العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية عشق الكلمة
عشق الكلمة
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 27927
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 2,774
بمعدل : 0.49 يوميا

عشق الكلمة غير متصل

 عرض البوم صور عشق الكلمة

  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-02-2009 الساعة : 05:25 PM


السلام عليكم يا أنصار دين الله و أنصار نبيه و أنصار أمير المؤمنين و أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين و أنصار أبي محمد الحسن السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله الحسين الشهيد المظلوم .
من منا لم يسمع او يقرأ او يجهل واقعة الطف الاليمة ولكن من منا لا يتعطش لتكرارها مرارا ومرارا .
بوركت اخى لجهدك المبارك.ومتابعة معك للنهاية.

توقيع : عشق الكلمة
من مواضيع : عشق الكلمة 0 إمنحونى دعائكم
0 مــــــا هذا ؟؟؟
0 سرطان البحر ( القبقب)
0 نجاد يثير احتجاجات في مؤتمر العنصرية
0 ABC's OF LIFE

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.39 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Unhappy نظرة في واقعة الطف(الحلقة الخامسة)
قديم بتاريخ : 07-02-2009 الساعة : 12:46 PM


نظرة في واقعة الطف(الحلقة الخامسة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين


نستكمل حلقاتنا في نظرتنا لهذا الواقعة الخالدة التي بها سطر سيد الشهداء وآل بيته وأنصاره الملحمة التي بقيت خالدة إلى يوم يبعثون وسوف نأتي إلى معسكر الهاشميين ويبرز في مقدمتهم


أبا الفضل العباس (عليه السلام ) :


وهذه الشخصية التي تكنى بكنى عديدة ولكن أحب إلى نفسي هي قمر بني هاشم فهو بطل مغوار قلما أنجب التاريخ مثله وواسى أخوه الحسين (ع) في واقعة الطف وكان نعم الأخ النجيب لأخيه والمدافع الأمين وأذهل الأعداء ببسالته النادرة ويصف الباحث والمؤرخ محمد باقر القريشي هذه الشخصية الفذة بقوله (( وبرز أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) على مسرح التاريخ الإسلامي كأعظم قائد فذّ لم تعرف له الإنسانية نظيراً في بطولاته النادرة بل ولا في سائر مُثله الأخرى التي استوعبت ـ بفخر ـ جميع لغات الأرض.
لقد أبدى أبو الفضل يوم ألطف من الصمود الهائل ، والإرادة الصلبة ما يفوق الوصف ، فكان برباطة جأشه ، وقوّة عزيمته جيشاً لا يقهر فقد أرعب عسكر ابن زياد ، وهزمهم نفسيّاً ، كما هزمهم في ميادين الحرب.أن بطولات أبي الفضل كانت ولا تزال حديث الناس في مختلف العصور ، فلم يشاهدوا رجلاً واحداً مثقلاً بالهموم والنكبات يحمل على جيش مكثّف مدعّم بجميع آلات الحرب قد ضمّ عشرات الآلاف من المشاة وغيرهم فيلحق بهم أفدح الخسائر من معداتهم وجنودهم ، ويقول المؤرخون عن بسالته ـ يوم ألطف ـ إنه كلما حمل على كتيبة تفرّ منهزمة من بين يديه يسحق بعضها بعضاً قد خيّم عليها الموت ، واستولى عليها الفزع والذعر قد خلعت منها الأفئدة والقلوب ، ولم تغن عنها كثرتها شيئاً.أن شجاعة أبي الفضل وسائر مواهبه ومزاياه مما تدعو إلى الاعتزاز)).



واستشهد أبا الفضل عليه السلام وله من العمر سبعة وثلاثون سنة بين يدي أبا عبد الله الحسين (ع) وقال وهو في الرمق الأخير(السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله) ونلاحظ هنا مدى السمو الأخلاقي للعلاقة بينه وبين أخيه وأمام عصره وهو الذي رفض إن ينقل جثمانه الشريف إلى المعسكر حياء من حرم رسول الله لعدم تمكنه من جلب الماء إليهم وهذه أخلاق أهل بيت النبوة الذي رفض شرب الماء عندما وصل إلى نهر العلقمي ورجع بالماء إلى المعسكر وهناك تكاثر عليه المجرمون وألا عداء وقطعوا يمينه غيلة وغدر ومن وراء وارتجز الرجز المحبوب لكل شيعي من مذهب أهل البيت وهو:

والله إن قطعتم يميني إنّي أحامي أبداً عن ديني


وعن إمام صادق اليقين


ويعتبر هو الشخص الثاني والسند ألأساسي في إصلاح أمة نبينا الأكرم والذي حمل لواء أخيه الحسين(ع) ولم يتوان عن نصرة أخيه فهو السقاء و كفيل زينب ، قمر العشيرة وباب ألحوائج الذي لم يخيب أحداً حين يدعوه ويقول (يا كاشف الكرب عن وجه أخيه الحسين أكشف كربي بحق وجه أخيك الحسين ) وهذا ضريحه الذي يعانق الثريا والذي يبين مكانته العالية والسامية وحين دفنه علي السجاد(ع) سلم وترحم عليه وقال له نعم العم الصابر المجاهد في نصرة أخيه وهو الفحل ابن الفحول والذي شارك في كل معارك أبيه أمير المؤمنين وأمه فاطمة بنت حزام (أم البنين)التي أختارها أبا الحسن لنسبها الشريف ولكي تنجب له ولداً يحمل لواء الحسين ويدافع عنه عندما يكون وحيد في كربلاء واستشهد وكان له من الأولاد اثنان ،واختم قولي بما يقول عنه باحثنا القريشي


((سلام الله عليك يا أبا الفضل ففي حياتك وشهادتك ملتقى أمين لجميع القيم الإنسانية ، وحسبك أنّك وحدك كنت أنموذجا رائعاً لشهداء الطفّ الذين احتلّوا قمّة الشرف والمجد في دنيا العرب والإسلام.))

ووصف الشاعر العلوي السيّد جعفر الحلّي في رائعته ما مُني به الجيش الأموي من الرعب والفزع من أبي الفضل ( عليه السلام ) يقول:
وقــع العــذاب على جيوش أميّة



من باسـل هو في الوقائع معلم
*


ما راعهــم إلاّ تقحـم ضيغــم




غيران يعجـم لفظـه ويـدمدم
*


عبسـت وجوه القوم خـوف الموت




والعبّـاس فيهـم ضاحك يتبسّم
*


قلب اليمين على الشمال وغاص في




الاَوساط يحصد للرؤوس ويحطم
*


ما كرّ ذو بــأس لـه متقـدمـاً




إلاّ وفــرّ ورأسـه المتقــدّم
*


صبغ الخيول برمحـه حتى غـدا




سيـان أشقر لونهــا والاَدهم




العقيلة زينب (عليها السلام) :


وهي البنت الكبرى لأمير المؤمنين (ع) وهي عالمة معلّمة ومحدثة أخذت العلم من أمها السيدة فاطمة الزهراء (ع) وهي قرة عين والديها ولها من والمآثر والبطولات التي يعجز بحثنا عن حصرها ولكننا سنتناول مواقفها مع الحسين (ع) وشجاعتها أمام الطاغية يزيد حتى انه من احد كناها الصديقة الصغرى ولها من الألقاب الكثيرة التي توضح مكانتها السامية ،وفي ليلة القتال كان الحسين (ع) في خيمته يعالج سهاماً له ويرتجز وإمامه ابنه العليل :


يا دهر أف لك من خليل كم لك بالإشراق و الأصيل


من صاحب وماجد قتيل والدهر لا يقنع بالبديل


والأمر في ذلك إلى الجليل وكل حي سالك سبيل


وسمعته أخته زينب فلم تقو على حنانها ووجلها وخرجت من خبائها حاسرة تنادي ((و ثكلاه !اليوم مات جدي رسول الله وأمي فاطمة الزهراء وأبي عليّ وأخي الحسن فليت الموت أعدمني الحياة يا حسيناه!يا بقية الماضين وثمالة الباقين !))فبكى لبكائها وقال لها ((يا أخت !لو ترك القطا لنام .. ولم يزل يناشدها .. ويعزيها ويقول تأسي بالله ياأخيه،شاءالله أن يراني قتيلاً أن يراهم سبايا،وهو في قراره نفسه مستقر كالطود على مواجهة الموت وإباء التسليم أو النزول على حكم ابن مرجانة كما قال ..ثم احتملها مغشياً علية حتى ادخلها الخباء،ومن خسة جند يزيد أنهم مروا بالنساء حواسر من طريقها على الجثث الملقاة في العراء مقطعة الرؤؤس لم يتم دفنها ولم يصلوا كما علوا مع قتلاهم فولولن النساء وصاحن باكيات وصاحت العقيلة زينب(ع) : ((يا محمداه! هذا الحسين بالعراء مقطع الرأس من القفا مسلوب الردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا)) لذي أنفرج الجيش لها سماطين عندما جاءت على جسد أخيها الشريف ووجم الجميع مبهوتين وغلبت دموعهم قلوبهم فبكى العدو كما بكى الصديق.


والحادثة معروفة عندما أدخلوا السبايا على مجلس الطاغية بن مرجانة وهم في أشد حال من الجوع والعطش ولابسين أرذل الثياب وعمتهم زينب (ع) التي انحازت إلى مكان لا تتكلم ولا تنظر إلى ما حولها،فسأل اللعين بن زياد :من هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟فلم تجبه استحقاراً له وعاد السؤال ثلاث مرات فإجابته أحدى الإماء :هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله(ص)،فقال لها وبكل وقاحة : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأبطل أحدوثتكم.


إلا أن الحوراء زينب كانت بنسبها الشريف وهي ابنة الضرغام حيدر الكرار(ع) والتي كانت غاية في الشجاعة بعد المصيبة التي تهد لها الرجال ولم تمهله فثارت عليه وقال بكل شجاعة بسالة غير آبه به : (( الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا فالقتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة)) فأي بطولة لهذه المرأة التي لم ينجب التاريخ مثلها في مقارعة قوى البغي والظلم والتي عجز عن مواجهة هذا اللعين الرجال وعندها قال بن مرجانة :قد شفا اله نفسي من طاغيتك والعصاة،وهنا غلبها الحزن والغيظ والحقد الذي يكنه لهم هذا الملعون لآل بيت النبوة فقالت له ((لقد قتلت كهلي وأبدت أهلي وقطعت فرعي واجتثت أصلي،فأن يشفك هذا فقد اشتفيت)) وهي التي حافظت على النسل الشريف لبيت النبوة عندما أراد اللعين أن يقتل اللعين بن اللعين علي السجاد(ع) عندما سخر منه وقال له الله قتل علياً فقال له وبكل جرأة التي يتصف بها أئمتنا المعصومين ((الله يتوفى الأنفس حين موتها،وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله)) فغضب اللعين وقال له وبك جرأة لجوابي! وصاح الخبيث الأثيم بجنده وقال لهم أضربوا عنقه.فاعتنقت عمته زينب الغلام وأجهشت بالبكاء ولا يردها سلطان ولا يرهبها سلاح،لأنها كانت تستهل الموت لما رأته من مصارع أهل بيتها وهانت عليها الحياة وأقسمت لئن قتلته لتقتلنني معه فأرتد بن زياد متعجباً ومشدوهاً من شجاعة هذه المرأة التي أبت إلا أن تحافظ على الفرع الأصل الكريم الشريف. وهي زوجة عبد الله بن جعفر الطيار ولها من الأولاد اثنان استشهدا في واقعة الطف والتي لاقت ما لاقت من صنوف القهر والتعذيب في مسيرة السبايا إلى الشام والمحافظة على عقائل وحرم رسول الله. ولو أردنا أن نكتب عن فضائلها ومناقبها لأحتاج إلى كتب ومجلدات للتحدث عن هذه السيدة الجليلة روحي لها الفداء.


فالسلام عليك يا سيدتي ومولاتي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية.


وبعد إن استعرضنا معسكر أبي عبد الله الحسين(ع) سوف نستعرض عسكر الطاغوت والكفر


معسكر يزيد :


وأنا أسميه معسكر الظلام ووصفته كما ذكرته آنفاً وأستهل الكتابة عنه بقول للكاتب المصري عباس العقاد( أنه شرذمة على غراره أصدق ما توصف به أنها شرذمة جلادين،يقتلون من أمروا بقتله ويقبضون ألجر فرحين.وكانوا أعوان يزيد جلادين وكلاب طراد في صيد كبير)ومن هذا القول نلاحظ مدى الانحطاط الفكري والخلقي الذين يتسم هذا المعسكر البغيض والذي المرآة العاكسة لأمرائهم بنو أمية والذين هم نفس الخلق والطباع.


عبيد الله بن زياد :


وكان متهم النسب في قريش لأن أباه زياداً كان مجهول الأب فكانوا يسمونه زياد بن أبيه ثم ألحقه معاوية بأبي سفيان لأن أبا سفيان ذكر بعد نبوغ زياد،أنه كان قد سكر في مكة ليلة فالتمس بغياً فجاءوه بجارية تدعى سمية وهي من الرايات الحمر وكانوا هؤلاء القوم معروفون عند العرب بالبغي والفساد،فقالت له بعد مولد زياد أنها حملت به في تلك الليلة إي أنه أبن حرام ولا يعرف نسبه.وكانت أم عبيد الله جارية مجوسية تدعى مرجانة فكانوا يعيرونه بها وينسبونه إليها،وهو مسخ شديد السمرة ومن عوارض المسخ (وهي عوارض لها في نفوس العرب دخلة تورث الضغن والمهانة)أنه كان ألكن اللسان لا يقيم نطاق الحروف العربيةنفمرة مثلاً أراد أن يقول سيوفكم فقال أفتحوا سيوفكم فضحك كل من الحاضرين.وليس أسهل لديه من قطع الأيدي والأرجل والصلب لشبهه أو غير شبهه مجرم عتيد ومن الدرجة الأولى ويقول مسلم بن عقيل(ع) عنه((ويقتل النفس التي حرم الله قتلها على الغضب والعداوة وسوء الظن،وهو يلهو ويلعب كأنه لم يصنع شيئاً))وكانت هذه الضراوة أنفها وأسوئها في منازلة الحسين(ع) لأن يزيد كان يكرهه ويكره أباه لأنه كان نصح أباه معاوية بالتمهل في أخذ البيعة للعين يزيد فكان حريصاً بابن مرجانة أن يدفع الشبهات والغلو في أثبات الولاء لأميره يزيد وأيضاً الطمع بالمناصب والأموال والملذات التي يزحفون عليها زحفاً،فلذلك هو مغموز النصب ولا يجوز القول أنه أمير بل انه جلاد وكلب من كلاب الطاغية يزيد متعطش لسفك الدماء ولا يراعي ألاً و لا ذمة في الله.

عمر بن سعد :

روي عن أمامنا أمير المؤمنين(ع) أنه قال بحضرة الأنصار والمهاجرين(وأشار إلى صدره):كيف مليء علماً، لو وجدت له طالباً،سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول(ص)هذا ما زقني رسول الله(ص)زقاً فاسألوني فإن عندي علم الأولين والآخرين.أما والله لو ثنيت لي الوسادة ثم أجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينادي كل كتاب بأن علياً قد حكم فيَّ بحكم الله فيًَ.

فقام له سعد بن أبي وقاص وكان في أول من بايع أمير المؤمنين ولكنه نكث بيعته بعد فترة حاله حال الناكثين من الصحابة الباقين وسأله سؤال لا ينم عن أي منطق ولا علم فقال له(هل تستطيع عد الشعرات في رأسي) فرد عليه أمير المؤمنين(ع) ((أخبرني حبيبي وأخي رسول الله(ص) أنه بين كل طاقة وطاقة من شعرك شيطان رجيم وأن سخلك في البيت سوف يقتل سخلي) أي أبنه يقتل الحسين(ع) وهذا ما يأتي به أهل البيت الذين يعلمون كل شيء .


ومن هذا القبيل أطاع عمرو بن سعد أبن مرجانة في كربلاء لمطامعه الخاصة والدنيوية الحقيرة التي كانوا يأملون بها بن سعد في ولاية الري ولاحظوا في شعره الذي قاله والذي يدينه أكبر إدانة والذي يقول فيه :


فو الله ما أدري وإني لحائر


أفكر في أمري على خطرين


أأترك ملك الري والري منيتي


أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين


وفي قتله النار التي ليس دونها


حجاب،وملك الري قرة عيني


فلاحظوا معي مدى صلف وكفر هذا اللعين الذي يعرف بمنزلة سبط رسول الله ولكن من أجل ملك رخيص ودنيا زائلة يقتل عترة رسول الله(ص) فأي مدى بلغ هذا الكافر اللعين الذي يعرف أن النار مثواه ويقولها في شعره وهو غليظ الطباع فج وأحمق وهو الذي ساق عقائل وحرم رسول الله بعد مقتله على طريق جثث القتلى والتي كانت مطروحة في العراء وعندما شاهدن مصارع أحبتهن صرخن وبكين أبكت كل في معسكر يزيد وهم الذين قتلوا الحسين وأهله. وحتى أن أبن أخته حمزة بن المغيرة بن شعبة(وكان من أكبر أعوان معاوية)نصحه ألا يقبل مقاتلة الحسين،وقال له : (والله لا تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض لو كان لك،خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين).فهؤلاء لا يسمون أمراء أو ساسة بل هم عبارة عن جلادين وقتلة وقلوبهم مليئة بالحقد وينفذون أي أمر للذي بيده الأموال والوعود ولا يراعون أي حرام أو حلال في الله ومهمتهم القتل والذبح والتعطش لسفك الدماء ولا يبالي من الذي يسفك دمه لهذا عمل يزيد على تجنيد الجلادين والقتلة الذين لا يعرفون غير سفك الدماء لعلاج مسألة الحسين.



شمر ابن ذي الجوشن :


كان أبرص كريه المنظر قبيح الصورة كان يدعي الإسلام ويتخذه مظهراً ليحارب به علي و أبنائه ولا يحارب به معاوية و يزيد ليكسب الأمان و ألمزايا و كان سفاكاً للدماء وكان يحيك المؤامرات على عمر بن سعد للفوز بإمرة جيش ابن زياد وهو الذي منع الماء عن معسكر الحسين(ع) حيث في أول نزوله كان الحرس على جانب نهر العلقمي ولكن كان روحي له الفداء يأخذ ثلة من أصحابة فيكشف عن المشرعة فيأخذ الماء وكانوا حتى الحرس يهابونه ولا يجسرون على منازلته ولكن هذا اللعين صاح بالجند وأمرهم بمنع الماء حتى عن النساء والأطفال وقال إلى بن سعد أنه سوف يخبر بن زياد في سبيل الإيقاع باللعين عمر بن سعد إذا لم ينفذ الأمر ومنذ ذلك اليوم قطع الماء عنهم وكان يوم السابع من محرم بواسطة هذا اللعين الأبرص الكريه وكان لا يتورع عن حلال أو حرام في سبيل المال و يقال أنه كان يكنى (بأبن البوالة ) لأن أمه أجلكم الله كانت تبول وهي واقفة لبداوتها و اعرابيتها و عدم فهمها الإسلام و هم من الإعراب الذي ينطبق قولة سبحانه و تعالى (( ألإعراب اشد كفرا ًونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم)) التوبة آية 97 وهو الذي قطع الرأس الشريف لآبا عبد الله الحسين ( ع ) عندما جثم على جسده دون أن تأخذه أي رهبة مع العلم أن كثير من معسكر يزيد أخذهم ألخوف عندما حاولوا أن يفعلوا ذلك فهو كافر من الدرجة الأولى لقيامه بحز الرأس الشريف من القفا .


مسلم بن عقبة:


نأخذ هذه الشخصية من معسكر يزيد لنرى مدى خسة وغدر وحقد هؤلاء القوم من جيش يزيد و الذي يوجد على شاكلتهم كثير وهم هؤلاء الذين نطلق عليهم شيعة أبي سفيان .وهذا الرجل مخلوق مسمم الطبيعة في هيئة إنسان ((وكان أعور أغر ثائر الرأس،كأنما يقلع رجليه إذا مشى))هذا ما يصفه الكاتب عباس العقاد وقد بلغ من ضراوته أنه عاث في المدينة بالخراب والتنكيل عندما وجه اللعين يزيد بجيشه إلى المدينة ومكة وضرب مكة بالمنجنيق وهذا الشيخ المرض بالذات أباح المدينة في حرم النبي(ص) ثلاثة أيام وعمل عليها بالسيف وجزر الناس كما يجزر القصاب الغنم وحتى وصلت الدماء إلى الأقدام وقتل من قتل من أبناء المهاجرين والأنصار ودرية البدريين أخذ البيعة ليزيد من البقية الباقية وهو كان عبد قن لأمير المؤمنين(ع) وانطلق مع جنده في المدينة ينهبون الأموال ويستبيحون الأعراض حتى وصل القتلى من وجوه الناس والموالي ألف وسبعمائة،ونورد كتابه الذي بعثه إلى أميره اللعين لنوضح مدى خسة وحقد هؤلاء المجرمين فيقول((فأدخلنا الخيل عليهم..فما صليت الظهر أصلح الله أمير المؤمنين إلا في مسجدهم!..بعد القتل الذريع والانتهاب العظيم..وأوقعنا بهم السيوف وقتلنا من أشرف لنا منهم واتبعنا مدبرهم وأجهزنا على جريحهم وأنتهيناها ثلاثاً كما قال أمير المؤمنين أعز الله نصره،وجعلت دور بني الشهيد عثمان بن عفان في حرز وأمان، والحمد لله الذي شفا صدري من قتل أهل الخلاف القديم والنفاق العظيم،فطالما عتوا وقديماً طغوا وأكتب هذا إلى أمير المؤمنين وأنا في منزل سعيد بن العاص مدنفاً مريضاً ما أراني إلا لما بي..فما كنت أبالي متى مت بعد يومي هذا)) فانظروا إلى هذا الحقد المتأجج والعفونة المتأصلة لديه وقد مات بعد هذا وفي أسفل دركٍ من النار ويبين أن يزيد كان موافقاً على كل ما يقوم به كلابه المجرمين الجلادين سواء في سفك دم الحسين (ع) وعترته الطاهرة وسبي نسائه حرم رسول الله(ص)وأن لا يقول من الكتاب الذين يلعبون بالتاريخ أن يزيد لم يوافق على قتل الحسين وأن هذا كان اجتهاد من عبيد الله بن زياد وما إلى ذلك من الخزعبلات التي لا تقنع أي باحث وعاقل في هذه الدنيا.


ولنختم قولنا بما يقوله الكاتب المصري عباس العقاد في وصف المعسكرين((وهكذا كان ليزيد أعوان إذا بلغ أحدهم حده في معركته فهو جلاد مبذول السيف والسوط في سبيل المال.


بينما كان للحسين أعوان إذا بلغ أحدهم حده في معركة فهو شهيد يبذل الدنيا كلها في سبيل الروح.وهي أذن معركة جلادين وشهداء))فهذا الوصف البليغ هو ما قاله أحد كتاب مصر المشهورين وهو وصف بليغ في وصف المعسكرين وأترك لكم البقية فيما ذكرته لكم.


والخلاصة نلاحظ مدى البون الشاسع بين معسكر النور والحقيقة والإباء والشموخ وبين معسكر الظلام والجبن والخذلان، وهذه الشخصيات العظيمة التي سطرت بأحرف من نور هذه الملحمة الخالدة وبقت كواكب لامعة ومتلألئة في السماء ويبقى ذكرهم إلى يوم تقوم الساعة وهم في الجنة في عليين وقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما أتاهم اللهُ من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاِّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون))آل عمران آية 169 -170 .وصدق من قال في الزيارة المعهودة ((طبتم وطابت الأرض التي دفنتم فيها فياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً)). وسوف نستمر انشاء الله في حلقاتنا المقبلة لبحثنا والتي كلما أردت أن أنهيها وجدت من العبر والدروس التي تجعلني أسترسل في الموضوع فليعذرني القارئ في الإطالة لأن الموضوع كلما تبحث تخرج لنا الدروس في الثورة الحسينية الخالدة التي تسطع بنورها على مدى تعاقب الأجيال.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


والصلاة على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة أبو السبطين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

----------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 - العباس بن علي (عليهما السلام)رائد الكرامة والفداء في الإسلام.تأليف باقر شريف القريشي.مكتبة السرا ج الألكترونية.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر

من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني

الصورة الرمزية عشق الكلمة
عشق الكلمة
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 27927
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 2,774
بمعدل : 0.49 يوميا

عشق الكلمة غير متصل

 عرض البوم صور عشق الكلمة

  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-02-2009 الساعة : 11:55 PM


كل الشكر للمقتطفات السريعة لمعسكر النور ومعسكر الضلال ويعطيك العافية لجهدك فى الاستمرار بتقديم الحلقات ومتابعة لما تبقى إن شاء الله.

توقيع : عشق الكلمة
من مواضيع : عشق الكلمة 0 إمنحونى دعائكم
0 مــــــا هذا ؟؟؟
0 سرطان البحر ( القبقب)
0 نجاد يثير احتجاجات في مؤتمر العنصرية
0 ABC's OF LIFE

الصورة الرمزية عبد محمد
عبد محمد
شيعي حسيني
رقم العضوية : 9236
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 16,273
بمعدل : 2.66 يوميا

عبد محمد غير متصل

 عرض البوم صور عبد محمد

  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-02-2009 الساعة : 08:50 PM


اخي عبود مزهر لك كل الشكر والتقدير على مواصلتك لهذه الحلقات

توقيع : عبد محمد


المال في الغربة وطن

والفقر في الوطن غربة
من مواضيع : عبد محمد 0 إيمان عائشة
0 الحكمة في اخفاء قبر فاطمة الزهراء عليها السلام ودفنها ليلا وسرا
0 رزقنا حفيدة
0 مسألة
0 ترددات القنوات الشيعية في تاريخ 6-8-2013

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.39 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Unhappy نظرة في واقعة الطف ( في حلقات)
قديم بتاريخ : 11-02-2009 الساعة : 09:18 PM


نظرة في واقعة الطف(الحلقة السادسة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على خير خلق الله سيدنا أبو الزهراء وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين



أما بعد فنتابع هذا السفر الخالد لأبي الشهداء سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) الذي بدمه الشريف أختط الدين الإسلامي وأخذ منحاه الأصيل والذي ببطولته مع أهل بيته وأنصاره نجا ديننا الحنيف من كل براثن الانحراف والتشويه ولنبدأ بقرب وقوع الفاجعة التي ليس كمثلها فاجعة في التاريخ القديم والحديث.


