111 - علي الطالبي (الموقع الخاص): بعض الموالين يشكل أن راية الخرساني راية ضلال لورود الرواية محصورة بأهدى الرايات اليماني . ما تعليقكم عن تلك الرواية؟
الجواب: كون اليماني هو أهدى الرايات لا يعني أن الخراساني ليس راية هدى، فالحديث عن الأفضل لا يعني عدم وجود الفاضل، وقد بيّنت الفارق بين الرايتين في أكثر من موضع، أما كون راية الخراساني هي راية ضلال فهو كلام ينمّ عن جهل من يتحدث عنه، بل هو ضمن منطق الروايات الصحيحة راية هدى ولا شك، فرواية الإمام الباقر عليه السلام الموثّقة حين حديثه عن راية الخراساني، وقوله بأن فيها: نفر من أصحاب القائم[1] دليل صارخ على كونه راية هدى، وإلا كيف يمكن تصوّر وجود أصحاب القائم صلوات الله عليه ضمن راية ضلال؟ علاوة على أن فعله يحكي واقع الهدى هذا، فتدخله لإنقاذ الكوفة من براثن السفياني، وإسهامه الكبير في القضاء على جيش السفياني المنسحب من الكوفة، لا ريب أنه ينطوي على تميّز رايته عن الضلال ونصرته للهدى.
112 - أحمد الطالبي (الموقع الخاص): ما مدة قتال الأبقع مع الأصهب؟ هل تتوقعون تطول المدة الزمنية بحيث الأبقع المصري لا يستطيع التغلب على الأصهب ( نظام بشار الاسد ) بأن القوتان متكافئتين؟.
الجواب: الروايات ساكتة عن تحديد مدة قتال الأبقع والأصهب، ولكن يبدو أن المعارك في الشام لا تبتدأ مباشرة بين الأصهب والأبقع، ولكن ما من شك أن الروايات تشير إلى أن المعركة تكون على شدّتها من بعد التفجير الذي سيلحق بدمشق، وحيث أن السفياني سيظهر في رجب الذي سيلي التفجير، فإن من الممكن وقتها أن نقول بأن شدة المعارك ستبقى لأشهر قليلة بين الإثنين، علما أن الروايات لا تتحدث عن صراع الأبقع والأصهب قبل التفجير، مع أنها تتحدث عن الخراب في الشام قبله.
أما الحديث عن الأبقع ووصفه بالمصري فهو غريب عن حديث أهل البيت عليهم السلام، وإنما هو من روايات الملاحم والفتن التي نقلها عن كتاب الفتن لنعيم بن حماد والذي ذكر ذلك في غير موضع من كتابه،[1] ولذلك لا تعويل عليها، ولا أجد أي دخالة للحدث المصري بما يجري في الشام، والروايات الخاصة بنا لا تشير إلى أي تدخل مصري بأحداث الشام.
والحديث عن أن الأصهب هو بشار الأسد، فهو إسقاط مبكر للروايات على شخصيات معاصرة، وهو ما أجد أنه لا طائل منه في يومنا هذا، ولا دليل عليه اطلاقاً من دون مجيئ العلامات الأساسية التي تؤذن لنا بإسقاط الروايات على الشخصيات، وقبلها فإن ذلك مجرد تخمينات وظنون دون إثبات علميتها خرط القتاد
113 - السيد أبو فداء الهاشمي (الفيسبوك): ما هي الفاصلة الزمانية بين اليماني الموعود والسفياني الموعود؟
الجواب: أصل خروج السفياني واليماني والخراساني الموعودين متزامن في عام واحد وشهر واحد ويوم واحد، كما تشير إلى ذلك رواية الإمام الباقر عليه السلام، ولأن حركة السفياني ستكون هي أول ما سيكشف من حركة هذه الرايات، والتي سيقضي ستة أشهر في عملية توحيد الشام فيما يعرف بمعارك الكور الخمسة، وهذه المعاك لا تشكل أي استفزاز أمني للخراساني ولا لليماني، فإن أغلب الظن لدي أن كلمة الخروج المستخدمة هنا لا تشير إلى أصل الخروج من أحدهم، وإنما قد يكون المقصود بها الخروج إلى العراق من قبل السفياني مما يعني أنه سيكون بعد معركة قرقيسياء مباشرة، لوضوح أن اقتحام العراق سيكون هو المستفزّ الأساسي لحركة الرايتيين الأخرتين.
