الامانة ...( 23 )
روي أنه كان يعيش في مكة رجل فقير متزوج من امرأة صالحة.
قالت له زوجته ذات يوم: يا زوجي العزيز ليس عندنا طعام نأكله ولا ملبس نلبسه؟ فخرج
الرجل إلى السوق يبحث عن عمل، بحث وبحث ولكنه لم يجد أي عمل، وبعد أن أعياه البحث، توجه إلى بيت الله الحرام، وصلى هناك ركعتين وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه.
وما أن انتهى من الدعاء وخرج إلى ساحة الحرم وجد كيساً، التقطه وفتحه، فإذا فيه ألف دينار.
ذهب الرجل إلى زوجته يفرحها بالمال الذي وجده لكن زوجته ردت المال وقالت له: لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه فإن الحرم لا يجوز التقاط لقطته، وبالفعل ذهب إلى الحرم ووجد رجل ينادي: من وجد كيساً فيه ألف دينار؟
فرح الرجل الفقير، وقال: أنا وجدته، خذ كيسك فقد وجدته في ساحة الحرم، وكان جزاؤه أن نظر المنادي إلى الرجل الفقير طويلاً
ثم قال له: خذ الكيس فهو لك، ومعه تسعة آلاف أخرى، استغرب الرجل الفقير،
وقال له: ولما، قال المنادي: لقد أعطاني رجل من بلاد الشام عشرة آلاف دينار، وقال لي: اطرح منها آلف في الحرم، ثم ناد عليها، فإن ردها إليك من وجدها فأدفع المال كله إليه فإنه أمين
قال الله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب
لماذا لاترتدي القبعة... ( 24 )
ذهب أحد المواطنين منفعلا إلى ملكه و سأله :ألست أنت كبير البلاد يا مولاي ؟ فأجاب الملك : بلى ماذا حدث ؟ ..
فقال المواطن : إن الوزير يضربني على وجهي كلما رآني و يسألني لماذا لا ترتدي القبعة؟ لماذا يضربني ثم أي قبعة تلك التى يتحتم علي أن ارتديها؟
فأجاب الملك : اترك لي هذا الموضوع …
وعندما التقى الملك بالوزير سأله ما هو موضوع القبعة تلك؟ ..فأجاب الوزير : مجرد سبب لكي أضربه
فقال الملك : ابحث عن سبب وجيه مثلا اطلب منه إحضار تفاحة فإذا أحضرها صفراء اصفعه وقل له لماذا لم تأت بها حمراء؟ وإذا احضرها حمراء اصفعه و قل له لماذا لم تاتي بها صفراء؟ ...
فأجاب الوزير : فكرة جيدة .. وفى اليوم التالي طلب الوزير من المواطن إحضار تفاحة فنظر له المواطن و سأله : أتريدها حمراء أم صفراء يا سيدي ؟ ...
عندئذ تمتم الوزير وقال: حمراء أم صفراء؟ ... ثم ضرب المواطن وقاله : لماذا لا ترتدي القبعة !؟
~~~~~
" فعلا الظالم يجد أي سبب كي يظلم "...
قصة الشعب الارجنتيني مع البيض ... ( 25 )
قبل بضع سنوات استيقظ الشعب الأرجنتيني صباح أحد الأيام وإذا بتجـّار الدواجن والبيض قد اتفقوا على رفع سعر البيض كلهم مرة واحدة ، عقدوا اتفاقهم دون أن يفكروا في لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع أن يجد قوت يومه وأن هناك من يكّد النهار والليل ليسـّد رمق أطفال جياع هل تعلمون لماذا ؟ لأنهم تجـّار جشعين لا يهمم إلا أن يملؤوا جيوبهم بأموال الناس كيفما اتفق .
فماذا حصل بعد ذلك ؟ لقد كان المواطن الأرجنتيني ينزل إلى السوبر ماركت ويأخذ البيض وعندما يجد سعره مرتفعاً فإنه يعيده إلى مكانه كان هذا هو حال جميع المواطنين الأرجنتينيين ،. (خلـّوه يفسد) .فماذا تتوقعون انه حصل بعد ذلك ؟
بعد أيام وكالعادة تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض ولكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحلات يرفضون إنزال أي كميات جديدة فقام التجـّار بإعادة الكميات إلى مستودعاتهم وقالوا لنصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود المواطنون لشراء البيض ، انتظر التجـار أياماً وانتظر الشعب أياماً وانتظروا وانتظروا ،،، ،،،،، وتورط التجـّار (الجشعون) بالبيض الذي تكدس في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشترٍ ، والدجاج الخائن في المزارع قد اتفق مع المواطنين وواصل إنتاجه من البيض ولم يتوقف ، وأصحاب محلات التموين لم يطلبوا أي طبق بيض فالبيض الموجود لديهم بالأسعار الجديدة مازال متسمّراً في الرفوف ،،،،و لم تنته القصة
وبعد عدة أيام اتفق التجـّار ولكن هذه المرة اتفاقاً جديداً وهو بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع ،، ولكـّن الشعب الأرجنتيني الأبّي رفض أن يشتري البيض مرة أخرى ،، وذلك لكي يتأدب التجـّار ولا يعودوا لمثلها ،، فعاد التجـّار وخفضوا من سعر البيض مرة أخرى.
وهل انتهت القصة هنا ،، لا
ولكن الشعب العظيم لم يشتري البيض . فكاد عقول التجـّار أن تزول ، فالخسائر تتراكم والموت قادم .
أخيراً وبعد كل هذا اتفق حثالة التجّار الخاسرين وهم خاسئون بأن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث.
هنا انتهت القصة
وأصبح الشعب الأرجنتيني العظيم فائزاً في معركته مع التجار وفائزاً بأنه يشتري البيض بخصم 75 % من سعره الأصلي . وهنيئاً للشعب الواعي ، الشعب المتفق فكرياً والعارف بمصلحته ،، لقد فازوا بالمعركة على التجار الجشعين ..
الشعب من يحكم نفسه ..
((( لايمكن لمجتمع أن يتواصل طالما كان منقسماً الى فصائل متحاربه )))
لماذا أنا ؟!...(26 )
آرثر لاعب التنس الشهير و أسطورة ويمبلدون
توفى بعد إصابته بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"بعد نقل دم ملوث له أثناء عملية قلب مفتوح
وصلته رسائل عديدة من معجبيه من جميع أنحاء العالم قبل وفاته
في إحدى هذه الرسائل تساءل صاحبها: لماذا أنت ليختارك الله لتعاني من هذا المرض اللعين؟
أجاب آرثر في تعليقه على هذه الرسالة:
من هذا العالم، بدأ 500 مليون طفل ممارسة لعبة التنس
منهم 50 مليون تعلموا قواعد لعبة التنس
من هؤلاء 5 مليون أصبحوا لاعبين محترفين
وصل 50 ألف إلى محيط ملاعب المحترفين
من هؤلاء وصل 5 آلاف للمنافسة على بطولة "الجراند سلام" بفرنسا
من هؤلاء وصل 50 للمنافسة على بطولة ويمبلدون ببريطانيا
ليفوز 4 للوصول إلى دور ما قبل النهائي
من الأربعة وصل 2 إلى الدور النهائي
و أخيرا فاز منافس واحد فقط
و كنت أنا هذا الفائز بهذه المنافسة
و عندما تسلمت كأس البطولة و رفعته في فرحة
لم أسأل ربي
لماذا أنا؟
فلماذا نسأل لماذا أنا حين نصاب بالأذى ولا نسأل عن النعم
وصايا ملك قبل مماته ...( 27 )
على فراش الموت أوصى الملك حاشيته
وصيتي الأولى:
أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي
وصيتي الثانية:
أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي
ووصيتي الأخيرة:
حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وابقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان
حين فرغ الملك من وصيته ، قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره ، ثم قال :
ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال ، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث ؟
أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب :
أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن ،
بخصوص الوصية الأولى:
فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع اليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لايمنحهما أحد من البشر
وأما الوصية الثانية:
حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً ، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب
وأما الوصية الثالثة:
ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك
كان من آخر كلمات الملك قبل موته :
أمر بأن لا يُبنى أيّ نصب تذكاري على قبره ، بل طلب أن يكون قبره عادياً ، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد .. يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب ، خرج من الدنيا خالي اليدين
يقال أن هذه وصايا الإسكندر المقدوني قبل مماته .. و الله أعلم