وكذلك ردُّ طلبها ، وتمزيق كتابها ، وعدم الاعتناء بما تقوله ( عليها السلام ) ، ومطالبتها بالشهود   
م.ن
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |