العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.34 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-04-2009 الساعة : 06:28 PM


منزل الضاد

على مقربة من سوق الدجاج في منطقة البحر تقع فيلا متحيرة بين الحداثة و القدم ، تطل بوابتها على الجنوب حيث حديقة خضراء تمركز في وسطها أرجوحة ، و رغم أن منطقة البحر تتمتع بالحميمية بين بيوتها ، أبت تلك الفيلا إلا أن تجاور التراب من كل جانب عدا بوابتها ، كانت تلك الفيلا من أول البيوت إدخالا للتصميم الأمريكي في المنطقة ، يتألف الطابق العلوي من غرفة جلوس تنفتح على المطبخ و قاعة الطعام ذات الطاولة و الكراسي الأربعة ، أما الطابق العلوي فقد تألف من ثلاث غرف ، غرفة رئيسة و أخرتان متساويتان في الحجم ، تقطن الغرفة الكبرى "أم عبد الله" بينما تشغل "عبير" غرفة و يسكن "عبد الله" أخرى...

الغريب في هذه الفيلا أنّ دخول العاملة الأجنبية إليها أمرا محرما منذ أن تناقشت "أم عبد الله" مع المرحوم "أبو عبد الله" في شأن البيت و اتفقا أن أهم المبادئ أن لا يشاركهما المنزل غريب...

لم تكن "أم عبد الله" إمرأة تنتمي لجيلها ، فقد كانت إحدى عشر فتيات تمردن على الطوق و الحصار القائل بأن إكمال التعليم للمرأة خارج عن حدود الأدب ، بل لا تزال تفتخر بأنها من أوائل النساء اللاتي نلن الشهادة الثانوية من الدمام ، و لم تتزوج إلا بعد حصولها على البكالريوس ، كانت تؤمن أن الزواج لا يأتي إلا بعد الحب ، لكنها عندما تعدت الثالثة و العشروين و لم تلتقِ بمن تحب في ظل القيود الاجتماعية ، قبلت بـ "أبي عبد الله" الذي يكبرها بخمس عشرة سنة ، كان يعتبر تاجرا طموحا يمتلك بعض العقار و المحلات مع عمله في أرامكو السعودية ، لكنه رحل عن الدنيا ملقيا على كاهلها مسؤولية تربية "عبد الله" و "عبير" عندما كان "عبد الله" في الصف الثاني الابتدائي...

نشأت "عبير" ضمن إطار واسع من الحرية و اللامسؤولية ، كانت الفتاة التي لاتعرف معنى لكلمة خطأ أو ممنوع ، رغباتها موفرة دائما و حركاتها مقبولة ، لكن الفتاة التي تملك كل شيء تريده تملك كذلك قلبا مرهفا شاعريا ، كان القلم صديقها منذ أن أحبت مدرسة اللغة العربية في المتوسطة ثم استمر معها تكتب الخواطر الأدبية و تنشرها في بعض المجلات ، و تعشق الموسيقى بشتى أنواعها...

أما "عبد الله" فقد وجد في المسجد ما افتقده في المنزل ، لا يدع فرصة يتمكن فيها من صلاة الجماعة حتى كان في أوائل الداخلين للمسجد ، بدأ التردد على المسجد عندما كان في الصف الأول المتوسط ، يدخل مسجد الإمام علي عليه السلام الرحب الهادئ ، تطمئن نفسه و يشعر أنه في روضة روحانية تجذبه بقوة مغناطيسية لا تقاوم ، ثم انطلق يستعذب كل مسجد و يقتطف من كل الثمار الزاكية ، و لم يصل إلى الصف الأول ثانوي حتى ألف مسجد الإمام الخوئي في منطقة البستان ، كان المسجد الذي استحوذ على فكره و روحه بأنشطته و عذوبة الصلاة فيه ، و لم تعترض "أم عبد الله" في بادئ الأمر لإيمانها بالديموقراطية و الحرية الشخصية ، لكن "عبد الله" بدأ التمرد و المعارضة لكثير من الأمور التي تمارسها "عبير" لتبدأ الأم بالقلق من مصير هذا الابن الذي يعارض كثيرا و يصمت عندما تتكلم و لا يناقش أبدا...

عندما خرج "عبد الله" من المنزل كانت حركة لا سابق لها ، يبدو أنه على وشك الانفجار ، و عندما أمسكت "أم عبد الله" بالصحيفة لم تكد تكمل قراءة سطرين حتى بدت ابتسامته تلوح لها من بين السطور ، كأن الصورة تؤنبها لأنها تركته يخرج غضبانا ، أغلقت الصحيفة و صعدت إلى غرفتها تارة تقرعها ذهابا و عودة ، و أخرى تقف إلى جانب النافذة ، وبين الفينة و الأخرى تقرأ الوقت من ساعتها اليدوية ، تهبط إلى الطابق الأرضي ثم تعود إلى غرفتها ، بدأت الموسيقى المنبعثة بصخب من غرفة "عبير" تزعجها ، لم تتمالك أعصابها ، طرقت باب غرفة "عبير" ثم فتحته فتوقفت "عبير" عن الرقص مندهشة ، لم تكن أمارات وجه "أم عبد الله" تبشر بخير ، حملقت "عبير" في وجه أمها بخوف ، هتفت الأم:
- أنتِ السبب... إذا حصل مكروه لـ "عبد الله" أنتِ السبب...
- لماذا أنا السبب؟.. لم أفتح له الباب و لم أحثه على الخروج... لقد خرج بنفسه...
- حمقاء... أنا من ناصرتكِ أغبى منكِ... أضعت ولدي... من يدري ماذا حدث له... أنا السبب... أنتِ...
أحست "عبير" أن أمها بحاجة لكلمات تهدئها ، اقتربت منها و حظنتها وهي تهمس:
- أماه... لا تعي اليأس يتسرب إليكِ... أخي سليم معافى... ربما ذهب إلى أحد أصحابه..
- أتمنى أن يكون كذلك... لكن قلبي يخبرني بأن شيئا ما حدث له...
قطع رنين الهاتف حديثهما ، انطلقت "أم عبد الله" لترفع السماعة ، كان قلبها يسبق صوتها و هي تهتف:
- ألو..
- أهلا "أم عبد الله"... كيف الأحوال؟
- أهلا "أم محمود"... هل تعلمين شيئا عن "عبد الله" ؟
- لا... لماذا... خيرا إن شاء الله؟
- غضب من كلامي و خرج...
- لا تقلقي يا "أم عبد الله"... ما به إلا خيرا إن شاء الله...
- أتمنى ذلك يا "أم محمود"...
- لحظة... من فضلك يا "أم عبد الله"...
كانت البرهة التي طلبتها "أم محمود" قد أعادة المخاوف لقلب " أم عبد الله" ، أخذت تلهج بذكر الله و الدعاء بالحفظ ، قطعت "أم محمود" شرودها:
- ألم تعلمي بالخبر يا "أم عبد الله"؟
- ماذا هناك؟
- يقول "محمود" أن شاب من جامعة البترول قد توفي في حادث على طريق الظهران...
- ...
- "أم عبد الله".... "أم عبد الله"... ما بكِ يا" أم عبد الله"...
ألقت "أم عبد الله" السماعة على الأرض و أطلقت صرخة أرعبت قلب "عبير" و بدأت على إثرها "أم عبد الله" المناحة على ابنها...
- مات يا "عبير"... مات... الشباب مات... لم أفرح بهِ يا "عبير"... في جذوة شبابه... قتله الحديد يا "عبير"... يالله...
- لا...
انقلبت الفيلا إلى مأتم ، الصراخ من الأم و ابنتها ، الهستيرية تسيطر على تصرفاتهما ، كل واحدة تلوم نفسها ، بعد ساعة من الصراخ دق جرس الباب لتنظم "أم محمود" إلى "أم عبد الله" و"عبير"... كلما هدأت إحداهن أثارتها الأخرى ، و بعد ساعة أخرى دخل "عبد الله" الفيلا متعجبا من هذا الصراخ العجيب ، عندما فتح باب الصالة اختفى الصراخ و فغرت " أم عبد الله" فاهها ثم انخرطت عبير في حالة ضحك هستيرية....







توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.34 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-04-2009 الساعة : 06:30 PM



على طريق الملك عبد العزيز

الساعة السادسة صباحا ، المنبه يصرخ و يسكته "حسن" بلكمة لا إرادية ، يتقلب يمينا و شمالا ، التحف بغطائه ثم تكور و انقلب على بطنه كمن يحاول أن يمنع البرودة من التسلل إلى جسده ، قام "حسين" متثائبا و دخل الحمام و "حسن" يصارع لعله يحظى بغفوة مشبعة ، جاءت "أم حسن" تتثاءب لتقف على الباب وهي تعنفه :

- قم يا "حسن" ، يكاد البيت أن يهوي من صوت المنبه و أنت لا تزال نائم ، لم يبق سواك..
- أماه... دعيني أنام...
- قم لتبحث لك عن ابن الحلال الذي يوصلك الجامعة... قم يا "حسن"...

جملة "أم حسن" الأخيرة أيقضت داخله الهواجس و الحسابات التي أرقته أغلب ليلته تلك ، نهض كأنه قد رشح وجهه بالماء البارد فجأة ، ضم يديه إلى صدره ، مشى إلى الحمام ، وقف ينتظر عند الباب ، الدقائق تتسرب ، الصبر ينفذ بتصرم الوقت و بانتظار المجهول ، طرق الباب طرقا قويا متواصلا كادت له المثبَّتَات أن تجيب متهاوية ، لا صوت بشري يأتي من الداخل فيصبره ، و لا أحد يخرج من الباب فيريحه ، الصوت الوحيد الذي يخر في أذنه هو خرير الماء ينسكب على بدن أحدهم في الداخل ، أعاد الطرق فسكت الماء ، أراد أن يطرق مرة أخرى ففتح الباب و خرج "حسين" مئتزرا منشفة جسمه و البخار يخفي ملامح الحمام ، صرخ في وجه أخيه :

- أخرتنا... ألم تجد وقتا مناسبا للاستحمام سوى الصباح؟

حملق "حسين" في وجه أخيه برهة ثم مضى إلى الغرفة و أغلق بابها دون أن ينبس ببنت شفة ، فزجّ "حسن" نفسه في الحمام ثم لم يلبث أن خرج ليكرر الانتظار عند باب الغرفة ، عندما خرج "حسين" من الغرفة ودّ "حسن" لو يجمع كفه و يهوي على صفحة وجه أخيه ، لكنه دخل الغرفة و هو يشتم و يتوعد...

عند الساعة السابعة إلا ربع صباحا كان "حسن" يمشي باتجاه "طريق الملك عبد العزيز" لعله يجد من يقله إلى الجامعة ، السيارات تسير دون توقف ، يلحظ الوجوه الناعسة البائسة فيزداد يأسا ، يحدث نفسه بعدم التعرض لـ "هدى" مرة أخرى ، فدعوتها المستجابة هي السبب في وقوفه الآن يستعطف أحدهم ليحمله معه في طريقه ، أظهر كتبه الجامعية لتكون علامة على وجهته ، تذكر "مصطفى" زميل الدراسة منذ الطفولة ، لم يكن صديقه المفضل ، بل أن علاقته به كانت سطحية حتى دخلا الجامعة فدعته الحاجة للاتكال عليه في مواصلاته ، في جامعة الملك فهد للبترول و المعادن تفعل السنة التحضيرية فعلتها في تقريب البعيد و ربما إبعاد القريب ، و تحسين العلاقات ، تكشف اللثام عن التكافل الاجتماعي و التعاطف و الرحمة ، في السنة التحضيرية تحسب أن زملائك من القطيف هم أهلك للتلاحم الذي يجمعهم إلا ما نذر ، و في السنة التحضيرية تتبدد كل النظرات و تنعكس كل الإشاعات و البدع التي تشوه سمعة كل قرية ، و في السنة التحضيرية تكتشف أن جميع الطلاب ينتمون للقرية فيأخذون من القرية طيبتها و تواضعها و بساطتها و حبها للخير و البدل و العطاء ، فلا يمضي شهر إلا و التجمعات القطيفية التي تحمل مزيجا من القرى قد اجتمعت في أماكن معينة من المبنى العجوز ، هذا التلاحم قد يكون سببا في طرد عدد كبير من الطلاب لعدم تمكنهم من المذاكرة ، وقد يؤمن لآخرين الطريقة التي تجعلهم يرتقون كل المراقي و يتفوقون ، عندما تسأل أحد الذين درسوا في جامعة البترول عن أجمل مرحلة في مسيرته فإنه سيتنهد و يذكر السنة التحضيرية بخير ، "حسن" كان من الناذرين في الجامعة ، فقد غلف نفسه بعزلة و علاقات محددة ، فلم يتصل إلا بـ "مصطفى" اتصالا قويا ، و بآخرين معه في الفصول بعلاقة محدودة جدا لا تتعدى الفصل و لا تتجاوز المبنى الدراسي ، و قد قضى "مصطفى" نحبه ، بكى "حسن" أيام العزاء بحرقة ، ليس لأن "مصطفى" يقله دائما للجامعة ، بل أن هذا الموضوع كلما راوده طرده من فكره ، فقد كان بكاء "حسن" على "مصطفى" بكاء من اكتشف شخصا طيبا محبا كريما يحمل من المشاعر أعذبها و من الصفات أسماها ، أحب "حسن" "مصطفى" رغما عنه ، و عندما أحبه اختاره الله ليفجع به "حسن" ، و هاهو الآن يقف في الطريق يتذكر "مصطفى" و "هدى" و دعائها و يتأسف على ما بذر منه فجنى ثماره سريعا...

