| 
| عضو  فضي 
 |  | 
رقم العضوية : 31113
 |  | 
الإنتساب : Feb 2009
 |  | 
المشاركات : 1,792
 |  | 
بمعدل : 0.29 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | كاتب الموضوع : 
السید الامینی
المنتدى : 
المنتدى العقائدي 
			 بتاريخ : 04-03-2009 الساعة : 11:24 PM 
 
 إن الشيعة ليس لها عداء شخصي وخصومة مع الصحابة , بل وبعبارة واضحة لا تعتقد ولا تلتزم بما سموه الآخرين بـ (( عدالة الصحابة )) , أي لم تر أصلاً موضوعياً ـ من الكتاب والسنة والعقل والاجماع ـ في المقام يطهر الصحابة بأجمعهم عن الخطأ والزلل ,
 
 
 وهذا لم يكن اتهاماً منا لهم , بل هو نتيجة متابعة الدليل والعقل .
 
 وأما الرسول الأكرم (ص) فهو وإن كان يستطيع أن يصلح المنحرف منهم بالقدرة الالهية والمعجزة ,
 
 ولكن ليس هذا دأب الرسل، ولم تكن وظيفته تفرض عليه أن يعالج كافة الانحرافات بالقهر والغلبة : (( إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر ))[الغاشية:22],
 
 وإلا , فأين دور الامتحان والاختبار ؟!
 
 وهكذا كان معاملة الامام علي (ع) معهم , فكان يداريهم ما لم يقفوا في وجه الحكومة , ثم عندما أقدموا على محاربة الامام (ع) تصدى لهم .
 وأما أن رسالة الاسلام والقرآن قد وصلت الينا بواسطة المنحرفين من الصحابة , فهذا بهتان عظيم ,
 
 بل إن المعارف والأحكام كانت لها حملة لا تأخذهم في الله لومة لائم وهم أهل البيت (ع) والخط الموالي لهم في مختلف العصور والفترات دون انقطاع , وحاش للاسلام أن يحتاج لبعض المنحرفين والمنافقين والظلمة ـ وإن تلبسوا بزيّ الصحابة ـ في نقل ثقافته وفكره إلى الاجيال .
 
 وهنا نشير إلى نكتة مهمة في مقام النقض , وهي : أن الكثير من الأنبياء والرسل السابقين على نبينا محمد (ص) ,  قتلوا وشرّدوا , فهل يصح لنا أن نعترض ونقول : ألم يستطيعوا أن يصلحوا أمتهم ؟!
 
 القضية ليست قضية استطاعة وعدمها , وإنما اختيار وامتحان , فالانبياء والرسل بعثوا ليوضحوا للناس البينات , (( ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل ... )) [البقرة : 92] ,
 
 (( ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون )) [البقرة : 99] ,
 
 وذلك : (( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة )) [الأنفال : 42] .
 
 وثمة مسألة أخرى , وهي : أن النبي نوّه إلى مسألة ما سيحدث بعده من الاختلاف بين الصحابة , وأن بعضهم سيضرب رقاب بعض , وأنهم سيرجعون بعده مرتدين :
 
 قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( انكم تحشرون إلى الله تعالى , ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال , فأقول : يا رب أصحابي , فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك , لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم , فأقول كما قال العبد الصالح : (( كنتف عليهم شهيداً ما دمتف فيهم فلما توفيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم ... )) المائدة : 117 .
 
 وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ورآني , حتى إذا رفعوا إلىّ , رأيتهم اختلجوا دوني , فلأقولن : يا رب أصحابي أصحابي , فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) .
 
 وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( بينما أنا قائم , إذا زمرة , حتى إذا عرفتهم , خرج رجل من بيني وبينهم , فقال : هلمّ , فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله , قلت ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري , ثم إذا زمرة ... فلا أراهم يخلص منهم الا مثل همل النعم , فأقول : أصحابي أصحابي , فقيل : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك , فأقول : بعداً بعداً ـ أو : سحقاً سحقاً ـ لمن بدّل بعدي )
 
 . (راجع : صحيح البخاري 6/69 و 8/148 و151 و 9/58 , صحيح مسلم 4/180 , مسند أحمد 1/389 و 2/35 و 6/33 والموطأ 2/462 والمستدرك 4/74 ـ 75) .
 
 
 |