إن مصطلح التقية، هو مصطلح اسلامي قد نطق به الوحي لفظاً ومعنى، مقترناً بحادثة مُفسرة. قال تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومَن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) آل عمران/ 28.
عند تفسير الشيخ الطوسي لهذه الآية قال: (روى الحسن أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين من أصحاب رسول الله (ص) فقال لأحدهما: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، قال: أفتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، ثم دعا بالآخر فقال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، فقال له: أفتشهد أني رسول الله؟ قال: إني أصم ـ قالها ثلاثاً. كل ذلك تقية ـ فتقوّلَ ذلك، فضرب عنقه فبلغ ذلك فقال: أما هذا المقتول فمضى على صدقه وتقيته، وأخذ بفضله فهنيئاً له، وأما الآخر فقبل رخصة الله، فلا تبعة عليه).
ثم علّق الشيخ الطوسي على هذه الرواية قائلاً: (فعلى هذا، التقية رخصة، والإفصاح بالحق فضيلة. وظاهر أخبارنا يدل على أنها واجبة، وخلافها خطأ).