هل تجد رواية واحدة تقول بأنّ الزهراء قد توفّيت غاضبة على أمير المؤمنين عليه السلام ؟؟؟
لا ... و لن تجد ... فتوفيت راضية عنه راضٍ عنها
فلن يضرّهما نباح البعض ليبرروا فعال الظالمين
أية علاقة طبيعية بين زوجين تحدث أنواع من المشاكل و الخلافات و العتابات المتكررة ، و هذا أمر مسلّم به عقلا ... و حتى علاقات الرسول صلى الله عليه و آله وسلم بزوجاته و هو خيرنا لأهله ، حدثت أنواع من العتاب بينه و بين زوجاته و هذا طبيعي جدا ..
فإن كان المقصد من غضب فاطمة أن من تغضب عليه هالك أو معذّب فالأولى بالهلاك زوجها لأن غضبها عليه متكرر نتاج المعاشرة الدائمة و الاحتكاك الدائم ..!!!
و من ثمّ عندما تسألين عن روايات و ضحّوا لنا عن أي روايات تتكلمين ، هل من روايات الأشخاص الذين ولدوا في القرن الثالث الهجري أم من روايات الذين ولدوا في القرن الثاني الهجري أو من روايات الذين ولدوا في القرن الأول الهجري .. لأنكم تأخذون الروايات حسب ما تشتهيه النفس مهما كان مصدره !!!!
اقتباس :
و هل أمير المؤمنين أخطأ بالزواج من أخرى ؟؟؟
لم يخطئ بحقها عليهما السلام ...
ليس خطأ .. و لكن أنتي هل ترضين أن زوجك يتزوج عليك أخرى .. إن كنتي ترضين فغيرك قد تغار و لا ترضى و تغضب من زوجها ... فإن كانت غير فاطمة رضي الله عنها لا تكترث بأن يتزوج عليها زوجها فابنة رسول الله كانت ستغضب من ذلك - و هذا حقها - فلمّا كان الأمر كذلك نبّه الرسول زوجها بأن لا يغضبها لأن ما يغضب ابنته يغضبها .... و هذه عبارة طبيعة من أي أب يرى زوج ابنته يحاول القيام بما قد يزعجها فيقول للزوج حذاري أن تغضب ابنتي فهي فلدة كبدي و ما يضرها يضرني ...!!! فالحديث متناسب تماما مع المناسبة التي أتى فيه ،، و لكن المشكلة فيمن يريد ليّ الأحاديث لتحمل معاني ما أنزل الله بها سلطان حتى وصل البعض إلى القول أن الحديث معناه العصمة !!!!!!
اقتباس :
و مع هذا نجاريكم و نقول الزواج لم يتم ... فلم تمت غاضبة على أمير المؤمنين عليهما السلام ...
على تزوج بعد موت فاطمة ... فهل هذا لا يغضبها ؟؟
اقتباس :
نعم ان استمرّ على فعله ... و بحسب الجرم ... فجرم السرقة يختلف عن غيره ... و أشدّها الظلم ...
لكن ما الذي دفع الزهراء عليها السلام للغضب ؟؟؟
أنّها ترى ابا بكر قد ظلمها في غصب فدك ... ( بغض النظر عما سترويه من حديث ابي بكر ) لكنّ الزهراء لم تصدّقه ... و من حقّي أن أتّبع ما رأته و زوجها عليهما السلام ...
غضبها طبيعي ... فالإنسان عندما لايعلم بأمر ما و كان هذا الأمر يزعجه ينتابه نوع من الغضب و الدهشة ... فمثلا عندما ترك إبراهيم عليه السلام زوجته وابنه في أرض قاحلة لا ماء فيها و ذهب إلى سبيله ، تعجبت هاجر قائلة :" آلله أمرك بهذا " .. فأخبرها إبراهيم أنه لا يفعل ذلك إيذاءا لها و لكنه أمر الله و يجب طاعته .. فحينها ردّت عليه : إن كان الله أمرك بهذا فلن يضيعنا .. فنبع ماء زمزم من تحت أقدام إسماعيل كما في القصة المعروفة ..
لكن أنا الذي أستغرب منه ، هي أنكم تكثرون الخوض في قصص من الروايات ، و لو أن أي إنسان يريد أن يعرف الحق لا بد أن يجرّد نفسه و ينظر إلى الموضوع بعقلانية .. و هذه العقلانية تلزم عليه أن يعرف معياره في تصديق الروايات و تكذيبها .. أما أن يأخذ رواية من هنا و رواية من هناك من أجل أن يثبت أمرا موجود مسبق في اعتقاده فهذا هو الزيغ عن الحق !
من حققكِ أن تتبعي ما تشاءين لكن حددي موقفا واحدا في ذلك الاتباع ، فأنتي أحيانا تكونين تابعة لعائشة رضي الله عنها كما في الرواية التي ترويها في الأسفل و بعد ذلك تسبين عائشة !!! هذا هو التناقض الذي لا نظير له !
