205 - مهند البصري ـ وآخرون (الموقع الخاص): الانفجار أو الضربة الاسرائيلية على سوريا لم تقتل أو تبكم أو تصم أعداداً هائلة (70000) كما ذكرت الروايات الشريفة.. ما هو تفسيركم المبارك لهذا الامر؟
الجواب: وردت هذه الأرقام بسياقين فمرة ذكر رقم (100000) من الكافرين، وأخرى ذكر الرقم بالطريقة التي ذكرتم ولكن يضاف لها أن ما يفتق من الأبكار أي ما يتم اغتصابه من النساء البواكر هو أيضاً سبعون ألفاً، والسياق الأول هو رواية أمير المؤمنين عليه السلام في اختلاف الرمحين، ومعها عدد من الروايات العامية الواردة على لسان رسول الله صلوات الله عليه وآله أو بآثار من صحابته، أما السياق الثاني فهي رواية عامية عن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله، وهي بالمحصلة تتفق مع السياق الأول، وفي قصة الأرقام التي ترد في النصوص يجب أن نراعي التالي:
أولاً: هناك أرقام تذكر للكناية عن ضخامة العدد، ولا تعبّر بالضرورة عن أن المقصود هو العدد بكامله بحيث لا ينقص منه ولا يزيد عنه شيء، ونطلق عليها أرقام المكاثرة أو المبالغة، وأرقام السبعون ألفاً والمائة ألف وأمثالها هي من هذا النمط في الغالب، ومثلها السبعون والمائة والألف في بعض الأحيان.
ثانياً: هناك الأرقام التي تذكرها الروايات وتريد بها الدقة كما ذكرتها الرواية كما هو الحال في رقم 313 بالنسبة لأصحاب القائم صلوات الله عليه.
ومما لا شك فيه أن الرقم المذكور في روايات الرجفة أو الهدة أو الصوت تدخل في النمط الأول من هذه الأرقام، ولهذا هي لا تستدعي منا أن نعدّ العدد حتى نصل إلى الرقم المذكور.
يبقى الكلام في كيفية تحقق هذا الرقم، إذ من الواضح أن أرقاماً من هذا القبيل تحتاج إلى أحداث ضخمة تستوعب حصول ذلك، وهنا علينا أن نتابع هذه الأرقام تارة من حيث المحيط الجغرافي الذي يستوعب هذا الرقم، فلو قدّر اننا سمعنا في رواية الشهداء الذين يحشرون من جامع براثا إلى الجنة بغير حساب، فأول ما يجب أن يتبادر إلينا هو كيف سيستوعب جامع براثا مثل هذا الرقم؟ وهنا إما أن نطرح الرواية أو نتحدث عن سلسلة من الأحداث تؤدي إلى تكون وتراكم هذا الحدث، وأخرى من حيث طبيعة الحديث وقابلياته لكي تصل الأمور إلى مثل هذا الرقم، كما هو الحال في الخسف بالبيداء، فحدث الخسف بطبيعته يمكن أن يستوعب الأرقام التي ذكرت بخسف بيداء المدينة المنورة بجيش السفياني، لأن الزلازل يمكن لها أن تقتل ثلاثة أو أربعة آلاف كما هو حديث الروايات في هذا المجال، ولكن لو تحدثت الروايات هنا عن مائة ألف من القتلى فإننا عندئذ يجب أن نتصور زلزالاً خارقاً للعادة في كل المعايير الجغرافية لأن الغالبية العظمى من قتلى الزلازل إنما يكونون بسبب تساقط الأبنية عليهم أو سقوطهم منها وما شابه ذلك، والحديث عن زلزال في صحراء لا يمكن أن يستوعب هذا الرقم، ولهذا علينا ان نتصور نمطاً آخر من أنماط القتل للوصول إلى هذا الرقم كأن يكون المراد عندئذ باستخدام أسلحة الدمار الشامل وما إلى ذلك.
وعليه فإن الحديث الوارد في روايات الضربة النووية حينما يستوعب هذه الأرقام الكبيرة فإن علينا أن نتصور أحد أمرين: إما أن يكون حدث الضربة هو الذي ينتج هذا الرقم بشكل فوري، عندئذ سيكون علينا أن نتوقع قنبلة نووية على شاكلة ما جرى في هيروشيما ونكازاكي ولكن يجب أن تكون أكبر من تلك القنبلة بعدة أضعاف، لأن دمشق المتضررة بذلك فيها تضاريس جبلية مما يجعل مصدات الإشعاع النووي وعصفه كثيرة جداً مما يقلل من حجم الأضرار وهو الأمر الذي شهدناه في اليابان لأن هيروشيما كانت خسائرها أكبر من خسائر نكازاكي والسبب يعود إلى الطبيعة التضاريسية المتفاوتة بين المدينتين مما جعل هيروشيما ذات الأراضي المنبسطة تتحمل خسائر أكبر بكثير من نازاكي ذات الأراضي الهضابية، مع أن القنبلة التي استهدفتهما هي من نمط واحد، وفي الخزانات التسليحية العالمية اليوم ما يسمح بوجود ضخامة اكبر وأضر من قنبلتي الحرب العالمية الثانية، ومع هذا التصور يجب أن نلحظ في الرواية الواردة أنها تتحدث عن حادثة بعينها دون ربطها بامتدادات لا تنسجم مع تداعيات ضربة من هذا القبيل.
