لا يخفى على القارىء أن العنوان فيه مسامحة اذ أنه لا يمكن الفصل بين التاريخ وعلم الحديث فكلاهما عند أهل الخلاف يعاملان بنفس الطريقة وبنفس القواعد...
قصدي من هذا الباب هو اطلالة على كتب البخاري من غير الصحيح وهي كتب التاريخ التي ترجم فيها أسماء الرجال الذين هم رواة الأحاديث بالأساس..
اذا أردنا أن نعرف القيمة العلمية لهذه الكتب فما علينا الا مراجعة كتاب:
(بيان خطأ البخاري في تاريخه) لابن أبي حاتم الرازي
طبعا عنوانه لا يحتاج الى أي تفصيل أو بيان بل هو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار:
çكتاب التاريخ مليء بالأخطاء والأوهام
قد يقول البعض أنه لا يوجد أي كتاب يخلو من أخطاء أو أوهام فلا داعي للتحامل على البخاري بهذه الطريقة..
والجواب أن الخطأ هو طبيعي جدا ولكل جواد كبوة لكن كثرة الخطأ هي التي تميز بين العالم وغيره فمن كثر خطؤه لا يمكن أن يجعل في مصاف العلماء وينصب اماما على الناس..
ولو نظرنا لفهرس هذا الكتاب لعلمنا أنه أحصى قرابة 800 خطأ للبخاري في كتاب التاريخ !!
وهذا الرقم ليس بسيطا خصوصا اذا كان الشخص الذي يثبت هذه الأخطاء ليس انسانا عاديا أو جاهلا بل أنه أبو زرعة الرازي و أبو حاتك الرازي وهما من فرسان هذا الميدان!
وكل هذه الأخطاء انما هي في أسماء الرواة وتراجمهم بل جل من أخرج له في الصحيح قد ترجم له في هذا الكتاب
وعليه فمن كان بهذه المرتبة العلمية كيف يقال ان كتابه أفضل الكتب وأصحها؟
وكيف يقال أنه امام الدنيا؟