و تميز الاعتصام بالحماس الشديد الذي أظهره المشاركون من خلال الاستمرار بترديد الشعارات و الوقوف لمدة ثلاث ساعات أمام السفارة السعودية، وشارك في الاعتصام عدد كبير من العوائل بكامل أفرادها رغم رداءة الطقس و وقوع الاعتصام في منتصف الأسبوع و وقت الدوام الرسمي. و كان للمرأة العراقية دورا متميزا في التظاهرة مشاركة منها لأخواتها الأرامل و اليتامى و المعاقات من ضحايا الإرهاب التكفيري الوهابي في العراق. و تلون الحضور بألوان الفسيفساء العراقي حيث امتزجت أصوات العربي مع الكردي و الأيزيدي و الصابئي المندائي كلها تدعو السعوديين الى التحرك لوقف الإرهاب الممول ماليا و فكريا من الوهابية السعودية.
تضمنت الفعالية اعتصاما بالقرب من السفارة و مسيرة من أمام السفارة و قف خلالها المتظاهرون أمام باب السفارة لفترة يرددون الشعارات بحماس و حرقة تعكس شدة الغضب الكامن في صدورهم. ثم طافت المسيرة بين السفارات المختلفة المتواجدة في المنطقة ليعود المعتصمون الى موقع الاعتصام. و اختلطت الهتافات بدموع النساء و الرجال ألما على ضحايا العراق من جراء جرائم الوهابية السعودية. و استنكر المتظاهرون من خلال شعاراتهم اللامبالاة السعودية و عدم اتخاذ أي إجراء لوقف التحريض الوهابي لقتل العراقيين، و بالخصوص الشيعة منهم، و استمرار تزويد الإرهابيين بالأموال و الرجال السعوديين. و ألقيت في الاعتصام قصيدة بالمناسبة و عدد من الكلمات للإخوة المشاركين.
و قد أرسل المعتصمون رسالة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز تضمنت شرحا مفصلا لما يعانيه العراقيون من خيبة أمل لمواقف الدول العربية عموما و المملكة العربية السعودية خصوصا رافعين فيها عدد من المطالب أهمها:
1.ـ منع إصدار فتاوى القتل والتدمير والتكفير التي يصر رجال دين سعوديون على إصدارها.
2- تجفيف منابع الدعم المالي للإرهاب.
3 ـ التعاطي مع كل من يساهم في تأجيج الوضع في العراق، من السعوديين، من رجال دين وغيرهم، بنفس الطريقة التي يتم التعاطي بها معه فيما لو قام بنفس الفعل تجاه السعودية ذاتها.
4 ـ منع تدفق المغرر بهم من السعوديين إلى العراق للحيلولة دون تحولهم إلى قنابل بشرية تحرق العراقيين دون تمييز، والتعاطي مع كل سعودي يشترك في أي عمل إرهابي في العراق أو تثبت علاقته بالإرهابيين في العراق، بنفس الطريقة التي يتم التعاطي بها معه فيما لو ارتكب نفس الجريمة في السعودية.
5 ـ الوقوف على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب العراقي الأبي، وعدم إيواء المتآمرين على العملية السياسية في العراق، والرافضين للتداول السلمي للسلطة وفق الأسس الديمقراطية المعهودة، وإيقاف كل أشكال التعاطي معهم.
6 ـ دعم العملية السياسية في العراق وحكومته المنتخبة والمساهمة في إرساء قواعد الاستقرار فيه.
7 ـ إيقاف الحملات الإعلامية الداعمة للإرهاب والإرهابيين وتلك المضادة للعملية السياسية في العراق، كالخطب المثيرة للكراهية والفتن التي يلقيها مشايخ الوهابية وغيرهم من منابر المساجد وغيرها، وكالكتب والصحف و المواقع الالكترونية والمحطات الإذاعية والفضائيات التي تنشط في نشر الفكر التكفيري،سواء كانت سعودية أم في فلكها وبتمويلها.