وإما أن يكون حدث الضربة يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي من شأنها أن توصل بطريقة تراكمية إلى هذا الرقم، وهذا لا يستدعي يوماً واحداً ولا مكاناً واحداً، وإنما يكون حدث الضربة الحد الزمني لبدء العداد الرقمي في هذا المجال، ويتأكد ذلك لو أن الرواية تحدثت عن تداعيات تنسجم مع هذا النمط من التصور ولا تنسجم مع النمط الأول، فعلى سبيل المثال حينما تتحدث الرواية عن فتق سبعين ألفاً من الأبكار، فإن من الطبيعي بمكان أن لا يكون هذا الأمر ناجم مباشرة من حالة التفجير النووي إذ لا علاقة جدية بين ذهاب بكارة النساء نتيجة لحدث من هذا القبيل، ولكن مع افتراض سلسلة لاحقة من الأحداث تؤدي إلى جرائم الاغتصاب وإستباحة الفروج وما إلى ذلك فإن تصور حصول ذلك سيكون طبيعياً، ولكن شريطة أن نشهد ذلك في اماكن عديدة وأزمان عديدة ولكنها كلها ترتبط بحدث الضربة النووية، كأن تكون من تداعياتها الأمنية والاجتماعية.
وحينما نحلل الرواية المقصودة سنجد أن الرواية تتحدث عن هلاك أكثر من مائة ألف، وهذه الضربة أو الرجفة ستكون سبباً للرحمة بالمؤمنين وسبباً في عذاب الكافرين، يعقبها مباشرة نزول أسلحة جديدة متطورة لم يشهدها الناس من قبل، مع دخول أصحاب الرايات الصفر، مما يعني ان رواية الرجفة الدمشقية قد تحدثت بامتدادات متعددة فورية لا يمكنها أن تنسجم مع تصور الضربة النووية على شاكلة ما جرى في هيروشيما ونكازاكي، اذ أن الضربة النووية بطبيعتها لو كانت على شاكلة النمط القديم من أنواعها لما وجدنا أحداً يمكن أن يدخل إلى المنطقة المنكوبة بالإشعاع النووي لفترة زمنية طويلة، مما يدفعنا حكماً إلى الأخذ بالتصور الثاني، وهو أن الأرقام المذكورة هي من النمط التراكمي الذي يتكون بالتدريج ويتواصل مع أماكن متعددة، ولكن بسلسلة مترابطة يكون حدث الرجفة مفصلاً أساسياً فيها، وليس من النمط المباشر الذي يحصل حال وقوع الحدث وفي حدود منطقته دون غيرها.
206 - مازن (تعليقات الموقع الخاص): لقد تطرقتم الى الضربة النووية وقد أكدتم على أن تكون في حرستا ويقتل فيها ١٠٠٠٠٠ ألف، والآن تتكلمون عن قتل عدد يسير، وقد سلّمنا بمبالغة الرواية والآن بدء التحشيد للقتال في سوريا مع بشار .. وقد تطرق جنابكم الكريم في محاضرات سابقة على أن نلتحق بجيش اليماني فما تعليق جنابكم؟ مع العلم ان الذين ذهبوا للدفاع عن مولاتي زينب عليه السلام قاموا بقتال النواصب في القصير أي نصروا بشاراً، ارجو ايضاح الامر لمتابعيكم لأن الأمر اختلط علينا.
الجواب: بالنسبة لموضوع العدد فقد أوضحت في الجواب رقم 205 بما فيه الكفاية، والرواية لا مبالغة فيها حتى تسلّمون بذلك، وإنما الأمر بالطريقة التي اشرت إليها في غير مرة، وهناك خلط بين الضربة النووية وبين الخسف في حرستا، فالخسف لاحق للضربة ، كما هو واضح من الرواية الشريفة.
أما الحديث عن القتال في سوريا، فواهم جداً من يتصوّر أن المعركة الجارية هناك هي معركة مع بشار الأسد أو من اجل بشار الأسد، بل هي أكبر من ذلك بكثير، فهي تتجاوز الأشخاص والأنظمة إلى الإرادات الاستراتيجية الكبرى في كل المنطقة بما فيها العراق، ولو نظرنا إلى الأمر من أكثر من زاوية، فسنجد أن دعم الموقف الذي تقفه سوريا اليوم هو من أولى الأولويات المعاصرة.