حرب النور والظلام :


وبدأت طبول تقرع بين معسكرين معسكر الكرم والآباء والشموخ والذين مستعدين لبذل أرواحهم رخيصة في سبيل نصرة أبن بنت رسول الله وهو معسكر يلح عليه العطش والضيق ولكنه هذا يزيده طمأنينة في السير بمصير التضحية والخلود.


ومعسكر ذا الكثرة العددية معسكر جبن ولؤم وغدر وتخاذل وكان كل فرد منهم يخون ضميره ونفسه ارتباك وحيرة فيما يقوم به وتتملكه هواجس الندم والخوف من الاجترار بدم الحسين فهم جبناء،والجبان والذليل يكون حقده وإيذاءه في الحد الأعلى لأنه يكون معرق في الخيانة ويتصرف تصرف الأنذال ثم لا يبالي بما يقترفه من هذه الفعلة الشنيعة وهم يغالون في ذلك ليظهروا لأمرائهم الصدق والإخلاص وكسب رضائهم بزيادة العطايا والهبات والمناصب لهم فهو هذا هو مفهوم الشر والتأصل لدى هذه الفئة الباغية وغلوهم في محاربة سيد الشهداء واللئيم يكون غدره أضعاف مضاعفة الشخص العادي ويتفنن في طريقة التصريح بالغدر واللؤم ويقول الكاتب المصري عباس العقاد ((ولو كانوا يحاربون عقيدة بعقيدة،لما لصقت بهم وصمة النفاق ومسبة الأخلاق..فعداوتهم ما علموا أنه الحق وشعروا أنه الواجب أقبح بهم من عداوة المرء ما هو جاهله بعقله ومعرض عنه بشعوره،لأنهم يحاربون الحق وهم يعلمون.ومن ثم كانوا في موقفهم ظلاماً مطبقاً،ليس فيه من شعور الواجب بصيص من عالم النور والفداء..فكانوا حقاً في يوم كربلاء قوة من عالم الظلام تكافح قوة من عالم النور)).


وفي الحروب ليس في المنطق الحربي منع الماء عن أي من المعسكرين وهذا ما فعله مولانا أمير المؤمنين في معركة صفين حيث أزاح قوى البغي لمعاوية عندما منع الماء عن جيش أمير المؤمنين ولكن بدوره عندما أرادوا الماء لم يمنعهم فهذا هو الكرم وهذا الخلق السامي لبيت النبوة والذي لا تدانيها أي مرتبة في العالم ولكن معسكر يزيد الطاغية يمنع الماء حتى عن النساء والأطفال لتصورهم أن الحسين(ع) سوف يكون مضطراً للتسليم وهذا مالم ينالوه وكما وصفه الشاعر أبو العلاء المعري بعد أربع قرون بقوله :


منع الفتى هيناً فجر عظائم............... وحمى نمير الماء فانبعث الدم


وبدأ روحي له الفداء بالموعظة والنصيحة وأن يقرع ضمائرهم وينبههم من الغفلة الذين هم فيها ولكن لا حياة لمن تنادي فخرج إليهم (ع) بزي جده (ص)متقلداً سيفه لابساً عمامته ورداءه فكانوا أول ما صنعوه الأنذال دقوا على الطبول وأكثروا من الضجيج حتى لا يصل خطابه إلى أسماعهم ولكنهم بقى هو إلا أن ملوا فهدئوا بعد لحظات وسمعوه بعد الحمد والصلاة((أيها الناس أنسبوني من أنا..هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ألست أبن بنت نبيكم؟أو لم يبلغكم ما قاله رسول الله(ص)لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ويحكم!..أتطلبونني بقتيل لكم قتلته أو مال لكم استهلكته؟ ثم نادى بأسماء الذين استدعوه إلى الكوفة ثم خرجوا لحربه مع أبن مرجانة يا شبث بن ربعي!يا حجار بن أبجر!يا قيس بن الأشعث!يا يزيد ابن الحارث!يا عمر بن الحجاج!..ألم تكتبوا إليِّ أن قد أينعث الثمار واخضرت الجنبات،وإنما تقدم على جُند لك مجّندة))فوقعت هذه الكلمات كا لزلازل عليهم وعرف كثير منهم أنها تتحول إلى صف لن تجد فيه غير الموت العاجل ولم تستطب البقاء مع ابن زياد لاغتنام الغنيمة وانتظار الجزاء من المناصب والاموال. ولكن والقلوب الرعديدة لم تخشع ولم تعي ما يقوله أمامهم وهنا خاطبهم بقوله أيها الناي وهو يعني أنهم ليسوا بمؤمنين وليسوا بعرب بل هم شراذم من الناس ولم نلاحظ إلا ميل وهروب عدد من جيش بن مرجانة من المعركة وكذلك خطب فيهم زهير بن القين كما أسلفنا سابقاً ولكن قسم كبير من توقح وتطاول على أبي الشهداء وتوعدوا بالحسين ومن معه بالقتل.


وطال القلق بين معسكر بن زياد ولاحظ هذا القلق اللعين عمرو بن سعد فتناول سهماً ثم رمى إلى معسكر الحسين وهو يصيح (أشهدوا لي عند الأمير أنني أول من رمى الحسين) ثم تتابعت السهام فسقطت حجة السلم عند ذلك وقال لهم روحي له الفداء((قوموا يا كرام فهذه رسل القوم إليكم))وبدأ القتال،وقد تهيأ سيدنا ومولانا فأختار رابية ليطل عليها من المعركة وحفر خندقاً لا يسهل عبوره فأوقد فيه النار ليمنع الالتفاف عليه وجاء رجل يقال له أبو حوزة وقال هذا المجرم للحسين(ع) :أن هذه النار التي سوف ترد عليها وهو متبجح فدعا عليه الحسين وقال ((اللهم أحرقه بالنار)) فما كان أن جمح به الجواد والقي به في النار فأحترق اللعين فوراً وهناك كان رجل يقال له وائل بن مسروق وكان يمني نفسه بقتل الحسين(ع) وأخذ المكافأة فلما شاهد ذلك أحس بجرم ما يقوم به فهرب من معسكر أبن زياد لأنه ظالم لا محالة في حالة فعله هذا الفعل الشنيع فلاحظوا كم هو معسكر متخاذل وجبان لا يؤمن بالقضية التي يقاتل من أجلها ومن يقاتل فأنا يقاتل من أجل السلطة الدينونة.ورغم الفارق العددي إلا أن كان مع الحسين من خيرة فرسان بني هاشم وهم مشهود لهم بالشجاعة والصبر على الجراح ولنورد مثال على ذلك حيث كان رجل في زمن معاوية عند بلاد الروم وكان من جبابرة الأرض وكان يفخر به أهله فأرسله ملك الروم إلى معاوية وعجز العرب عن مصارعته لشدته وقوة بأسه ..فجلس إلى محمد الحنفية وطلب من ذلك الرومي الجبار أن يقيمه فلم يقدر لصلابة أعضائه،فلما أقر بعجزه رفعه محمد فوق رأسه ثم جلد به عدة مرات.فهذه شجاعة بنو هاشم ومعه خيرة أولاد سيدي ومولاي أبا الفضل العباس (ع)مضاف إليه الأنصار فهم مقاتلين من خيرة فرسان العرب في الرماية والقتال والبأس الشديد وبدأ القتال وأستحكموا الفرسان في معسكر وتقدموا ولم يقدروا عليهم وكان أثنا وثلاثون فارسا وأربعون رجلاً واحتكموا إلى المبارزة فلم يتعرض أحد من جيش بن مرجانة إلا فشل ونكص على عقبيه فخشي رؤوس الكفر من عقبى هذه المبارزة التي لا يكون أي أمل للغلبة لهم وصاح اللعين عمر بن الحجاج برفاقه : أتدرون من تقاتلون..تقاتلون فرسان المصر وقوماً مستميتين،لا يبرز إليهم منكم أحد حتى يقتلوكم وإنهم قليل..ولو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم وخرج إليهم البطل عابس الشاكري وشرحت كيف قاتل الابطال ولم يجرؤ أحد على مبارزته وثبت وقاتل حتى قُتل وكل واحد يقتل وفي الرمق يسلم على أمامه ويقول((السلام عليك يا سيدي ومولاي أبا عبد الله))فما هذا الجيش الذي يقاتل في سبيل الحق والفكر النير لسيد الشهداء(ع)ولم يكن من أصحاب الحسين إلا من يطلب الموت ويتحرى عنه ويطلبه لمعرفته بالجنة وبالفوز العظيم الذي يلقاه في وقوفه عن أمامه والذود عن حرم رسول الله وأنه يلقى الله ورسوله بوجه مشرق.فهذا أحد الأنصار الذي هو سعيد بن مرة وقبل المعركة وكان متزوجاً حديثاً ينزل في الصباح إلى أمه ويقول لها : أمي أني متضايق فتقول : أذهب إلى البستان وستجد زوجتك تطيب لك خاطرك ويقول لها : أني تزوجت بأخرى فقالت له: كيف تزوجت ولم أعلم،قال لها : أني تزوجت بحورية من الجنة وأني قد طلقت زوجتي وذاهب مع الحسين لأذود عنه وعن حرم رسول الله،فقالت له أمه : أذهب وفقك لله وأحظى بحورية الجنة.وهذا الأنصاري عمر بن بشير الحضرمي من أصحابه الذي يأسروه الديلم في فتنة الديلم ولا يفكون أسره إلا بدفع الدية،فيأذن له الحسين بالذهاب هو في حل من بيعته ويعطيه الحسين ومن ماله دية أبنه،فأبى الرجل إباءٍ شديداً وقال: (عند الله أحتسب)ثم قال عند للحسين(هيهات أن أفارقك ثم أسال الركبان عن خبرك..لا يكن والله هذا أبداً ثم يقول أكلتني السباع حياً أن فارقتك) وهذا الأنصاري الجليل مسلم بن عوسجة وهو في الرمق الأخير ويوصي صاحبه حبيب بن مظاهر الأسدي (أوصيك بهذا )ويشير إلى سيدي ومولاي أبا عبد الله(ع) وبدل أن يوصي بعياله يوصي بأمامه والذود عنه فهل نجد هذه المآثر البطولية والشجاعة التي لا يدانيها أي شخص في معسكر الكفر والطاغوت؟ أم هل مثل هذه المواقف الخالدة موجودة في كل التاريخ القديم والحديث؟والجواب قطعاً لا.وقاتل أصحاب الحسين القتال الذي وصفه المؤرخين بالقتال الأسطوري الذي لم يشاهدوه من قبل بالرغم من العطش والضيق الذي كانوا يعانون منه وحرقوا خيم المعسكر وأصحاب يدافعونهم ويصدونهم وظل الحسين على حضور ذهنه وثبات جأشه في تلك المحنة المتراكبة التي تعصف بالصبر وتطيش بالألباب وقال لأصحابه((دعوهم يحرقونها..فإنهم إذا أحرقوها لا يستطيعون أن يجوزوا إليكم منها))وهذا الفكر والحضور الذي لم يغفل أي صغيرة وكبيرة بالرغم من الحصار والعطش والضيق الذي هو فيه وأهل بيته ومعسكره. وأستشهد أغلب أنصاره وجاءت إلى بني هاشم وأولاده،وقال له أبنه علي الأكبر(ع) قبل المعركة ((يأبه ألسنا على حق))فقال له روحي الفداء((أي والله نحن على حق))فقال له أبنه(ع) ((أذن نموت معك ولا نبالي))فهذه أخلاق أولاد علي وشمائل أهل بيت النبوة وسقط هذا البطل وفي الرمق الأخير سلم على والده وقال له بعد أن غلب به العطش أن جدي رسول الله قد سقاني شربة من حوضه الكوثر ويسلم عليك والذي قال عنه أبوه(ع) : ((اللهم لقد خرج إليهم أشبه الناس خَلقاً وخُلَّقاً برسول وكنا إذا أن نشتاق إلى رؤية رسول الله فننظر إلى وجهه))فما أعظم الجرم الذي أرتكبوة هؤلاء الكفرة الطواغيت واستمرت المعركة وأستشهد كل بنو هاشم ولم يبقى إلا حامل وناصره أخوه العباس(ع) والذي كان حزام ظهره وسنده القوي في كل حياته والقصة معروفه في جلب الماء للعيال والأطفال من حرم رسول الله وبعد الرجوع تم التكاثر عليه ولم يقتلوه مباشرة للتهيب من مواجهته وجاءوه من الخلف وقطعوا يمينه وقد ذكرت لكم آنفاً أرجوزته في الدفاع عن أمامه صادق اليقين ثم قطعوا يساره وظل يقاتل ولكن المجرمين الأنذال قد تكاثروا واستشهد بين يدي أخيه وسلم عليه بعد أن رفض أخذه إلى المعسكر لحيائه من عدم جلب الماء إلى العيال وباستشهاد قمر العشيرة(ع) قال روحي له الفداء((الآن أنكسر ظهري وقطع حزامي)) وهو يمشي يخط رجله بالأرض لهول الفاجعة التي مني بها وهنا دنت الخاتمة ووضح المصير وهو كما ذكرنا سابقاً يوصي أخته كعبة الأحزان زينب(ع) بالعيال وبابنه العليل زين العابدين(ع) عندما أخذ وتوكأ على السيف ليقاتل ولكن رده إلى الخيمة لأنه بقية الله في أرضه كما قال لأخته العقيلة وصاحت وأجهشت أخته الصابرة بالبكاء وقاتلت ((وامحمداه !..وعلياه!وفاطماه!)) فصبرها وقال لها ((تأسي بالله يا أخيه))وعند ذلك طلبت منه أن يفتح قميصه لتقبله من جيده ففعل وقالت ((با أماه هذه أمانة قد ردت إليك فاقبليها)) وكانت أمها الزهراء(ع)قد أوصت بنتها وهي في اللحظات الأخيرة أن تقبل عنق الحسين في كربلاء وعندما يكون وحيداً في أرض المعركة فأي كلمات وأي عبارات تكتب في هذا الموقف الذي تعجز القلم وأي فرد في وصف هذا الحنان والحب السامي بين الأخت وأخته وتخيلوا عندما لك أخت وتودعك في السفر وهي تذرف الدموع لفراقك فكيف وهو تودعه إلى طريق لا رجعة فيه وهو طريق استشهاده ومنيته.فما أعظم المصيبة التي جوبهتم بها أهل بيت النبوة وأي مواقف وقفتم بها التي تطير بها أفئدة الرجال الشجعان وأي كلمات تكتب لكل كتب الأرض عنكم فهي قليلة بحقكم والله ولا تناسب مقامكم ومنزلتكم الرفيعة عند الله.



