السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في الموضوع السابق طرحت سؤالا : من هو الأفضل رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أم أبا بكر ؟؟؟
و تساءلت كيف يترك الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) أمّته دون وصاية و دون خليفة ... بينما كان ابو بكر حريصا على هذه الأمة ... فلم يستطع تركها بلا وصيّ يُوصي به على الأمة ... ليطمئنّ أنّه لم يترك امّة الاسلام للطامعين ..... فهو بهذا يحرص على الأمة الاسلامية أكثر مما يحرص عيها نبيها الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ...
و بالرغم من أنّ الاجابات لم تكن في صُلب الموضوع ... إلّا انّ الجواب ( و إن كان دون حجّة ) أنّ الأفضل هو الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ...
نعم نبيّنا الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) هو الأفضل ... فلا نحيد عن سنته ... شعارات نسمعها كثيرا ...
ففلان منبوذ ( أو مُلام ) لتركه سنة نبيه في استخدام السواك !!!!
و آخر مُلام لتركه سنة نبيه في حلق الشارب !!!!
و آخر منبوذ لتركه سنة نبيه في اطلاق اللحية !!!!
و آخر مُلام لتركه سنة نبيه في عدم الصلاة جماعة في المسجد !!!!
و آخر يُقال له كيف تركت سنّة الرسول و لا تتسحّر !!!!
و .... و .... و .... !!!!!!!!!!
لكن ما ذكرته سابقا انّما هو من الأمور التي تتعلق بالشخص نفسه ... و كلّما اتّسعت الدائرة التي ستُطبّق عليها السنّة كان الأمر أكثر خطورة و أكثر أهمية ... فهل يُلام الفرد على أمر تركه بينه و بين ربّه يخصّه وحده دون سِواه ... و لا تُلام الأمّة على أمر جاء بشأنها جميعها !!!!! و أي أمر ؟؟؟!!!!!!
لا أستهين أبدا بالسنّة النبوية الشريفة ... بل بالعكس أُنادي بها و أحاول السير على ما تيسّر لي من خطى الحبيب المصطفى ... لكن أحاول النظر و المقارنة ... فأيّهما أهم أمر السُّنة للفرد .. أم أمر السنة المتعلّق بالأمة الإسلامية جمعاء !!!!!!!!!
يتبادر لذهني أسئلة بهذا الخصوص تندرج في قسمين ... و طبعا مع فرض أنّ الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) لم يوصي ....
* إن كان الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) لم يوصي كما يزعم البعض ... و ترك الأمر شورى >>> إذا الحكم في الخلافة هو الشورى ..
فبأي حق يغيّر ابو بكر هذا ؟؟؟ كيف يغيّر السنة الشريفة و يُوصي ؟؟؟!!!! كيف غيّر السنة المتعلقة بالأمة جمعاء ؟؟؟!!!!!!
ثمّ كيف قبل الناس هذا التغيير ؟؟؟ هل ابو بكر مصدر تشريع ؟؟؟ هل ابو بكر يُوحى اليه ؟؟؟
الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ترك أمّته بلا وصاية >>> هو الأدرى بما يناسب أمّته ... فإن كان قد صنع هذا فعلا فهذا الأفضل ... فبأي حق يأتي ابو بكر و يغيّر هذه السنة ؟؟؟ هل يرى هو لنفسه الحق بتغيير السنة ؟؟؟ ثمّ هذا أمر لا يتعلّق به شخصيا ... إنّما هذا يتعلّق بالأمّة الإسلامية جميعها ...
فبأي حق يا أبا بكر اقترفت ما اقترفت ؟؟؟!!!!!
** الآن لدينا تشريعان أو حكمان أو بالأحرى سنّتان في أمر الخلافة ...
1- سنّة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) و هي أنّ الخلافة بالشورى ...
2- سنّة ابي بكر و هي أنّ الخلافة إنّما تكون بالنّص ...
ما هي السنّة التي اتّبعها و فضّلها المسلمون في أمر خلافتهم ... الشورى أم النص ؟؟؟؟
سنّة محمد ( صلى الله عليه و آله ) ... أم سنّة ابي بكر ؟؟؟
متى طبّقت سنّة رسولنا الكريم ( صلى الله عليه و آله ) في أعظم أمر يخصّ المسلمين ... لأمورهم الداخلية و أمورهم الخارجية ... لدينهم و دنياهم >>> الخلافة ؟؟؟
متى طُبّق مبدأ الشورى على مرّ خلافة المسلمين ... من بداية الخلافة بعد النبيّ الأكرم ... و حتى نهاية الخلافة العثمانية ؟؟؟!!!!!
لا أذكر اني قد قرأت هذا النظام قد طُبّق إلا مرتين ...
الأولى في خلافة الأوّل ...
و الثانية في مهزلة من أكبر المهازل الهوليودية للبطل الثاني ... و التي تمخّضت عنها خلافة الثالث ...
ثمّ و بعد هذا ماذا جرى ؟؟؟ أين الشورى في خلافة الاسلام ؟؟؟!!!!!
لماذا ترك المسلمون سنّة نبيهم في الخلافة ؟؟؟
هل كانت أمرا خاطئا من الرسول الأكرم في أعظم أمر للمسلمين من بعده ؟؟؟!!!! هل كانت لا توافق حاجات المجتمع الاسلامي ؟؟؟!!!! هل كانت تضعف المسلمين أمام أعداء الاسلام ؟؟؟!!!!!
ألم يضع الاسلام القوانين ليُناسب المسلمين على مرّ العصور ؟؟؟ فهل عجِز الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) عن وضع تشريع في أهم أمر للمسلمين و الذي يبدأ بعده مُباشرة ؟؟؟؟
لماذا ترك المسلمون سنّة نبيهم في امر الخلافة ؟؟؟!!!!!
هل فضّلوا سنّة ابي بكر على سنّة نبيهم ( عليه و على آله أشرف الصلاة و السلام ) ؟؟؟!!!!!
هل كان ابو بكر أكثر حكمة و أكثر حرصا و أكثر قُدرة على قراءة حاجات المسلمين حتى وضع ما يناسبهم ... و هو النص في الخلافة ؟؟؟؟!!!!!!!!
يحقّ لي أن أسأل و أكرر هذا السؤال ... لماذا ترك المسلمون سنّة نبيهم ( صلى الله عليه و آله ) في أمر جلل كهذا ؟؟؟
لم تتم مخالفة السنّة مرة أو مرتين ... بل هي لم تُطبّق إلّا مرتين ؟؟؟
ألا يدعو هذا للسؤال و التعجّب !!!!!
و السلام على من اتبع الهدى