فلو نظرنا إلى الأمر من زاوية الحرب على الإرهاب الذي نعاني منه في العراق أشد المعاناة، فإن تدعيم الجبهة السورية ضد الإرهاب التكفيري سيكون واحداً من الأولويات الحاسمة بالنسبة لمن يهمه أمر الحرب على القاعدة في العراق، فالذين يقاتلون هناك هم تكفيريوا الدنيا وأقذر وحوش الأرض، وقد أعلنوا مراراً وتكراراً أن جولتهم القادمة ستكون في العراق لو انتهوا من سوريا، وفي وقت نعرف أن غالبية قياداتهم المعاصرة سبق لها أن قاتلت في العراق، وسبق لقيادتهم الدينية أن أعلنت صراحة حقدهم على كل شيء يتعلق بأوضاعنا في العراق، مما يعني أن انتظارهم لكي يتمّوا أعمالهم هناك، ومن ثم ليتفرغوا لنا سيكون انتظار الحمقى والبلهاء في معركة هي معركة استئصال ومعركة وجود، ومن يعلن بأننا غير معنيين بما يجري هناك، سيكون كالنعامة التي تخفي رأسها حينما ترى العدو، لا بل ستكون النعامة في حال أفضل لأنها حينما تخفي رأسها تريد أن تشبّه نفسها بأنها مجرد شجرة.
ومن الناحية المذهبية بحته، فإن حماية مراقدنا المقدسة هناك واخوتنا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، لا يمكن أن تتحقق بمجرد الوقوف لحماية أسوار الصحن الشريف للسيدة الطاهرة عليها السلام، لأن هذا النمط من الحماية من الناحية الأمنية هو نمط شكلي، والحماية الحقيقية هي العمل على منع المخاطر وهي بعيدة، ولا توجد في منطقة في سوريا يحارب بها الإرهاب التكفيري لا علاقة لها بحماية السيدة صلوات الله عليها، بل كل مكان يجب أن يجفف من هؤلاء، لأنهم كالسرطان إن بقي سيستفحل، ولا هم له إلا الوصول إلى مقدساتنا وما جرى في دير الزور من ذبح على الهوية لإخواننا في قرية طحلة شاهد على أن معركة هؤلاء هي ضدنا قبل أن تكون أي شيء آخر.
وعليه فإن القتال ضد النواصب لا حد له ولا مكان له، طالما هم مارسوا قتلنا في كل الأماكن، وأعلنوا بملء الفم وبصراخ عمّ الأسماع أن حربهم الأساسية ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام دون استثناء، فبقروا بطون النساء، وذبحّوا الرجال الكبار والشباب، وقطّعوا الأوصال، واغتصبوا الأعراص المحرمة، وانتهشوا الطفولة البريئة، وهدّموا دور العبادة والمقامات المقدّسة، ولم يدعو للشيعة محفلاً استطاعوا تفجيره ولم يفعلوا، سيّان في ذلك الأعراس والمآتم، الحسينيات والجوامع، المدارس والأسواق، الملاعب والمقاهي، الأفراد والجماعات، وما جرى في مصر وفي لبنان وفي سوريا وفي الباكستان وفي البحرين وفي افغانستان وفي إيران والكثير من المناطق فضلاً عن العراق كله يحكي عن واقع أنهم يخوضون ضدنا معركة استئصال لا حدود لها، ولا معنى والوضع هذا أن نقف موقف المتفرجين الذين ينتظرون أن يأتيهم الذبّاح كي يذبحهم، فلسنا خراف العيد التي تنتظر العيد لكي يُضحّى بها، بل نحن أبناء هيهات منا الذلة، ونحن أبناء من لا يبالون أوقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم، وهيهات أن نعطي الدنية لديننا ولعقيدتنا ومذهبنا ولوطننا.
وها أنتم ترونهم لا يقاتلوننا فقط، وإنما عمّوا بقتالهم الكثير من أبناء السنة، وما رأيناه من أكل جزارهم لقطعة من كبد أو قلب الجندي السوري السني تعبير عن طبيعة هؤلاء، وما نراه من قتال في مصر، وما سبق أن رأيناهم يفعلونه في العراق، يؤكد هوية هؤلاء الجزّارين وآكلي لحوم البشر، ولهذا فمن الناحية الوطنية أيضاً يجب النزوع إلى استئصال شأفة هؤلاء، فهم سرطان العدو في جسم الأمة ويجب استئصاله لكي نصل إلى العدو الحقيقي الذي عاث بنا وبأمتنا كل فساد وبغي وشر.