استشهاد أبي الأحرار :


وفي هذه اللحظات التي كان يصدم بكل عزيز لديه ويفجع بشهيدٍ واحداً تلو الآخر وهو ماضي العزم يناهض به الموت ويعرض به عن الموت وفي كل سعيد يلقاه يقول ((لا خير في العيش من بعدك)) ويردد ((لا حول ولا قوة إلا بالله ))وطلب ثياب بالية ورثة لكي تستر عليه في حالة استشهاده لمعرفته بخسة ولؤم هؤلاء الأوغاد في تجريده من ملابسه وحتى هذه الملابس جردوها وبقى وحيداً في العراء وخرج يقاتل الجموع الزاحفة بثبات وصلابة لم يعهدوها من قبل في رجل قد أخذ منه العطش منه أي مأخذ وتعرض لصنوف من القهر والعذاب ومقتل أصحابه وأهل بيته وحتى تعجب المؤرخون من شدة بأسه ومضيه في القتال فنقول لهم أن هذا الشبل من ذاك الأسد الضرغام حيدر الكرار(ع) وكان يشد على الخيل ويشق الصفوف وحيداً فتنكشف عنه الجيوش كما يكشف الذئب عن قطيع الغنم فيتفرقون ولا يتجرأ أحد على منازلته ويهم عليه المتقدمون فينكصون منه يهربون وغضب اللعين شمر وأمر الرماة برشقه بالنبل من بعيد وصاح بمن حوله : ويحكم!ماذا تنتظرون بالرجل أقتلوه؟..أقتلوه ثكلتكم أمهاتكم،ونادي المجرم الآخر عمرو بن سعد أقتلوا أبن الانزع البطين أقتلوا أبن قتال العرب ،لكي يثير عندهم النعرة الجاهلية بالثأر من الإما علي (ع)الذي قتل سادات الكفر وضربهم على خراطيمهم فاندفعت جموع الشرك والطاغوت كالنمل وضربة رجل لعنه اله يدعى أبو الحتوف بصخرة على جبهته فشج جبهته الشريفة وضربه زرعة بن شريك على يده اليسرى فقطعها وضربه آخر على عاتقه فخر على وجهه ويقوم ويكبر وهم يطعنونه بالرماح ويضربونه بالسيوف حتى سقط من جواده من كثرة الجراح ثم جاء أبن أخوه فتى صغير أسمه عبد الله بن الحسن المجتبى بعد أن أفلت من عمته وجلس مع عمه الحسين(ع) فجاء رجل يريد أن يضرب فصاح الغلام بالرجل وبكل شجاعة (أتقتل عمي يا أبن الخبيثة) فعدل هذا اللعين على الفتى وضربه فتلقى الغلام الضربة بيديه فانقطعت وقال له روحي عمه : ((بعدا لأمةٍ قتلتك))ومات هذا الطفل البريء فما أعظم الجرم الذي ارتكبوه بأي وجه يقابلون رسول الله وعلي وفاطمة والحسن(صلوات الله عليهم)وهم أنا متأكد هم أجداد النواصب والإرهابيين والقاعدة في الوقت الحاضر والذين لا يتورعون عن قتل أي واحد طفل أو شيخ كبير أو أمراة بحجة الإسلام الذين شوهوه بهذه المفاهيم الغريبة والتي كان يغذيها بهم من زمن أبو سفيان وبنو أمية لعنهم الله أجمعين.ونعود إلى موضوعنا واشتدت الطعنات والنبال والسيوف على أمامنا روحي له الفداء وسكن حراكه وكان عدد ضربات السيوف عليه ثلاثة وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة ومن النبل والسهام كان عددها مائة وعشرين،فانظروا إلى الوحشية والحقد الذين في قلب هؤلاء الكفرة.وعند ذلك نزل خولي بن يزيد الأصبحي ليحتز رأسه الشريف،فملكته رعدة في يديه وجسده لعدم قدرته على الأتيان بهذا الفعل الشنيع وقبله أراد عدة من الأوغاد فعل ذلك ولكن لم يستطيعوا لرهبتهم وخوفهم من هذا العمل الجبان ولكن في كل زمان ومكان المجرم الخسيس موجود،فنحى شمر اللعين خولي وهو يقول له : فت الله في عضدك! وجثم على جسده الشريف وكان بالحسين رمق من الحياة فقال له ((نبأني جدي الرسول(ص) يقتلك الأبرص الأشعث الكريه)) وحز رأسه الشريف من القفا بعد أن طبر رأسه الشريف أثنا عشر طبرة فهل يوجد غل وكراهية أكثر من هذا وهل يحمل هذا المجرم وكل الموجودين في معسكر يزيد اللعين أي ذرة من الإنسانية أو مقدار من المرؤة والشهامة كعرب وليس كمسلمين لأن صفة الإسلام منزوعة عنهم بالتأكيد ولا يقولوا أحد أنهم ينفذون أوامر خليفتهم الذي هو أتعس منهم وهذا الحقد على أبو الأحرار قد تزامن من قبل هذا لأبرص الكريه ومغموز النسب بن مرجانة وأميرهم بن ميسون لعراقة النسب الشريف لأبي الشهداء(ع)ليعلن عنه في هذه الصورة الآثمة والبشعة لسفك الدم الشريف للحسين(ع) وهو غدر وحقد ما بعده حقد وغدر وليصور الكتاب المأجورين في طمس الحقيقة وتضليل البسطاء بتحريف التاريخ وتزويره والذين كان في ذلك أمراؤهم من بني أمية الدور وتوزيع الأموال في سبيل حجب الحقيقة وأن الشمس لا تحجب بغربال كما يقال والحقيقة واضحة وضوح الشمس وقد قال نفر من عسكر بن سعد : لو كنت فيمن قتل الحسين،ثم أدخلت الجنة ،لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله(ص)،فهم حتماً لن يدخلوا الجنة وهم في النار خالدون ولكن أنظر إلى مدى التردي والضلال والتخلف في الشعور والبعد عن الإسلام.


ثم أمر اللعين بن سعد أن تطأ الخيل جسد الحسين الشريف بحسب أوامر من الطاغية أبن زياد وبقي عارياً في الشمس فأي لؤم ورذالة وخبث نذالة وهم يدعون أنهم مسلمين ولكن بقدرة الله عز وجل تم أكساء جسده الشريف بالرمال وغطت جسده الشريف والرأس المقطوع على القنا يدار به في الكوفة وحتى العقيلة زينب(ع) قالت لهم ((أما فيكم مسلم)) فلم يجبها أحد لمعرفتهم بأنهم مجرمين وأن من يقوم بهذا الأجرام ليس بمسلم وأن هذا ألأمر يقزز الشعور ويجرح العاطفة ويستدر العبرة وهم يدعون بأنهم مسلمين وعرب ولكن الحسين (ع) قد فند أقوالهم حين صاح بهم ((ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان!إن لم يكن لكم دين،وكنتم لا تخافون المعاد،فكونوا أحراراً في دنياكم،أن كنتم عرباً كما تزعمون؟))فنفى عنهم صفة الدين لأنهم لا يخافون المعاد ونفى أنهم عرب لأن العروبة لها قوانين وسنن وآداب وموازين أقلها الشعور بالتحرر والإباء والحمية والمرؤة والتأنف من ارتكاب المآثم الدنيئة أما هؤلاء فهم ممسوخين مغمورين في الرذيلة والبعد عن الحق وانضوائهم تحت لواء الباطل ويقول الكاتب والمؤرخ السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ((وظلت كربلاء ويوم عاشوراء وصمة عار على جبين التاريخ الإسلامي وعلى جبين أهل القرن الأول،لا يمحوها الدهر،ولا يغسلها الزمن)).



وقد بكت السماء والجن على هذا الذبيح الغريب العطشان وأورد بعض ما ذكره المؤرخون والناس،يقول أبن سيرين: (لم تبك السماء على أحدٍ بعد يحيى بن زكريا،إلاّ على الحسين بن علي)مختصر تاريخ دمشق لأبن منظور،وقالت نصرة الأزدية :لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دماًُ فأصبحت وكل شيءٍ لنا ملآن دماً.وقلت أمراة : كُنا زماناً بعد مقتل الحسين،وأن تطلع الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدران بالغداة والعشيّ وكانوا لا يرفعون حجراً إلا وجودوا تحته دماً..وقال خليفة : لمُا قتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهاراً،حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر.وقال معمر : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك،فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قُتل الحسين بن علي،فقال الزهري : بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط. وتقول أم سلمة زوجة نبينا الأكرم والتي عندما علمت باستشهاد الحسين(ع) من القارورة التي أعطاها الرسول لها والتي فارت دماً عبيط.أنها شهقت شهقة أغمي عليها وقالت : قتلوه!قتلهم الله،قتلوه!أذلهم الله،قتلوه!أخزاهم الله!ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً ووقعت مغشية عليها.وقالت أم سلمة سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل،وهن يقلن :


أيّها القاتلون ظلماً الحسين...........أبشروا بالعذاب والتنكيل


كلّ أهل السماء يدعو عليكم................من نبي ومرسل وقتيل


قد لعنتم على لسان ابن داود....................وموسى وصاحب الإنجيل


وكانت كربلاء يسمعون فيها نوح الجن وهذا ما ذكره ابو جناب الكلبي ويقول : وكان الجصاصون إذا خرجوا في السحر يسمعون نوح الجن على الحسين وينوحون عليه بالشعر.



وأن يوم العاشر من عاشوراء يوم عظيم عند الله فهو الذي عفا فيه رب العز والجلالة عن نبينا آدم(ع) وذلك بقوله تعالى ((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم))البقرة آية 37 وهو عندما استشفع بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها فعفا عنه في يوم العاشر من محرم،ونوح نجا ومن معه عندما استوت السفينة على الجودي في يوم العاشر من محرم،وموسى عندما أخذ الألواح وكلم ربه ففي يوم العاشر من محرم ،فهو يوم مقدس وعظيم لدى رب العالمين والأنبياء وجعله هذا اليوم بهذه القدسية لاستشهاد سيد الشهداء وريحانة رسول ونبيه المصطفى في هذا اليوم وكل الأنبياء لو تبحثون ستجدون أنه حدثت أمرهم العظيمة في هذا اليوم.


والخلاصة أنه مهما عمل بنو أمية وأحفادهم لطمس وتزوير الحقائق فلن يقدروا لأن الله متم نوره ولو كره الكافرون وهذا ما ذكره البارئ العليم وما قالته الحوراء زينب(ع) للطاغية أبن زياد ((أمكر مكرك وكيد كيدك فو الله لن تمحو ذكرنا))وبقى ذكر أبي الأحرار وأخيه العباس(عليهم السلام) وأنصاره في عليين وخالدين إلى يوم القيامة وبقت أضرحتهم شاهدة على عظمتهم وعظمة العمل البطولي الذي قاموا به أما هم فأين قبورهم فأنها قد تحولت إلى مزابل ويبول عليها الكلاب أجلكم الله.وقد ذكر الله تعالى لنبيه الكريم(ص) كما جاء في الحديث ((أوحى الله تعالى إلى محمد (ص) : أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين إلفا،وأنا قاتل بابن بنتك سبعين إلفا وبعين إلفا))،وقد أخبر روحي له الفداء عن بعض هذه النتائج قبل خروجه كربلاء وقال : ((والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي!فإذا فعلوا،سلط الله عليهم من يذلهم،حتى يكونوا أذلّ من فرم الأَمة))وهذا ماسوف نتحدث به ونناقشه في حلقتنا القبلة إنشاء الله هذه الأمور إذا كان لنا في العمر بقية وبقوة الله وتوفيقه.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


والصلاة على النور الأنور أبو القاسم وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

-----------------------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر

من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني

الصورة الرمزية عبد محمد
عبد محمد
شيعي حسيني
رقم العضوية : 9236
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 16,273
بمعدل : 2.66 يوميا

عبد محمد غير متصل

 عرض البوم صور عبد محمد

  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-02-2009 الساعة : 09:30 PM


اجرك على الله على ما تقدمه مشكورا أخ مزهر


توقيع : عبد محمد


المال في الغربة وطن

والفقر في الوطن غربة
من مواضيع : عبد محمد 0 إيمان عائشة
0 الحكمة في اخفاء قبر فاطمة الزهراء عليها السلام ودفنها ليلا وسرا
0 رزقنا حفيدة
0 مسألة
0 ترددات القنوات الشيعية في تاريخ 6-8-2013

الصورة الرمزية عشق الكلمة
عشق الكلمة
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 27927
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 2,774
بمعدل : 0.49 يوميا

عشق الكلمة غير متصل

 عرض البوم صور عشق الكلمة

  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-02-2009 الساعة : 11:25 PM


السلام على الخد التريب وعلى الشيب الخضيب وعلى الجسم السليب،
السلام على من كان غسله دمه ونسيج الريح أكفانه والقنا الخطي نعشه
وحوافر الخيل الأعوجية حافرة قبره.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى العباس أخي الحسين وعلى
أنصار وأصحاب الحسين وعلى أهل الحسين وعلى حرم وأطفال
ويتامى الحسين.
السلام على الشهيد الوحيد الغريب المظلوم الظمآن العطشان المذبوح
المنحور من غير رشفة ماء بعرصة كر بلاء
مد الله فى عمرك أخى الفاضل ورحمك الله ووفقك وزادك ثوابا وأجرا لهذا
العطاء الحسينى فقد اسبلت ادمعي ووشحت ملامحي بسواد الرداء .
شكري وتحياتى لشخصك الكريم للمجهود المتواصل .



