العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية ربيبة الزهـراء
ربيبة الزهـراء
الادارة
رقم العضوية : 84
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 39,169
بمعدل : 5.99 يوميا

ربيبة الزهـراء غير متصل

 عرض البوم صور ربيبة الزهـراء

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : ربيبة الزهـراء المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-08-2009 الساعة : 01:54 AM


الامام العاشر


الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)


الاسم: علي بن محمد (ع) .
الأب: الإمام الجواد (ع) .
الأم: السيدة سمانة المغربية.
الكنية: أبو الحسن ، ويقال له (ع) : أبو الحسن الثالث.
الألقاب: النقي، الهادي، النجيب، المرتضى، العالم، الفقيه، الناصح، الأمين، المؤتمن، الطيب، المتقي، المتوكل، العسكري، المفتاح. وأشهرها الهادي.
الأوصاف: ربع القامة، وسيع الحاجبين، له وجه حسن، يميل إلى الحمرة والبياض.
نقش الخاتم: (الله ربي وهو عصمتي من خلقه) .
وقيل: نقشه ثلاثة اسطر: (ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، استغفر الله).
مكان الولادة: المدينة المنورة، قرية صريا .
مدة العمر الشريف: 42 سنة وسبعة أشهر،
وقيل: إن عمره الشريف 40 سنة.
مدة الإمامة: 33 سنة، وقيل: وتسعة أشهر.
مكان الشهادة: سر من رأى (سامراء) .
زمان الشهادة: 3 / رجب / 254 هـ، وقيل: سنة 250 يوم الاثنين من رجب، وقيل: 8/رجب/254 هـ.
القاتل: المعتز العباسي، قتله بالسم.
المدفن: مدينة سامراء في العراق حيث مزاره الآن.
السجن: عاش الإمام (ع) مدة من عمره الشريف في سجون الظالمين.
الوالدة المكرمة :
كانت والدة الإمام (ع) من المؤمنات القانتات الصادقات الصابرات الخاشعات المتصدقات الصائمات العفيفات الذاكرات لله كثيراً.
روى علي بن مهزيار عن الإمام (ع) أنه قال: «أمي عارفة بحقي وهي من أهل الجنة، لا يقربها شيطان مارد، ولا ينالها كيد جبّار عنيد، وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام، ولا تتخلف عن أمهات الصديقين والصالحين».
وربما يفهم من هذا الحديث عصمتها الصغرى، كما هو الحال بالنسبة إلى سائر أمهات الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين).

تسبيح الإمام (ع)
وكان من تسبيحه (ع) : «سبحان من هو دائم لا يسهو، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو غني لا يفتقر، سبحان الله وبحمده».

في كثرة علومه (ع)
كان الإمام الهادي (ع) أعلم أهل زمانه، كما هو شأن كل إمام معصوم (ع) ، وكان الناس يسألونه مختلف المسائل فيجيبهم عليها.

في معرفة الباري عزوجل
عن فتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسن طريق منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق، فسمعته وهو يقول: «من اتقى الله يُتقى، ومن أطاع الله يُطاع».
قال: فتلطفت إلى الوصول إليه، فسلمت عليه.
فرد عليّ السلام وأمرني بالجلوس، وأول ما ابتدأني به أن قال: «يا فتح، من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق. وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به، جل عما يصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، وقرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيّف الكيف فلا يقال: كيف، وأيّن الأين فلا يقال: أين؛ إذ هو منقطع الكيفية والأينية، هو الواحد الأحد الصمد ] لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[ فجل جلاله.

أم كيف يوصف بكنهه محمد وقد قرنه الجليل باسمه وشركه في عطائه وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته؛ إذ يقول: ] وما نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ[ .

وقال يحكي قول من ترك طاعته وهو يعذبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها: ( يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وأَطَعْنَا الرَّسُولا).
قال فتح: فخرجت فلما كان الغد تلطفت في الوصول إليه، فسلمت عليه، فرد عليّ السلام.
فقلت: يا ابن رسول الله، أتأذن لي في مسألة اختلج في صدري أمرها ليلتي؟
قال: «سل وإن شرحتها فلي، وإن أمسكتها فلي، فصحح نظرك وتثبت في مسألتك، وأصغ إلى جوابها سمعك، ولا تسأل مسألة تعنت، واعتن بما تعتني به، فإن العالم والمتعلم شريكان في الرشد، مأموران بالنصيحة، منهيان عن الغش، وأما الذي اختلج في صدرك ليلتك فإن شاء العالم أنبأك بإذن الله، إن الله لم (يظهر عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) فكل ما كان عند الرسول كان عند العالم، وكل ما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياؤه عليه؛ كيلا تخلو أرضه من حجة، يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته.