************
أوصل "عبد الله" أخته "عبير" إلى المدرسة في الوسادة و انعطف جنوبا ليلحق بمحاضرته ، اتساع الوقت تجعله لا يأبه بازدحام الشوارع و تراصص السيارات ، عندما مر على طالب يحمل بين يديه كتب جامعية و رآه يطلب منه بيده أن يقله معه بدت الصورة ضبابية بعض الشيء ، يعلم أنه من طلاب السنة التحضيرية لكنه رآه في مكان ما ، بل أنه صافحه بيده ، بعد أن تجاوزه بأمتار توقف جانبا ليحمله معه و فكره يبحث عن وجه ذلك الشاب المألوف في ذاكرة المواقف ، عندما ركب الشاب السيارة و ألقى السلام شعر أن صوت الشاب مبحوحا كمن قضى أياما في البكاء ، المشكلة في أنه لا يتذكر أين لقيه ، لكنه يعلم أنه رآه ، و مضت برهة من الصمت بينهما حتى قطعه سؤال "عبد الله" :
- أنا "عبد الله" من القلعة.. أسكن منطقة البحر
- أنا "حسن" من باب الشمال... أسكن حي الوسادة...
اتضحت الصورة في ذهن "عبد الله" ، تبدو الخيوط متصلة شيئا ما ، الوسادة و الصوت المبحوح و السنة التحضيرية ، بعد برهة من الصمت عاد "عبد الله" ليسأل بتردد:
- أ تسمح لي بسؤال...
- تفضل...
- هل كان عندكم مجلس عزاء؟
- نعم... توفي صديقي في حادث..
لجم لسان "عبد الله" ، إذاً هو ذلك الشاب الذي لم ينقطع عن البكاء و هو يسير خلف الجنازة ، ما أغرب الصدف ! لم يكن في حسبانه أن يشترك في التشييع لولا مشادة كلامية مع أمه ، و لم يكن في ذهنه أنه سيقف ليقل صديق المتوفى يوم السبت الذي يتلو الحادث ، الجلوس مع مثكول إحساس بالمصيبة ، كيف يسري عن ذلك الشاب الذي تبدو المشاهد أمام عينيه طرية ، بحث عن حديث بعيدا عن الصديق الراحل لرفيقه ، سأل:
- كيف الدراسة في السنة التحضيرية؟
- الحمد لله ، على ما يرام..
- أشعر أنكَ انطوائي بعض الشيء
أحس "حسن" أن الشاب الذي أقله يملك شيئا من اكتشاف الشخصيات ، سأله بحذر:
- و كيف عرفت ذلك؟
- الطالب في السنة التحضيرية عادة لا يقف في الطريق بحثا عمن يقله ، الطلاب يعرفون بعضهم البعض و هم متعاونون...
- لا أعرف أحدا يملك سيارة سوى المرحوم..
- أصبحت تعرفني الآن... و سوف أوصلك في طريق الذهاب...
- لا أريد أن أكلف عليك...
- ليس في ذلك تكليف... أنا أوصل أختي المدرسة الثانوية في الوسادة... و أنت في طريقي...
و ساد الصمت إلى أن وصلا مبنى السنة التحضيرية فكتب "عبد الله" رقم هاتفه و أعطاه لـ"حسن" فشكره و ودعه إذ لم يبق على الدرس الأول إلا بضع دقائق ...




توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.34 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-04-2009 الساعة : 06:31 PM



كل شيء كئيب ، الفصل الدراسي و المدرس الأبله الذي جاء بشهادة أنه أجنبي ، المحاولات البهلوانية التي يفعلها لتضيع الحصة ، الضحكات المنطلقة بلا معنى هنا وهناك ، العيون التي تسترق النظر لوجه "حسن" و هو ساهم الفكر ، أصعب أمر هو أن تشعر بأن الآخرون يحملون لك الشفقة في نظراتهم ، يود لو يكسر ذلك الوضع و يود لو يبقى ، الموت الرهيب يخرس الألسن و يكتم الأنفاس ، أن تتصور ذلك الشاب الحيوي الذي يتنقل في أرجاء الأوريا و قد اختطفه من لا يرجعه ، ثم ترى من يلازمه في الذهاب و الإياب فيتولد عندك شعور بالحزن ، انتهت الفترة الثانية و حصة الرياضيات فبدأت ساعتان من الفراغ ، كان "حسن" عملي جدا ، من القلائل الذين يعدون الوقت من ذهب فلا يفوته أن يقسم ذلك الوقت إلى نصف ساعة فطور و تأمل و ساعة من الاستذكار و إكمال الواجبات و نصف ساعة للصلاة و التنقلات ، كانت الساعة الحادية عشر هذه المرة مختلفة ، كان قد اعتاد على أن لا يلتفت يمينا أو شمالا يخرج حاملا كتابين هزيلين جدا و يجدّ الخطى صوب البوفيه ، أما اليوم فقد رفع رأسه والتقت عيناه بأعين أبناء البلد ، كان يقرأ الحزن و الشفقة و يجرع الحزن و الغصة و المرارة ، لم يجرؤ أحد أن يحدثه أو يربت على كتفه معزيا ، المسافة بينه و بين الآخرين متسعة ، عندما دخل البوفيه كان الصخب عاليا جدا ، النكات و الضحك و الإستهزاء و ما أن أطل من بابها الغربي حتى حلّ الصمت كأن ملك الموت قد مرّ عليهم ، الهدوء و الحزن و الأسى و الأعين المتشفقة التي تشيعه إلى الركن الأعزل ، لم يضع الكتابين على الطاولة بل رجع أدراجه ليخرج من الباب الذي دخل منه و يضغط على زر استقطاب المصعد ، كان يفكر في حالة الهدوء الذي أصاب القوم ، لاحظ أنه لا يوجد في البوفيه سوى أهل القطيف فقط ، ربما لأنها و قاعة المذاكرة المأوى الوحيد لهم بعد أن تنكرت لهم غرف السكن و منعوا من السكن داخل الحرم الجامعي ، الروايات تدعي أن القصد من منعهم عن السكن هي مخطط للتقليل من كثافتهم فوق الجبل رغم أن السبب الظاهري هو عدم اتساع السكن لاحتواء الطلاب جميعهم ، طلاب السنة التحضيرية من خارج القطيف ينقسمون إلى قسمين رئيسين ، الأول هم من يدرسون دون الحاجة للدراسة أو من جذبتهم مظاهر المدينة الجذابة و هؤلاء يقضون تسكعهم في مجمع الراشد التجاري ليغذوا أنظارهم بالأجنبيات أو في القهوة ليغذوا أنفاسهم بأنواع التدخين ، القسم الآخر هم من يسمون بآلات دراسية بحتة ، يخرجون من الغرفة للدراسة و يخرجون من الدراسة للغرفة ، لا وقت للمظاهر أو العلاقات أو غيرها ، أما أهل القطيف فينقسمون إلى ثلاث مجموعات ، مجموعة تتسكع في البوفيه لتعرف الداخل و الخارج ، و مجموعة تتسكع في قاعة كبيرة في الطابق الرابع خصصت للمذاكرة حيث يتسنى لهم نسخ الواجبات المنزلية و العبث و المزح و التنذر على الآخرين ، المجموعة الثالثة فتجلس لتفطر في البوفيه ثم تصعد لتذاكر في القاعة وهؤلاء لا يتعدون عدد الأصابع أحدهم "حسن" الذي أخرس بدخوله القاعة كل من فيها و تكرر مشهد الشفقة في الوجوه فخرج حزينا لا يلوي على شيء ، كان يسمع الحوار و هو خارج :
- مسكين
- الله يربط على قلبه...
- كان ظله الذي يمشي معه...
- أتمنى أن أستطيع مواساته...
- انتبهوا... أشعر أنّه سمعكم... لقد خرج بسبب نظراتكم...
- لم نضربه على رجليه... خرج بنفسه...