توقيع : عشق الكلمة
من مواضيع : عشق الكلمة 0 إمنحونى دعائكم
0 مــــــا هذا ؟؟؟
0 سرطان البحر ( القبقب)
0 نجاد يثير احتجاجات في مؤتمر العنصرية
0 ABC's OF LIFE

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.39 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Unhappy نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 08:23 PM


نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا أبو القاسم محمد قنديل السماء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


إما بعد فنستكمل حلقاتنا في واقعة الطف الخالدة التي سجلها التاريخ بأحرف من نور بقت خالدة إلى يوم يبعثون وندعو من الله أن يوفقنا في ذلك


مأثم مخزية :


نقول في هذا الباب أنها كانت حرب بين أشرف الناس وعلى الطرف الآخر أوضع وأحقر الناس وسوف أوجز لكم هذه الفظائع التي ارتكبوها بني أمية والذين يدعون الكتاب المحسوبين على الإسلام أن يزيد خليفة المسلمين وأن جلاوزته جند الإسلام،ولنتطرق إلى الأفعال التي قاموا بها والتي يقزز منها البشر والتي لا تحسب إلا في منزلة الحيوانات المتوحشة التي لا تمتلك أي قلب.


1 ) وهي قتل عيد الله الرضيع الذي طلب سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) فعاجله حرملة بن كاهل ألأسدي لعنه الله بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ويقول هذا اللعين أنه كان يحصل عن كل سهم يصيب به ألف درهم وقد قال هذا اللعين أنه عندما ذبحه أعتنق الرضيع والده من شدة الألم وأخذ الدم روحي له الفداء فرمى به إلى السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة وهذا يعني أن الله والسماء تقبلت هذا الدم وتم سقيه من ماء الكوثر.


2 ) عند استشهاد علي الأكبر(ع) جمح الجواد به إلى معسكر الأعداء فما لبثوا أن قام الأوغاد وهو متوفي روحي له الفداء بتقطيعه أرباً أرباً وإرساله إلى أبيه،فما هذه الوحشية في التمثيل بالميت بدون مراعاة لأي حرمة مع العلم أن اللعين عبد الرحمن بن ملجم قاتل أمير المؤمنين(ع) عندما جيء به إليه قال لهم ((أطعموه من طعامنا واسقوه من شرابنا وإذا مت فاضربوه ضربة واحدة ولا تمثلوا به لأني سمعت حبيبي رسول الله(ص) لا تمثلوا حتى بالكلب العقور)) فأي خلق أتصف به أهل بيت النبوة وأي خلق هؤلاء الحاقدين الأنجاس في تعاملهم الذي ليس بالإنساني ويخالف العرف والمثل.


3 ) عند استشهاد أبي الأحرار لجئوا المجرمين إلى سلب ملابسه وأرديته بكل لؤم وخسة ووحشية وجعلوه عارياً في الرمضاء ولكن كما قلت سابقاً لحفته الرمال وغطته وجاء الأسد وبقدرة الله سبحانه وتعالى وإكراما لأبي الشهداء وظلل عليه من حر الشمس التي كانت في تلك الأيام شديدة القيظ، ويقال حتى بكى عليه فما أعظمك وأشمخك التي بكت عليك الحيوانات لاستشهادك وناح عليك الجن والملائكة.


4 ) وقاموا بعد استشهاده بحرق الخيم ونهب الحلي والثياب من حرم رسول الله بدون مراعاة لأي حرمة،فكان همهم الأول إلى الأسلاب التي يطلبونها حيث وجدوها ،فهرعوا إلى عقائل وحرم رسول الله ينازعوهن ثيابهن وحليهن التي على أجسادهن لايرعون حرم رسول أو دين أو مروءة ،وفي الحوادث أن مجرماً من جيش يزيد ولا أقول جندياً لأن الجندي له قيم يتعلم بها من قادته العسكريين شاهد علوية لابسة قرطاً فنزعها منها عنوة وبدون أي رحمة وأدمى أذنيها فلاحظوا مدى الخسة والوحشية التي يدين بها هؤلاء الأوغاد وهذه الأسلاب كانت لا تغني ولا تسمن من جوع فأي رحمة نزعت من جيش الطاغية بن زياد ويقول التاريخ أنهم مسلمون.


5 ) وهجموا على مخيم الحسين وقد ذكر المؤرخون أنه تم قتل عشرين علوي وعلوي من الأطفال تحت سنابك الخيل بدون أي وازع أو سبب وقتلوا من لا غرض في قتله وروعوا من لا مكرمة في ترويعه،وكان الطفل أو الطفلة تخرج من الخباء وجلاً خائفاً فينقض عليه الخيال المجرم ويطعنه بالرمح أو يضربه بالسيف بمرأى من الأم أو الأخت أو العمة،وليس هذا مبالغة فقد ذكر الكتاب أنه قتل في كربلاء كل كبير وصغير من سلالة أمير المؤمنين أبا الحسن(ع) ولم ينج من الذكور إلا زين العابدين(ع) روحي له الفداء وفي ذلك يقول الشاعر سراقة الباهلي :


عين جودي بعبرةٍ وعويل.................واندبي ما ندبت آل الرسول


سبعة منهم لصلب علي................قد أبيدوا وسبعة لعقيل


وقد أراد المجرم اللعين شمر قتل علي السجاد(ع) ولكن منعه اللعين عمرو بن سعد لظنه أنه هالك لا محالة لشدة مرضه ولكن يأبى الله إلا إن يتم نوره ولو كره الكافرون وتبقى السلالة الطاهرة للرسول ولأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء(عليه السلام)باقية بحيث يقال أن عدد العلويين والسادة بالذات في العالم يبلغ عشرات الملايين.


6 ) وجاء حمل السبايا على أقتاب الإبل في رث الثياب وهنا الموقف الذي يبكي أي محب وموالي وحتى كل إنسان شريف فجاءت أم كلثوم تركب الجمل فساعدتها العقيلة زينب في الصعود فقالت لها أم كلثوم أنت ساعدتني في ركوبي ولكن من ذا الذي سوف يركبك البعير فجالت بنظرها في معسكر الحسين ونحو أخيها العباس كفيلها الذي كان يصعدها وحاميها ونادته وقالت ((أين أنت يا عباس إلا من بعدك على الدنيا السلام))وبكت وشهقت حتى كاد يغشي عليها.


7 ) وفي موقف كانت عقيلة الطالبيين تحرس حرم رسول الله فلم تجد الرباب في ليل عاشوراء وبعد مقتل أحبتها وأهلها فخرجت من الخباء فشاهدت رجلاً فقالت ((من أنت))فقال لها : سيدتي أني جندي أمرني عمرو بن سعد أن أحرسكم فأنت وبكت وقال(( من لي بعد العباس يحرسني))وسألته هل ((شاهدت أمراة مرت من أمامك؟))فقال لها : نعم سيدتي أمراة خرجت في جنح الليل نحو صرعاكم من الجثث فهرولت ووجدتها عند أبنها عبد الله الرضيع وقد احتضنته فقالت لها زينب(ع) ((ماذا تفعلين)) فقالت لها الرباب : (( سيدتي لقد شربت وارتويت وقد در الحليب من صدري فذهبت إلى رضيعي علي فيه أجد حياة وأسقيه وقد كان صدري يوجعني من كثرة الحليب)فأي صورة يمكن أن تتخيلها في هذه الأم المفجوعة في رضيعها والذي ذبح من الوريد إلى الوريد بدون أي ذنب وأي طاقة صبر وتحمل للحوراء الصابرة زينب(ع) في تحمل هذه الأحزان والأهوال التي تطير عقل الرجال الشجعان في هذه المصائب المتتالية.


8 ) وتم قطع الرؤوس كلها ورفعوها على الحراب،وتركوا الجثث ملقاة على الرمضاء لا يدفنونها ولم يصلوا عليها ومروا بالنساء حواسر على أقتاب الإبل على مصارع أحبائهم فأخذن بالبكاء والعويل أغشي قسم من هول الصدمة وهذا كان في منتهى الغلظة والقسوة من قبل اللعين عمرو بن سعد وشمر والجيش وصاحت زينب ((يا محمداه !هذا الحسين بالعراء محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا))فوجم كل من في المعسكر فبكى العدو كما بكى الصديق.


9 ) وطيف بالرؤوس في الكوفة مع السبايا حواسر ذرراي وحرم رسول الله(ص) وفي ملابس رثة وبالية والأطفال مغلولة بالأغلال في مشهد لا يراعي أي ذمة ولا يقوم بها أي شخص يملك أي ذرة من الإنسانية وتم أسكانهم في خربة الكوفة النساء مع الأطفال وهم يعانون من القهر والتعذيب والضرب بالسياط وفي اليوم التالي أدخلوا على أبن مرجانة المجهول النسب والذي أراد التشفي بقتل الحسين ولكن العقيلة زينب(ع) وهي حفيدة حيدر الكرار(ع) لم تعطه هذه الفرصة والتي ردت وبشجاعة الطالبيين المعهودة والتي تحدت ذلك الطاغية التي يهاب منه الرجال بمقولتها المشهورة بعد أن اجترأ عليها اللعين فقالت له((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر،وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا وهم رجال خرجوا جل عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم فكان القتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة وسيجمع الله بينك وبينهم،فتحاجون إليه وتخاصمون عنده فلمن الفلج يوم ذاك))فأي شجاعة تلك التي تحملها تلك السيدة الجليلة روحي لها الفداء وهي التي حالت دون قتل زين العابدين(ع) ومنعت أبن مرجانة من تحقيق مأربه فوقف هذا العين من شجاعتها وهو يقول متعجباً : يا للرحم ..أني لأظنها ودت أني قتلتها معها.


واني أورد هذه أمثلة قليلة لوحشية هؤلاء جلاوزة الطاغية يزيد فيما فعلوه في هذه الواقعة الأليمة التي تقرأون الكتب فظائع أكثر يشيب لها الطفل الصغير لما فعلوه من فظائع وأجرام في حرم وعقائل رسول الله وأترك لكم الباقي لكي تتخيلوا ماذا حصل في هذه الواقعة والتي يصورها بعض الكتاب المحسوبين علينا أنهم كتاب ومسلمين في تدليس وتحريف الحقائق عن موضعها الصحيح ،لكن لا والله فما دام يوجد الكتاب والمؤرخين الشرفاء الذين إلا أن يقول الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم.


ما بعد الواقعة :


وانتهت واقعة الطف ولم يبحث الكتاب الجهابذة الأمور التي حدثت بعد ذلك للتمويه والتزوير في التاريخ ولكن يبقى الحق بين والظلال بين وجريرة كربلاء كانت من معاهد الإيمان بحرب النور والظلام وركب الناس أغلبهم الفزع الدائم الذين حاربوا الحسين(ع) لأنهم عرفوا مدى الجرم والأثم الذي اقترفوه،وسنوضح بعض الأمثلة لهؤلاء الأوغاد،ومن هؤلاء رجل من بني أيان بن دارم كان يقول :قتلت شاباً أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود..فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها،فأصبح فما يبقى أحد في الحي إلا سمع صياحي.ورآه هذا الرجل صاحب له بعد حين وقد تغير وجهه وأسود لونه فقال له : ما كدت أعرفك وكان يعرفه جميلاً شديد البياض،وهذا المجرم الآخر حرملة بن كاهل الأسدي الذي كان معه أيضاً بعد قتل الرضيع رأس العباس وكان في السابق نظر الوجه وشاهدوه بعد فترة قد أسود وجهه وحدث معه مثل ما حدث مع الرجل الذي يلقيه في جهنم،وهذا الوغد بقى في الكوفة وحدث أن ذهب المنهال إلى المدينة للحج فمر على أمامه زين العابدين(ع)للسلام عليه فقال له (ع) ((كيف وجدت حرملة قاتل رضيعنا)) فقال له : أنه في أتم صحة وعافية،هنالك رفع يديه السجاد ودعا عليه وقال ((اللهم أسقه النار والموت)) ورجع المنهال إلى الكوفة وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي قد قام بثورته وهناك وجدوا حرملة قد كان مختبئاً فتصايحوا بمسك هذا المجرم فأدخلوه على المختار وكان حاضراً المنهال في مجلسه فقال له أحكي كيف قتلت رضيع الأمام روحي له الفداء،فقال : أنه أبن زياد واللعين بن سعد يعطونني عن كل سهم أصيب به ألف درهم وقد شاهدت حمل الرضيع من قبل الحسين وشاهدت نحره الذي كان شديد البياض فرميته وذبحته من الوريد إلى الوريد،عند ذلك أمر المختار بقتله ولكن قال في الأول نحرقك ونكويك بالنار ثم نقتلك عند ذلك قال المنهال سبحان الله فالتفت المختار إليه وقال كيف تقول سبحان الله على المجرم ،فذكر للمختار ما دار بينه وبين علي السجاد(ع)ودعوته فسجد المختار شكراً لله لأنه حقق دعوة أمامه. وقد ذكرت أنه مع في ليل عاشوراء رأس أبي الحسين وجاء إلى بيته ودخل إلى أمرآته وكانت تدعى النوار وهي حضرمية فقال لها أبشر ي فقد جئتك بالذهب والفضة والأموال فقالت له كيف؟ فقال لها من هذا الرأس فقالت : ومن يكون؟فقال لها : أنه رأس الحسين عند ذلك شهقت وبكت وصاحت وقالت له : و الله لن يجمعني بيني بينك سقف بيت ورأس أبن بنت رسول الله معنا،وكانت شيعية موالية من شيعة أمير المؤمنين فذهبت إلى الفناء وأخذت الرأس وهي تبكي وأغشي عليها عند ذلك جاءت أربع نسوة عليهن جلال النبوة فقالت لها أعطيني الرأس فأنا أحق به فقال لها كلا فأنه في ضيافتي وأنه لي لكي أتبرك به ولعن الله القوم الذين قتلوا سبط النبي المختار.فقالت لها النوار : ومن أنت. فقالت لها المرأة : أنا والدة هذا العطشان الذبيح من الوريد إلى الوريد ومن القفا أعطيه لكي أشم ولدي وأخاصم به هؤلاء المجرمين يوم القيامة ،عند ذلك شهقت النوار وأغمي عليها.


ونأتي اللعين إلى شمر بن ذي الجوشن (رجس البشرية كلها)وهذا مايصفه الكاتب المصري مأمون غريب بهذا الوصف فقد ذهب إلى أبن مرجانة وهو يتيه مزهواً بأنه السبب وراء قتل الحسين وأنه هو الذي وراء أحتزاز الرأس الشريف وفعلته التي فعلها والتي لا تغتفر ممنياً نفسه بالمال والمنصب والجاه والذهب والفضة،واستقبله اللعين الآخر عبيد الله الذي ظن أنه سيفر بجريمته ويهرب من فعلته وأنه سينال الحظوة لدى يزيد اللعين الثالث.


ودخل الشمر وهو يحمل رأس الأمام الحسين(ع) ووضعها أمام ابن زياد وهو ينشد :


أملأ ركابي فضة وذهباً...............فقد قتلت الملك المحجبا


ومن يصلي القبلتين في الصباح


وخيرهم إذ يذكرون النسبا............... قتلت خير الناس أماً وأباً!!


وهنا وقع رجس البشرية في شر أعماله فهو يقر ويعترف أمام أميره بأنه قتل الإنسان الصالح الذي يصلي خير صلاة ويقوم خير قيام،وأنه من خير الناس نسباً،وخير الناس أماً وأباً!فماذا يكون جزاء فعلته الشنيعة،فقال له بن مرجانة : إذا علمت ذلك فلم قتلته..والله لا نلت مني خير ولألحقتك به.وأمر عبيد الله أن تقطع رقبته،وأن تطأ الخيل صدره!!يا الله ويا لحكمة الأقدار..لقد قتل الشمر بيد سيده الذي كان يطيعه طاعة عمياء قتله وأنهى أمره برمي لحمه إلى الكلاب..وأنتهى أمر هذا المجرم الخسيس ولا يذكر أسمه إلا ويلعنه كل من يعرف الفضيلة ويحتقر الذين يريدون الحياة الدنيا على حساب المبادئ والقيم.


ولم يمض سوى أربع سنوات على واقعة الطف حتى التاريخ يأخذ منحى آخر ..فقد أندلعت ثورة المختار بن عبيد الله..الذي تزعم ثورة التوابين التي كانت تنادي بالانتقام والأخذ بثار الأمام الحسين(ع)..وقد أرسل رسالة إلى التوابين يقول لها فيهم (أما ورب البحار والخيل والأشجار..والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقلتن كل جبار بكل لدن خاطر، في جموع الأنصار،ليسوا بميل أغمار،ولا بعزل أشرار،حتى إذا أقمت عمود الدين،ورأيت شعث صدع المسلمين،وشفيت غليل صدور المؤمنين،وأدركت بثأر النبيين،لم يكبر على زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى))وقد قام بثورته بعد موت يزيد بثورة ضد النظام الأموي وقاد حركة التوابين الذين نادت يا لثارات الحسين وتم قتل عبيد الله بن زياد أمير الكفر والظلام وتم إحضار رأسه في طست في دار الأمارة كما تم إحضار الرأس الشريف لسيد الشهداء(ع) أمام هذا اللعين من قبل وقد قيل ((بشر القاتل بالقتل)).


أما اللعين الآخر عمرو بن سعد فقد تم قتله في ثورة المختار وهو فراشه الذي قال له الحسين(ع) في معركة الطف عندما نصحه وأن يراعي الله في أهل بيت النبوة وحرمه ولكن المجرم لم يصغي إليه عند ذلك قال له((والله تموت وتقتل في فراشك ويقتلك من يثأر لنا)).وتم الاقتصاص من كل المجرمين الآخرين في أشر قتلة وأذلها فقد تم الفتك بالحصين بن نمير،وخولي بن يزيد،وأبو الحتوف،..وكل الذين ساهموا في الواقعة الأليمة.لأسق لكم حادثة فأن وغد من الأوغاد عندما استشهد أبي الأحرار الحسين(ع) وتم السلب والنهب جاء هذا المجرم وقطع الخنصر الأيمن لروحي له له الفداء لنهب الخاتم الذي لديه فجاءوا به بعد ذلك إلى المختار وقال له ماذا عملت فذكر له فعلته الخسيسة وكان المختار يعاقب مثل الفعل الشنيع الذي يقوم به المجرم ثم يقتله فقطع خنصر الوغد لكي يتعذب ثم قتله ورمى لحمه إلى الكلاب.وقد ترحم سيدي ومولاي علي زين العابدين(ع) على المختار والذي قال فيه((رحم الله المختار فقد أشفى صدور أرامل ويتامى حرم رسول الله))فرحم الله ورضوان الله على هذا المجاهد الأبي الذي لم ينم ولا جلس في مجلس إلا وقد أنتقم من كل المجرمين الذين قاموا بفعلتهم الشنيعة.


وما أكثر العظات التي يمكن أن نستفيدها من دروس التاريخ ومفكرين في الوقت بأن الله لا ينسى كل جبار عنيد فهو يمهل ولا يهمل ونعرف مغزى هذه الأحداث ونتأمل مقولة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين وهو في مكة قبل خروجه((والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي!فإذا فعلوا،سلط الله عليهم من يذلهم،حتى يكونوا أذلّ من فرم الأَمة)).




دفن الأجساد :


وبعد ثلاثة أيام تم دفن مصارع بني هاشم وتم الدفن كما تتحدث عنه أغلب المرويات أنه نساء بني أسد وردنَّ إلى نهر العلقمي للأستسقاء فشاهدهن الطير تحط على مكان ليس ببعيد وتمسح أجسامها بالدماء الموجودة وتطير مضمخة بالدماء وكان الطير ينوح على أبي الشهداء فذهبن إلى ذلك الموضع وشاهدن مصارع الرجال وبدون رؤوس فهالهن المنظر وذهبن إلى رجالهن وقالوا لهم(أنزعوا عمائمكم وأعطوها لنا لكي نقوم بدفن هذه الأجساد الشريفة المتروكة في العراء) لأنهم سمعوا بالواقعة عند ذلك ذهب الرجال ليلاً مع سلالهم ومجارفهم للدفن وكانت الليلة مقمرة ومضيئة فتحيروا في كيفية الدفن لأن كانت الأجساد كلها بدون رؤوس هناك جاء رجل متشح بالسواد وملثم ويتكيء على العكاز لمرضه الشديد فتهيبوا منه ولكنه طمأنهم وقال لهم ((ماذا تعملون هنا)) فقالوا له: يا أخا العرب نريد دفن هذه الأجساد الشريفة ولكن لا نعرف هوية كل جسد،عند ذلك قال لهم أنا أدلكم على كيفية الدفن فوجههم وقالوا أحفروا حفرة كبيرة وووضعوا أجساد الأنصار وصلى عليهم ودعا لهم في الزيارة المعهودة (( السلام عليكم يا أولياء واواداءه...إلى آخر الزيارة)) وجاء إلى جسد أبي الشهداء ولم يستطع أحد حمله لترضضه بسنابك الخيل فجاءوا ببارية أي حصيرة ووضع الجسد الشريف عليها وقال له هل نعينك على الدفن فقال لهم ((كلا فأنه يوجد من يعنيني)) ولم يدفنه وبحث عن الخنصر المقطوع من أبي عبد الله الحسين(ع) كما ذكرنا آنفاً ووجدوه وهوى على الجسد المبارك من السماء وقال((لك العتبى يا الله والسلام عليك يا أبا عبد الله والدنيا من بعدك عليها العفا أما حزني عليك فسرمد)) ودفن جسد شريف ومبارك عند رجل أبي الشهداء وهو جسد علي الأكبر(ع)وعندما أراد دفنه خرج صوت من منحر الحسين وقال له ((بني علي أدفن ولدي الرضيع عبد الله على صدري)) ووضعه على صدره وتم دفن الأجساد الطاهرة المطهرة وصلى عليهم وهو لا يفتر من البكاء تذكر الواقعة الأليمة وزرع سدرة للدلالة على موضع قبر أبي عبداله الحسين(ع)ثم جاء إلى جسد شريف طاهر آخر وهو حبيب بن مظاهر الأسدي ودفنه بالقرب من الحسين وهو موجود داخل الحضرة الحسينية وصلى عليه وفي الزيارة المعهودة لهذا الشيخ الجليل التي تقول((السلام عليك أيها العبد الصالح...))التي دعا لها به.


فجاء إلى الرجال فقال لهم من بقى فقالوا يا أخا العرب بقى جسد بطل مقطوع الكفين قرب نهر العلقمي فعرفه فذهب غليه حفروا القبر ثم جهزه وهوى على جسد أبي الفضل العباس(ع) قمر العشيرة وقال ((السلام عليك يا عماه قد كنت نعم الأخ المواسي لآخوه والناصر والذاب عنه،فلعن من قتلك وظلمك)).


وهكذا تم الدفن وتم التعليم على القبور والتعريف بهم فجاء رجال بني أسد إلى الرجل الملثم وقالوا له :من أنت يا أخا العرب؟،عند ذلك كشف عن لثامه وقل لهم((أنا الذين رأيت ما رأيت من مصارع أبي وأهلي أحبتي،أنا ابن من كان جسده بالعراء والرأس على القنا يدور في الكوفة، أنا علي زين العبدين))فهوى الرجال يقبلون قدميه ويقولون له عظم الله لك الأجر في استشهادهم.


ثم رجع إلى الخربة وشاهد عمته العقيلة زينب(ع) تصلي صلاة الليل من جلوس فقال لها((عمة أراك تصلين من جلوس))فقالت له ((لم تعد بي طاقة للوقوف والصلاة للقهر والتعب والتعذيب بالسياط التي تعرضت لها)) فلاحظوا مدى المصيبة التي حلت بهذه السيدة الجليلة وهذا هو أهل بيت النبوة والذين لا يتركوا صلواتهم ومستحباتهم ونوافلهم من القيام وفي أحلك الظروف وفي أشد المصائب التي تطير لها عقول الرجال الشجعان أليس هم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ومعدن الرسالة.ثم سألته ((أين كنت يا نور عيني))فقال لها ((عمة دفنت الأجساد المتروكة في العراء ثلاثة أيام وبدون رؤوس))عند ذلك بكت عقيلة الهاشميين((من لي بعد هذا وجه اصطبح به بعد أخي الحسين،وأين كفيلي وسندي أبي الفضل العباس وأين أهلي وأخوتي الذين أصبحت بلا ناصر بعدهم،فعلى الدنيا السلام)) .




إلى هنا انتهت هذه الواقعة الفاجعة والتي أردت أن أرويها لكم ومدى الظلامة التي تعرض لها أهل بيت النبوة،ولكن يبقى سؤال،هل أنتصر الحسين بسفك دمه الشريف؟.هذا ما سأحاول الإجابة في الحلقة القادمة أن كان لنا في العمر بقية،والحمد لله أنني أستطعت ومن خلال منتداكم الثر والغني في توضيح وإلقاء الضوء على المدرسة العظيمة لثورة الحسين التي لا أستطيع الإحاطة بكل هذا السفر الخالد والمضامين الإنسانية لهذه الثورة الخالدة والمحفورة ليس في كل قلب مسلم شريف وإنما في كل قلب إنساني محب للحقيقة والفضيلة والتي تحتاج إلى كتب ومجلدات تكتب عنها إلى يوم يبعثون.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


والصلاة على أشرف من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر


من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.39 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Unhappy نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 08:29 PM


نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا أبو القاسم محمد قنديل السماء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


إما بعد فنستكمل حلقاتنا في واقعة الطف الخالدة التي سجلها التاريخ بأحرف من نور بقت خالدة إلى يوم يبعثون وندعو من الله أن يوفقنا في ذلك


مأثم مخزية :


نقول في هذا الباب أنها كانت حرب بين أشرف الناس وعلى الطرف الآخر أوضع وأحقر الناس وسوف أوجز لكم هذه الفظائع التي ارتكبوها بني أمية والذين يدعون الكتاب المحسوبين على الإسلام أن يزيد خليفة المسلمين وأن جلاوزته جند الإسلام،ولنتطرق إلى الأفعال التي قاموا بها والتي يقزز منها البشر والتي لا تحسب إلا في منزلة الحيوانات المتوحشة التي لا تمتلك أي قلب.


1 ) وهي قتل عيد الله الرضيع الذي طلب سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) فعاجله حرملة بن كاهل ألأسدي لعنه الله بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ويقول هذا اللعين أنه كان يحصل عن كل سهم يصيب به ألف درهم وقد قال هذا اللعين أنه عندما ذبحه أعتنق الرضيع والده من شدة الألم وأخذ الدم روحي له الفداء فرمى به إلى السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة وهذا يعني أن الله والسماء تقبلت هذا الدم وتم سقيه من ماء الكوثر.


2 ) عند استشهاد علي الأكبر(ع) جمح الجواد به إلى معسكر الأعداء فما لبثوا أن قام الأوغاد وهو متوفي روحي له الفداء بتقطيعه أرباً أرباً وإرساله إلى أبيه،فما هذه الوحشية في التمثيل بالميت بدون مراعاة لأي حرمة مع العلم أن اللعين عبد الرحمن بن ملجم قاتل أمير المؤمنين(ع) عندما جيء به إليه قال لهم ((أطعموه من طعامنا واسقوه من شرابنا وإذا مت فاضربوه ضربة واحدة ولا تمثلوا به لأني سمعت حبيبي رسول الله(ص) لا تمثلوا حتى بالكلب العقور)) فأي خلق أتصف به أهل بيت النبوة وأي خلق هؤلاء الحاقدين الأنجاس في تعاملهم الذي ليس بالإنساني ويخالف العرف والمثل.


3 ) عند استشهاد أبي الأحرار لجئوا المجرمين إلى سلب ملابسه وأرديته بكل لؤم وخسة ووحشية وجعلوه عارياً في الرمضاء ولكن كما قلت سابقاً لحفته الرمال وغطته وجاء الأسد وبقدرة الله سبحانه وتعالى وإكراما لأبي الشهداء وظلل عليه من حر الشمس التي كانت في تلك الأيام شديدة القيظ، ويقال حتى بكى عليه فما أعظمك وأشمخك التي بكت عليك الحيوانات لاستشهادك وناح عليك الجن والملائكة.


4 ) وقاموا بعد استشهاده بحرق الخيم ونهب الحلي والثياب من حرم رسول الله بدون مراعاة لأي حرمة،فكان همهم الأول إلى الأسلاب التي يطلبونها حيث وجدوها ،فهرعوا إلى عقائل وحرم رسول الله ينازعوهن ثيابهن وحليهن التي على أجسادهن لايرعون حرم رسول أو دين أو مروءة ،وفي الحوادث أن مجرماً من جيش يزيد ولا أقول جندياً لأن الجندي له قيم يتعلم بها من قادته العسكريين شاهد علوية لابسة قرطاً فنزعها منها عنوة وبدون أي رحمة وأدمى أذنيها فلاحظوا مدى الخسة والوحشية التي يدين بها هؤلاء الأوغاد وهذه الأسلاب كانت لا تغني ولا تسمن من جوع فأي رحمة نزعت من جيش الطاغية بن زياد ويقول التاريخ أنهم مسلمون.


5 ) وهجموا على مخيم الحسين وقد ذكر المؤرخون أنه تم قتل عشرين علوي وعلوي من الأطفال تحت سنابك الخيل بدون أي وازع أو سبب وقتلوا من لا غرض في قتله وروعوا من لا مكرمة في ترويعه،وكان الطفل أو الطفلة تخرج من الخباء وجلاً خائفاً فينقض عليه الخيال المجرم ويطعنه بالرمح أو يضربه بالسيف بمرأى من الأم أو الأخت أو العمة،وليس هذا مبالغة فقد ذكر الكتاب أنه قتل في كربلاء كل كبير وصغير من سلالة أمير المؤمنين أبا الحسن(ع) ولم ينج من الذكور إلا زين العابدين(ع) روحي له الفداء وفي ذلك يقول الشاعر سراقة الباهلي :


عين جودي بعبرةٍ وعويل.................واندبي ما ندبت آل الرسول


سبعة منهم لصلب علي................قد أبيدوا وسبعة لعقيل


وقد أراد المجرم اللعين شمر قتل علي السجاد(ع) ولكن منعه اللعين عمرو بن سعد لظنه أنه هالك لا محالة لشدة مرضه ولكن يأبى الله إلا إن يتم نوره ولو كره الكافرون وتبقى السلالة الطاهرة للرسول ولأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء(عليه السلام)باقية بحيث يقال أن عدد العلويين والسادة بالذات في العالم يبلغ عشرات الملايين.


6 ) وجاء حمل السبايا على أقتاب الإبل في رث الثياب وهنا الموقف الذي يبكي أي محب وموالي وحتى كل إنسان شريف فجاءت أم كلثوم تركب الجمل فساعدتها العقيلة زينب في الصعود فقالت لها أم كلثوم أنت ساعدتني في ركوبي ولكن من ذا الذي سوف يركبك البعير فجالت بنظرها في معسكر الحسين ونحو أخيها العباس كفيلها الذي كان يصعدها وحاميها ونادته وقالت ((أين أنت يا عباس إلا من بعدك على الدنيا السلام))وبكت وشهقت حتى كاد يغشي عليها.


7 ) وفي موقف كانت عقيلة الطالبيين تحرس حرم رسول الله فلم تجد الرباب في ليل عاشوراء وبعد مقتل أحبتها وأهلها فخرجت من الخباء فشاهدت رجلاً فقالت ((من أنت))فقال لها : سيدتي أني جندي أمرني عمرو بن سعد أن أحرسكم فأنت وبكت وقال(( من لي بعد العباس يحرسني))وسألته هل ((شاهدت أمراة مرت من أمامك؟))فقال لها : نعم سيدتي أمراة خرجت في جنح الليل نحو صرعاكم من الجثث فهرولت ووجدتها عند أبنها عبد الله الرضيع وقد احتضنته فقالت لها زينب(ع) ((ماذا تفعلين)) فقالت لها الرباب : (( سيدتي لقد شربت وارتويت وقد در الحليب من صدري فذهبت إلى رضيعي علي فيه أجد حياة وأسقيه وقد كان صدري يوجعني من كثرة الحليب)فأي صورة يمكن أن تتخيلها في هذه الأم المفجوعة في رضيعها والذي ذبح من الوريد إلى الوريد بدون أي ذنب وأي طاقة صبر وتحمل للحوراء الصابرة زينب(ع) في تحمل هذه الأحزان والأهوال التي تطير عقل الرجال الشجعان في هذه المصائب المتتالية.


8 ) وتم قطع الرؤوس كلها ورفعوها على الحراب،وتركوا الجثث ملقاة على الرمضاء لا يدفنونها ولم يصلوا عليها ومروا بالنساء حواسر على أقتاب الإبل على مصارع أحبائهم فأخذن بالبكاء والعويل أغشي قسم من هول الصدمة وهذا كان في منتهى الغلظة والقسوة من قبل اللعين عمرو بن سعد وشمر والجيش وصاحت زينب ((يا محمداه !هذا الحسين بالعراء محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا))فوجم كل من في المعسكر فبكى العدو كما بكى الصديق.


9 ) وطيف بالرؤوس في الكوفة مع السبايا حواسر ذرراي وحرم رسول الله(ص) وفي ملابس رثة وبالية والأطفال مغلولة بالأغلال في مشهد لا يراعي أي ذمة ولا يقوم بها أي شخص يملك أي ذرة من الإنسانية وتم أسكانهم في خربة الكوفة النساء مع الأطفال وهم يعانون من القهر والتعذيب والضرب بالسياط وفي اليوم التالي أدخلوا على أبن مرجانة المجهول النسب والذي أراد التشفي بقتل الحسين ولكن العقيلة زينب(ع) وهي حفيدة حيدر الكرار(ع) لم تعطه هذه الفرصة والتي ردت وبشجاعة الطالبيين المعهودة والتي تحدت ذلك الطاغية التي يهاب منه الرجال بمقولتها المشهورة بعد أن اجترأ عليها اللعين فقالت له((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر،وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا وهم رجال خرجوا جل عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم فكان القتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة وسيجمع الله بينك وبينهم،فتحاجون إليه وتخاصمون عنده فلمن الفلج يوم ذاك))فأي شجاعة تلك التي تحملها تلك السيدة الجليلة روحي لها الفداء وهي التي حالت دون قتل زين العابدين(ع) ومنعت أبن مرجانة من تحقيق مأربه فوقف هذا العين من شجاعتها وهو يقول متعجباً : يا للرحم ..أني لأظنها ودت أني قتلتها معها.


واني أورد هذه أمثلة قليلة لوحشية هؤلاء جلاوزة الطاغية يزيد فيما فعلوه في هذه الواقعة الأليمة التي تقرأون الكتب فظائع أكثر يشيب لها الطفل الصغير لما فعلوه من فظائع وأجرام في حرم وعقائل رسول الله وأترك لكم الباقي لكي تتخيلوا ماذا حصل في هذه الواقعة والتي يصورها بعض الكتاب المحسوبين علينا أنهم كتاب ومسلمين في تدليس وتحريف الحقائق عن موضعها الصحيح ،لكن لا والله فما دام يوجد الكتاب والمؤرخين الشرفاء الذين إلا أن يقول الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم.


ما بعد الواقعة :


وانتهت واقعة الطف ولم يبحث الكتاب الجهابذة الأمور التي حدثت بعد ذلك للتمويه والتزوير في التاريخ ولكن يبقى الحق بين والظلال بين وجريرة كربلاء كانت من معاهد الإيمان بحرب النور والظلام وركب الناس أغلبهم الفزع الدائم الذين حاربوا الحسين(ع) لأنهم عرفوا مدى الجرم والأثم الذي اقترفوه،وسنوضح بعض الأمثلة لهؤلاء الأوغاد،ومن هؤلاء رجل من بني أيان بن دارم كان يقول :قتلت شاباً أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود..فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها،فأصبح فما يبقى أحد في الحي إلا سمع صياحي.ورآه هذا الرجل صاحب له بعد حين وقد تغير وجهه وأسود لونه فقال له : ما كدت أعرفك وكان يعرفه جميلاً شديد البياض،وهذا المجرم الآخر حرملة بن كاهل الأسدي الذي كان معه أيضاً بعد قتل الرضيع رأس العباس وكان في السابق نظر الوجه وشاهدوه بعد فترة قد أسود وجهه وحدث معه مثل ما حدث مع الرجل الذي يلقيه في جهنم،وهذا الوغد بقى في الكوفة وحدث أن ذهب المنهال إلى المدينة للحج فمر على أمامه زين العابدين(ع)للسلام عليه فقال له (ع) ((كيف وجدت حرملة قاتل رضيعنا)) فقال له : أنه في أتم صحة وعافية،هنالك رفع يديه السجاد ودعا عليه وقال ((اللهم أسقه النار والموت)) ورجع المنهال إلى الكوفة وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي قد قام بثورته وهناك وجدوا حرملة قد كان مختبئاً فتصايحوا بمسك هذا المجرم فأدخلوه على المختار وكان حاضراً المنهال في مجلسه فقال له أحكي كيف قتلت رضيع الأمام روحي له الفداء،فقال : أنه أبن زياد واللعين بن سعد يعطونني عن كل سهم أصيب به ألف درهم وقد شاهدت حمل الرضيع من قبل الحسين وشاهدت نحره الذي كان شديد البياض فرميته وذبحته من الوريد إلى الوريد،عند ذلك أمر المختار بقتله ولكن قال في الأول نحرقك ونكويك بالنار ثم نقتلك عند ذلك قال المنهال سبحان الله فالتفت المختار إليه وقال كيف تقول سبحان الله على المجرم ،فذكر للمختار ما دار بينه وبين علي السجاد(ع)ودعوته فسجد المختار شكراً لله لأنه حقق دعوة أمامه. وقد ذكرت أنه مع في ليل عاشوراء رأس أبي الحسين وجاء إلى بيته ودخل إلى أمرآته وكانت تدعى النوار وهي حضرمية فقال لها أبشر ي فقد جئتك بالذهب والفضة والأموال فقالت له كيف؟ فقال لها من هذا الرأس فقالت : ومن يكون؟فقال لها : أنه رأس الحسين عند ذلك شهقت وبكت وصاحت وقالت له : و الله لن يجمعني بيني بينك سقف بيت ورأس أبن بنت رسول الله معنا،وكانت شيعية موالية من شيعة أمير المؤمنين فذهبت إلى الفناء وأخذت الرأس وهي تبكي وأغشي عليها عند ذلك جاءت أربع نسوة عليهن جلال النبوة فقالت لها أعطيني الرأس فأنا أحق به فقال لها كلا فأنه في ضيافتي وأنه لي لكي أتبرك به ولعن الله القوم الذين قتلوا سبط النبي المختار.فقالت لها النوار : ومن أنت. فقالت لها المرأة : أنا والدة هذا العطشان الذبيح من الوريد إلى الوريد ومن القفا أعطيه لكي أشم ولدي وأخاصم به هؤلاء المجرمين يوم القيامة ،عند ذلك شهقت النوار وأغمي عليها.


ونأتي اللعين إلى شمر بن ذي الجوشن (رجس البشرية كلها)وهذا مايصفه الكاتب المصري مأمون غريب بهذا الوصف فقد ذهب إلى أبن مرجانة وهو يتيه مزهواً بأنه السبب وراء قتل الحسين وأنه هو الذي وراء أحتزاز الرأس الشريف وفعلته التي فعلها والتي لا تغتفر ممنياً نفسه بالمال والمنصب والجاه والذهب والفضة،واستقبله اللعين الآخر عبيد الله الذي ظن أنه سيفر بجريمته ويهرب من فعلته وأنه سينال الحظوة لدى يزيد اللعين الثالث.


ودخل الشمر وهو يحمل رأس الأمام الحسين(ع) ووضعها أمام ابن زياد وهو ينشد :


أملأ ركابي فضة وذهباً...............فقد قتلت الملك المحجبا


ومن يصلي القبلتين في الصباح


وخيرهم إذ يذكرون النسبا............... قتلت خير الناس أماً وأباً!!


وهنا وقع رجس البشرية في شر أعماله فهو يقر ويعترف أمام أميره بأنه قتل الإنسان الصالح الذي يصلي خير صلاة ويقوم خير قيام،وأنه من خير الناس نسباً،وخير الناس أماً وأباً!فماذا يكون جزاء فعلته الشنيعة،فقال له بن مرجانة : إذا علمت ذلك فلم قتلته..والله لا نلت مني خير ولألحقتك به.وأمر عبيد الله أن تقطع رقبته،وأن تطأ الخيل صدره!!يا الله ويا لحكمة الأقدار..لقد قتل الشمر بيد سيده الذي كان يطيعه طاعة عمياء قتله وأنهى أمره برمي لحمه إلى الكلاب..وأنتهى أمر هذا المجرم الخسيس ولا يذكر أسمه إلا ويلعنه كل من يعرف الفضيلة ويحتقر الذين يريدون الحياة الدنيا على حساب المبادئ والقيم.


ولم يمض سوى أربع سنوات على واقعة الطف حتى التاريخ يأخذ منحى آخر ..فقد أندلعت ثورة المختار بن عبيد الله..الذي تزعم ثورة التوابين التي كانت تنادي بالانتقام والأخذ بثار الأمام الحسين(ع)..وقد أرسل رسالة إلى التوابين يقول لها فيهم (أما ورب البحار والخيل والأشجار..والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقلتن كل جبار بكل لدن خاطر، في جموع الأنصار،ليسوا بميل أغمار،ولا بعزل أشرار،حتى إذا أقمت عمود الدين،ورأيت شعث صدع المسلمين،وشفيت غليل صدور المؤمنين،وأدركت بثأر النبيين،لم يكبر على زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى))وقد قام بثورته بعد موت يزيد بثورة ضد النظام الأموي وقاد حركة التوابين الذين نادت يا لثارات الحسين وتم قتل عبيد الله بن زياد أمير الكفر والظلام وتم إحضار رأسه في طست في دار الأمارة كما تم إحضار الرأس الشريف لسيد الشهداء(ع) أمام هذا اللعين من قبل وقد قيل ((بشر القاتل بالقتل)).


أما اللعين الآخر عمرو بن سعد فقد تم قتله في ثورة المختار وهو فراشه الذي قال له الحسين(ع) في معركة الطف عندما نصحه وأن يراعي الله في أهل بيت النبوة وحرمه ولكن المجرم لم يصغي إليه عند ذلك قال له((والله تموت وتقتل في فراشك ويقتلك من يثأر لنا)).وتم الاقتصاص من كل المجرمين الآخرين في أشر قتلة وأذلها فقد تم الفتك بالحصين بن نمير،وخولي بن يزيد،وأبو الحتوف،..وكل الذين ساهموا في الواقعة الأليمة.لأسق لكم حادثة فأن وغد من الأوغاد عندما استشهد أبي الأحرار الحسين(ع) وتم السلب والنهب جاء هذا المجرم وقطع الخنصر الأيمن لروحي له له الفداء لنهب الخاتم الذي لديه فجاءوا به بعد ذلك إلى المختار وقال له ماذا عملت فذكر له فعلته الخسيسة وكان المختار يعاقب مثل الفعل الشنيع الذي يقوم به المجرم ثم يقتله فقطع خنصر الوغد لكي يتعذب ثم قتله ورمى لحمه إلى الكلاب.وقد ترحم سيدي ومولاي علي زين العابدين(ع) على المختار والذي قال فيه((رحم الله المختار فقد أشفى صدور أرامل ويتامى حرم رسول الله))فرحم الله ورضوان الله على هذا المجاهد الأبي الذي لم ينم ولا جلس في مجلس إلا وقد أنتقم من كل المجرمين الذين قاموا بفعلتهم الشنيعة.


وما أكثر العظات التي يمكن أن نستفيدها من دروس التاريخ ومفكرين في الوقت بأن الله لا ينسى كل جبار عنيد فهو يمهل ولا يهمل ونعرف مغزى هذه الأحداث ونتأمل مقولة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين وهو في مكة قبل خروجه((والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي!فإذا فعلوا،سلط الله عليهم من يذلهم،حتى يكونوا أذلّ من فرم الأَمة)).




دفن الأجساد :


وبعد ثلاثة أيام تم دفن مصارع بني هاشم وتم الدفن كما تتحدث عنه أغلب المرويات أنه نساء بني أسد وردنَّ إلى نهر العلقمي للأستسقاء فشاهدهن الطير تحط على مكان ليس ببعيد وتمسح أجسامها بالدماء الموجودة وتطير مضمخة بالدماء وكان الطير ينوح على أبي الشهداء فذهبن إلى ذلك الموضع وشاهدن مصارع الرجال وبدون رؤوس فهالهن المنظر وذهبن إلى رجالهن وقالوا لهم(أنزعوا عمائمكم وأعطوها لنا لكي نقوم بدفن هذه الأجساد الشريفة المتروكة في العراء) لأنهم سمعوا بالواقعة عند ذلك ذهب الرجال ليلاً مع سلالهم ومجارفهم للدفن وكانت الليلة مقمرة ومضيئة فتحيروا في كيفية الدفن لأن كانت الأجساد كلها بدون رؤوس هناك جاء رجل متشح بالسواد وملثم ويتكيء على العكاز لمرضه الشديد فتهيبوا منه ولكنه طمأنهم وقال لهم ((ماذا تعملون هنا)) فقالوا له: يا أخا العرب نريد دفن هذه الأجساد الشريفة ولكن لا نعرف هوية كل جسد،عند ذلك قال لهم أنا أدلكم على كيفية الدفن فوجههم وقالوا أحفروا حفرة كبيرة وووضعوا أجساد الأنصار وصلى عليهم ودعا لهم في الزيارة المعهودة (( السلام عليكم يا أولياء واواداءه...إلى آخر الزيارة)) وجاء إلى جسد أبي الشهداء ولم يستطع أحد حمله لترضضه بسنابك الخيل فجاءوا ببارية أي حصيرة ووضع الجسد الشريف عليها وقال له هل نعينك على الدفن فقال لهم ((كلا فأنه يوجد من يعنيني)) ولم يدفنه وبحث عن الخنصر المقطوع من أبي عبد الله الحسين(ع) كما ذكرنا آنفاً ووجدوه وهوى على الجسد المبارك من السماء وقال((لك العتبى يا الله والسلام عليك يا أبا عبد الله والدنيا من بعدك عليها العفا أما حزني عليك فسرمد)) ودفن جسد شريف ومبارك عند رجل أبي الشهداء وهو جسد علي الأكبر(ع)وعندما أراد دفنه خرج صوت من منحر الحسين وقال له ((بني علي أدفن ولدي الرضيع عبد الله على صدري)) ووضعه على صدره وتم دفن الأجساد الطاهرة المطهرة وصلى عليهم وهو لا يفتر من البكاء تذكر الواقعة الأليمة وزرع سدرة للدلالة على موضع قبر أبي عبداله الحسين(ع)ثم جاء إلى جسد شريف طاهر آخر وهو حبيب بن مظاهر الأسدي ودفنه بالقرب من الحسين وهو موجود داخل الحضرة الحسينية وصلى عليه وفي الزيارة المعهودة لهذا الشيخ الجليل التي تقول((السلام عليك أيها العبد الصالح...))التي دعا لها به.


فجاء إلى الرجال فقال لهم من بقى فقالوا يا أخا العرب بقى جسد بطل مقطوع الكفين قرب نهر العلقمي فعرفه فذهب غليه حفروا القبر ثم جهزه وهوى على جسد أبي الفضل العباس(ع) قمر العشيرة وقال ((السلام عليك يا عماه قد كنت نعم الأخ المواسي لآخوه والناصر والذاب عنه،فلعن من قتلك وظلمك)).


وهكذا تم الدفن وتم التعليم على القبور والتعريف بهم فجاء رجال بني أسد إلى الرجل الملثم وقالوا له :من أنت يا أخا العرب؟،عند ذلك كشف عن لثامه وقل لهم((أنا الذين رأيت ما رأيت من مصارع أبي وأهلي أحبتي،أنا ابن من كان جسده بالعراء والرأس على القنا يدور في الكوفة، أنا علي زين العبدين))فهوى الرجال يقبلون قدميه ويقولون له عظم الله لك الأجر في استشهادهم.


ثم رجع إلى الخربة وشاهد عمته العقيلة زينب(ع) تصلي صلاة الليل من جلوس فقال لها((عمة أراك تصلين من جلوس))فقالت له ((لم تعد بي طاقة للوقوف والصلاة للقهر والتعب والتعذيب بالسياط التي تعرضت لها)) فلاحظوا مدى المصيبة التي حلت بهذه السيدة الجليلة وهذا هو أهل بيت النبوة والذين لا يتركوا صلواتهم ومستحباتهم ونوافلهم من القيام وفي أحلك الظروف وفي أشد المصائب التي تطير لها عقول الرجال الشجعان أليس هم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ومعدن الرسالة.ثم سألته ((أين كنت يا نور عيني))فقال لها ((عمة دفنت الأجساد المتروكة في العراء ثلاثة أيام وبدون رؤوس))عند ذلك بكت عقيلة الهاشميين((من لي بعد هذا وجه اصطبح به بعد أخي الحسين،وأين كفيلي وسندي أبي الفضل العباس وأين أهلي وأخوتي الذين أصبحت بلا ناصر بعدهم،فعلى الدنيا السلام)) .




إلى هنا انتهت هذه الواقعة الفاجعة والتي أردت أن أرويها لكم ومدى الظلامة التي تعرض لها أهل بيت النبوة،ولكن يبقى سؤال،هل أنتصر الحسين بسفك دمه الشريف؟.هذا ما سأحاول الإجابة في الحلقة القادمة أن كان لنا في العمر بقية،والحمد لله أنني أستطعت ومن خلال منتداكم الثر والغني في توضيح وإلقاء الضوء على المدرسة العظيمة لثورة الحسين التي


لا أستطيع الإحاطة بكل هذا السفر الخالد والمضامين الإنسانية لهذه الثورة الخالدة والمحفورة ليس في كل قلب مسلم شريف وإنما في كل قلب إنساني محب للحقيقة والفضيلة والتي تحتاج إلى كتب ومجلدات تكتب عنها إلى يوم يبعثون.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


والصلاة على أشرف من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر


من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني

الصورة الرمزية شيعية موالية
شيعية موالية
شيعي حسيني
رقم العضوية : 37
الإنتساب : Jul 2006
المشاركات : 13,073
بمعدل : 2.01 يوميا

شيعية موالية غير متصل

 عرض البوم صور شيعية موالية

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 11:29 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

احسنتم وبارك الله فيكم

موفقييين بحق محمد وال محمد

نسألكم الدعااااء


توقيع : شيعية موالية



ملئي الكون فرحة وابتهاجا... واغمري النفس نفحة من حنين
وتعالي نزفها كلمات .... تقطع الشك ان دهى باليقين
كلمات تنزلت من علي ... لعلي على شفاه الامين
من مواضيع : شيعية موالية 0 معلومات
0 هل تعلم
0 قصيدة للامام علي عليه السلام
0 معلومات عامة
0 الشباب بين الأمس واليوم
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:05 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية