هذا الحديث هو الآخر من الأحاديث الموضوعة والمختلقة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فهو مروي في كتب العامة كالصحيحين وغيرهما بأسانيد ونصوص مختلفة ، ويحكي لنا هذا الحديث قصة نسبت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودلست عليه بأنه عاقب - في اللحظات الأخيرة من عمره - أناسا أبرياء عقابا ملؤه السخرية والهزل . والقصة اشتهرت بحديث اللدود ، وخلاصتها : أنه اشتد المرض بالرسول ( صلى الله عليه وآله ) في آواخر حياته حتى أغمي عليه وغشي ، فتشاورن زوجاته وأصحابه أن يصنعوا له دواء - وهو عجينة مرة تعطى لمن أصيب بداء ذات الجنب - فأعطوه وهو مغمى عليه ، فلما أفاق وشعر بمرارة الدواء ، حلف يمينا بأن يصب الدواء في فم كل من هو حاضر في المجلس عدا عمه العباس . فأعطوا الحاضرون حتى جاء دور زوجاته ، فكانت ميمونة ذاك اليوم صائمة فأصرت على كونها صائمة ، ولكن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لم يلتفت إلى قولها وأكد إعطاءها الدواء عملا ووفاءا باليمين . وهذه القصة أخرجها الشيخان في الصحيحين مختصرة ومجملة عن عائشة أنها ‹ صفحة 261 › قالت : لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا : أن لا تلدوني ، فقلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ؟ قلنا : كراهية المريض للدواء ، فقال : لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم ( 1 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) النجم : 4 - 5 . ‹ هامش ص 261 › ( 1 ) صحيح البخاري 6 : 17 باب كتاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى كسرى وقيصر باب مرض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ووفاته ، ج 7 : 164 كتاب الطب باب اللدود ، ج 9 : 10 كتاب الديات باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب منهم كلهم ، صحيح مسلم 4 : 1733 كتاب السلام باب ( 27 ) باب كراهة التداوي باللدود ح 85 . ( 2 ) مسند الإمام أحمد بن حنبل 6 : 118 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
6 - النبي ونسيانه بعض آيات القرآن
عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) رجلا يقرأ في المسجد فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( رحمه الله ) أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها في سورة كذا وكذا . روى هذا الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما ( 1 ) . وفي حديث آخر أخرجه الصحيحان ذكرت كلمة أنسيتها بدلا عن أسقطتها أي أذكرني تلك الآيات التي أنسيتها ( 2 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) صحيح البخاري 3 : 225 كتاب الشهادات باب شهادة الأعمى ونكاحه ، و ج 6 : 238 كتاب فضائل القرآن باب نسيان القرآن ، و ج 8 : 91 كتاب الدعوات باب قول الله وصل عليهم . ( 2 ) صحيح البخاري 6 : 239 كتاب فضائل القرآن باب نسيان القرآن ، صحيح مسلم 1 : 543 كتاب فضائل القرآن باب ( 33 ) باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت ح 225 . ( 3 ) الأعلى : 6 .
7 - النبي يبول واقفا
روى البخاري ومسلم عن حذيفة قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) سباطة قوم خلف حائط فبال قائما ( 2 ) . 2 - ورويا أيضا عن أبي وائل قال : كان أبو موسى الأشعري يشدد في البول ويقول : إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه فقال حذيفة : لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد ، فلقد رأيتني أنا ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نتماشى ، فأتى سباطة ، خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئت فقمت عقبه حتى فرغ ( 3 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) صحيح مسلم 1 : 544 كتاب فضائل القرآن باب ( 33 ) باب الأمر بتعهد القرآن . . . ح 228 . ( 2 ) مفاد ما ورد في صحيح البخاري 1 : 66 كتاب الوضوء باب البول عند صاحبه والتستر بالحائط وباب البول قائما وقاعدا وباب البول عند سباطة قوم ، و ج 3 : 177 كتاب المظالم باب الوقوف والبول عند سباطة قوم ، صحيح مسلم 1 : 228 - 230 كتاب الطهارة باب ( 22 ) باب المسح على الخفين ح 73 - 80 . ( 3 ) تقدم آنفا تحت رقم 2 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
8 - قصة سحر النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
ومن مفتريات الصحيحين على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رواية لم يروها أحد سوى عائشة بنت أبي بكر وصارت بعد ذلك ذريعة وحربة بأيدي أعداء الإسلام ( 4 ) للنيل من الإسلام ورسوله ، هي قصة سحر النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وخلاصة القصة هي : أن الساحر اليهودي لبيد بن الأعصم من بني زريق سحر النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى كان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يتخيل أنه يعمل عملا ما ، بينما هو لا يعمله ، وتارة يتصور أنه قد أتى إحدى زوجاته في حين لم يكن هكذا ، وإليك النص : عن عائشة قالت : سحر النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى أنه يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي ، دعا الله ودعاه ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : أشعرت يا عائشة إن الله قد ‹ صفحة 273 › أفتاني فيما استفتيته فيه . قلت : وما ذاك يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، ثم قال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب . قال : وما طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق . قال : في ماذا ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر . قال : فأين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان . قال : فذهب النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أناس من أصحابه إلى البئر ، فنظر إليها وعليها نخل ، ثم رجع إلى عائشة ، فقال : والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين . قلت : يا رسول الله أفأخرجته ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا ، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني ، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا ، وأمر بها فدفنت ( 1 ) . رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة ، وأخرج البخاري حديثا آخر في الموضوع نفسه عن عائشة أنها قالت : سحر الرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى كان يرى يأتي النساء ولا يأتيهن . قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان ( 2 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) سنن الترمذي 1 : 17 كتاب الطهارة باب ( 8 ) باب ما جاء في النهي عن البول قائما ح 12 ، سنن ابن ماجة 1 : 112 كتاب الطهارة باب ( 14 ) باب في البول قاعدا ح 307 ، سنن النسائي 1 : 26 كتاب الطهارة باب البول في البيت جالسا . ( 2 ) سنن الترمذي 1 : 17 كتاب الطهارة ذيل حديث 12 . ( 3 ) فتح الباري 1 : 261 . ( 4 ) للمؤلف كتاب آخر باسم الإسلام . . . . يرد فيه على شبهات أعداء الدين . ‹ هامش ص 273 › ( 1 ) صحيح البخاري 4 : 148 كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده ، و ج 7 : 177 كتاب الطب باب هل يستخرج السحر وص 176 و 178 باب السحر ، و ج 8 : 22 كتاب الأدب باب قول الله تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل ) . . . . وص 103 كتاب الدعوات باب تكرير الدعاء ، صحيح مسلم 7 : 1719 كتاب السلام باب ( 17 ) باب السحر ح 43 . ( 2 ) صحيح البخاري 7 : 177 كتاب الطب باب هل يستخرج السحر .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
روى البخاري ومسلم أحاديثا تتضمن أن الجواري كن يطربن ويعزفن في بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وهو جالس يستمع إليهن ، فدخل أبو بكر فتأذى من هذا المشهد فزجرهن . فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : دعهن يا أبا بكر فإن اليوم يوم عيد وسرور . وكذلك يرويان بأن عائشة كانت تلعب بالدمية ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حاضر في البيت ، وكانت بعض صديقاتها يأتينها ويلعبن معها ، فما أن يدخل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في بعض الأحيان داره ، حتى يقمن ويتسترن حياء منه ، ولكن الرسول يدعوهن ويرغبهن بمواصلة اللعب ، وأحيانا كان يرسل واحدة تلو أخرى للعب مع عائشة . وهاك - أيها العزيز - النصوص المشيرة التي أخرجها مؤلفا الصحيحين :
ابو بكر يستنكر الغناء والرسول يامر به !!!
1 - عن عائشة : أن أبا بكر دخل عليها والنبي ( صلى الله عليه وآله ) عندها يوم فطر أو أضحى ، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث . فقال أبو بكر : مزمار الشيطان - مرتين - ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : دعهما يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيدا ، وإن عيدنا هذا اليوم ( 1 ) . بيان : وردت في الحديث كلمة القينة أي الأمة غنت أولم تغن كما صرح بذلك ابن الأثير ( 2 ) . وكذا وردت لفظة تقاذقت الأنصار أي كن يقرأن تلك الأشعار التي كان الأنصار قبل الهجرة يتقاذفونها ويسبون بها بعضهم بعضا .
2 - وأيضا رويت هذه الرواية بلفظ آخر عن عائشة أنها قالت : دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث . قالت : وليستا بمغنيتين . فقال أبو بكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وذلك في يوم عيد . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ( 3 ) .
3 - وقالت أيضا : إن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى ، تدففان وتضربان ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) متغش بثوبه ، فانتهرهما أبو بكر ، فكشف النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن وجهه فقال : دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ، وتلك الأيام أيام منى ( 4 ) . ورواها عنها عروة بلفظ آخر فقال : ‹ صفحة 277 › 4 - عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! فأقبل عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : دعهما ، فلما غفل ، غمزتهما فخرجتا ( 1 ) .
4 - وقالت أيضا : كنت ألعب بالبنات عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكان لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا دخل يتقمعن منه ، فيسربهن إلي فيلعبن معي ( 2 ) . وروى البخاري هذا الحديث في موضعين من كتابه الأدب المفرد ( 3 ) . نكتة توضيحية : روى البغوي حديثا آخر في كتابه المصابيح ( 4 ) : عن عائشة أنها قالت : رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من غزوة تبوك أو حنين ومعها بنات لعب . ولا يخفى إن كلتا الغزوتين تبوك وحنين وقعتا بعد فتح مكة وفي الأيام الأخيرة من حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . ولو سلمنا صحة الحديث لكان عمر عائشة آنذاك خمسة عشر سنة إلى عشرين .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) راجع ص 210 هامش 1 . ( 2 ) راجع ص 211 هامش 3 و 4 . ‹ هامش ص 276 › ( 1 ) صحيح البخاري 5 : 86 كتاب الفضائل فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) باب مقدم النبي وأصحابه المدينة ، مسند أحمد بن حنبل 6 : 99 . ( 2 ) النهاية 4 : 135 مادة قين . ( 3 ) صحيح البخاري 2 : 21 كتاب العيدين باب سنة العيدين لأهل الإسلام ، صحيح مسلم 2 : 607 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد ح 16 . ( 4 ) صحيح البخاري 4 : 225 كتاب المناقب باب قصة الحبش وقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا بني أرفده ، و ج 2 : 29 كتاب العيدين باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين ، صحيح مسلم 2 : 608 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب . . . ح 17 . ‹ هامش ص 277 › ( 1 ) صحيح البخاري 2 : 20 كتاب العيدين باب الحراب والدرق يوم العيد ، و ج 4 : 47 كتاب الجهاد باب الدرق ، صحيح مسلم 2 : 609 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب . . . ح 19 . ( 2 ) صحيح البخاري 8 : 37 كتاب الأدب باب الانبساط إلى الناس ، صحيح مسلم 4 : 1890 كتاب فضائل الصحابة باب ( 13 ) باب في فضل عائشة ح 81 ، مصابيح السنة 2 : 443 كتاب النكاح باب ( 10 ) باب عشرة النساء . . . ح 2420 . ( 3 ) الأدب المفرد للبخاري : 13 باب ( 172 ) باب مسح رأس الصبي ح 370 وص 427 باب ( 627 ) باب لعب الصبيان بالجوز ح 1304 . ( 4 ) مصابيح السنة للبغوي 2 : 452 كتاب النكاح باب ( 10 ) باب عشرة النساء ، ح 2442 .
10- النبي ( صلى الله عليه وآله ) يدعو عائشة لمشاهدة الرقص
أخرج الصحيحان أن بعض مهاجري الحبشة كانوا يلعبون في فناء مسجد الرسول ، فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) زوجته عائشة لتشهد الأحباش ، وتارة كانت عائشة هي التي تسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليسمح لها بذلك . والرسول ( صلى الله عليه وآله ) تارة يجعل رداءه حائلا بينها وبين من كان في المسجد من الرجال ، وتارة أخرى كان يقف هو أمامها وكانت عائشة ترتقي كتف الرسول وتنظر مشهد الأحباش الذين كانوا يرقصون . ولكن الخليفة عمر بن الخطاب لم يكن يرض بلعب الأحباش ، ورقصهم حتى ورد أنه رآهم فأهوى إلى الحصى في فناء المسجد ليرميهم بها ويصدهم عن لعبهم ، فمنعه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وقال لهم : أمنا بني أرفدة ، فشجعهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ورغبهم إلى ما كانوا يفعلون . وإليك بعض النصوص التي رويت في الصحيحين :
1 - إن عائشة قالت : لقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون في المسجد ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف . فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو ( 1 ) .
2 - وقالت عائشة : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة : وهم يلعبون في المسجد ، فزجرهم عمر . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : دعهم ، أمنا بني أرفدة يعني من الأمن ، وأنا جارية ، فاقدروا الجارية العربة الحديثة السن ) ( 2 ) . والجملة الأخيرة في الرواية ( وأنا جارية فاقدروا الجارية العربة الحديثة السن ) أوردها مسلم ( 3 ) . وفي حديث آخر أخرجه البخاري وردت جملة : فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو ( 1 ) .