يا فتح، عسى الشيطان أراد اللبس عليك فأوهمك في بعض ما أودعتك، وشككك في بعض ما أنبأتك، حتى أراد أزالتك عن طريق الله وصراطه
المستقيم، فقلت من أيقنت أنهم كذا، فهم أرباب، معاذ الله، إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله، داخرون راغبون، فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك فاقمعه بما أنبأتك به».
فقلت: جعلت فداك فرجت عني وكشفت ما لبس الملعون عليّ بشرحك، فقد كان أوقع بخلدي أنكم أرباب.
قال: فسجد أبو الحسن (ع) وهو يقول في سجوده: «راغما لك يا خالقي، داخرا خاضعا».
قال: فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي.
ثم قال (ع) : «يا فتح، كدت أن تُهلك وتَهلك، وما ضر عيسى إذا هلك من هلك، فاذهب إذا شئت رحمك الله».
قال: فخرجت وأنا فرح بما كشف الله عني من اللبس بأنهم هم، وحمدت الله على ما قدرت عليه، فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متك وبين يديه حنطة مقلوة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان في خلدي: أنه لا ينبغي أن يأكلوا ويشربوا إذ كان ذلك آفة، والإمام غير مئوف.

فقال: «اجلس يا فتح، فإن لنا بالرسل أسوة، كانوا يأكلون ويشربون ] ويَمْشُونَ فِي الأَسْواقِ[ (28) وكل جسم مغذو بهذا، إلا الخالق الرازق؛ لأنه جسم الأجسام، وهو لم يجسم، ولم يجزأ بتناه، ولم يتزايد ولم يتناقص، مبرأ من ذاته ما ركب في ذات من جسمه الواحد الأحد الصمد الذي ] لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[ (29) منشئ الأشياء، مجسم الأجسام، ] وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[ (30)، ] اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[ (31) الرءوف الرحيم، تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. لو كان كما يوصف لم يعرف الرب من المربوب، ولا الخالق من المخلوق، ولا المنشئ من المنشأ، ولكنه فرق بينه وبين جسمه، وشيء الأشياء إذ كان لا يشبهه شيء يرى، ولا يشبه شيئا».

من كراماته (ع) ومعاجزه

ثلاث وسبعون لساناً
عن أبي هاشم الجعفري أنه قال: (دخلت على أبي الحسن (ع) فكلمني بالهندية، فلم أحسن أن أرد عليه.

وكان بين يديه ركوة ملأى حصى، فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه ومصها ملياً، ثم رمى بها إليّ، فوضعتها في فمي، فوالله، ما برحت مكاني حتى تكلمت بثلاث وسبعين لساناً أولها الهندية) .

جنود الإمام (ع)

روي: أن المتوكل العباسي أمر عسكره وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك.

ففعلوا، فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن (ع) وأستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي، وكان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن (ع) أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج عليه.
فقال له أبو الحسن (ع) : «وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟»
قال: نعم.
فدعا الله سبحانه، فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون.
فغشي على المتوكل.
فلما أفاق قال أبو الحسن (ع) : «نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا عليك شيء مما تظن».

مع المتوكل العباسي
كان المتوكل يخاف من التفاف الناس حول الإمام (ع) فكان يضيّق عليه ويؤذيه باستمرار، وقد أسكن الإمام (ع) في منطقة العسكر ليراقب تحركاته (ع) من قرب، وربما استدعى الإمام (ع) ليلاً وأمر جلاوزته بأن يهجموا دار الإمام ويأتوا به على حاله!.

وقد سُعي إلى المتوكل بالإمام علي (الهادي) بن محمد الجواد ? أن في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وإنه (ع) عازم على الوثوب بالدولة.
فبعث إليه جماعة من الأتراك.
فهجموا داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى وهو متوجّه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن.
فحُمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له: لم نجد في بيته شيئاً ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة..
وكان المتوكل جالساً في مجلس الشرب فدخل (ع) عليه والكأس في يده، فلما رأى المتوكل الإمام (ع) هابه وعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس التي كانت في يده!
فقال (ع) : «والله ما يخامر لحمي ودمي قط، فاعفني».
فأعفاه.
فقال المتوكل: أنشدني شعراً.
فقال (ع) : إني قليل الرواية للشعر.
فقال: لابد.
فأنشده (ع) وهو جالس عنده:

باتوا على قلل الأجبال تحـــرسـهم ** غلب الرجال فلم تنفعهم القــــــلل
واستنـزلوا بعد عز من معاقـــلهم ** وأسكنوا حفراً يا بئسما نزلــــــوا
ناداهم صارخ من بعد دفنـــــــــهم ** أين الأساور والتيجان والحـــــلل
أين الوجوه التي كانت منعـــــــمة ** من دونها تضرب الأستـار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ** تلك الوجوه عليها الــــدود تقتـــتل
قد طال ما أكلوا دهراً وقد شربوا ** وأصبحوا اليوم بعد الأكل قد اُكلوا

قال: فبكى المتوكل حتى بلّت لحيته دموع عينيه.
وبكى الحاضرون.
ودفع المتوكل إلى الإمام الهادي (ع) أربعة آلاف دينار ثم رده إلى منزله مكرماً .

خان الصعاليك
عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن (ع) فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك؟
فقال: «ههنا أنت يا ابن سعيد» ثم أومأ بيده وقال: «انظر».
فنظرت، فإذا أنا بروضات آنقات وروضات ناصرات فيهن خيرات عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وأنهار تفور، فحار بصري والهاً، وحسرت عيني.
فقال (ع) : «حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك».

في شهادته (ع) مسموماً
توفي الإمام الهادي (ع) مسموماً شهيداً مظلوماً كآبائه الطاهرين (ع) وكان ذلك على يد المعتمد العباسي، في يوم الثلاثاء الثالث من رجب سنة 254هـ ، وقيل: يوم الاثنين لثلاث بقين من جمادى الآخرة نصف النهار، وله يومئذٍ أربعون سنة، وقيل: واحد وأربعون وسبعة أشهر.
وقد دفن في بيته بسامراء حيث مرقده الآن.
ولما توفي الإمام (ع) حضر جميع الأشراف والأمراء لتشييع جنازته الطاهرة، وشق الإمام العسكري (ع) جيبه، ثم انصرف إلى غسله وتكفينه ودفنه، ودفنه في الحجرة التي كانت محلاً لعبادته، واعترض بعض الجهلة على الإمام في أن شق الجيب لا يناسب شأنك، فوقع (ع) إلى من قال ذلك: «يا أحمق وما يدريك ما هذا، قد شق موسى على هارون».
ولعل قوله (ع) بهذا التعبير للدلالة على مدى أهمية العزاء لأهل البيت (ع) وتعظيم شعائرهم المقدسة.


توقيع : ربيبة الزهـراء

اتمنى اعيش بوطن والحاكم الحجة بن الحسن عج




من مواضيع : ربيبة الزهـراء 0 vista&family
0 كيف نتعامل مع كثيري الانتقاد
0 قبس من فضائل الأمام الحسين عليه السلام
0 ●» إصدار " غضــــب الرادود الحسيني جعفر القشعمي
0 سفينه الاماني ولذه الامل

الصورة الرمزية ربيبة الزهـراء
ربيبة الزهـراء
الادارة
رقم العضوية : 84
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 39,169
بمعدل : 5.99 يوميا

ربيبة الزهـراء غير متصل

 عرض البوم صور ربيبة الزهـراء

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : ربيبة الزهـراء المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-08-2009 الساعة : 01:57 AM



الامام الحادي عشر


الإمام الحسن بن علي العسكري (ع)

الاسم: الحسن بن علي (ع) .
الأب: الإمام الهادي (ع) .
الأم: حُدَيث، وقيل: سوسن، وقيل: سليل، وكانت من العارفات الصالحات.
الكنية: أبو محمد. وكان (ع) هو وأبوه وجده (ع) يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا.
الألقاب: العسكري، الزكي، الخالص، الهادي، المهتدي، النقي، الصامت، الرفيق، السراج، المضيء، الشافي، المرضي.
الأوصاف: بين السمرة والبياض(4)، أعين، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، له جلالة وهيبة.
نقش الخاتم: (سبحان من له مقاليد السماوات والأرض) .
مكان الولادة: المدينة المنورة، وقيل: سر من رأى.
زمان الولادة: يوم الجمعة 8 / ربيع الآخر/ 232 هجري، وقيل: عام 231هـ.
مدة العمر الشريف: 28 سنة، وقيل: 29 سنة.
مدة الإمامة: 6 سنوات، وقيل: 5 سنوات وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوماً .
مكان الشهادة: مدينة سامراء (سر من رأى).
زمان الشهادة: يوم الجمعة 8 / ربيع الأول / 260 هجرية.
القاتل: قتله (ع) المعتضد بالله العباسي بالسم، وروي عن الصدوق أنه سمّه المعتمد العباسي.
المدفن: سامراء / العراق ، دفن مع أبيه الإمام الهادي (ع) في داره.
وقد عاش (ع) مدة من عمرة الشريف في سجون الظالمين.
ومن آثاره (ع) : كتاب التفسير.
وكان بوابه: عثمان بن سعيد العمري، والحسين بن روح النوبختي.

علومه الكثيرة
كان الإمام العسكري (ع) أعلم أهل زمانه في كل العلوم، خاصة ما يرتبط بالشريعة الإسلامية وتفسير القرآن الحكيم.
وهكذا كان (ع) أكثر علماً من غيره حتى في علم الطب وما أشبه.
عن محمد بن الحسن المكفوف قال: حدثني بعض أصحابنا عن بعض فصّادي العسكر من النصارى: أن أبا محمد (ع) بعث إليّ يوماً في وقت صلاة الظهر، فقال لي:«افصد هذا العرق».
قال: وناولني عرقاً لم أفهمه من العروق التي تفصد، فقلت في نفسي: ما رأيت أمراً أعجب من هذا، يأمرني أن أفصد في وقت الظهر وليس بوقت فصد، والثانية عرق لا أفهمه.
ثم قال لي: «انتظر وكن في الدار».
فلما أمسى دعاني وقال لي: «سرِّح الدم» فسرحت.
ثم قال لي: «أمسك» فأمسكت.
ثم قال لي: «كن في الدار»، فلما كان نصف الليل أرسل إليّ وقال لي: «سرِّح الدم».
قال: فتعجبت أكثر من عجبي الأول، وكرهت أن أسأله، قال: فسرحت، فخرج دم أبيض كأنه الملح.
قال: ثم قال لي: «احبس».
قال: فحبست.
قال: ثم قال: «كن في الدار»، فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير فأخذتها وخرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني، فقصصت عليه القصة.
قال: فقال لي: والله ما أفهم ما تقول ولا أعرفه في شي‏ء من الطب،
ولا قرأته في كتاب، ولا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي، فاخرج إليه.
قال: فاكتريت زورقاً إلى البصرة وأتيت الأهواز، ثم صرت إلى فارس
ـ إلى صاحبي ـ فأخبرته الخبر.
قال: وقال: انظرني أياماً. فانظرته ثم أتيته متقاضياً.
قال: فقال لي: إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح (ع) في دهره مرةً .

عبادته (ع) وزهده
كان الإمام العسكري (ع) أعبد أهل زمانه، فكان كثير الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن والصيام.

ما للعب خلقنا
روي: أن البهلول رأى الإمام (ع) وهو صبي يبكي، والصبيان يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما بأيديهم فقال له: اشتري لك ما تلعب به؟
فقال: «يا قليل العقل ما للعب خلقنا».
فقال له: فلماذا خلقنا؟
قال: «للعلم والعبادة».
فقال له: ومن أين لك ذلك؟
فقال: «من قوله تعالى: ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون)».
ثم سأله أن يعظه، فوعظه (ع) بأبيات، ثم خر الحسن (ع) مغشياً عليه، فلما أفاق، قال له: ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك؟
فقال: «إليك عني يا بهلول، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تقد إلا بالصغار، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم».

هذا هو الزهد
عن كامل بن إبراهيم المدني قال في حديث:... فلما دخلت على سيدي أبي محمد ـ العسكري ـ (ع) نظرت إلى ثياب بياض ناعمة، فقلت في نفسي:
وليّ الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله!
فقال متبسماً: «يا كامل»، وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده فقال:
«هذا لله وهذا لكم» .

عبادته (ع) في السجن
روي أنه: دخل العباسيون على صالح بن وصيف ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبو محمد العسكري (ع) فقال له: ضيّق عليه ولا توسع.
فقال لهم صالح: ما أصنع به، وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم، ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟
فقالا له: ما نقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كله، لا يتكلم ولايتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين.

بعض أدعيته (ع)
كان تسبيح الإمام العسكري (ع) في اليوم السادس عشر والسابع عشر من الشهر:
«سبحان من هو في علوه دان، وفي دنوه عال، وفي إشراقه منير، وفي سلطانه قوي، سبحان الله وبحمده».

وكتب (ع) إلى بعض مواليه (لما طلب منه دعاء) ادع بهذا الدعاء:
«يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا انظر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صلّ على محمد وآل محمد، وأوسع لي في رزقي، ومد لي في عمري، وأمنن عليّ برحمتك، واجعلني ممن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل به غيري».

وكان من دعائه (ع) : «بسم الله الرحمن الرحيم، يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي عند كربتي، ويا مؤنسي عند وحدتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركتك الذي لا يرام».

من معاجزه وكراماته (ع)

بين السباع
روي أن الإمام أبا محمد العسكري (ع) سُلّم إلى نحريرٍ، فقالت له امرأته: اتق الله فإنك لا تدري من في منزلك، وذكرت عبادته وصلاحه، وأنا أخاف عليك منه.
فقال: لأرمينّه بين السباع.
ثم استأذن في ذلك، فأذن له، فرمي به إليها ولم تشكّ في أكلها له.
فنظروا من الغد إلى الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه قائماً يصلي وهي حوله، فأمر بإخراجه.

بساط الأنبياء (ع)
عن علي بن عاصم الكوفي الأعمى أنه قال: دخلت على سيدي الإمام الحسن العسكري (ع) فسلمت عليه، فرد عليّ السلام وقال: «مرحباً بك يا ابن عاصم، اجلس، هنيئاً لك يا ابن عاصم أتدري ما تحت قدميك؟»
فقلت: يا مولاي إني أرى تحت قدمي هذا البساط كرم الله وجه صاحبه.
فقال لي: «يا ابن عاصم اعلم أنك على بساط جلس عليه كثير من النبيين والمرسلين».
فقلت: يا سيدي ليتني كنت لا أفارقك ما دمت في دار الدنيا، ثم قلت في نفسي: ليتني كنت أرى هذا البساط.
فعلم الإمام (ع) ما في ضميري فقال: «أدن مني».
فدنوت فمسح يده على وجهي فصرت بصيراً بإذن الله.
ثم قال: «هذا قدم أبينا آدم (ع) وهذا أثر هابيل (ع) وهذا أثر شيث (ع) وهذا أثر إدريس (ع) وهذا أثر هود (ع) وهذا أثر صالح (ع) وهذا أثر لقمان (ع) وهذا أثر إبراهيم (ع) وهذا أثر لوط (ع) وهذا أثر شعيب (ع) وهذا أثر موسى (ع) وهذا أثر داود (ع) وهذا أثر سليمان (ع) وهذا أثر الخضر (ع) وهذا أثر دانيال (ع) وهذا أثر ذي القرنين (ع) وهذا أثر عدنان (ع) وهذا أثر عبد المطلب (ع) وهذا أثر عبد الله (ع) وهذا أثر عبد مناف (ع) وهذا أثر جدي رسول الله (ص) وهذا أثر جدي علي بن أبي طالب (ع) ».

قال: علي بن عاصم فأهويت على الأقدام فقبّلتها، وقبّلت يد الإمام (ع) وقلت له: إني عاجز عن نصرتكم بيدي وليس أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم واللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي يا سيدي؟
فقال (ع) :«حدثني أبي عن جدي رسول الله (ص) قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت، ولعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته إلى جميع الملائكة، فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة ولعنوا من لا يلعنهم، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه، وقالوا: اللهم صلّ على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل، فإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: يا ملائكتي إني قد أحببت دعاءكم في عبدي هذا، وسمعت نداءكم وصليت على روحه مع أرواح الأبرار، وجعلته من المصطفين الأخيار».

في شهادته (ع) مسموماً
توفي الإمام الحسن العسكري (ع) مسموماً شهيداً مظلوماً كآبائه الطاهرين (ع) ، وكان ذلك بالسم الذي ناوله المعتضد العباسي، وقيل: المعتمد العباسي.

وقد استشهد في اليوم الثامن من ربيع الأول سنة 260 للهجرة، وكان عمره الشريف تسعاً وعشرين سنة، كان مقامه مع أبيه (ع) ثلاثاً وعشرين سنة وأشهراً وبقي (ع) بعد أبيه خمس سنين وشهوراً.

اللحظات الأخيرة
قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) في المرضة التي مات فيها وأنا عنده، إذ قال لخادمه عقيد، وكان الخادم أسود نوبياً، خدم من قبله علي بن محمد (ع) وهو ربي الحسن (ع) فقال: «يا عقيد، اغل لي ماء بمصطكي».
فأغلى له.
ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف (ع) فلما صار القدح في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن (ع) فتركه من يده، وقال لعقيد: «ادخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فأتني به».
قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرّى، فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه.
فأوجز في صلاته.
فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه، إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (ع) .
قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلّم، وإذا هو دُرّي اللون وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان.
فلما رآه الحسن (ع) بكى وقال: «يا سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي».
وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه، فلما شربه، قال: «هيئوني للصلاة».
فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه.

فقال له أبو محمد (ع) : «أبشر يا بنيّ فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله على أرضه، وأنت ولدي ووصيي، وأنا ولدتك، وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وَلدك رسول الله (ص) وأنت خاتم الأوصياء الأئمة الطاهرين، وبَشّر بك رسول الله (ص) وسماك وكناك، وبذلك عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين، صلى الله على أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد»، ومات الحسن بن علي من وقته، صلوات الله عليهم أجمعين ))


توقيع : ربيبة الزهـراء

اتمنى اعيش بوطن والحاكم الحجة بن الحسن عج




من مواضيع : ربيبة الزهـراء 0 vista&family
0 كيف نتعامل مع كثيري الانتقاد
0 قبس من فضائل الأمام الحسين عليه السلام
0 ●» إصدار " غضــــب الرادود الحسيني جعفر القشعمي
0 سفينه الاماني ولذه الامل

الصورة الرمزية ربيبة الزهـراء
ربيبة الزهـراء
الادارة
رقم العضوية : 84
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 39,169
بمعدل : 5.99 يوميا

ربيبة الزهـراء غير متصل

 عرض البوم صور ربيبة الزهـراء

  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : ربيبة الزهـراء المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-08-2009 الساعة : 02:00 AM


الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر(ع) في سطور

الاسم: محمد بن الحسن(ع) .
الأب: الإمام الحسن العسكري (ع) .
الأم: السيدة نرجس (ع) .
الكنية: أبو القاسم.
الألقاب: المهدي، القائم، الخاتم، المنتظر، الحجة، الصاحب، الغريم، صاحب الزمان، صاحب الدار والحضرة، الناحية المقدسة، الرجل، الغلام.
الأوصاف: قال أمير المؤمنين علي (ع) على المنبر: «يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض مشرب حمرة، مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان، شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي (ص) ». وقال (ع) : «هو شاب مربوع حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ويعلو نور وجهه سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء».
نقش خاتمه: (أنا حجة الله وخاتمه).
مكان الولادة: سامراء ـ العراق.
زمان الولادة: ليلة الجمعة 15/شعبان/ 255هـ.
مدة العمر: لا يزال حياً بإذن الله تعالى حتى يظهره ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
مدة الإمامة: هو خاتم الأئمة الطاهرين (ع) .
محل ظهوره: مكة المكرمة.
محل بيعته: بين الركن والمقام.
رايته: مكتوب عليها (البيعة لله).
غيبته الصغرى: (69) سنة، وقيل: (75) سنة، وكان الإمام (ع) في هذه الفترة يتصل بشيعته عبر سفرائه الأربع، واحداً تلو الآخر كالتالي، الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد، الثاني: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان، الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح، الرابع: أبو الحسن علي بن محمد السمري.

غيبته الكبرى: بدأت بعد وفاة السفير الرابع، وهي مستمرة حتى يأذن الله له بالخروج ليملأ الأرض قسطاً وعدلا إن شاء الله تعالى، ولم تكن في هذه الفترة وكالة خاصة أو سفارة أو نيابة، بل أرجع (ع) الشيعة إلى الفقهاء العدول الذين اجتمعت فيهم شرائط التقليد.

الولادة المباركة
عن السيدة حكيمة عمة الإمام الحسن العسكري (ع) أنها قالت:
بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال: «يا عمة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة (ع) وهو حجته في أرضه».
قالت: فقلت له: ومن أمه؟
قال لي: «نرجس».
قلت له: جعلني الله فداك، والله ما بها أثر؟!.
فقال: «هو ما أقول لك».
قالت: فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع بخفي وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت؟
فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي.
قالت: فأنكرت قولي! وقالت: ما هذا يا عمة؟
فقلت لها: يا بنية، إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة.
قالت: فخجلت واستحيت.
فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثة، ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت، ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت وصلت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر وإذا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة، قالت حكيمة: فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمد (ع) من المجلس فقال: «لاتعجلي يا عمة، فهاك الأمر قد قرب».
وقالت: فجلست وقرأت (ألم السجدة) و(يس)، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: تحسين شيئا؟
قالت: نعم يا عمة.
فقلت لها: أجمعي نفسك وأجمعي قلبك؛ فهو ما قلت لك.
قالت حكيمة: ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به (ع) ساجدا يتلقى الأرض بمساجده، فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف متنظف، فصاح بي أبو محمد (ع) : «هلمي إليّ ابني يا عمة»
فجئت به إليه فوضع يديه تحت اليتيه وظهره فوضع قدمه على صدره، ثم أدلى لسانه في فيه وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال: «تكلم يا بني».
فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله»، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة (ع) إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم.
ثم قال أبو محمد (ع) : «يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتني به».
فذهبت به فسلم ورددته ووضعته (ع) في المجلس ثم قال: «يا عمة إذا كان يوم السابع فائتينا».
قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد (ع) وكشفت الستر لأتفقد سيدي (ع) فلم أره فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟
فقال: «يا عمة قد استودعناه الذي استودعت أم موسى (ع) ».
قالت حكيمة: فلما كان يوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال: «هلمي إليّ ابني».
فجئت بسيدي (ع) وهو في الخرقة ففعل به ما فعل في الأولى، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال: «تكلم يا بني».
فقال (ع) : «أشهد أن لا إله إلا الله» وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى وقف على أبيه (ع) ثم تلا هذه الآية (بسم الله الرحمن الرحيم ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ & ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)».
قال موسى: فسألت عقبة الخادم عن هذه؟
فقالت: صدقت حكيمة.
وعن محمد بن عبد الله الطهوي قال: قصدت حكيمة بنت محمد (ع) بعد مضي أبي محمد (ع) أسألها عن الحجة وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها؟
فقالت لي: اجلس، فجلست ثم قالت: يا محمد ـ إلى أن قالت ـ ولابد للأمة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقون؛ كي لا يكون للخلق على الله حجة وإن الحيرة لابد واقعة بعد مضي أبي محمد الحسن (ع) .
فقلت: يا مولاتي هل كان للحسن (ع) ولد؟
فتبسمت ثم قالت: إذا لم يكن للحسن (ع) عقب فمن الحجة من بعده وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسين (ع) ؟
فقلت: يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي وغيبته (ع) .
قالت: نعم كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها فقلت له: يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك؟
فقال لها: «لا يا عمة ولكني أتعجب منها».
فقلت: وما أعجبك منها؟
فقال (ع) : «سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما».
فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟
فقال: «استأذني في ذلك أبي (ع) ».
قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (ع) فسلمت وجلست، فبدأني (ع) وقال: «يا حكيمة، ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد».
قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك.
فقال لي: «يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيبا».
قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد (ع) وجمعت بينه وبينها في منزلي، فأقام عندي أياما ثم مضى إلى والده (ع) ووجهت بها معه.
قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن (ع) وجلس أبو محمد (ع) مكان والده وكنت أزوره، كما كنت أزور والده.
فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك،
فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي؛ والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولالتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري.
فسمع أبو محمد (ع) ذلك، فقال: «جزاك الله يا عمة خيرا».
فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف.
فقال (ع) : «لا يا عمتا، بيتي الليلة عندنا، فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزوجل الذي يحيي الله عز وجل به الأرض بعد موتها».
فقلت: ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل؟
فقال: «من نرجس لا من غيرها».
قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهراً لبطن فلم أر بها أثر حبل!
فعدت إليه (ع) فأخبرته بما فعلت، فتبسم ثم قال لي: «إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى (ع) لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى (ع) وهذا نظير موسى (ع) ».
قالت حكيمة: فعدت إليها فأخبرتها بما قال، وسألتها عن حالها؟
فقالت: يا مولاتي ما أرى بي شيئا من هذا!
قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر، وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها، فصاح إلي أبو محمد (ع) وقال: «اقرئي عليها (إنا أنزلناه في ليلة القدر)».
فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟
قالت: ظهر بي الأمر الذي أخبرك به مولاي.
فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ وسلم عليّ.
قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت.
فصاح بي أبو محمد (ع) : «لا تعجبي من أمر الله عزوجل، إن الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغارا ويجعلنا حجة في أرضه كبارا».
فلم يستتم الكلام حتى غيبت عني نرجس، فلم أرها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب، فعدوت نحو أبي محمد (ع) وأنا صارخة فقال لي: «ارجعي يا عمة فإنك ستجديها في مكانها».
قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الغطاء الذي كان بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبي (ع) ساجدا لوجهه، جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه وهو يقول: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن جدي محمدا رسول الله، وأن أبي أمير المؤمنين» ثم عد إماما إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه ثم قال: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي واملأ الأرض بي عدلا وقسطا».
فصاح بي أبو محمد (ع) فقال: «يا عمة تناوليه وهاتيه».
فتناولته وأتيت به نحوه، فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يديّ سلّم على أبيه، فتناوله الحسن (ع) مني والطير ترفرف على رأسه، وناوله لسانه فشرب منه، ثم قال: «امضي به إلى أمه لترضعه ورديه إلي».
قالت: فتناولته أمه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمد (ع) والطير ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له: «احمله واحفظه ورده إلينا في كل أربعين يوما».
فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد (ع) يقول: «أستودعك الله الذي أودعته أم موسى موسى».
فبكت نرجس (ع) فقال لها: «اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه؛ وذلك قول الله عز وجل (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ولا تَحْزَنَ) ».
قالت حكيمة: فقلت: وما هذا الطير؟
قال (ع) : «هذا روح القدس الموكل بالأئمة (ع) يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم».
قالت حكيمة: فلما كان بعد أربعين يوما رد الغلام ووجه إليَّ ابن أخي (ع) فدعاني فدخلت عليه، فإذا أنا بالصبي متحرك يمشي بين يديه، فقلت: يا سيدي هذا ابن سنتين؟!
فتبسم (ع) ثم قال: «إن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة، وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عزوجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحا ومساء».


توقيع : ربيبة الزهـراء

اتمنى اعيش بوطن والحاكم الحجة بن الحسن عج




من مواضيع : ربيبة الزهـراء 0 vista&family
0 كيف نتعامل مع كثيري الانتقاد
0 قبس من فضائل الأمام الحسين عليه السلام
0 ●» إصدار " غضــــب الرادود الحسيني جعفر القشعمي
0 سفينه الاماني ولذه الامل

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.99 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : ربيبة الزهـراء المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-08-2009 الساعة : 04:22 AM



بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ

الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ

رحم الله والديج عزيزتي الغاليه جهد مبارك وميمون موضوع مطول
لنا عوده لإكماله

وفقتم

دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المـقـصـره: خادمة السيد الفالي






توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:38 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية