اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
جعلنا الله واياكم ممن ينالون شفاعة الزهراء
وجزاك الله خيرا وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك
ان شاء الله
مع تحياتى وشكري لك لهذا المجهود المبذول.
• روى ابن المغازلي الشافعي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: قالت فاطمة عليها السّلام: لمّا نزلت على النبيّ صلّى الله عليه وآله « لا تجعلوا دعاءَ الرسولِ بينكم كدعاءِ بعضِكم بعضاً »(60) فتهيّبتُ النبيّ صلّى الله عليه وآله أن أقول له « يا أبه »، فجعلتُ أقول له « يا رسول الله »، فأقبل علَيّ فقال لي: يا بُنيّة، لم تنزل فيكِ ولا في أهلكِ من قبل، أنتِ منّي وأنا منكِ، وإنّما نزلت في أهل الجفاء والبَذخ والكِبْر، قولي: « يا أبه »، فإنّها أحيى للقلب وأرضى للربّ(61).
المسارعة إلى رضى رسول الله صلّى الله عليه وآله
• روى الشيخ الصدوق عن الإمام زين العابدين عليه السّلام، قال: حدثتني أسماء بنت عُمَيس، قالت: كنتُ عند فاطمة عليها السّلام إذ دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وفي عُنقها قلادة من ذهب كان اشتراها لها عليّ بن أبي طالب عليها السّلام من فيء ( له )، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا فاطمة، لا يقول الناس إن فاطمة بنت محمّد تلبس لباس الجبابرة. فقَطَعَتْها وباعتها واشترت بها رقبةً فأعتَقَتْها، فسُرّ بذلك رسولُ الله صلّى الله عليه وآله(62).
طاعتها لوصايا الرسول صلّى الله عليه وآله
• روى الراوندي في ( الخرائج ) عن سلمان، قال: كانت فاطمة عليهما السّلام جالسة قدّامها رَحى تطحن بها الشعير، وعلى عامود الرحى دمٌ سائل، والحسين في ناحية الدار يتضوّر من الجوع، فقلتُ: يا بنت رسول الله، دَبرتْ كفّاك، وهذه « فضّة » ( الخادمة )، فقالت: أوصاني رسول الله صلّى الله عليه وآله أن تكون الخدمة لها يوماً، فكان أمس يوم خدمتها(63).
• وروى العيّاشي في تفسيره عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: إنّ فاطمة عليها السّلام ضمنتْ لعليّ عليه السّلام عمل البيت والعجين والخبز وقَمّ البيت، وضمن لها عليّ عليه السّلام ما كان خلف الباب: من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام، فقال لها يوماً: يا فاطمة، هل عندكِ شيء ؟ قالت: لا والذي عظّم حقّكَ، ما كان عندنا شيء منذ ثلاثة أيّام نقريك به. قال: أفلا أخبرتِني ؟ قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله نهاني أن أسألك شيئاً، فقال صلّى الله عليه وآله: لا تسألي ابن عمّكِ شيئاً، إن جاءكِ بشيء عفواً، وإلاّ فلا تسأليه(64).
• وروى المجلسي حديثاً مفصّلاً جاء فيه أنّ أحد أعراب بني سُلَيم أسلم بعد أن أراه النبيّ صلّى الله عليه وآله معجزة منه، ثمّ انّ الأعرابي ذكر للنبيّ صلّى الله عليه وآله فاقته وحاجته، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: من يزوّد الأعرابي وأضمن له على الله عزّوجلّ زاد التقوى ؟ فوثب سلمان حتّى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله صلّى الله عليه وآله، فلم يجد عندهنّ شيئاً، فلمّا أن ولّى راجعاً نظر إلى حجرة فاطمة عليها السّلام، فقال: إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله. ثمّ قرع الباب وذكر لها قصّة الأعرابي مع النبيّ صلّى الله عليه وآله، فقالت له: يا سلمان، والذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله بالحق نبيّاً، إنّ لنا ثلاثاً ما طَعِمنا، وإنّ الحسن والحسين قد اضطربا علَيّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان، ولكنْ لا أردّ الخير إذا نزل الخير ببابي.
يا سلمان، خُذ دِرْعي ( أي: قميصي ) هذا ثمّ امضِ به إلى شمعون اليهوديّ وقُل له: تقول لك فاطمة بنت محمد: أقرِضْني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أردّه عليك إن شاء الله تعالى.
قال: فأخذ سلمان الدرع ثمّ أتى به إلى شمعون اليهوديّ فقال له: يا شمعون، هذا درع فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله تقول لك: أقرِضْني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أردّه عليك إن شاء الله.
قال: فأخذ شمعون الدرع، ثمّ جعل يقلّبه في كفّه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول: يا سلمان، هذا هو الزهد في الدنيا، هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة، أنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله. فأسلم وحَسُن إسلامُه.
ثمّ دفع إلى سلمان صاعاً من تمر وصاعاً من شعير، فأتى به سلمان إلى فاطمة، فطحنته بيدها، واختبزته خبزاً، ثمّ أتت به إلى سلمان فقالت له: خُذه وامضِ به إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله.
قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة، خُذي منه قُرصاً تُعلّلين به الحسن والحسين. فقالت: يا سلمان، هذا شيء أمضَيناه لله عزّوجل، لسنا نأخذ منه شيئاً(65).
• وروى الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال:
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا أراد السفر سلّم على مَن أراد التسليم عليه من أهله، ثمّ يكون آخر من يسلّم عليه فاطمة عليها السّلام، فيكون وجهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها. فسافر مرّة وقد أصاب عليّ عليه السّلام شيئاً من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة عليها السّلام، فخرجت وأخَذَت سوارَين من فضّة، وعلّقت على بابها سِتراً، فلمّا قَدِم رسولُ الله صلّى الله عليه وآله دخل المسجد فتوجّه إلى بيت فاطمة كما كان يصنع، فقامت فَرِحةً إلى أبيها صَبابةً وشوقاً إليه، فنظر فإذا في يدها سواران من فضّة، وإذا على بابها ستراً، فقعد رسول الله صلّى الله عليه وآله حيث ينظر إليها، فَبَكت فاطمة وحزنتْ وقالت: ما صَنَع هذا بي قبلها.
فدعت ابنَيها فنزعت الستر من بابها، وخلعت السوارَين من يديها، ثمّ دفعت السوارَين إلى أحدهما والسترَ إلى الآخر، ثمّ قالت لهما: انطلِقا إلى أبي فأقرئاه السّلام وقولا له: ما أحدَثْنا بعدك غير هذا، فشأنك به. فجاآه فأبلغاه ذلك عن أمّهما، فقبّلهما رسولُ الله صلّى الله عليه وآله والتزمهما وأقعد كلّ واحدٍ منهما على فخذه، ثمّ أمر بذينك السوارَين فكُسّرا، فجعلهما قطعاً، ثمّ دعا أهلَ الصُّفّة ـ وهم قومٌ من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال ـ فقسّمه بينهم قِطَعاً، ثمّ جعل يدعو الرجلَ منهم العاري الذي لا يستتر بشيء، وكان ذلك الستر طويلاً ليس له عرض، فجعل يؤزّر الرجل، فإذا التقيا قطعه حتّى قسمه بينهم أُزراً... ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: رحم الله فاطمة، لَيكسونّها الله بهذا الستر من كسوة الجنّة، وليحلّينّها بهذَين السوارَين من حِلية الجنّة(66).
60 ـ النور: 63.
61 ـ مناقب علي بن أبي طالب عليه السّلام لابن المغازلي 364 ـ 365 / ح 411، كشف الحقّ للعلاّمة الحلّي 354، بحار الأنوار للمجلسي 32:43 ـ 33.
62 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام للصدوق 45:2 / ح 161 ، بحار الأنوار للمجلسي 27:43 / ح 28 ، و 81:43 / ح 2.
63 ـ الخرائج والجرائح للراوندي 530:2 / ح 6 ، بحار الأنوار للمجلسي 28:43 / ح 33.
64 ـ تفسير العيّاشي 171:1 / ح 41.
65 ـ بحار الأنوار للمجلسي 70:43 ـ 74 / ح 61.
66 ـ مكارم الأخلاق للطبرسي 212 ـ 213 / ح 232 ، بحار الأنوار 83:43 ـ 84.
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليك يابنت رسول الله
السلام عليك يا حبيبة قلب حبيب الله
السلام عليك أيتها الصديقة فاطمة الزهراء
يا أم الحسن والحسين سبطا رسول الله
سلام الله عليهم أجمعين
وفقك الله أخي الفاضل لكل خير
و لخدمة أهل البيت أجمعين
ورزقنا الله واياكم شفاعتها و رضوانها
بالتوفيق ..*
• روى الراوندي في الخرائج عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّ خديجة لمّا توفّيت جعلتْ فاطمة تلوذ برسول الله صلّى الله عليه وآله وتدور حوله وتسأله: « يا رسول الله أين أمّي ؟ »، فجعل النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يجيبها، فجعلتْ تدور على مَن تسأله، ورسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها: « إنّ أمّها في بيتٍ من قَصَبٍ، كِعابُه من ذهب، وعَمَدُه من ياقوت أحمر، بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران »، فقالت فاطمة: إنّ الله هو السلام، ومنه السّلام، وإليه السلام(67).
ولسوف يُعطيك ربُّك فترضى
• روى الثعلبي عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله رأى فاطمة وعليها كساء من أجلّة الإبل وهي تطحن بيديها وتُرضع ولدها، فدَمِعتْ عينا رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمدُ لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه. فأنزل الله ولَسوفَ يُعطيكَ ربُّكَ فترضى (68).
ما أعد الله لك خيرٌ ممّا قُطع عنك
• روى الطبرسي خطبة الزهراء واحتجاجها على أبي بكر، وأنّ أبا بكر منعها فدكاً، وأنّها عليها السّلام انكفأت ـ وأمير المؤمنين عليه السّلام يتوقّع رجوعها إليه، ويتطلّع طلوعها عليه ـ فلمّا استقرّت بها الدار قالت لأمير المؤمنين عليه السّلام: يا أمير المؤمنين... هذا ابن أبي قُحافة ـ ابتزّني نِحلةَ أبي وبُلغة ابنَيّ، لقد أجهد في خصامي، وألفَيْتُه ألدَّ في كلامي... شكوايَ إلى أبي، وعَدوايَ(69) إلى ربّي، اللهمّ أنت أشدّ منهم قوّةً وحَولاً، وأشدّ بأساً وتنكيلاً.
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: لا ويل لك، بل الويل لشانئك، ثمّ نَهْنِهي(70) عن وَجدِك يا ابنةَ الصفوة وبقيّة النبوّة، فما وَنَيتُ عن دِيني، ولا أخطاتُ مقدوري. فإن كنتِ تريدين البُلغة فرِزقُكِ مضمون، وكفيلك مأمون، وما أعدّ الله لكِ أفضل ممّا قُطِعَ عنكِ، فاحتسبي الله.
فقالت عليها السّلام: حسبيَ الله ونِعم الوكيل، وأمسكتْ(71).
نصبتُ للدنيا وجئتُ للآخرة
• روى الراوندي عن سُوَيد بن غفلة، قال: أصابت عليّاً عليه السّلام شدّة، فأتت فاطمة عليها السّلام رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فدقّت الباب، فقال: أسمع حسّ حبيبي بالباب، يا أمّ أيمن قومي وانظري. ففتحتْ لها الباب، فدخلت، فقال صلّى الله عليه وآله: لقد جئتِنا في وقتٍ ما كنتِ تأتينا في مثله!
فقالت فاطمة: يا رسول الله، ما طعام الملائكة عند ربّنا ؟
فقال: التحميد. فقالت: ما طعامُنا ؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده، ما أقتبس في آل محمّد شهراً ناراً، وأُعلّمك خمس كلما علّمنيهنّ جبرئيل عليه السّلام.
قالت: يا رسول الله، ما الخمس الكلمات ؟
قال: « يا ربَّ الأوّلين والآخِرين، ياذا القوّة المتين، ويا راحمَ المساكين، ويا أرحمَ الراحمين ». ورجعت ( فاطمة عليها السّلام )، فلمّا أبصرها عليّ عليه السّلام قال: بأبي أنتِ وأمّي، ما وراءك يا فاطمة ؟ قالت: ذهبتُ للدنيا وجئتُ للآخرة.
قال علي عليه السّلام: خيرٌ أمامكِ، خيرٌ أمامك(72).
رضيتُ عن الله عزّوجلّ
• روى الشيخ الصدوق في « علل الشرائع » عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي، قال: قلتُ لأبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: جُعِلتُ فِداك، من أين جاء لوُلْد الحسين الفضل على وُلْد الحسن وهما يجريان في شرعٍ واحد ؟
فقال: لا أراكم تأخذون به، إنّ جبرئيل عليه السّلام نزل على محمّد صلّى الله عليه وآله وما وُلِدَ الحسين بعدُ، فقال له: يولَد لك غلام تقتله أمّتُك من بعدك، فقال صلّى الله عليه وآله: يا جبرئيل، لا حاجةَ لي فيه، فخاطبه ثلاثاً، ثمّ دعا عليّاً عليه السّلام فقال: إنّ جبرئيل يُخبرني عن الله عزّوجلّ أنّه يولد لك غلام تقتله أمّتُك من بعدك، فقال: لا حاجةَ لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليّاً عليه السّلام ثلاثاً، ثمّ قال: إنّه يكون فيه وفي ولده الإمامة والواراثة والخزانة. فأرسَلَ إلى فاطمة عليها السّلام: أنّ الله يبُشّركِ بغلامٍ تقتله أُمّتي من بعدي، فقالت فاطمة: ليس لي حاجة فيه يا أبه، فخاطبها ثلاثاً ثمّ أرسل إليها: لابدّ أن يكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رَضِيتُ عن الله عزّوجل(73).
--
64 ـ تفسير العيّاشي 171:1 / ح 41.
65 ـ بحار الأنوار للمجلسي 70:43 ـ 74 / ح 61.
66 ـ مكارم الأخلاق للطبرسي 212 ـ 213 / ح 232 ، بحار الأنوار 83:43 ـ 84.
67 ـ الخرائج والجرائح 529:2 ـ 530 / ح 4.
68 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 85:43 ـ 86 ، والآية 5 من سورة الضحى.
69 ـ العدوى: طلبك إلى والٍ ليعيدك على مَن ظملك، أي ينتقم منه باعتدائه عليك.
70 ـ النَّهْنَهة: الكَفّ. تقول « نَهْنَهتُ فلاناً » إذا كففته فكَفَّ.
71 ـ الاحتجاج للطبرسي 253:1 ـ 284 / ح 49 ، خطبة الزهراء عليها السّلام.
72 ـ بحار الأنوار 152:43 / ح 10 عن دعوات الراوندي.
73 ـ علل الشرايع للصدوق 206:1 / ح 3 ـ الباب 156، بحار الأنوار 245:43 / ح 20.
التعديل الأخير تم بواسطة السید الامینی ; 14-05-2009 الساعة 10:23 AM.