اقتباس :
و فاطمة عليها السلام لم تستمرّ في غضبها إلا لأنها رأته ظالما لها ... و هي الصادقة
ظالم لها في ماذا ؟؟!!
الغريب أنكم تتكلمون بلغة الجزم المطلق و كأن ما تعتقدونه مذكور في القرآن !!!!
يا زميلة ... انتي عقيدتك كلها مبنية على روايات ، لو كانت هذه الروايات غير صحيحة فعلى آخرتك السلام ...!
و أريد أن أهمس إليك بهذه الكلمات إبراءً للذمّة ..
أنتي في أحد المشاركات بدأتي تتعدين على عائشة رضي الله عنها .. و أنا أتعجب يوم القيامة حين تسألك الله عن كل سبة و كل لفظة لقوله تعالى : " و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
هل ستقولين : يارب روى البخاري .. و رى الكليني .. و روى المجلسي .. و روى الطبري .. و روى القمي .. .و روى مسلم ... و روى المفيد ... و روى ابن حنبل .. وروى الطوسي ... و روى فلان !!!!!!!!
هذه الحجة لن تغني عنكِ شيئا ... لأنه ما دفعك لأن تصدق القمي و تكذبي الترمذي و تصدقي المجلسي و تكذبي مسلم و تصدقي البخاري و تكذبي المفيد ... فدافعكِ للتصديق اختيار شخصي مسبق ،، و إلا فالعقل يقول أن هؤلاء الرجال كلهم متساوون في عين المحايد ..
فالمسلم الورع الذي يخاف على نفسه ، لا يبني عقائد من روايات قابلة لأن تكون صحيحة و غير صحيحة .. فلا تجزمين بأن فلان كافر ظالم ملعون ، فتبدئين بهذه المغامرة ، و الله يقول في كتابه : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " .. و أنتي عندما تجزمين أن أبا بكر مثلا ظالم فاسق فاجر ،فتبدئي بلعنه و الأكل من لحمه .. فأنتي عصيتي الله و اتبعتي أسوء الظن ، محتجة باتباعك للكليني و المفيد دون مسلم و أحمد بن حنبل ،.. في حين أني لو أخذت أنه إنسان صالح و إن كان غير ذلك فحاسبه عند خالقه ، فأنا قد أطعت الله الذي أمرني باتباع أحسن الظن و عدم أكل لحوم المسلمين الموتى و ترك أمرهم إلى خالقهم حسيبهم ... فأنا هنا ليست أتبع الهوى بل أتبع قول الله في اتباع الظن الحسن بالناس ...في حين أنك اتبعتي الهوى الذي أدى بك إلى تصديق روايات و تكذيب آخرى رغم عدم امتلاكك العلم الكافي لكي تميزي الصادق من الكاذب هل المجلسي أم الدارمي ..؟!! و أمر آخر ، الله سبحانه حرّم علينا الغيبة و التنابز بالألقاب : " و لا تنابزوا بالألقاب " .. " و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه " .. والغيبة ذكر المسلم بالسوء في غيابه ، و سمّاه الله أنه مثل أكل الميتة .. فأراكم تكثرون أكل لحوم هؤلاء برغم نهي الله عن ذلك !!!!
بإمكانك أن تأخذي الفقه من الروايات ، فتصلي وفقا لما يرويه الطوسي و تتزكي وفقا لما يرويه الكليني ، و تصومي وفقا لما يرويه المفيد .. لكن العقائد لا يكون وفقا لما يروي فلان وعلان لا سيّما إن كان غيره روى عكس ذلك، بل تكون العقائد وفق ما يقول الله في كتابه .. فحاولي أن تنتبهي لذلك فالقضية خطيرة !!!
اقتباس :
نعم سيكون معصوما ... لو قال الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) : ما يغضب فلان يغضبني ...
سبحان الله ..!!!!
يبدو أنكم تظنون أن العصمة بهذه البساطة ،، و كأن الإنسان الذي لا يغضب فهو معصوم ، مع العلم أن المسلم مؤمور بأن لا يغضب لقوله تعالى : " و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس " ..و قول المصطفى عليه الصلاة و السلام : " لا تغضب " .. فالأصل في المسلم الحلم و قلّة الغضب ..
و بهذا المقياس سنقول أن الرسول لا يحب أحدا إلا لله ، فمن قال الرسول أنه يحبه فهو معصوم .. و بالتالي زيد بن حارثة حب الرسول معصوم ، لأن الرسول لا يحب إلا لله ، و لما قال أنه يحبه فمعناه أن زيد معصوم ..و أسامة بن زيد معصوم ،، و أي صحابي و صحابية قال الرسول أنه يحبه فهو معصوم ... لأن الرسول لا يحب إلا حقا و بالتالي محبوبه معصوم !!!