ومن الناحية الإستراتيجية فإن الأمر هو الآخر يحتم علينا الوقوف بلا مبالاة بل وبمسؤولية كبرى، فالمعركة الجارية هي لكسر إرادة التشيع السياسية، وسوريا هي الواجهة، ولكن العمق في القضية هي أنها تستهدف كل الإرادة السياسية الشيعية، ونحن معنيون شئنا أم أبينا، نعم هناك تكتيكات متعددة للخوض في هذا الأمر، ولكن حذار من تصور المعركة بحجم وجود هذا الرئيس أو ذاك فالمعركة أكبر وأعظم بكثير من كل ذلك.
أما موضوع العبد الصالح اليماني الموعود والقتال معه، ففيه جانبان، الجانب الأول هو في كيفية الإستعداد للقتال مع الإمام صلوات الله عليه وأصحابه الصالحين ممهدين كانوا أو منتدبين من بعد الظهور الشريف، ولا يحسب الأخوة أن مجرد تعلّم السلاح هو الاستعداد المطلوب، فالإستعداد يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير، فلقد سبق أن شاهدنا الكثيرين ممن يجيدون استخدام السلاح، ولكنهم حين الدخول في المعارك الجدية لا يتحملون ويهربون، أو لا يجدون في انفسهم ذلك العنصر المعنوي الذي يبقيهم في مواقع الجلد والصبر والثبات.
وفي تصوري أن أدنى درجات الإستعداد هي المشاركة في معركة حقيقية يكون فيها الإنسان قريباً من الخطر، وملامساً للتحدي، ومواجهاً للعدو بشكل مباشر، لأنه في مثل هذه الظروف يعرف بشكل جاد طبيعة استعدادته وحقيقة شجاعته من غيرها، فيصلّح من بعد ذلك ما يجب أن يصلّح في شخصيته وقلبه، ويقوّي ما يجب أن يتقوّى أكثر من ذلك في نفسه، ويحافظ على عناصر صبره وجلده وثباته، فلئن توفّر هذا الأمر في داخل الأجهزة الأمنية العراقية في معاركها ضد الإرهاب فهو مطلوب جداً، وإلا يمكن استغلال المعارك الأخرى الجارية في أماكن عديدة ضد هؤلاء الكفرة، وبطبيعة الحال كل ذلك يجب أن يجري ضمن الضوابط الشرعية الخاصة في مثل هذه المواضيع.
أما الجانب الثاني من الموضوع، فإن تكليفنا هو العمل بالتكليفات العامة، فإن أدركنا هذا العبد الصالح وأيامه المباركة كان تكليفنا هو العمل معه ونصرته، وإن لم ندرك ذلك فيكفينا اننا نحقق في ذواتنا درجة الإستعداد الموضوعية للنصرة المطلوبة، ولو فعلنا ذلك أدركنا الحظوة في نصرة إمامنا صلوات الله عليه سواء كانت أيامنا هي أيامه، أو أننا ارتحلنا إلى بارئنا قبل حلول هذه الأيام المشرقة بالأنوار الإلهية، فالعمر أمره بيد المولى جلّ وعزّ ولكن التكليف والعمل بواجبات الولاء أمره بأيدينا، رزقنا الله وإياكم إدراك تلك الأيام المباركة وجعلنا وإياكم ممن يحظى بخدمة خدّام الإمام صلوات الله عليه وأعوانه.
207 - جابر الفضلي ـ الكويت (الموقع الخاص):هل هذه الرواية معتمدة لدينا؟ وما رأيكم بها؟ وما المقصود بالملاحم؟
" سيكون رجل من بني أمية بمصر، يلي سلطاناً، ثم يغلب على سلطانه، أو ينزع منه، ثم يفر إلى الروم، فيأتي بالروم إلى أهل الاسلام، فذلك أول الملاحم.
الجواب: هذه الرواية هي مما رواه الطبراني في المعجم الأوسط بسنده ضعّفوه إلى أبي ذر رضوان الله عليه[1]
وقريب منها ما رواه ابن عساكر عن أبي كريب بسند ضعّفوه أيضاً إلى أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بمصر رجل من قريش أخنس، يلي سلطانا ثم يغلب عليه، أو ينزع منه، فيفرّ إلى الروم، فيأتي بهم إلى الإسكندرية، فيقاتل أهل الإسلام بها، فذلك أول الملاحم.[2]
والروايتين هي من روايات العامة ولم ترد في كتب مدرسة أهل البيت عليهم السلام ما يؤيدها، وهي على أي حال مبهمة في تاريخها إذ لم يشخّص وقتها، علما أن الملاحم في كتب العامة تارة يُشار بها إلى أشراط الساعة، وأخرى إلى ظهور الإمام صلوات الله عليه، وثالثة لا يرمزون بها إلى تاريخ معيّن بل يعتبرون كل وقعة عظيمة يكثر فيها القتل ملحمة، وبمعزل عن صحة الرواية وعدمها فإن الحديث عن أول الملاحم الوارد في هذه الرواية إن أريد له المعنى الأول فهي تتحدث عن مستقبل مجهول تماماً، وإن أريد به المعنى الثاني فهي متعارضة مع ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام في شأن أول الفتن المحاذية للظهور الشريف وأول الأراضي خراباً في تلك المرحلة وأعني بذلك الشام، وإن أريد المعنى الثالث فأمرها مبهم فقد تكون حصلت من قبل، وقد لا تكون.
