والمعنى
: أن الإسلام بدأ غريبا، لم يدخل في الإسلام إلا القلائل. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- هو أول المسلمين من هذه الأمة، ثم أسلم أبو بكر الصديق وأسلم بلال، وأسلمت خديجة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلي -رضي الله عنه، وعنهم جميعا-.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أول المسلمين من هذه الأمة؛ ولهذا قال تعالى:
( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
(وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ )
ثم أول من آمن به من الأحرار،أبو بكر الصديق ومن العبيد والأرقاء بلال ومن الصبيان علي بن أبي طالب ومن النساء خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - ثم أسلم صهيب وعمار بن ياسر وجماعة.
فالإسلام بدأ غريبا، ما اعتنقه إلا قلة، ثم انتشر الإسلام وكثر، وهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ثم لما فتح الله مكة على النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل الناس بعدها في دين الله أفواجا.
وفي آخر الزمان يعود غريبا كما بدأ، يخرج الناس من دين الله، ولا يبقى عليه إلا القلة القلائل.
بدأ الإسلام غريبا الغريب: هو الذي ليس معه أحد، قلة. ومنه الغريب، سُمي الغريب في البلد؛ لأنه منفرد وحده من بين أهل البلد. الناس بين أهليهم وأولادهم، وهذا منفرد غريب.
فطوبى للغرباء طوبى: اسم للجنة، أو شجرة في الجنة. هذا فيه الحث على التمسك بالسنة، التمسك بالدين في وقت غربته، وهذا حين عدم وجود من يعين عليه، يلزم الإنسانُ الحقَ، ويتمسك بالسنة.
بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء
وَعْد بالجنة والكرامة للغرباء، الذين يتمسكون بدين الإسلام، ويعضون عليه بالنواجذ، ويلزمونه، ويتمسكون بالسنة،ويبتعدون عن أهل البدع، وأهل الإشراك.