وعلى أي حال لو أخذنا العبارة على اطلاقها فيكون المراد ان وقت الثلاثة متزامن من أول خروج السفياني في شهر رجب الذي يلي الضربة النووية في الشام.
114 - أين الطالب بالثار (الفيسبوك): عند ذكر سماحتكم بأن (الكور الخمسة) ستتفكك ماذا يعني هذا؟ هل يعني انها تعلن الحكم الذاتي والانفصال او تسيطر عليها جماعات مختلفة؟
الجواب: لا تشير الروايات إلى أكثر من عملية استيلاء السفياني على الكور الخمسة، مما يعني خروجها قبل ذلك عن حكم الشام لأن السفياني إنما يستولي عليها من أجل أن ينتظم له حكم الشام، ولذلك ابتدأ بها قبل أن يدخل في معركة قرقيسياء مع الأتراك وحلفائهم من بني قيس، وبالتالي فإن كل الاحتمالات مفتوحة، غير أن الفهم المعاصر للحراكات السياسية لا يوحي بوجود حكم ذاتي او انفصال لدى هذه الكور، لأن المعتاد هو أن المطالبين بالحكم الذاتي أو المنفصلين يكونون وجوداً أتنيا محدداً كأن يكون الوجود قومي أو ديني او عشائري أو ما إلى ذلك، ولا يوجد في ما تم ذكره من أسماء هذه الكور ما يشير إلى تمايز أتني معين بين هذه المناطق والمناطق التي ستكون بيد السفياني سلفاً، وبالتالي فإن دواعي الخروج بكيان انفصالي او كيان للحكم الذاتي مستبعد وفق المعطيات المعاصرة، وقد يكون في ذلك الزمن ما يعطي مبررات أو معطيات جديدة، ولعل الأنسب وفق هذه المعطيات القول أنها تكون خارجة عن حكم الشام وبيد جماعات أخرى وهذا ما يبرر دوام المعارك لمدة ستة أشهر لأن وجود حكم بيد جماعة واحدة ضمن مساحات جغرافية صغيرة لا يحتاج إلى كل هذه المدة مما يدل على ان حرب مدن أو شوارع ستكون هي السائدة يومئذ والله العالم
115 - عمار ـ البصرة (بريد الموقع الخاص): ما هو راي الشيخ بمن يقول ان الائمة (ع) ذكرو الروايات بحيث ان كل عصر يتوقعون انه عصرهم وبتعبير احدهم هندسة روايات الظهور؟
الجواب: هناك فرق أخي الكريم بين القول بأن روايات علامات الظهور تبعث الأمل في كل عصر، وبين أن يكون لهذه العلامات وقتها المحدد الذي ستظهر به وتتحرك بعنوانها فعلا تاريخياً يتنجّز على أرض الواقع، ولا مجال للقبول بأن الأئمة صلوات الله عليهم تحدثوا عن العلامات لأغراض إيحائية فحسب وليس لأغراض التنويه بما يجري في المستقبل وما ينطوي عليه هذا التنويه من تحذيرات وتنبيهات ومناهج عمل للمنتظرين، لأن أي تفكير من هذا القبيل سيقدح في مصداقية الأئمة صلوات الله عليهم، ولا يمكن لأي إنسان أن يقدّم دليلاً علمياً جاداً على ان الأئمة صلوات الله عليهم تحدثوا من أجل أن يتصور أهل كل عصر بأن الظهور هو عصرهم، لأن حديث الأئمة صلوات الله عليهم بعيد عن ذلك تماماً، وإلا لم هذا التأكيد في الروايات على أحداث معينة وفي اماكن معينة ومحددة ووصف بعضها بالحتمية والأخرى بغير الحتمية وتحديد الحقبة الأساسية منها بمحدد صارم هو ما عبّروا عنه بالقول: نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، إذ من الواضح أن حديثاً من هذا القبيل لا يمكن التحدّث عنه أو توقّعه إلا في وقت واحد، ولم كل هذا الحديث عن طول الغيبة وحيرة الناس؟ ولم التحدث بمنطق: الزم الأرض ولا تحرك رجلاً ولا يداً قبلل أن ترى علامات أذكرهن لك؟ كما هو فحوى حديث الإمام الباقر لجابر بن يزيد الجعفي أو فحوى حديث الإمام الصادق عليه السلام لسدير الصيرفي.
نعم في كل عصر يمكن أن يحتمل الأفراد أن هذا العصر هو عصرهم، ولكنه مهما يكن فإنه يبقى احتمالا عاطفياً مهما عتى بهم الدهر ولا يرقى إلى أي قيمة يمكن التعويل عليها من الناحية العلمية، فمن دون هذه المحددات التي عرضت لها أعلاه وامثالها لا يمكن التحدث بمنطق تنجّز عصر الظهور.
أما ما يذهب إليه البعض من أن كلمات الأئمة عليهم السلام يراد منها الأمل دون غيره، فأول ما فيه أنها كلمات تشابه افكار العلمانيين حول الوحي النبوي وأمثاله، صحيح أن حديث الأئمة لا يغفل الأمل ولكنه كان صارماً باتجاه الأمل المزيف، ولهذا كان حديثهم عن هلاك المستعجلين والنهي عن التوقيت والنهي عن الإستعال وما إلى ذلك.
116
sabbah(الموقع الخاص): ما هي مدة اشتباك الرمحين التي تسبق الهدة في الشام ؟ و هل يوجد روايات تحدد مدتها ان كانت طويلة او قصيرة ؟
الجواب: الروايات ساكتة عن تحديد المدة، ولكن روايات عامية تشير إلى عامين وهي على أي حال لا يمكن التوثق منها، ولكن يبدو لي أنها لن تكون طويلة، على أنه ليس المقصود في تصاول الرمحين هو عمر الفتنة الشامية، لأن الفتنة عمرها أكثر من ذلك إلى ان تصفى الأمور إلى رايتين متنازعتين بالشكل العام، دون ان يمنع ذلك وجود رايات أصغر ولكنها تبقى هامشية بالنسبة للصراع، ولربما لو قربنا ذلك ضمن لغتنا المعاصرة فإن الحديث عن الفتنة الشامية المعاصرة يرتبط بالحديث عن مجاميع كثيرة من المتحاربين دون وجود مشروع قيادي أساسي متفق عليه لدى المجاميع المتحاربة ضد الحكم السوري، مما يؤكد عدم وجود مشروع قيادي لهؤلاء جميعاً، والمسعى الدولي المعاصر الداعم لهذه المجاميع يعمل جاهداً من أجل ان يوحد هذه المجاميع في مشروع قيادي يومها نستطيع القول بأن راية المعارضة وقفت أمام راية الحكم، وما من شك اني لا أقصد بهذا التقريب اسقاط الرواية على احداث اليوم، فقد يصح ذلك وقد لا يصح والعبرة بالدلالات الحسمة التي لم تظهر بعد.
117 - سليم (الموقع الخاص): ما قصة عوف السلمي؟ وهل أن خروجه يسبق السفياني أو يليه؟
الجواب: ورد اسم عوف السلمي في رواية واحدة، أوردها الشيخ الطوسي بشكل مرسل عن حذلم بن بشير، عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال: قلت لزين العابدين عليه السلام: صف لي خروج المهدي وعرّفني دلائله وعلاماته؟.
فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له: عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك.[1]
والرواية كما ترى تشير إلى أن الرجل من منطقة الجزيرة، ويبدو أن الجزيرة هنا هي جزيرة الموصل، وليس جزيرة الشام بدلالة ما أشير إلى محل اقامته في تكريت، كما وأن السلميين في هذه المنطقة هم الجبور، ولو أخذنا الرواية على ما فيها من اضطراب، باعتبار أنها تشير إلى وجود الإمام المهدي عليه السلام قبل ظهور السفياني وهو مما لا شك في بطلانه، فإن الرواية تشير إلى أن عوف السلمي هذا سيقوم بحركة سياسية أو عسكرية في هذه المنطقة، ويقيم كياناً سياسياً أو أمنياً قبل ظهور السفياني الموعود، ويليه في الظهور شعيب بن صالح ثم السفياني وهذا أيضا ما يؤكد الاضطراب في الرواية لأن شعيب بن صالح هو قائد جيش الخراساني الموعود، ولا يظهر إلا بعد خروج السفياني لوضوح ان خروج السفياني والخراساني واليماني في يوم واحد في شهر واحد في عام واحد كما أشير إلى ذلك في رواية الإمام الباقر عليه السلام، ولكن على أي حال فإن من المؤكد أن خروجه سيكون قبل السفياني، ولكن وجود الإشارة إلى مقتله في مسجد دمشق يعزز الاعتقاد بأن مقتله سيكون بعد دخول جيش السفياني إلى العراق واجتياحه لتكريت، لأن من المسلم أن الشام قبل السفياني ستكون في مهب صراع الأبقع والأصهب، مما يجعل قتله في مسجد دمشق مريباً في تلك الفترة، اللهم إلّا أن نفترض أنه قائد مجاميع عسكرية عراقية تخوض صراعاً في داخل الشام وهو بعيد، وحيث ان الشام واضطرابها لا ينتهي إلا على يد السفياني حال انتهائه من معركة الكور الخمسة، ولأن السفياني سيقتحم تكريت، مما يجعل الاحتمال الأقرب هو أن يتم اعتقاله في تكريت من قبل جيش السفياني ويتم ارساله إلى دمشق ليتم قتله من بعد ذلك، والله العالم.
وقد توهم البعض بأن عوفاً هذا هو راية هدى، وكما ترى لا يوجد دليل على ذلك، بل الأقرب هو عدم هداه أصلاً وإن كان قتله على يد السفياني، لأن المنطقة المشار إليها هي حاضنة من حواضن المعادين لأهل البيت عليهم السلام، ومجرد قتله من قبل السفياني او جيشه لا يدل على هدى، لأنه كما أسلفنا في غير مرة أن السفياني سيقاتل النواصب قتالاً مريراً وسيحطم شوكتهم.
وما جاء في الرواية بشأن خروج شعيب بن صالح من سمرقند، فإن المقصود بها سمرقند العراقية وهي قرية من قرى الحدود الشرقية لواسط (كسكر) كما يشير إلى ذلك الحموي في معجم البلدان، وليس كما تصوره البعض بأنها سمرقند التاجيكستانية، خاصة وأن موضوع شعيب بن صالح قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه منحصر في قيادة جيش الخراساني المنقذ للعراق من السفياني.
118 - علي (الموقع الخاص):ما هي دوافع الحرب العالمية (هرج الروم ) وما هي أسبابها وما الذي يسبقها؟
علي (الموقع الخاص): ما هي أسباب الحرب بين الروم أو (هرج الروم(؟
الجواب: الروايات ساكتة عن التعليل لأسباب هذه الحرب، ولكن لكونها تأتي مباشرة من بعد الانفجار الكبير الذي سيلحق بدمشق وهو في تحليلنا انفجاراً نووياً، فإن من طبيعة حدث كهذا أن يحكي عن خرق كبير لنظام العلاقات الدولية، وهو في نفس الوقت يحكي عن تأزم كبير جداً بين الدول المعنية، خاصة وأن الانفجار الكبير سيسبقه تهديد مباشر، وكل هذا من شأنه ان يرفع التوتر في العلاقات العالمية إلى أعلى الدرجات التي يمكن لأي حدث صغير أن يفجّر هذه الحرب، وكما تعرفون أن الحرب العالمية الأولى تسبب بها مقتل المستشار النمساوي، ولكن هذا الحادث المباشر كان واجهة لتوترات عالية جداً بين المعنيين بهذه الحرب.
وما سيسبق هذه الحرب وفق حديث اهل البيت عليهم السلام الانفجار الكبير في الشام وخرابها، ثم الزلزال الكبير الذي سيضرب دمشق، ثم الانفصال الكردي السوري عن سوريا، وتأتي هذه الحرب من بعد ذلك ويعقبها الاحتلال التركي للجزيرة السورية.
119 - أسامة (الموقع الخاص): الحرب العالمية التي تحدثت عنها في الخطبة هل سيكون للشعب العراقي أو ارض العراق مشاركة فيها او ضرر منها سواء مباشر او غير مباشر وما حجم ذلك الضرر؟
الجواب: ما يبدو من الروايات الصحيحة التي تؤكد بأن من يسلم من هذه الحرب وينجو منها هم ثلث العالم، وتخصيص هذا الثلث بفئة يكون منها شيعة أهل البيت عليهم السلام، فإن العراق سيسلم من ذلك، ولا يشارك فيها، بل ربما كل المنطقة لا تشارك فيها، لأن التعبير الوارد في الرواية الشريفة هو أن الحرب تكون بين الروم أنفسهم، وما من إشارة لغيرهم.