وما من سبيل للتوثّق من الرواية، فهي في موازيننا غير موثوقة ورجالها لا يعرفون، وهي في موازين القوم أيضاً غير موثوقة، بالرغم من أن عدم وثاقة رجالها لدى القوم لا حجة بها علينا، وروايات كهذه تترك للواقع هو يكذّبها أو يوثّقها.
208 -
علي الجعفري (الموقع الخاص):يكثر الحديث هذه الايام في الاوساط الشعبية الشيعية عن معركة قرقيسيا، ويشاع أن السفياني عندما يقدم العراق تكون الحكومه العراقية في حينها قد جهزت جيشاً لصدّه ومنعه من دخول العراق، وتقع معركة بينهما في دير الزور ( قرقيسيا ) ويقال ان القاتل والمقتول في هذه المعركه في النار، وقد بحثت عن هذه الرواية فلم أجدها بهذا المعنى، وإنما وجدت انها معركة يقتل فيها الكثير من الجبارين قيل مئة ألف، أو أربعمائة ألف، وقيل: 40 مليون، وبعض الروايات تقول ينادي مناد من السماء أن هلموا يا وحوش السماء ويا سباع الارض وأشبعوا أجوافكم من جيف الجبارين لو صح التعبير أو هكذا معناها، لذا هنا أسألكم:
هل توجد عندنا هكذا روايه أم الرواية تقول يقتل فيها الجبارين الفاسقين؟
2. لو وجدت هكذا رواية فما مدى صحتها سنداً ومتناً؟
3. انا أعتقد أن كل ماجاءنا من أهل البيت بخصوص حوادث ما قبل الظهور لم ولن يجري عليها البداء رغم الروايات التي تؤكد حصول البداء في كل شيء، إلا في خمسة فهل تعتقدون ذلك؟؟
4. ومثل ما قلت: لو وجدت رواية القاتل والمقتول في النار وصحت. فلماذا القاتل والمقتول في النار؟
5. افترض نحن الان نعيش هذه المرحله والسفياني يريد الدخول الى العراق عن طريق دير الزور التي تشهد حاليا حرب اباده فهل نتجنب هذه المعركه حتى لانكون من الهالكين؟
6. ما هو التكليف الان؟
الجواب: القدر المتيقن أن معركة قرقيسياء ستجري في منطقة مصب نهر الخابور في نهر الفرات، وهو موضع مدينة قرقيسياء التاريخي وتسمى اليوم بالبصيرة وتبعد حوالي 42 كلم عن مركز دير الزور باتجاه العراق، وأطرافها ثلافة وفقاً للروايات المعتمدة، فمن جهة الأتراك وبنو قيس وهم أعراب هذه المنطقة وما يليها وهم حلفاء الأتراك، ومن جهة السفياني، ولا يوجد ما يشعر ان الحكم في العراق سيتدخل بها فكلها تجري في داخل سوريا، نعم سيشترك عراقيو بني قيس مع أولاد عمهم في سوريا، وقد تحدثنا بالتفصيل عن ذلك في محاضرتنا معركة قرقيسياء الأسباب والنتائج فراجع إن شئت.
ولطبيعة وصف الروايات فإن المشاركين فيها كلهم من الرايات المخالفة للهدى، ولذلك فمن الطبيعي أن يتم تسميتهم بالجبارين، وحينئذ فلا غرابة في أن يكون القاتل والمقتول في النار لخلو المعركة من الهدى، والرقم المعتمد في عدد الهالكين وفقاً لرواياتنا مائة ألف، وغيره يوجد في روايات غيرنا.
أما اعتقادكم بأن كل ما ذكره أئمة الهدى صلوات الله عليهم لن يجري عليه البداء فهو مخالف لما تحدث عنه أئمة الهدى عليهم السلام، وحديثهم أولى من اعتقادكم، نعم قد يحصل البداء وقد لا يحصل، ولكن القول بأنه لن يحصل فهذا وهم منكم.