3 - وعن عروة عن عائشة قالت : وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإما قال ( صلى الله عليه وآله ) : تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه ، خدي على خده ، وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة ، حتى مللت ، قال : حسبك ؟ قلت : نعم ، فقال : فاذهبي ( 2 ) .
4 - وعنها أيضا قالت : جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد ، فدعاني النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فوضعت رأسي على منكبه ، فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم ( 3 ) . بيان وتوضيح : قال النووي في شرحه على صحيح مسلم : يزفنون : من الزفن يعني الرقص ( 4 ) . وقال ابن من يأبى في كتابه فتح المنعم : دونكم أي الزموا لعبكم ، وأرفدة هم أجداد الحبش ( 5 ) . قال القسطلاني : إن ذلك - رقص الأحباش وضربهم الدف - بعد قدوم وفد الحبشة وإن قدومهم كان سنة سبع ولعائشة يومئذ ست عشرة سنة ( 6 ) . أقول : في مقولة عائشة التي قالت : ( فأقامني وراءه وخدي على خده لكي لعب الأحباش ) سؤال وهو : هل كانت عائشة أطول من النبي حتى وضعت خدها على خده ، أم أنها وضعت شيئا تحت قدميها ، أم كانت تصعد منكب النبي ( صلى الله عليه وآله حتى تضع الخد على الخد ؟ ولما كانت عائشة قد سكتت من بيان ذلك ونحن كذلك لم نكن حاضري الواقعة ولذلك فإننا نعتذر عن الجواب الصريح .
5 - وكذلك قالت عائشة : للعابين ، وددت أني أراهم . قالت : فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقمت على الباب أنظر بين أذنيه وعاتقه ، وهم يلعبون في المسجد ( 1 ) . .
6 - وعن أبي هريرة قال : بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله بحرابهم ، إذ دخل عمر بن الخطاب . فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها . فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : دعهم يا عمر ( 2 ) .
11 - اشتراك النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الحفلات النسائية ::
يظهر من أحاديث أخرى وردت في الصحيحين متظافرة بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كان يشترك في الأعراس والحفلات النسائية ، ويستمع إلى أغاني الفتيات اللاتي كن يمتعن المستمعين الحاضرين بصوتهن العذب . وتارة كان يشترك في الأعراس التي تقوم العروس بخدمة الرجال واستقبالهم وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحظى بخدمة العروس له . وإليك النصوص في ذلك :
1 - خالد بن ذكوان قال : قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء ، جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فدخل حين بنى على ، فجلس على فراشي كمجلسك مني ، فجعلت جويريات لنا يضربن ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر . إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين . . . . ( 1 ) أخرجه البخاري في موضعين من صحيحه ونقله المؤرخون وأصحاب التراجم عن البخاري في ترجمة الربيع بنت معوذ بن عفراء ( 2
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) صحيح البخاري 2 : 20 كتاب العيدين باب الحراب والدرق يوم العيد ، و ج 4 : 47 كتاب الجهاد باب الدرق ، صحيح مسلم 2 : 609 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب . . . ح 19 . ( 2 ) صحيح البخاري 8 : 37 كتاب الأدب باب الانبساط إلى الناس ، صحيح مسلم 4 : 1890 كتاب فضائل الصحابة باب ( 13 ) باب في فضل عائشة ح 81 ، مصابيح السنة 2 : 443 كتاب النكاح باب ( 10 ) باب عشرة النساء . . . ح 2420 . ( 3 ) الأدب المفرد للبخاري : 13 باب ( 172 ) باب مسح رأس الصبي ح 370 وص 427 باب ( 627 ) باب لعب الصبيان بالجوز ح 1304 . ( 4 ) مصابيح السنة للبغوي 2 : 452 كتاب النكاح باب ( 10 ) باب عشرة النساء ، ح 2442 . ‹ هامش ص 278 › ( 1 ) صحيح البخاري 1 : 123 كتاب الصلاة باب أصحاب الحراب في المسجد ، و ج 7 : 48 كتاب النكاح باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة ، صحيح مسلم 2 : 609 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه . . . . ح 18 . ( 2 ) صحيح البخاري 2 : 29 كتاب العيدين باب إذا فاته العيدين يصلي ركعتين ، و ج 4 : 225 كتاب المناقب باب قصة الحبش ، صحيح مسلم 2 : 608 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد ح 17 . ( 3 ) انظر صحيح مسلم في الهامش السابق . ‹ هامش ص 279 › ( 1 ) راجع ص 278 هامش 2 . ( 2 ) صحيح البخاري 2 : 20 كتاب العيدين باب الحراب والدرق يوم العيد ، و ج 4 : 47 كتاب الجهاد باب الدرق ، صحيح مسلم 2 : 609 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب . . . ح 19 . ( 3 ) صحيح مسلم 2 : 609 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب . . . ح 20 . ( 4 ) شرح صحيح مسلم للنووي 6 : 186 . ( 5 ) زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم لابن من يأبى 1 : 197 ح 447 . ( 6 ) إرشاد الساري 8 : 118 . ‹ هامش ص 280 › ( 1 ) صحيح مسلم 2 : 610 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب . . . ح 21 . ( 2 ) صحيح البخاري 4 : 46 كتاب الجهاد والسير باب اللهو بالحراب ، صحيح مسلم 2 : 610 كتاب صلاة العيدين باب ( 4 ) باب الرخصة في اللعب . . . ح 22 . ‹ هامش ص 281 › ( 1 ) صحيح البخاري 5 : 105 كتاب الفضائل باب في ذيل باب شهود الملائكة بدرا ، و ج 7 : 20 كتاب النكاح باب ضرب الدف في النكاح والوليمة . ( 2 ) الطبقات الكبرى 8 : 447 قسم ذكر نساء بني مالك بن النجار ترجمة الربيع بنت معوذ الإستيعاب 4 : 1837 ترجمة الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية رقم 3336 . ( 3 ) فتح الباري 9 : 166 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
12 - شغف النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالغناء .
ومجموعة من تلك الأحاديث الموضوعة ، تحدثنا بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كان مولعا بالغناء واستعمال آلات الغناء في حفلات العرس إلى حد الشغف ، وإذا اشترك في حفلة ولم يكن فيها من الغناء شئ ، فكان يتدخل في الموضوع ويؤكد عليهم الغناء والتغني في الأعراس . ويظهر من الروايات أنه كان يرحب بالجواري والنساء المغنيات اللاتي كن مقبلات من عرس ، ويقوم لهن واقفا ويقول : قسما بالله أنتن من أحب الناس إلى . ولنقرأ معا هذه النصوص :
عن عائشة قالت : أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار . فقال نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا عائشة ما كان معكم لهو ، فإن الأنصار يعجبهم اللهو ( 2 ) . أخرجه البخاري .
وأما ابن ماجة أخرج حديثا آخر بإسناده عن ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار . فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم . قال : أرسلتم معها من يغني ؟ قالت : لا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الأنصار قوم فيهم غزل ، فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم ( 3 ) .
وعن أنس بن مالك قال : أبصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) نساءا وصبيانا مقبلين من عرس فقام ممتنا فقال : اللهم أنتم من أحب الناس إلي ( 1 ) .
وأخرج ابن ماجة حديثا قريبا إلى الحديث المذكور رواه عن أنس بن مالك أنه قال : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن : نحن جوار من بني النجار * يا حبذا محمد من جار فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : الله يعلم أني لأحبكن ( 2 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) صحيح البخاري 7 : 33 كتاب النكاح باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس . ( 2 ) صحيح البخاري 7 : 38 كتاب النكاح باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها . ( 3 ) سنن ابن ماجة 1 : 612 كتاب النكاح باب ( 21 ) باب الغناء والدف ح 1900 . ‹ هامش ص 284 › ( 1 ) صحيح البخاري 5 : 40 كتاب فضائل أصحاب النبي باب قول النبي للأنصار أنتم أحب الناس إلي ، و ج 7 : 32 ، كتاب النكاح باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس ، صحيح مسلم 4 : 1948 كتاب فضائل الصحابة باب ( 43 ) باب من فضائل الأنصار ح 174 . ( 2 ) سنن ابن ماجة 1 : 612 كتاب النكاح باب ( 21 ) باب الغناء والدف ح 1899 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ارجو من الاخوة السنة ان ينظروا بما صححوه من احاديث تكون جريمة الكاريكتير امامها نسمة هواء
واقول لهم هل يرضون لانفسهم هذه المناقب !!!!!
التي ذكرتها كتبكم المقدسه