السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظاهر أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يريد ذم جنس المرأة بهذه المقولة:
(اَلْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اَللَّبْسِةِ)
بل لكل مقام مقال، فكتاب نهج البلاغة عبارة عن خطب ورسائل قالها أو كتبها في مناسبات عديدة ، ولا ندري المناسبة التي قيل فيها هذا الكلام، فالألف واللام في لفظ (الْمَرْأَةُ) لا يُرَادُ بها تعريف الجنس بل هي لتعريف العهد، وبعبارة أخرى أنَّه وصف امرأة معينة يعرفها الناس الَّذين تحدَّث معهم الإمام (عليه السلام) بصفة العقرب أي: استعار لها لفظ العقرب، فالإمام (عليه السلام)، لا يريد إهانة جنس المرأة ، ولذا تراه يوصي في بعض حروبه بالنساء خيراً فيخاطب الجنود قائلاً: (وَ لاَ تَهِيجُوا اَلنِّسَاءَ بِأَذًى وَ إِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ وَ سَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ فَإِنَّهُنَّ ضَعِيفَاتُ اَلْقُوَى وَ اَلْأَنْفُسِ وَ اَلْعُقُولِ إِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَ إِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ وَ إِنْ كَانَ اَلرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ اَلْمَرْأَةَ فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ بِالْفَهْرِ أَوِ اَلْهِرَاوَةِ فَيُعَيَّرُ بِهَا وَ عَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ).