1 --> الأقوال في أصحاب آية التطهير ....
جاءت الأحاديث التي تحدد آل البيت عليهم السلام برسول الله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ( عليهم صلوات الله و سلامه ) بطرق صحيحة و متواترة منقولة عن أكثر من أربعين صحابيا و صحابية من أمهات المؤمنين ... و أمّا ما شذّ من القول و ضمّ نساء النبي ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) فقد ورد بأربع طرق :
أ- ابن عباس ب- عكرمة جـ- عروة بن الزبير د- مقاتل بن سليمان
أمّا الأول – ابن عباس رضي الله عنه : فقد وافقت روايته الأغلبية ( الأربعين صحابيا ) في أغلب كتب السنة ... و ورد عنه رواية أخرى بأنها نزلت في نساء النبي ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) بطريقين أحدهما عن طريق سعيد بن جبير ... و الأخرى عن طريق عكرمة ....
===> في هذه الحالة فإنّ العقل يحتّم ان نأخذ الرأي الموافق للأغلبية من الروايات و من الثقات ...
أمّا الثاني – عكرمة : فقد رُويَ عنه أنّه قال بأنّ آية التطهير قد نزلت في نساء النبي ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) .... و ورد هذا في بعض الكتب ممن لم تحقّق أو تهتم لحقيقة عكرمة ... لكن لنرى رأي بعض من أعلام علماء السنة في عكرمة ( سأذكر بعض الروايات للإختصار ) ...
1- قال ابن لهيعة: وكان يحدث برأي نجدة الحروري، { وهو نجدة بن عامر الحروري الحنفي من بني حنيفة، راس الفرقة النجدية، انفرد عن سائر الخوارج بآرائه } وأتاه، فأقام عنده ستة أشهر، ثم أتى ابن عباس فسلّم، فقال ابن عباس: جاء الخبيث .
2- قال يحي بن بكير: قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار وخرج إلى المغرب، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
3- سئل محمد بن سيرين عن عكرمة؟ فقال: ما يسوئني أن يكون من أهل الجنة، ولكنه كذاب ...
4- وعن ابن المسيب أنه قال لمولاه "برد": لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس ...
و لا يتسّع المجال لسرد رأي علماء السنة في عكرمة ... و بعد كل ّ هذا ينقلون و يأخذون تفسيره للآية الكريمة !!!!
لكن الطريف في الموضوع أنّه ( عكرمة ) كان يمشي في الأسواق و يرفع صوته و يقول : ليس بالذي تذهبون اليه و إنما هو نساء النبي !!!!
يمشي في الأسواق و يرفع صوته ليخالف رأي الناس وقتئذ ٍ و يخبرهم ليس الذي تذهبون اليه و انّما هو نساء النبي !!!! فيا ترى ما هو رأي الناس في ذلك الوقت الذي كان يدفع بعكرمة للصياح في الأسواق و معارضة الناس فيما يذهبون له ؟؟!!!!!
أمّا الثالث – عروة بن الزبير : فهو معروف ببغضه و عدائه الشديد لأمير المؤمنين عليه السلام ...
و هذه شهادة ابن عروة بن الزبير ( يحيى ) في والده عروة :
وروى عاصم بن أبي عامر البجلي، عن يحيى بن عروة قال: كان أبى إذا ذكر علياً نال منه، وقال لي مرة: يا بني والله ما أحجم الناس عنه إلا طلباً للدنياً، لقد بعث إليه أسامة بن زيد أن أبعث إلي بعطائي، فوالله إنك لتعلم أنك لو كنت في فم أسد لدخلت معك . فكتب إليه: إن هذا المال لمن جاهد عليه، ولكن لي مالاً بالمدينة، فأصب منه ما شئت .
قال يحيى: فكنت اعجب من وصفه إياه بما وصفه، ومن عيبه له وانحرافه عنه . ( لاحظ شرح النهج لابن أبي الحديد: 4/102، وراجع سير أعلام النبلاء: 4/ 421 - 437، ما يدل على كونه من بغاة الدنيا وطالبيها، وقد بنى قصراً في العقيق وأنشد شعراً في مدحه، وكان مقرباً لدى الأمويين خصوصاً عبد الملك .
و أمّا الرابع – مقاتل بن سليمان : وهذه ايضا بعض أقوال علماء السنة في مقاتل :
1- قال الذهبي أيضاً في " ميزان الاعتدال 4/ 172 - 175" ما هذا تلخيصه: قال النسائي: كان مقاتل يكذب .
2- عن يحيى: حديثه ليس بشيء . وقال الجوزجاني: كان دجالاً جسوراً .
3- قال ابن حبان: كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرن الذي يوافق كتبهم، وكان يشبه الرب بالمخلوق، وكان يكذب في الحديث .
4- وعن خارجة بن مصعب: لم استحل دم يهودي، ولو وجدت مقاتل بن سليمان خلوة لشققت بطنه.
5- وقال ابن أبي حاتم: حديثه يدل على أنه ليس بصدوق .
.................................................. .................................................. ................
الخلاصة :
-- > أغلب الروايات و بأكثر من أربعين طريقا قد ذكرت أنّ " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا " قد نزلت في أصحاب الكساء الخمس نبي الله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله و سلامه ...
-- > جاءت بعض الرويات مخالفة لما سبق و قالت أنها نزلت في نساء النبي ( صلى الله عليه و آله ) و هذه الروايات قد جاءت بأربع طرق فقط ... ثلاثة منها معروفين ببغضهم للامام علي عليه السلام ... و قرأت رأي الأولين فيهم ...
-- > الطريق الرابع للرواية المخالفة قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه ... و قد رُويَ عنه ايضا انها قد نزلت في الخمسة أصحاب الكساء ايضا ... و من الأشخاص الذين رووا عنه عكرمة ايضا ... بهذا يتم ترجيح كفّة الرواية المشابهة لروايات الأربعين من الصحابة و الصحابيات و أمهات المؤمنين ... و لا نأخذ بالرواية المشابهة لرواية من أبغضوا الامام ...