وتوجيهات أئمة الهدى صلوات الله عليهم في حال خروج السفياني تتلخص في أمرين، الأمر الأول عدم مواجهة الرجال إياه في حال هجومه، والثاني هو النزوع المباشر للنصرة، والقدر المتيقن أن رايات النصرة في ذلك الوقت ستكون متمثلة برايتي اليماني والخراساني، وقولهم صلوات الله عليهم: فانهدوا إلينا ومعكم السلاح يحمل على ذلك لوضوح أن الإمام صلوات الله عليه في ذلك الوقت لما يظهر بعد، والتوفيق ما بين التوجيهين كما نفهمه، هو عدم التعامل بارتجال وفردية مع السفياني واللجوء إلى قتاله ضمن الجهد الجماعي والمنسّق المتمثل براية اليماني الموعود، وقد تحدثنا عن ذلك تفصيلاً في كتابينا راية اليماني الموعود وعلامات الظهور فراجع.
أما التكليف الآن فمن الواضح أن المنتظر مكلّف مثله مثل أي مكلّف آخر بالتكليفات العامة للمؤمنين في زمن الغيبة، ولكنه يتحمل مسؤولية مضاعفة نتيجة لعلمه بالعلامات وترقبه لاستحقاقاتها، مما يجعله معنياً بجملة من التكليفات التي ترتبط تارة بالاستعداد الذاتي من جهة وعيه العقائدي وسلامة وعمق تواصله وولائه لأهل البيت عليهم السلام، وتبعيته للمرجعية الهادية في أعماله، وتارة في الاستعداد الاجتماعي من جهة تنمية الوعي المهدوي في المجتمع، وتنقيته من المنحرفين والأدعياء، وتثقيف المجتمع بواجباته، وثالثة من خلال الاستعداد الموضوعي والذي يرتبط بالأمور المتعلقة بآليات النصرة الموضوعية من حيث التدريب والاستعداد القتالي وما إلى ذلك من أمور.
أبو حسين ـ الكاظمية (الموقع الخاص): إن مؤتمر جنيف2 فشل كما أشرتم سابقاً وتوقعتم، والآن نرى ذلك الفشل، ونتيجة لهذا الفشل قام الأمريكان والغرب وحلفائهم الأعراب بتحشيد الاف المرتزقة ودعمهم باسلحة متطورة في الاردن وتحديدا درعا حتى وصل بهم الأمر إلى تبليط شارع داخل الأراضي السورية، لأنه يبدو أن المنطقة وعرة، أقول: هل هذا تمهيد لدخول السفياني اللعين، لأنني سبق وأن سالتك شيخنا لربما يستعينون بالجيش الأردني، وهو ذات تدريب عالي، وهل أن هذا التدخل الغربي الامريكي سيؤدي إلى هرج الروم؟
الجواب: لم أعرب قبل ما يزيد على تسعة أشهر عبثاً عن فشل مؤتمر جنيف 2، ولم استغرب حينما فشل أو بدت نتائجه المعلنة تبرز ذلك، وإنما أجد أن هذا الفشل مشار إليه وفق خريطة العلامات الزمانية والمكانية بشكل دقيق، ولكن النتيجة المتوخاة لحركة السجال الأمني والسياسي الدائر في سوريا ستعزز من فرص توحيد المقاتلين ضد النظام لتصفو الأمور ما بين رايتين أساسيتين، وحركة السفياني تأتي من بعد ذلك، وتحديداً حينما تفقد الراية السنية قدراتها التكتيكية والاستراتيجية في حسم الأمور، عندئذ تحل الأطروحة السفيانية، وهي ما يتم التحدّث عنه في أكثر من صعيد إن في الكواليس بين الدول او في طروحات بعض المعنيين في الملف السوري، وهذه الأطروحة مبنية على عدة محاور، الأول منها مقولة ضرورة الحفاظ على المؤسسة العسكرية السورية، وهذه الضرورة باتت مورداً أساسياً في كل حل مطروح، لأن تفكيك هذه المؤسسة ستعني النزوع الأسرع نحو مزيد من الحرب الداخلية، والثاني أن من يتولى الحفاظ على هذه المؤسسة يجب ان يكون قادراً على إدارتها بشكل عملي، مما يعني حكماً أن البديل يجب أن يأتي من داخل رحم هذه المؤسسة أو هو من القوة المعنوية لديها بحيث يجد من القيادات ما يكفيه لتحقيق الولاء السياسي في رأس حربة هذه المؤسسة، وهذا ما تؤكده الروايات المتحدثة عن أن السفياني يأتي إلى سوريا ويستقبل من قبل قيادات عسكرية ميدانية ناشطة "في يده لواء معقود"، وهذا حكماً يجعله من خارج دائرة الراية السنية التي تفتقد مثل هذه القدرة في داخل المؤسسة العسكرية، والثالثة أن تكون له الهيبة والمراس بحيث يقضي على كل الحركات الإرهابية أو التي تصنّف ضمن هذا التصنيف، بمعزل عن هوية الإرهاب بالنسبة لحركة التغيير السفيانية، وهذا أيضاً تؤكده معطيات اليوم مع ما تؤكده الروايات التي تشير إلى أنه حينما ينطلق يسير الرعب بين يديه مسافة ثلاثون ميلاً، وهذه الأطروحة تجعل الحديث عن بديل ثالث عن الرايتين المتصارعتين، يحفظ ماء وجه المتصارعين الدوليين، ويقلل خسائر البعض، بصورة لا يبدو أحداً وكأنه قد مورست معه سياسة كسر العظم، بالرغم من أن الراية السنية هي أولى ضحايا عملية التغيير وفق هذا السيناريو، وفي معتقدي أن غالبية المتصارعين سيصل إلى هذه القناعة ولو تم فإن رؤية بقية التفاصيل وكيفية ملأ ما بين الفراغات تبقى مجرد شكليات سياسية.