كانت هذه آخر كلمة سمعها و المصعد يهبط به إلى الأسفل ، خرج من مبنى المكاتب ليتجه صوب الفصول الدراسية ، نقل بصره يمينا شمالا من بداية الجهة الشرقية الواقعة بالقرب من مبنى الورشة متجها إلى الغرب ، في منتصف ذلك المبنى وجد غرفة فاضية فدخل فيها و أغلق الباب و جلس على كرسي المدرس ثم فرش كتبه و بدأ يراجع كتاب المفردات ، كانت هذه عزلة على عزلة بدأها ذلك اليوم لكنه قرر أن ينفتح قليلا على المجتمع لوقت الحاجة...
مراهقة

منطقة البحر مزيج راقي من العلم و العبادة ، في قلبها تتجمع المدارس و تتناثر ، كما تجتمع الحسينيات و المساجد و تتزاحم ، في الجزء الشرقي من ذلك القلب تقع حسينية السنان و إلى شرقها مدرستي ذات الصواري الابتدائية و ابن كثير المتوسطة ، و على بعد أمتار يقع مجمع من مدارس البنات ، الغريب في الأمر أن المدارس قسمت إلى ابتدائية و متوسطة و ثانوية لأسباب عدة أحدها فصل الطفولة عن المراهقة لكن المراهقة و الطفولة يلتقيان كثيرا في مدرستي ذات الصواري و ابن كثير ، الأغرب هو فصل الجنسين عن بعضهما ثم تركهما يختلاطان كيفما يشاءان عند الانصراف...

عندما أصرّ "حسين" على التسجيل في مدرسة ابن كثير المتوسطة بعد تخرجه من الابتدائية رغم قرب النموذجية المتوسطة من منزله كان يبحث عن أصدقائه الذين اتفقوا على الذهاب لمدرسة ابن كثير ، كان ينتمي لمجموعة من الأصدقاء الذين يتنافسون على المراكز الأولى و كان يأمل أن يكمل مسيره في المتوسط و الثانوي كما كان في الابتدائية ، لكن الأحلام البريئة قد تبدل مع نهاية الصف الأول المتوسط عندما استلم النتيجة و لم تتجاوز التسعين نسبة مئوية إلا بفاصلة واحدة ، و عندما غاب عن أول يوم دراسي في الصف الثاني المتوسط شغرت كل المقاعد الأمامية فوجد نفسه يقبع في آخر مقعد إلى جوار طالب ألف هذا الفصل منذ أعوام ، كانت هذه نقطة التحول في حياة "حسين" و تبدلت أحلامه تماما ، لم يعد الطالب الذي يطمح في إحراز العلامة الكاملة بل أصبح همه المتعة و السعادة و السيارات ، و افترق عن الأصدقاء الذين سجل في المدرسة من أجلهم ، و في الوقت الذي ظل أصدقاؤه السابقون يتنافسون على المراكز الأولى ، نجح في الصف الثاني المتوسط بتقدير "جيد" ، أما في الصف الثالث فقد اختار لنفسه الركن الأيمن في مؤخرة الفصل إلى جانب "عصام" و "ممدوح" ، كان "عصام" قد قضى سبع سنوات متفرقة في المدرسة ، ففي الصف الأول أمضى عامين بسبب الإنجليزي و في الصف الثاني أخفق في جميع المواد ما عدا الرياضة حيث حقق علامة النجاح - 50 درجة – ثم أعاد الكرة و حقق تقدما في جميع المواد ما عدا المواد الإسلامية و الانجليزي و الرياضيات ثم نجح بمعدل 75 في المائة في السنة الثالثة ، عندما دخل الصف الثالث لم يعد يهتم بالنجاح ، فقد كان أحرص على التسلي بالعبث مع المدرسين ، أما "ممدوح" فهو في سن "حسين" تقريبا ، لم يخفق في مراحله الثمان السابقة ، لكنه لم يهتم بدراسته طيلة السنوات الثمان السابقة أيضا ، كان يعتمد المقولة التي يعشقها الشباب دائما "فلها و ربك يحلها" ، و الحق أنه نجا من عدة إخفاقات خلال الثمان سنوات السابقة ، و تكونت جماعة جديدة همها الأكبر المتعة ، و عندما كان "عصام" يملك سيارة "سيليكا" مصنوعة في بدايات الثمانينات الميلادية ، كان "ممدوح" و "حسين" يحلمان بسيارات تماثل سيارة "عصام" ، بل أن الحديث عن محاولات "ممدوح" لشراء سيارة ولّد في نفس "حسين" الرغبة الجامحة في شراء سيارة ، فتارة يتعلل ببعد المدرسة و أخرى يتحدث عن أسعار السيارات أمام أمه ، و لم تكن المرة الأخيرة عندما غضبت "أم حسن" إلا تصعيدا من "حسين" بعد تحريض رفيقيه...


توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.34 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-04-2009 الساعة : 01:41 AM



لم يعد "حسين" إلى المنزل بعد خروجه يوم السبت ،بل اتجه إلى الساحة الترابية المطلة على شارع الحب و التي يقابلها سلسلة المطاعم ، كانت سيارة "عصام" السيليكا في سباتها تحت الغطاء القطني الناعم ، فأيقظهاالأصدقاء الثلاثة "عصام" و "ممدوح" و "حسين" برفع الغطاء الدافئ ، أدار "عصام" المحرك و أشعل سيجارته في انتظار دفئ السيارة ، و لم تنتهِ السيجارة حتى انتظمت السيليكا في شارع الحب متجهة نحو الجنوب ، انعطفت شرقا لتخترق الجموع المتجمهرة أمام مدرستي الشاطئ الابتدائية و المتوسطة النموذجية ،ثم تنقلوا بين القرى و في كل منعطف كانت العجلات تصدر صوتا يكاد يصم الآذان...

عند الساعة الرابعة عصرا ، كانت السيارة تدور حول نفسها في طريق من طرق الناصرة ، و قد تجمهر بعض الصبيان حولها هاتفين و مشجعين ، كانت النشوة تحث "عصام" على المواصلة لكن رجلا في الأربعين قد ترجل من سيارته و أتى بحجرة و ألقاها قرب السيارة فهرب "عصام" ، كان التحدي بين "عصام" و "ممدوح" أن يقطع "عصام" بسيارته طريق أحد الممتد من تاروت شرقا إلى القديح غربا دون توقف و بأقصى سرعة ، فاتجه "عصام" بسيارته إلى الدخل المحدود و عندما وصل إلى حيث يضيق الطريق عند مغسلة السيارات نهاية الدخل المحدود حتى طلب "ممدوح" من "عصام" أن يستدير و يبدأ من الإشارة الضوئية ، فابتدأ السباق بصوت عجلات و تخلله أصوات الأبواق عند كل إشارة حمراء يقطعها "عصام" و كاد "عصام أن ينجح لولا تجاهله الإشارة الحمراء مع تقاطع القدس و قد صادف مرور سيارة مرور في تلك اللحظة ، هتف "حسين":

- المرور..

و ابتدأت مطاردة بين سيارة المرور و "عصام" ، هتف "ممدوح":

- ادخل الناصرة...

لم يلبث "عصام" أن انعطف يمينا لتلحق به سيارة المرور و رجل الأمن يكرر نداءه بالتوقف ، انعطف يمينا و شمالا في أزقة الناصرة لكن محاولاته لم تكلل بالنجاح في تظليل رجل المرور ، وصل إلى طريق الري الذي يربط الناصرة بالقديح و العوامية ، و تبعته سيارة المرور ، اخترق الطريق الذي يربط صفوى بالقطيف أو ما يسمى بطريق العوامية و المرور يتبعه على بعد مائات من المترات ، وصل إلى المنعطف الذي يقود للمزارع ، هتف "حسين":

- انعطف إلى اليمين...

فأجاب "ممدوح" بل ادخل القديح... إنهم يخشون القرى...

و تعدى "عصام" ذلك المنعطف ،ليتفاجأ بسوق السبت قد سدّ الطريق و جعل الهروب مستحيلا ،و لم يعد خيارا سوى الاستسلام ، ترجل الشرطي من سيارة المرور ليطلب رخصة القيادة الخاصة بعصام و رخصة سير المركبة ، فناوله الإثباتات و هو يضحك كالواثق من نفسه ، كاد الشرطي أن يفقد أعصابه ، رفع يده و هو يصرخ:

- يبدو أنّك بحاجة إلى صفعة تصلح ضحكتك..
- التزم حدوك لو سمحت... أنت مجرد شرطي مرور...
أرخى الشرطي يده و هو يهتف بحدة:
- اركب سيارة المرور... تربيتك في الحجز..
- تربيتي أفضل منك... الحمد لله...
- لا تكثر من الكلام... اركب السيارة و فمك مغلق...

وسحبه من السيارة ، فصرخ "عصام":

- و السيارة؟ و أصدقائي؟
- ستحجز السيارة... أما أصحابك فليبحثوا عمن يقلهم... أو... اركبوا معه السيارة...
- أصحابي لا يركبون السيارة... أنا صاحب المشكلة... هم لا ذنب لهم...
- اصمت أنت... هيا... اذهبوا لسيارة المرور...

خرجوا من السيارة ، دخلها الشرطي الثاني ليستكشف ما بها ، بينما كان الشرطي الذي يحدثهم ممسكا بعصام ، اتجهوا صوب سيارة المرور ، ثم أطلقا رجليهما للريح و دخلا بين الباعة و المتبضعين حيث افترقا في الزحام ...

كان المغرب قد حلّ عندما دخل "حسين" المنزل ، فاستقبلته "أم حسن" بالشتائم و الصراخ:

- أين كنت حتى هذا الوقت يا حمار... لم نر طلعتك البهية منذ خروجك إلى المدرسة...
- كنت مع أصحابي ... أنتِ لا تعرفينهم.. أم حرام أن أقضي وقتي مع أصدقائي...
- لم يأتنا البلاء إلا من أصحابك الذين لا نعرفهم... انظر لمستواك الدراسي كيف اختلف...
- مالكِ و أصحابي... أصحابي لا يختبرون عني... هذا مستواي و أنا حرّ فيه... لا أعلم ماذا سأجني من المستوى..
- هيا... خذ لك عصا و اهوي بها علي... اضربني... أخوتك عندما أتحدث يصمتون.. أخوك "حسن" في الجامعة و لم أره يوما رفع صوته علي ، بل يضع عينيه في الأرض و أنا أتحدث ، أما أنت... أصبحت فرعون زمانك... هيا... اذهب و استحم قبل أن أريك حجمك الحقيقي...

أطرق "حسين" برأسه إلى الأرض ، عاد صغيرا جدا ، يخشى أن تناله صفعات أمه التي اعتادها ، تركها تكمل صراخها و تهديداتها و عتبها على الدهر ، ثم استغل صرفها له و أمره بالاستحمام ، فدخل غرفته بحذر و أخد ملابسه و منشفته ثم دخل الحمام


توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.34 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-04-2009 الساعة : 01:42 AM


الحب من أول نظرة موجود في كل المجتمعات ، قد يكون المحب قد رأى المحبوب عدة مرات لكنه لم يره بالشكل الذي أحبه إلا تلك اللحظة ، كان "سعيد" يجلس في بوفيه السنة التحضيرية ، يتسقط أخبار الفتى الذي ذاب في حبه ، يتنقل من طاولة إلى أخرى يتبادل مع الآخرين قصة الحادث المؤلم الذي فجعت به الجامعة ، يبحث عن خيوط تقربه من المحبوب ، يحاول أن يخفي حبه لكنه يحول مجرى الحديث ليصل لمغزاه ، استطاع أن يعرف كل شيء عن محبوبه الذي لم يحدثه مرة واحدة ، لم يفطن أحد لما يدور بخلده إلا "صالح" صديقه و رفيق دربه ، كان "صالح" يحب "سعيد" لكنه لا يبوح بحبه ، يرى "سعيد" يتنقل من قصة حب فاشلة إلى قصة حب أكثر فشلا و هو يتعذب بصمت ، يعرف كل ما يدور بخلد "سعيد" بل أن سعيد لا يلبث أن يفضح نفسه ، عندما حاول "سعيد" انكار الحب واجهه "صالح" بأنه أكثر من عاشق هذه المرة ، رغم كل ما يشعر به من الغيرة و الألم تمكن من مساعدة "سعيد" على الاعتراف بوقوعه في الحب ، التضحية تحثه على أن يرشد "سعيد" للطريقة التي يستطيع بها أن يصل لقلب من يحب دون أن يخبره بأنه جاء بواقع الحب ، حذره من البوح بالمشاعر للمحبوب قبل أن يتأكد من المحبوب يبادله نفس المشاعر...

في الأيام الأولى من السنة التحضيرية يصعب التنبؤ بالعلاقات ، فكم من علاقة أصبحت متينة و تأصرت وقد كانت بعيدة جدا ، و كم من علاقة كانت متينة فماتت ، الانفتاح على مجتمع ضخم مختلف تماما عن المدرسة و تعدد العروق و الانتماءات و الصفات يصنع صنيعه ، الأيام الأولى متروكة للتعارف و التآلف بين الجموع و أبناء القرى ، لا يختلف الأمر كثيرا و لا يتباين إلا بعد مرور شهر إذ يتكيف الطلاب مع الوضع الجديد و يستلامون أول المكافآت، المكافآت تغير أشكال و تفكير و علاقات كذلك ، كان "حسن" يمتلك ملامح مليحة لكن لباسه خلال الشهر الأول جعله غير ملفت للانتباه ، لكنه مع استلام المكافأة قد غير كثيرا من مظهره و استطاع أن يظهر ما يجهله من جماله ، بدا كأنه قد التحق بالجامعة بعد الشهر الأول مباشرة ، و قد التقى "بسعيد" كثيرا لكنه لم يلفت انتباهه إلا بالمظهر الجديد ، العائق الذي يمنع "سعيد" من الدخول في حياة "حسن" هو العزلة التي غلف بها "حسن" نفسه و التزامه بمرافقة "مصطفى" يرحمه الله ، أحس "سعيد" منذ البداية بأن أكبر عقبة في طريق حبه الجديد هو "مصطفى" و كانت أحواله تتغير في حالتين ، عندما يكون في مبنى واحد مع "حسن" إذ يفعل الحب فعلته فيه و يتصرف دون شعور و تعتريه حمرة خفية لا يلحظها سوى "صالح" ، الحالة الثانية هي أن يلتقي وجها بوجه مع "مصطفى" ثم يغيب عنه ، الغيرة التي تولدت من علاقة "مصطفى" "بحسن" تجعله كئيبا مزاجيا لا يستطيع البوح بتلك الغيرة و لا تبرير تصرفاته ، خبر وفاة "مصطفى" أحزن الجامعة بأسرها بما فيهم "سعيد" ، كان حزينا لأن غريمه الذي يشعله غيرة قد رحل ، الساحر الذي كلما مر بجانبه أو التقى به قلب أحواله ، تفسير "سعيد" علاقة "مصطفى" بـ "حسن" علاقة حب و تسلط جعلته لا يفهم "مصطفى" ، الحزن لأنه لن يرى ذلك الشاب الذي طالما التقاه بصمت و تركه بصمت ، السعادة حاولت هي الأخرى أن تتسلل لقلب "سعيد" ، الشيطان يهمس في أذنه :

- ابتهج... مصائب قوم عند قوم فوائد...

كان "صالح" قد مر بالغرفة التي اختلى فيها "حسن" لاسترجاع الدروس ، أحسّ بالألم يقطع قلبه ، شعور ممتزج بين الحزن و الغيرة ، بدا له أن "حسن" ذكرى الشاب الراحل ، و تذكر أنه الفتى الذي سيسرق قريبا من أحب ، يؤمن أن الحب تضحيات ، و سيقدم لمحبوبه كل المساعدة لكي يحصل على مراده ، بحث عن "سعيد" في أرجاء السنة التحضيرية ، اختلى به عند عتبات قاعة المحاضرات القديمة ، هتف :


أهلا "سعيد"
- هلا بك..
- فرصتك... حبيب القلب يجلس وحيدا في أحد الفصول...
- و ماذا تطلب مني؟ أن أرقص؟
- اذهب له بدافع تأدية الواجب... تعرف عليه... فرصة لا تعوض... إنها تمر مر السحاب...
- مستحيل...
- لماذا؟ هل جننت؟
- أنت الذي جننت... لا أستطيع رؤيته..
- أ تخشى أن يكتشف أمرك؟ أن تتلعثم و يقرأ في جبينك عاشق؟
- عما تتحدث؟ أي أمر الذي يكشفه؟ ثم ما دخلي أنا؟ أنا لا أعشق أحدا... هل فهمت؟ لا أعشق أحدا..
- أحقا لا تعشق أحدا؟ أ تظن أني لا أعرفك؟ أتريد أن أخبرك كيف تفكر... أنت هذه المرة أكثر من عاشق... أنت مجنون حب...
- هذه أوهامك... تتخيلها أو تحلم بها... ثم لماذا أضيع وقتي معك... الوقت كالسيف.. سوف أختلي بنفسي لأذاكر....
- لا تنسَ أن تقطع الوقت قبل أن يقطعك... ذاكر في فصول الرياضيات... يقال أنها تنشط الذهن... قصدي... القلب...

كان "سعيد" قد اتجه صوب مبنى الفصول الدراسية بينما دخل "صالح" البوفيه ، تيقن "صالح" بأن "سعيد" لن يفتح كتاب ، و أضمر "سعيد" أنه لن يفكر في المذاكرة ، عندما فتح "سعيد" باب المبنى أحس بدقات قلبه تتسارع ، العرق يتصبب من كل أعضائه ، أخذ يحوم حول الفصل الذي فيه "حسن" كالطير الفاقدة فلذة كبدها ، شجع نفسه على الدخول ، صاح في أعماقه:

- لن تموت... توكل على الله و اكسر القيد الذي يكبلك

فتح باب الغرفة بهدوء و خوف ، القلب قد صعد ليستقر في أذنه ، رفع "حسن" رأسه ، قال "سعيد":

- السلام عليكم...

أجاب "حسن" وقد عاد يقرأ في كتابه :

- وعليكم السلام...

أحس "سعيد" بصعوبة الاستمرار ، تظاهر بأنه جاء لحجز مقعده في الصف الأول ، رمى كتبه على أحد الأدراج ، و خرج يجر رجليه ببطء و أذيال الخيبة...




توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.34 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-04-2009 الساعة : 12:43 AM


خبر غياب المعلمة هنادي قد أشاع البهجة في صف ثاني ثانوي- أول, الهمسات والهتافات والفرح والبهجة جميعها ذات علاقة بغياب تلك المعلمة, خمس دقائق من الترقب مرت بانتظار معلمة الانتظار, التفتت الطالبات جهة الصف الأخير من الفصل ، "سهى" الأبظاي (1) تلصق الطاولة بالجدار, تتبعها وصيفتها "حنان", وتوالت أصوات الكراسي والطاولات, تحول الفصل الى قسمين: قسم في الخلف تكدست فيه الطاولات والكراسي لتكون كومة وطالبات مستندات إليها, أما القسم الأمامي فبدا كمسرح وقفت عليه "صفاء" بعد أن ربطت على خصرها خمار أسود وأخذت تتمايل على أنغام التصفيق المنظم والأغنية الجماعية , كان الصخب قد تعالى عندما انفتح الباب فجأة فانعدم الصوت ، أعين الطالبات تتطلع صوب الباب المفتوح على مصراعيه , لا يكاد يسمع من ذلك الصخب سوى دقات القلوب الوجلة , كانت "صفاء " جامدة مكانها إلا من رجفة خفية , هتفت مندهشة:

Wow….she look beautiful-

كانت "عبير" قد أخذت خطاها كالأميرة إلى داخل الفصل , عندما أطلت على الطالبات صحن في صوت واحد:

Ohh yea…she’s great.-

لم يكن الإنجليزي سوى عقدة عند أكثرهن ولم يزل كذلك , أما هاتين الجملتين فكانت من تلقين "عبير" نفسها التي طالما رددتهما , أذهلت "عبير" الفصل إلى درجة السحر, فمكياجها الكامل وتسريحتها الجديدة قد أسرتهن جميعاً, هتفت "سهى" وهي تصفق على موسيقى اسم "عبير":

- عبير ............ عبير...............عبير

مع هتافها تحول الفصل الى مظاهرة تطالب "عبير" بأخذ زمام المبادرة, نزعت "صفاء" البوشية عنها لتربطها على خصر "عبير", وبدأ الصخب يتعالى, كانت "عبير" أكثر الطالبات اتقاناً للرقص, تتمايل في خفة, تماماً كأنها تمثل فيديو كليب, انضمت لها "سهى", ثم لحقت بهما "حنان", لم تمض برهة إلا والفصل نصفه يرقص والنصف الآخر يصفق, والجميع يغني........


وانفتح الباب بهدوء لايكاد يشعر به هذه المرة, استغرق الأمر دقيقة كاملة ليتوقف الفصل عن التصفيق, لم يبق إلا "عبير" في تمايلها واندماجها, صرخت المعلمة "نوال":

-عبير!

توقفت عبير عن الرقص, حاولت أن تتملص, هتفت:

- معلمة... الطالبات طلبن أن أرقص..

قاطعتها المعلمة "نوال":

- انتهى... كفى...

- لكن يا معلمة..

- قلت لكِ كفى.....اصمتي..

-أني يامعلمة...

احتد صوت المعلمة:

- عبير...

القلوب ترتجف داخل الصدور, الدموع تترقرق في عيني "عبير", تنظر المعلمة باسترحام, أخيرا تحدثت المعلمة من جديد:

- ماذا أرى أمامي؟ هل أنتن طالبات الصف الثاني ثانوي؟ القسم العلمي؟ والله لو قيل لي أن هذا الرقص و الضجيج و السفيق صادر من الصف الأول الابتدائي لم أصدق. ماهذه الفوضى؟ ألا يوجد احترام للمكان الذي تدرسن فيه؟ أين اختفى حياؤكن؟ ماذا أستطيع أن أقول عنكن؟شعبة كاملة لا يوجد بهن طالبة عاقلة؟ لو كان الأمر بيدي لفصلتكن جميعا، الطالبات العاقلات يستفدن من أوقاتهن في الاستذكار, وحل الواجبات، أمور مفيدة، إذا لم يكن لذيكن واجبات ضعن رؤوسكن على الطاولات و نمن ، إن كنتن لا تردن أن تنامن ، تحدثن مع بعضكن بهدوء ،أما أن تقلبنهاإلى حفلة طرب، وأنتِ ......... أتحسبين دموعكِ هذه ستنفعك،أهذه مدرسة أم حفل زفاف؟ ما شاء الله! مكياج وتسريحة و رقص لم تتركي شيء! هيا.. أعدن تنظيم الصف و "عبير" و "صفاء" و "سهى" ينزلن الإدارة...


توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.34 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-04-2009 الساعة : 12:44 AM


يقف مدرس الرياضيات بين طاولة "عصام" و "حسين" و الفصل يطلقون قهقهة عالية، كان "عصام" واضعا رأسه على الطاولة و عندما سمع القهقهة الجماعية رفع رأسه فوجد المدرس يقف أمامه ، فسأله بجرأة:

- خيرا؟ ماذا تريد؟
- لماذا أنت نائم؟
- إذا جلستُ منتبها قلتَ كفّ عن المشاكسة ، و إذا نمتُ أيقضتني ، و إذا هربتُ من الفصل جعلني المدير أوقع تعهدا ، حقيقة يا أستاذ... أنتم قوم لا يعجبكم العجب...
- أنت قليل أدب
- عن الخطأ
- قم.. قم... قف على رجليك
- لن أنهض ! ماذا تريد؟
- هيا هيا... إلى الإدارة...
- لا يهمك يا أستاذ ، سأذهب للإدارة ، ما هي الإدارة يعني؟ شرطة المرور لم تستطع إيذائي فهل تستطيع إدارة مدرسة؟

دفع "عصام" الطاولة و نهض غاضبا وعندما خرج من الفصل أغلق الباب خلفه بالقوة ، ساد الهدوء للحظات في الفصل ، همّ المدرس بالعودة إلى مقدمة الفصل ، فاستوقفه "ممدوح" :

- و أنا أستاذ...
- ماذا عنك؟
- ألا تريد أن أذهب إلى الإدارة...
- و لماذا؟
- لأنني لا أظمن نفسي ، أشعر أني سأنام بعد قليل....
- قم.. قم... هيا... هذه قلة أدب...

خرج "ممدوح" بسعادة يتفحص وجوه الطلاب و عندما أغلق الباب كان المدرس ينظر إلى "حسين" الذي بدا مبتسما و كأنه سيقول شيئا ما ، فعاجله المدرس:
- اتبعهما
- أأنا يا أستاذ؟.
- الجدار الذي خلفك...
نظر "حسين" للجدار و هو يقول:
- لكنه لا يستطيع المشي يا أستاذ
- هيا... تفضل اتبع صاحبيك
- لأجلك يا أستاذ ، لأني أحبك ، لو كان الآمر أستاذا آخر ما أطعته...
- شكرا... هيا... اخرج

نهض يتمشى في الفصل بهدوء و قبل خروجه من الباب ، استدار إلى الطلاب و هو رافع يده:

- إلى اللقاء يا أصدقاء...

لم ينبس المدرس ببنت شفة ، أغلق "حسين" الباب ، و التقى بصاحبيه في الدهليز ، هبطوا جميعا السلالم ، عندما وصلوا إلى غرفة المرشد الطلابي تجاوزوها إلى الباب المفضي إلى ساحة المدرسة ، وقفوا يشاهدون الفصل الذي يلعب كرة القدم ، ثم استداروا خلف المدرسة ، مدّ "عصام" يده إلى إحدى النوافذ ، و استخرج علبة سجائر و قداحة ، و بدأ الثلاثة التدخين ، همس "عصام":

- هؤلاء المدرسون لا يعجبهم العجب العجاب
أردف "ممدوح" :
- صدقت والله.. لكن أفضل يا رجل ، ماذا نريد من هذه الحصة المملة..
أكمل "حسين":
- والله صدقت... ماذا نستفيد حصته... وجع الرأس... أنا صراحة لم أفعل شيء... هو أعطاني إذن بالخروج

عادوا إلى الفصل بعد إعلان الصافرة انتهاء الحصة ، عندما جلسوا في مقاعدهم قال "حسين":

- هذي الحصة لا تفوت....
- أوه... حصة اللغة الإنجليزية..
- حصة "وت دي از ات تو دي؟"

تأهبوا لاستقبال المدرس ، نهض "حسين" من كرسيه ، ذهب إلى السبورة و عاد بعلبة الطباشير ، عندما دخل المدرس الفلسطيني الفصل لم يجد الطباشير ، فسأل بعصبية:
- من الذي أخذ الأقلام

لم يتكلم أحد ، فخرج و عاد بعلبة طباشير جديدة ، أغلق الباب فهتف "عصام" وقد غيّر صوته:

- عاشت فلسطين...

التفت المدرس بعصبية:
- و هل هي ماتت؟

ضحك الطلاب...

جلس المدرس على كرسيه يخطب لمدة خمس دقائق :

- من الذي لم يربه أهله؟ من ابن الـ ... من الوضيع ،أأنتم تأتون المدرسة للدراسة أم؟ أنت رعاع ، شوف لن أبدأالدرس حتى يعتذر السافل الحقير ، و الله العظيم لن أشرحَ شيء ، و لسوف آتي بأسئلة لا يستطيع حتى مدير المدرسة الإجابة عليها...

ثم نهض ليشرح ، فهتف "عصام" :

- يا شباب... حرام الذي يحدث هذا ، لا تعبثوا بأعصاب الأستاذ ، لا تقولوا عاشت فلسطين ، هو لا يقبل أن تتحدثوا عن فلسطين ، انتهوا..
- هل تسخر؟
- حاشاي يا أستاذ ، أنا فقط أعينك
- هل طلبتُ منك المساعدة؟
- أنا آسف ياأستاذ... أنت اهدأ الآن يا أستاذ
- خلاص.. اقعد.. "what day is it today"...
- ساترداي...

همّ المدرس بالكتابة فسقطت على كتفه قطعة طبشور ، فالتفت محمر الوجه منتفخ الأوداج ، يتطاير شررا ، صرخ ليسمع الفصول الأخرى:

- من السافل ابن الحرام الذي لم يحسن أهله تربيته، قسما بالله العظيم، إذا لم يخرج من الفصل خلال خمس دقائق لن أعود إلى الشرح ، و سآتيكم باختبار أصعب من بقية الفصول...

ساد الصمت في الفصل ، جلس المدرس على الكرسي ، مضت خمس دقائق ، هتف المدرس:

- إذا لا شرح بعد اليوم...

بعد دقيقتين نطق "حسين":

- يا شباب.. ما يحدث في الفصل حرام ،أنتم تدرسون عند مدرسين خصوصيين و لا يهمكم الدرس ، ليعترف الذي رمى الطبشور ، لعلنا نفلح ، ماذا تستفيدون من رسوبنا؟ صدقوني لو رأيت الذي رمى قطعة الطبشور لأخبرت به...
- لن أشرح ، وليحل لكم المدرسون الخصوصيون الاختبار..

و ساد الصمت إلى أن انتهت الحصة ، فخرج المدرس و ساد الصراخ في الفصل ثم في لحظة واحدة صمت الجميع ، كان المرشد الطلابي قد دخل برفقة مدرس اللغة الإنجليزية ، و بدأت خطبة المرشد لمدة خمس دقائق ثم قرر استجواب الطلاب كل شخص على حدة و خرج ، بعد خروجه بلحظات بدأت تهديدات الثلاثي للفصل ، و أي شخص يفتح فمه بكلمة سينال جزاءه ، ثم دخل مدرس مادة التربية الدينية و أمر أول طالب بالخروج إلى المرشد الطلابي...





توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:43 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية