|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.51 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرجل الحر
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 07-05-2012 الساعة : 01:42 AM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح
[ مشاهدة المشاركة ]
|
كان يجلسُ على أريكتهِ قرب سدرةٍ زرعها بيده في حديقة المنزل القديم
جاءت اليه تحملُ (( استكان )) الشاي ((ابو الهيل )) ناولتهُ له وابتسامةٌ محتالة تغمرها
نظر اليها بعينيه الرماديتين وهو يعرف لم هي تبتسم ..
فقال لابد وانكِ لم تكلفي نفسك صنع شايٍ جديد ..!
جلست بقربه أخذ يحدثها عما يحبهُ في هذا الوطن .. وعما هجرهُ في ذاك الوطن
وكلاهما لاوطن .. كان يحب الحديث عن الزعيم (( عبد الكريم قاسم ))
ويسميه ابو الفقراء .. لم تكن تقتنع بكلامه فتجادله وتناقشه الند بالند
لم يكن ليقتنع وماكانت تقتنع ولكنه كان يضع يدهُ على كتفها لينهي الحوار
يضمها اليه لتسند كل أوجاعها على يده التي طالما قدستها كتراب كربلاء ..
مازالت عالقة في مخيلتها آخر قبلةٍ زرعتها على يده
وهي تنهي معهُ حوارها الأخير على خشبةٍ باردة كالصقيع
لتخبرهُ أنها اليوم مقتنعة بكل ما كان يرويه لها عن الوطن
لأنها مذ سرت برودةُ جسدهِ على الخشبةِ لجسدها
أدركت أنها بلا وطن ..؛
|
آآه ,, انها موجعة حد الاعياء ,, ارى فيها حياة تولد و تنمو امام عينيه الفريدتين بلونهما ,, و تنتهي بحلقات من الذكريات وتراتيل رحيل تنزف من مكامن الوجع التي تناثرت دون انتظام فوق الضلوع ,, اراه حنيناً ,, بل استشعره كأنني استافه ,, يملأ صدراً لطالما تشقق عنه الحزن من الاعماق ..
ام جعفر ,, لقد ذهبتِ حيث تنام الجراح على مضض الالم ,, فرسمتِ وجعاً بلون الحزن الكامن خلف الضواحك ,, اتعرفين كم يؤلمني رحيل اولئك القديسين الذين حفروا الصخر ليمنحوا غيرهم النبض ,, فعلاً سيدتي كانت ارديتهم الدافئة التي تكتنف ضحكات طفولتنا ,, هي وحدها الوطن .
الروح ,, ام جعفر ,, الكبيرة جداً جداً ,, اشكر لك هطول زخات حزن الحنين الذي ازجاه قلمك الباذخ معنىً فوق مجدبات حرفي ,, شكراً لك
|
|
|
|
|