120 - أسئلة متعددة في الموقع الخاص وفي الفيسبوك حول هوية السفياني واسمه، منهم من أشار إلى رفعت الأسد، ومنهم من أشار إلى جورج صبرة، ومنهم من أشار إلى ملك الأردن الحالي، ومنهم من أشار إلى العرعور، ومنهم من أشار إلى الرئيس بشار الأسد!!.
الجواب: بالرغم من أن الامل وطيد في أن يكون عصرنا هذا هو عصر بزوغ الفجر الإلهي، إلا أن تحويل الأمل إلى واقع نعيشه يحتاج إلى دليل حاسم، ولا نعتقد لحد هذه اللحظة بأن الدليل الحاسم قد أصبح في متناول اليد، بالرغم من وجود إمارات كثيرة تعزز هذا الأمل، ولذلك فإن الاستعجال باسقاط الأسماء الواردة في أحاديث علامات الظهور على أسماء معاصرة هو مغامرة من دون طائل، وقد تفضي لنتائج في غاية السوء على الواقع التعبوي للأمة، وأنا في الوقت الذي أنصح الأخوة الكرام بعدم الانسياق وراء هذا الأمر ألفت الانتباه إلى منهج أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال، إذ ان هذا المنهج اعتمد نسقاً توجيهياً للإبتعاد عن عملية التشخيص قبل حيان الموعد الدقيق لظهورها، فحينما يُسأل الإمام الصادق عليه السلام من قبل عبد الله بن منصور البجلي عن اسم السفياني يجيبه صلوات الله عليه بالقول رادعاً: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك الكور الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج[1]
وحينما تظهر إحدى الرايات الثائرة للخوارج في اليمن قيل للإمام الصادق عليه السلام: نرجوا أن يكون هذا اليماني؟ قال: لا، اليماني يتوالى علياً وهذا يتبرأ منه.[2]
ووفق الروايتين نرى أن الإمام صلوات الله عليه يعمد إلى التركيز على متابعة الأحداث والمواصفات قبل متابعة الأسماء، فالأسماء مرتبطة بهذه الأحداث والمواصفات وليس العكس، مما يعني أن كل المحاولات التي نجدها في الساحة اليوم من اسقاط أسماء معاصرة على الأسماء الواردة في الروايات تبقى في أحسن الأحوال افتراضية وليست حاسمة، وبالتالي فإنه لا يجوز لنا الالتزام بما يترتب من التزامات ارتبطت بالأسماء الواردة في الروايات.
ولا أجد أي طائل من السعي لتشخيص الأسماء، فإن لم يك كل ذلك من أجل إرواء الفضول الذاتي، فإنه لا أقل ليس السبيل الوحيد لاتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة للمرحلة التي ستتميز بها مرحلة تلك الأسماء، فلو قدّر أن معرفة السفياني تؤجج فينا روح الاستعداد، عندئذ نقول وهل أن الاستعداد مرتبط فقط بعهد السفياني أم أنه مرتبط بكل العهود، فتكليفنا مع إمامنا روحي فداه لا يرتبط بوجود فلان أو فلان، بل هو متعلق بكوننا ندين بالولاء له في كل الأحوال، والولاء لا نحدد سماته نحن، بحيث لا نفهم منه إلا الجانب العسكري أو ما إلى ذلك، بل الولاء يحدد من قبل الأئمة صلوات الله عليهم ظهر قائمهم أو لم يظهر صلوات الله عليهم أجمعين.
ولو قدّر أن العصر كان عصر اليماني الموعود، ولم أك قد شخّصت أن فلاناً هو بالفعل هذا العبد الصالح، فهل أن الواجبات التي أشير إليها في أحاديث اليماني ستترتب عليّ؟ من الواضح أن الواجب الشرعي هنا منتفي تماماً، لأن الواجب مرتبط بالعلم، ومن جهل به مفروغة ذمته.
على أن كل ذلك لا يعني أن لا نتحسس آثار تلك الشخصيات ونطلبها، ولكن هذا التحسس يجب أن يتبع القرائن والعلامات الدالة عليها كما وردت في الروايات الشريفة.
وعليه فإن كل الأسماء التي طرحت في أسئلة الأخوة ليست شغلنا الشاغل اليوم