وعليه فإن موضوع السفياني يبقى كما حددته الرويات الشريفة سوري الموطن ولا علاقة للإردن من قريب ومن بعيد في موضوعه اللهم إلا أن تكون بوابة نفوذ السفياني منحصرة فيه كما بيّنا في كتابنا علامات الظهور، ويتأكد هذا الموضوع لمن يفهم حقائق الوضع الأمني في الأردن، والتي لا تتعدى عن كونها حلقة الدفاع الشرقية بالنسبة لإسرائيل، ولن يتمكن الجيش الأردني من لعب أكثر من هذا الدور، فلا وضعه التعبوي ولا التسويقي ولا بنيته الديموغرافية قادرة على أن تلعب أي دور اقليمي أمني كبير يتجاوز الحدود.
أما موضوع هرج الروم فكل الأحداث متجهة لكي تكون طرفاً من أطراف كرة الثلج التي لا أشك أنها تتدحرج منذ مدة لكي توقع بالنهاية بين الروم أنفسهم، وما من شك أن الموضوع السوري هو أحد المواضيع التي أكدت انتهاء استمرار منظومة القطبية العالمية الواحدة التي كانت امريكا تستفرد بها، وأعادت منظومة القطبية المتعددة مرة أخرى لموازنات الأمن الدولي، ولكن لا اعتقد أن الموضوع السوري سيكون هو العنصر الوحيد في توجيه الأمور نحو الصدام المحتوم بين الدول الرومية غربية كانت أو شرقية، ولكن الموضوع السوري أظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الروس قادرون على لعب دور المشاكسة والممانعة ضد الأمريكان، وعلينا ان ننتظر ردة الفعل الأمريكي تجاه الخطوات الروسية التي اتخذت في هذا المجال، واغلب الظن أننا يجب أن ننتظر احتكاكات أمنية واقتصادية متعددة سيكون محورها التجاذب في شأن ما ستستعيده روسيا من هيمنة على أطراف حلف وارسو القديم لا سيما تلك التي كانت في إطار الأمبراطورية الروسية القيصرية، وبين السعي الأمريكي للحيلولة دون هذا التمدد الروسي وهو الذي سيلعب بمعية الأزمة الاقتصادية المعاصرة الدور الحاضن لهذا الهرج.
أم فاطمة (الموقع الخاص): ما سبب دخول السفياني للعراق؟ وهل ستحدث مقاومة في العراق أمام جيش السفياني؟ وهل ستحقق انتصارات بحيث تمنع جيش السفياني من دخول بعض المناطق؟ و ما يفعل الشيعة المستضعفون لحماية أنفسهم وأهليهم من خطر السفياني؟
الجواب: بعض الروايات أشارت إلى أنه بعد انتصاره في معركة قرقيسياء لن يكون له همّ إلّا العراق، وبعضها تعنون الشيعة كمصداق لهذا الهمّ، ولكن التفاصيل الموجودة في بقية الروايات تشير إلى أنه ربما عنى بالشيعة مناطقهم وليس كيانهم الاجتماعي، وعلى أي حال فإنه سيبقى مدة ربما امتدت لشهرين كما هو صريح بعض الروايات وهو منشغل بغيرهم، والمراد هنا هو انشغاله ببني قيس الذين يمثلون الحاضنة المعادية للشيعة، وسيبتلون بفتكه ومجازره وسطهم وينهي كيانهم السياسي المعنون في الروايات بقضية عوف السلمي، وفي تقديري فإن مشكلته مع الشيعة ستبتدأ من اقتحامه لبغداد، وللمنطقة المعروفة اليوم بالزوراء واعدامه لثلاثمائة قائد من قيادة الحكومة المستقرة فيما عبّرت عنه بعض الروايات بالبقعة الخبيثة أو المدينة الملعونة وكلها محصورة في منطقة الزوراء المعاصرة أو ما يطلق عليه حالياً بالمنطقة الخضراء، وفي الروايات العامية يشار إلى مقتلة عظيمة في بغداد توصلها بعض رواياتهم إلى 120 ألف قتيل، ولكن في رواياتنا لا يشار إلى ذلك بل يشار إلى عدد قليل يصل في بعض الروايات إلى ما مجموعه ثلاثة آلاف قتيل، ويبدو أن هذا الرقم هو الأنسب كمعدل لطبيعة معاركه ومقدار الوقت الذي سيقضيه.
ولأمر متعلّق فيما يبدو بما يجري في بغداد يصدر من النجف الأشرف موقفاً من قبل أحد كبرائها يستثير حنقه وغضبه فيبعث بجيش إليها، فيستبيح النجف ويتعقّب أنصار وأعوان هذا الرجل المسمّى بعلي على ما نستفيده من بعض الروايات، وتحصل مقاومة وبأشكال متعددة ومن أطراف متعددة، ولكن أخطرها هو نزوع العشائر المحيطة بضواحي النجف لمحاربته فيفتك فيهم فتكاً شديداً، إلا أن ذلك لا يستمر طويلاً بل في بعض الروايات يشار إلى أن ذلك سيأخذ ساعة من النهار، ولعل المراد بذلك برهة من النهار وليس الساعة الظرفية المتشكلة من الدقائق الستين.
وعلى أي حال لن يمكث في النجف الأشرف كثيراً، وبعض الروايات تتحدث عن أن مكوثه لن يزيد على ثمانية عشر ليلة، وفيها يهرب جيشه من النجف الأشرف، وذلك بسبب اقتراب جيشي اليماني والخراساني منها، وسيدخلان المدينة في وقت واحد من جهة القادسية ويقرران تعقّبه ويدركانه على مسافة يوم وليلة من الكوفة أي بما يقرب من شمال الحلة وجنوب بغداد، وسيظفران بهزيمة منكرة لجيشه حتى تصف بعض الروايات بأنه لن ينجو من جيشه هذا أحد، وسيستردان الغنائم والسبايا والأسرى الذي كان قد حملهم معه، مع التأكيد على أن هذا الجيش هو جزء من جيشه، ولن يكون فيه السفياني، وإنما أحد قادته، وكل ذلك سيكون قبل الظهور الشريف.
أما فيما يتعلق بواجبات الشيعة لتحصين أنفسهم وعوائلهم، فإن الروايات دالّة على أمور ثلاثة، أولها: أن السفياني ليس منه خوف على النساء بشكل عام، ولا يمنع ذلك وقوع محذور على بعض الخاصة من النساء، وثانيها: وجوب الالتحاق بالمناطق الحاضنة للنصرة أو المهيئة لذلك، وبعض الروايات لا يكتفي بالالتحاق، وإنما يؤكد على ضرورة اقتناء السلاح في حال النزوع إلى هذه المناطق، ومع الدعوة إلى الالتحاق بهذه المناطق فإن ثمة دعوة في المقابل إلى الابتعاد عن المدن التي ستصاب بكوارثه كالكوفة والمدينة المنورة مثلاً، وفي عقيدتي فإن المطلوب فيه أن يكون الإنسان المؤمن المنتظر في المناطق التي تؤهله إلى الانخراط في أي تشكيل من شأنه نصرة الإمام صلوات الله عليه، وما من شك أن مناطق جيش اليماني وهي في تقديرنا وسط وجنوب العراق، وكذا مناطق جيش الخراساني وهي إيران ستكون من جملة أهم هذه المناطق، بالرغم من أن الروايات ذكرت مكة المكرمة أيضاً، وهذه محصورة بمن يستطيع المكوث فيها إلى عهد خروج الإمام صلوات الله عليه ولا علاقة لها بموضوع السفياني وإنما هي متعلّقة بموضوع نصرة الإمام روحي فداه مباشرة، لأن العمل المضاد ضد السفياني قبل الظهور الشريف منحصر بجيشي الانقاذ اليماني والخراساني، وأما العنصر الثالث فهو الابتعاد عن مواجهة السفياني في المناطق التي سيقتحمها، لأنه بلا طائل عملي، ولأن الأصل المطلوب هو بلوغ مناطق نصرة اليماني والخراساني لأنهما من سيهزم هذا الخبيث ويرد عليه كيده، ولهذا طلب من الرجال أن يغيّبوا وجوههم عنه، لأن فتكه وشره فيهم وعليهم، وذلك ضمن تفصيل عرضنا له في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور.